|
جدلية البيضة والدجاجة في جنيف 2 :
ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جدلية البيضة والدجاجة في جنيف 2 :
أشغلونا ملياً بتصريحاتهم الصحفية وجولاتهم المكوكية ، وتاه الاخضر الابراهيمي كما تاه الشعب السوري المتلهف لنهاية تأتي كيفما اتفق تحمل بعضاً من أحلامهم وتوقف نزيف الدم . أيهما يستحق أن يطرح على الطاولة قبل الآخر ويكون سبب وجوده وضامن له ، وقف العنف /أو الارهاب ..أولاً حتى تتكون بيئة مناسبة للانتقال الى مرحلة التفكير والنقاش بالهيئة الانتقالية التي ستقود المرحلة التالية ما بعد جنيف 2 وفق تسلسل البنود تباعاً كما وردت في وثيقة جنيف 1 . أم العكس هو الصحيح أهم فالمهم فالاقل أهمية ... وجهتا نظر يسعى كلاً من طرفي التفاوض بالدفاع عن فكرته ويحاول تسويقها اعلامياً حتى تؤدي مهمته الاولى دورها المرسوم بتعرية الطرف الاخر امام المجتمع الدولي لكسب الود ..دون الاهتمام بالنتائج المرجوة على الارض . البيضة أم الدجاجة : =========== 1- وجهة نظر وفد أسد ( بدون أل التعريف ) ، يتمسك كعادته بحرفنة لعبة السياسة والتفاوض ، يبدي موافقته بوثيقة جنيف التي رفضها سابقاً بعد أن عثر فيها على الكثير من التفاصيل التي ستساعد على إغراق التفاوض في لجة التفاصيل تبعاً لما صرح المعلم قبل شهور ( سنغرقكم بالتفاصيل ) . بعد أن صرّح أيضاً ( سنمسح أوروبا عن الخارطة ) الخارطة السياسية طبعاً ...كان استهلال هذا الوفد مقززاً يخرج عن آداب التفاوض والدبلوماسية بشكل مقصود والذي تجلى في كلمة المعلم الذي أغلق أذنيه عن سماع جرس الوقت لمرات متكررة . بطريقة استعراضية وبلغة خشبية ملّها العالم . يصر وفد أسد على التمسك بشكليات وثيقة جنيف بأن تتناول جلسات التفاوض الفقرات الست بالترتيب كما وردت والاستهلال بقضية وقف العنف وأضاف اليها مصطلح شائك ( محاربة الارهاب ) ليقنع العالم ان ما يجري في سوريا هو محاربة للارهاب وليس إبادة مواطنين مدنيين وأنه حرب طائفية تشنها مجموعات ذات توجه ديني متشدد وطائفي ضد طوائف الاقليات الاخرى . أو صراع مسلح اجتمعت فيه مجموعات جاءت من الخارج لتدمير الحكم والدولة ...محاولة من هذا الوفد تقزيم وتصغير هامش التفكير حول مشروعية الثورة الرافضة للنظام وتحاول التغيير ..هنا يكمن البند الأهم أما البند الثاني يدور حول خلق بيئة مناسبة للسياسة فإن تم وقف العنف ( والارهاب ..-حسب وصفهم - ) ستخلق أجواء تساعد على الحركة والعمل السياسي تدعو الى الانتقال للتفكير بالانتقال الى البنود الاخرى وآخرها النقاش حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ...وهنا في هذه المرحلة سندخل في دوامة الفرق بين حكومة وحدة وطنية او حكومة انتقالية أو هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات . أما البعد الاخطر أن مقررات جنيف 2 ستكون تحت وطأة البند السابع من ميثاق الامم المتحدة والتي تبيح لمجلس الامن استخدام القوة لتنفيذ نتائجه ..هنا طبعا الفيتو الروسي جاهز ليوقف اي قرار يهدد وجود نظام أسد . 2- وجهة نظر الائتلاف : تتمحور ضرورة الاصرار على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة قبل الخوض بأي تفاصيل أخرى لعدة أسباب حسب ما يظهر للمتابع أولها فقدان المصداقية بالوفد الاخر والنظام الاسدي من خلفه نتيجة التجربة المريرة التي عايشها الشعب السوري على مدار العقود الاربع الماضية عموماً والثلاث سنوات الاخيرة فترة الثورة السورية . اضافة لافتقار وفد الائتلاف للتجربة والخبرة واعتماده على استدرار التعاطف الدولي اتجاه مأساة الشعب السوري ، ذلك التعاطف المتراجع تدريجيا ً تبعاً للتشويه الاعلامي الذي طالته الثورة من قبل النظام ومن قبل الاخطاء المتكررة وظهور التيارات المتشددة على الارض والتي بات العالم يخشاها ويخشى تناميها . يضاف الى ذلك أن تأجيل هذا البند وهو الغاية الاكثر الحاحاً في جنيف من وجهة نظر الائتلاف .والتركيز على محاربة ( العنف /والارهاب ) سيفتح المجال ملياً لمساحات أكبر للنظام ليظهر فيها بمظهر المنتصر مما سيزيد من شعبيته على المستوى الداخلي خصوصا ًمع وجود مجاهيل كثيرة حول توصيف الارهاب وكيفية آليات وقف العنف والجهة المخولة بذلك والرعاية الدولية التي ستفتح المجال لدخول قوات اممية تمنع انتشار الثورة (مدنيا وعسكريا ً ) ويعطي مشروعية أكبر لبقاء السلطة الاكبر لقادة الاجهزة الامنية مما يضعف الائتلاف ويفقده عناصر قوته التي هي قليلة بالاصل ..مع ضرب حصار على القوى العسكرية في الداخل من جيش حر الى تشكيلات أخرى ذات طابع اسلامي معتدل أو متشدد .. مما يستتبع تحويل الصراع بين شعب معارض تدعمه المعارضة بمواجهة نظام قتل وقمع ...الى فريق رافض لما حصل ولا يعترف الا بالقوة كوسيلة حلفريق مؤلف من النظام والمجتمع الدولي والطرف المؤيد لجنيف والائتلاف .
