أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ثمة تغيرات ذات طابع استراتيجي في المنطقة















المزيد.....

ثمة تغيرات ذات طابع استراتيجي في المنطقة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واضح بان المنطقة تشهد تغيرات تحمل ابعاداً استراتيجية،سيكون لها تداعياتها وتأثيراتها العميقة على الخارطة الجيوسياسية للمنطقة،فالمشروع الأمريكي الصهيوني- الأوروبي الغربي والمدعوم من قبل الحالمين بالخلافة بتركيا ومشيخات النفط العربي،والرامي بلغة هيكل"الى تقسيم المقسم" عبر سايكس – بيكو جديد قائم على تجزئة وتقسيم وتفكيك وتذرير الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها على أساس الثروات والطوائف والمذاهب قد تعثر بشكل كبير،وخصوصاً ان المراهنة على ان تكون مصر حجر الزاوية في هذا المشروع قد فشل بسقوط جماعة الإخوان المسلمين،وما تحقق من إنجازات في ثورة 30 يونيو/2013،كتراكم للإنجازات المتحققة في ثورة 25 يناير 2011،وصعود نجم القائد العسكري السيسي،وما يملكه من "كريزما" قيادية،وما قام به من خطوات جدية،من اجل ان تستعيد مصر موقعها ودورها العربي والإقليمي والدولي،واحداث حالة من التنمية الإقتصادية والإستقرار السياسي وتوفير الأمن والأمان للمصريين، ورفض التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي المصري،وصيانة وحدتها الجغرافية والحفاظ على سيادتها وصيانة كرامتها الوطنية،ومعالجة المشاكل والهموم الداخلية من فقر وبطالة وجهل وتخلف وغيرها، ونحن بعد ثورة 30 يونيو بدأنا نلمس أن هذا الرجل لديه رؤيا واستراتيجية متصادمة مع المشروع الأمريكي- الأوروبي الغربي في المنطقة،وما جري ويجري ليس في إطار وسياق تجميل صورة النظام،بل هي رؤيا للخروج من تحت المظلة والعباءة الأمريكية،وإحداث حالة طلاق وإفتراق عن مشروعها بشكل تدريجي،رغم كل محاولات الإحتواء والتطويع التي تمارس عليه عبر المال السعودي والخليجي،وما تقوم به القوى التكفيرية والسلفية وجماعة الإخوان من أعمال إرهابية من تفجيرات وإغتيالات وهجمات على الجيش والشرطة والمواطنين،وحرق وتدمير للممتلكات العامة والمقرات الشرطية والعسكرية في طول البلاد وعرضها،بهدف منع أي حالة استقرار وأمن في مصر من شأنها،ان تسمح له بتحقيق انجازات سياسية واقتصادية،بالإضافة الى الإبتزاز المالي من قبل امريكا بالمعونة العسكرية والدعم غير المباشر للجماعات الإرهابية والتكفيرية وجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك شعور المتولد لديه بأن سقوط الدولة السورية وتفكيكها،من شأنه ان يترك أثار بعيده المدى على أي حالة نهوض لمشروع قومي عربي قادم،فسوريا هي العمق الإستراتيجي لمصر،وسقوط الدولة السورية،يعني الإجهاز على مصر لاحقاً، وضمن هذه الرؤيا وعلى هذه الأساس احدث السيسي إنعطافة حادة في السياسة والإستراتيجية المصرية،وبدأ بخطوات جدية في هذا الجانب،حيث نجح الإستفتاء على الدستور،الدستور الذي يعبر عن إرادة المصريين ويكفل الحقوق ويصون الكرامات والحريات الشخصية لهم،على مختلف مشاربهم ومعتقداتهم وإنتماءاتهم الفكرية والسياسية والمذهبية،بعد ان كان نظام الإخوان السابق،قد فصل دستوراً على مقاسه،ليجعل منه دستوراً لكل المصريين.
ولكن التطور الهام جداً في تلك الإستدارة،قيام السيسي بزيارته لموسكو،وفي خطوة غير مسبوقة في تاريخ البرتوكولات الرسمية،يقوم الرئيس الروسي بوتين بإستقباله في بيته الخاص ويثني ويمتدح ترشحه للرئاسة المصرية،وكذلك يعقد السيسي الصفقات من أجل شراء كميات ضخمة ومتنوعة ومتطورة من السلاح الروسي،،وهذه خطوة لها الكثير من الدلالات والتأثير على السياسة والمشروع الأمريكي في المنطقة،فالرد الأمريكي على تلك الزيارة وما قاله بوتين وإمتداحه لترشح السيسي للرئاسة لم يتأخر،بل أشعل الضوء الأحمر أمام الإدارة الأمريكية،وباتت على قناعة بأن السيسي يخطو خطوات متسارعة نحو الطلاق مع الخيار والمشروع الأمريكي في المنطقة،وفي هذا السياق قالت الإدارة الأمريكية،بأن مسألة الرئاسة المصرية،ليست شأناً روسياً.
