أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - العمل الوطني المشترك هو السبيل لإنقاذ الثورة السورية















المزيد.....

العمل الوطني المشترك هو السبيل لإنقاذ الثورة السورية


محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)


الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العمل الوطني المشترك هو السبيل لإنقاذ الثورة السورية
د. محمود الحمزة – رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

بعد أن دفع شعبنا أثماناً باهضة على طريق الحرية والكرامة وصمد صموداً اسطورياً أمام توحش وبربرية عصابة الأسد وحلفائه، لم يشهد لهما التاريخ الإنساني مثيلاً، وبعد تجربة مريرة للمعارضة السورية غلب عليها الاخفاق والفشل في مواجهة استحقاقات وطنية تاريخية كان الشعب السوري وما يزال بأمس الحاجة إليها، والتي كانت ستقوي الصمود وتقرب الانتصار على نظام الأسد المجرم.
وبعد أن استدعى نظام الأسد مقاتلين طائفيين من كل أصقاع الأرض وعلى رأسهم الحرس الثوري الإيراني الذي كرس احتلالاً حقيقياً لسوريا، وبعد أن نجح النظام الخبيث وبدعم إيراني مثبت بخلق بؤر إرهابية (مثل داعش) جاءت لتكمل ممارساته الوحشية الهمجية التي تتلخص في إبادة جماعية يومية على مدى 3 سنوات للسوريين، لم يعد لنا كمعارضين، وداعمين للثورة، ووطنيين أن نستمر بنفس الروتين في خطابنا وأسلوب عملنا الذي تسود فيه الفرقة والاختلاف وتشبث البعض بامتلاك الحقيقة والإقصاء والتخوين. وبالرغم من وجود ظواهر سلبية برزت في مسيرة الثورة والتي لم تأت من فراغ بل نتيجة عوامل محلية تاريخية مرتبطة بطبيعة النظام القمعي الاستبدادي الطائفي وبعوامل إقليمية ودولية عنوانها أن لا أحد يرغب بانتصار الثورة السورية العظيمة، لأن انتصار الثورة يعني خلق هزة كبيرة في كيانات المنطقة والعالم.
ومن المعروف أن هيئات المعارضة في الخارج (المجلس الوطني والائتلاف) تأسست بداية بجهود وطنية ولكن بتأثير مباشر من قوى اقليمية ودولية بالرغم من تفاوت نسبة ذلك التأثير، أما في الداخل فتشكلت هيئة التنسيق الوطنية واتخذت خطاً سياسياً اشكالياً لأنه يقف بين الثورة وبين النظام، فكانت كمن يضع العصي في دولاب الثورة (يكفي أن نذكر بأن صالح مسلم المتحالف مع النظام يشغل منصب نائب رئيس هيئة التنسيق!!!!!). ولا ضرورة للحديث عن تيارات أخرى مثل تيار بناء الدولة وتيار التغيير السلمي بمن ضمت من شخصيات إما تتعاون مع النظام بشكل علني أو تروج لخطاب طائفي أو تلعب دوراً في تمييع أهداف الثورة وشعاراتها.
ولم تكن الحركة السياسية الكردية أفضل حالاً. فقد تخبطت معظم الأحزاب الكردية متأثرة بأجنداتها وعلاقاتها السابقة مع النظام، فلم تتخذ موقفاً واضحاً وقطعياً من الثورة بل تريثت لفترة إلى أن أسست مجلسها الوطني الكردي وانضمت لاحقاً إلى الائتلاف الوطني السوري، مقابل نشاط متزايد لحزب الاتحاد الديمقراطي (صالح مسلم) المدعوم عسكرياً وسياسياً من النظام السوري ومن جهات خارجية معادية للثورة. وأكثر ما يؤخذ على الأحزاب الكردية أنها تنظر إلى المسألة الوطنية من خلال عدسة القضية الكردية ولذلك فقد سال لعابها مراراً أمام مغريات الأسد بمنح الجنسية أو بتدريس اللغة الكردية أو بإعلان صالح مسلم إدارة ذاتية في مناطق التواجد الكردي في شمال سوريا بدعم ومباركة صريحة من المخابرات السورية. علماً أن الشباب الكرد كانوا في طليعة الحراك الثوري في مدن الجزيرة السورية وغيرها، ولذلك فقد عانوا من اضطهاد شبيحة صالح مسلم.
وهناك قوى معارضة وطنية عريقة انحازت للثورة منذ أول يوم بشكل مطلق وانخرطت فيها مثل إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي وتشكلت تجمعات جديدة شبابية ثورية وتنسيقيات ولجان المجتمع المدني. ويجب إعطائها الاهتمام الأكبر.
وقد أصدر إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي بيانا في 25/2/2011 دعا السوريين للمشاركة في انطلاقة الثورة وأن مملكة الصمت تتحطم على يد الشعب السوري الطامح للعيش بكرامة وحرية وفي ظل دولة القانون والمواطنة. وهناك قوى سياسية لم تحدد موقفها الرسمي من الثورة إلا بعد مضي أشهر، وأخرى شككت بالاحتجاجات واعتبرتها عملا فوضوياً وثالثة أيدت مزاعم النظام الخبيثة بأن هناك مؤامرة وأن المحتجين يتلقون توجيهات وتمويل خارجي. ويكفي أن نذكر بخروج 600 ألف متظاهر في حماه في يوم واحد وحوالي 400 ألف في دير الزور لندحض كل تلك الأكاذيب ونثبت بأن الاحتجاجات هي بداية ثورة شعبية عفوية استمرت إلى يومنا هذا وتجذرت إلى أن تجاوزت نقطة اللاعودة.
ويبرز سؤال كبير أمام السوريين وخاصة منهم السياسيين والثوار. ما هو السبيل لتحصين الثورة وإنقاذها من الانحرافات والأخطار المحدقة بها من الداخل والخارج؟ خاصة إذا ما لاحظنا بأن مفاوضات جنيف -2 لم تقدم نتيجة ملموسة وذلك يقترن بسلوك وفد النظام المتلاعب والمراوغ الذي يسعى لإطالة الوقت وإغراق وفد الائتلاف في التفاصيل. ومن جهة أخرى لابد أن نعترف بضعف إعداد الوفد المفاوض من قبل الائتلاف والذي وان كنا ندعمه ونتمنى له النجاح في مهمته الوطنية إلا أن ذلك لا يمنع من الانتقاد البناء من أجل أداء أفضل.
ويجدر الذكر بأن قيادة إعلان دمشق أصدرت رؤية للحل السياسي ومؤتمر جنيف-2 وأكدت تأييدها للحل السياسي ولمؤتمر جنيف 2 بشرط اعتراف النظام بجنيف-1 وأن تنفذ خطوات تمهيدية مثل وقف القتل والقصف من قبل النظام وفك الحصار عن المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة الأطفال والنساء. فقط بعد ذلك يمكن الحديث عن حل سياسي حقيقي يبدأ من تشكيل هيئة حكم انتقالية وطنية مشتركة بين المعارضة والحكومة (ممن لم تتلطخ أيديهم بدم السوريين أو بالفساد الكبير) ذات صلاحيات كاملة بحيث تشرف على المؤسسات الأمنية والعسكرية والرئاسية.
وبغض النظر عن نتائج مؤتمر جنيف 2، الذي لا نعول عليه كثيراً لمعرفتنا بأن النظام مازال يصر على الحل العسكري ويحلم بإجهاض الثورة وإعادة سوريا إلى حكم العائلة الفاسدة، مازلنا نتمنى من المجتمع الدولي والعربي أن يقوم بدوره الإنساني ومسؤولياته التاريخية في حماية الشعب السوري من الإبادة ودعم مطالبه في الحرية والكرامة ودولة القانون بعيداً عن المجرمين والقتلة.
لكي نحمي الثورة ونحصنها لا بد من عمل وطني مشترك نقوم به بالتوازي مع العمل الميداني والسياسي التفاوضي، لابد من توسيع دائرة العمل السياسي الثوري على أن يكون على قدم المساواة بين القوى الوطنية بكافة فصائلها السياسية والعسكرية التي حددت موقفها بوضوح من النظام، وأن نعتمد مبدأ الشراكة الوطنية والاعتراف بالرأي الآخر والتمحور حول شعار إسقاط النظام والمشاركة الواسعة في تنفيذ المرحلة الانتقالية التي تتطلب عملاً جماعياً شفافاً لحل مسائل صعبة وفي مقدمتها إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وخاصة الجيش وأجهزة الأمن وتحويلها إلى مؤسسات وطنية بامتياز لتشرف على تنفيذ العدالة الانتقالية وإعادة إعمار البلاد وإرجاع المهجرين السوريين إلى ديارهم وتأمين ظروف إنسانية لعيشهم ولاستقرارهم.
من واجبنا مخاطبة مكونات الشعب السوري الدينية والقومية مثل العلويين والأكراد والمسيحيين بلغة واضحة تؤكد على أهداف الثورة أنها موجهة ضد النظام الاستبدادي الفاسد وهي تعبر عن مصلحة جميع السوريين وستمنحهم حقوقهم في إطار وحدة الوطن والشعب، وأن المرحلة الانتقالية التي يقودها كل الوطنيين الشرفاء ستبدأ بتطبيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية لا مكان فيها للتعصب والاقصاء والاستئثار، دولة يسود فيها القانون ومفهوم المواطنة.
اعتقد أن التحضير لمؤتمر وطني شامل للقوى الثورية والمعارضة أصبح مطلباً للعديد من القوى الوطنية الغيورة على الثورة والتي اصبحت تخشى بحق من ضياع الثورة وهدر الدماء الزكية نتيجة لضعف أداء المعارضة السياسية وتخاذل المجتمع الدولي وضعف دعمه للثورة واستماتة النظام مدعوماً من حلفائه في إبادة السوريين ومحاولاته اليائسة لإركاعهم.
لا اعتقد ان المؤتمر سيعقد سريعاً ولكن فتح هذا الملف وتبنيه من قبل العديد من القوى والشخصيات الوطنية يؤكد على أن إرادة شعبنا قوية وحية وأن ثورتنا ستنتصر بوحدتنا في مجابهة نظام الإجرام والفساد.
إن من واجبنا العمل على إعادة روح الثورة الشعبية الوطنية الصادقة وذلك من خلال عمل وطني مشترك يهدف إلى تجميع القوى لمجابهة الأخطار المحدقة بالثورة والشعب والوطن.