وثمة متغيرات أخرى تحصل في المنطقة،منها ما يحصل على الجبهة السورية،حيث ان النظام السوري بدأ يسيطر على الأرض ويمسك بشروط الحل السياسي،ولعل معركة يبرود- عرسال،والحسم فيها ستكون حاسمة لأي حل سياسي في سوريا،حل يفرض على الأطراف المشاركة في جنيف (3) بأن تكون الأولوية في التفاوض ليس لجهة تغيير النظام،والمرحلة الإنتقالية بالصلاحيات الكاملة،كما تريد ما يسمى بقوى إئتلاف المعارضة المشاركة في جنيف(3)،بل لمحاربة الإرهاب،والقيادة الإسرائيلية قالت بشكل واضح بأن نجاح النظام السوري وحزب الله في تدمير تحصينات يبرود،والتي هي أقوى من التحصينات الإسرائيلية،فإن هذا يعني بأن حزب الله سينجح في إقتحام التحضينات الإسرائيلية،ولذلك تعاظم قوته هذا يعني بأن لا مناص من شن حرب إسرائيلية عليه،التخوف والرعب الأمريكي والأوروبي الغربي والخليجي المشيخاتي وقوى الرابع عشر من آذار في لبنان،نابع من ان الحسم في تلك المعركة،يعني ان عليهم إستقبال ألآلاف الإرهابيين والقتلة الداخليين الى لبنان،والمخاطر المترتبة على عودتهم لبلدانهم من بعد ذلك ووصول الإرهاب الى عقر ديارهم.
والمتغير الإستراتيجي الآخر هو،ان هناك تسليم امريكي بأن ايران سواء امتلكت السلاح النووي أو لم تمتلكه،أضحت قوة إقليمية لها مصالحها ودورها وتأثيراتها الكبيرة في المنطقة،في أكثر من ساحة ومنطقة من أفغانستان ومروراً بالعراق فسوريا ولبنان وحتى فلسطين والخليج العربي،وبالتالي،هي لم تستطيع ان تفعل معها كما فعلت مع العراق من غزو وتدمير وإحتلال،لكي تبقى اسرائيل قوية ومتسيدة في المنطقة،فهي ستلتزم معها في الإتفاق حول مشروعها النووي،لأن ذلك مصلحة امريكية بالدرجة الأولى،وهي لن تسمح لا للسعودية ولا لإسرائيل بتخريب هذا الإتفاق،فإيران قادرة على ان تلحق خسائر كبيرة في المشروع والمصالح الأمريكية في المنطقة،إذا ما حاولت الإعتداء عليها.
هذه المتغيرات ذات البعد الإستراتيجي،قد لا تظهر نتائجها بشكل سريع جداً،ولكنها تكون ملامحها وشكلها وطبيعتها قد ترسمت بشكل كبير في السنوات الخمسة القادمة،وهي قد تمس بشكل جدي المشروع الوطني الفلسطيني،فالبقدر الذي تتوحد وتصمد الحلقة الفلسطينية،بالقدر الذي يمكنها من الإفادة من تلك المتغيرات،ولذلك نرى بأن الإدارة الأمريكية ودولة الإحتلال،مع عدد من مشيخات النفط والكاز العربي،يستعجلون الإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني،قبل أن تحسم تلك التغيرات الإستراتيجية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بديل عن تكامل الجهد الشعبي لمواجهة مخططات تهويد وأسرلة ال ...
- أنقذونا من حفلات ودروع التكريم
- ثمة تساؤلات مشروعة
- لماذا تريد السعودية القفز من-التعاون- الى -الإتحاد- الخليجي. ...
- جنيف (3) جنيف الحسم
- تمديد وحل إنتقالي
- في ذكرى الحكيم
- مصر على خطى سوريا
- جنيف (2) لتنفيس الفرقاء وجنيف (3) الحسم
- لماذا كل هذا الخذلان للقدس..؟؟
- مفارقات فارقة
- اسرائيل....تحريض وانتهاك مستمرين...!!!
- هل سيضعنا جنيف(2 ) أمام نظام إقليمي جديد..؟؟
- لماذا يا -جزيرة-قطر..؟؟
- -الملاقط- البشرية
- الحكيم الذي غادر مبكراً
- قطر والإخوان حب وزواج فاشل
- ما المطلوب بعد فشل جولة كيري العاشرة...؟؟؟
- لا تتركوا أسرى الداخل وحيدين.....؟؟
- الفتنة المذهبية والطائفية على أبواب بيروت


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ثمة تغيرات ذات طابع استراتيجي في المنطقة