#محمود_الحمزة (هاشتاغ)       Mahmoud_Al-hamza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا والصراع الدولي الجيواستراتيجي على الأرض السورية
- هل روسيا حقاً متمسكة بالأسد وعائلته؟
- لا تنسوا محافظة الحسكة وأهلها الطيبين
- الحرية لفائق المير ولكلّ المناضلين الشرفاء المعتقلين في سجون ...
- معضمية الشام رمز الصمود الاسطوري ودليل على أن الأسد أكبر مجر ...
- بعض الكلمات الى الموالين لنظام الاسد
- السياسة الروسية الرسمية والمعارضة السورية
- ملاحظات سريعة بمناسبة قرار مجلس الامن بنزع السلاح الكيماوي ا ...
- أما آن لنا أن نصدق مع أنفسنا ومع ثورتنا؟
- حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)
- تحيا الأخوة العربية الكردية (هر بيجي كرد وعرب رمز النضال)
- تضامنوا مع انتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة
- جمعة آزادي ومأزق النظام السوري
- بيان من المغتربين السوريين في روسيا
- يا للعار .. النظام السوري يساعد المجرم القذافي في ذبح الشعب ...
- نداء من مغترب عربي سوري من أبناء الجزيرة السورية إلى الشباب ...
- -شوايا- سورية سيسقطون نظام التعسف والفساد
- رسالة من شيوعي سوري قديم إلى الشيوعيين وكل الوطنيين في سوريا
- تساؤلات حول ماهية الاستقرار المزعوم في سوريا
- رد على مقالة ميثم الجنابي - تعزية صدام – طائفية أزلام وأعراف ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - العمل الوطني المشترك هو السبيل لإنقاذ الثورة السورية