السيناريو الاكثر ترشيحاً :
مما يجعل معه حصر الصراع حول نظام له مشروعيةمدعوم دوليا ً ( بموجب اتفاق دولي جنيف 2 ) يسيطر على جيشه والعصابات التي تقاتل الى جانبه بمواجة مجموعات خارجة على القانون وتعيث في الارض فساداً وتتحدى المجتمع الدولي وتهدد السلم والامن الدوليين . وحتى يخرج الائتلاف وعرابيه بمظهر المنتصر الذي حافظ على ثوابت الثورة ( ذر الرماد في العيون ) أو على الاقل ( ما كان بالامكان أفضل مما كان ) ستتوقف البرامي المتفجرة التي تحصد الارواح ..وينخفض معدل الموت اليومي حتى يشعر المواطن السوري بشيء من التغيير ..ويسعى كل جهده لبقائه ورفض اي عودة الى مرحلة البراميل . كما سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ( كما يصر وفد النظام على تسميتها كذلك ) تحوي بين جنباتها أسماء من نجوم المعارضة ..مع بقاء صلاحيات الرئيس ولو جزئياً لا لتهمشهم بل لتعيق حركتهم سياسياً ...مع تغيير الوجوه المعروفة أمنية وتغييبها عن الظهور وتكرار اسمها ...هنا ستفقد الثورة بشقيها بريقها وأسباب وجودها وستقمع بضراوة أشد من ذي قبل وربما بأيادي مشتركة من قبل الجيش الحر والجيش النظامي عبر إدماج كتائب الجيش الحر في الجيش النظامي واستيعابهم تحت مسمى إعادة هيكلة الجيش . كل ذلك يجري رسمه والانتخابات الرئاسية الجاري التحضير لها على الابواب علما أن الدستور الغير معترف به يبيح لرئيس الدولة البقاء في سدة الحكم لحين انتخاب رئيس جديد دون مدة محددة علما أنه يمتلك ورقة أهم لاطالة هذه المدة وهي حل البرلمان ... كما يلعب النظام كعادته بكل الاوراق ..ويجري اتصالاته السرية مع بعض الاطراف المحسوبة على المعارضة بحضور اطراف دولية مؤثرة في الملف السوري في مدينة ( بيرن السويسرية ) جنبا ً الى جنب تلازماً مع جولات جنيف 2 كما تم تسريبه سابقاً . إضافة التي تسريبات صحفية حول اجتماعات مع الاخوان المسلمين واعداً اياهم بالغاء القانون 49 سيء الصيت ثم تشكيل حكومة لهم الباع الطويل فيها .. كما تطفوا على السطح محاولات حثيثة لتشكيلات وهمية ومؤتمرات تحاول ان تتكاثر كالفطر ليزج بها النظام في اول تجربة للقاء وطني لكافة الاحزاب والتشكيلات على مبدأ ( كل نفسك قبل أن يأكلك السوق ) مما يقلل فرصة حصول المعارضة الحقيقية على حصة في تقاسم كعكة الوطن ..ويبقى شلال الدم يجري والمواطن هو الضحية ...ويتكرر السؤال المتعب من جاء قبل البيضة أم الدجاجة . ... والله أعلم .
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متعة
-
سورية ماذا بعد الآتون ؟ :
-
سعاد وخيمة اللجوء :ق ق ج
-
نيلسون ما نديلا من رئيس لجماعة مسلحة الى رمز عالمي لنبذ الان
...
-
إياكم ألا يسقط نظام الأسد :
-
البِيّاع :
-
حول خروقات السلطات الاردنية لاتفاقيات اللجوء :
-
ماذا يعلمنا القرآن في تيه بني اسرائيل :
-
الذاهبون الى جنيف 2
-
الإرهاب والدين .
-
التمييز بين العنف والإرهاب :
-
شبيحة الاسد تذبح مواطن اعزل بالسكين :// دراسة تحليلية .
-
مَن يحدد خيارات الشعب السوري ...
-
متابعات حول المجزرة :
-
المسكوت عنه في الثورة السورية (2)
-
قصص قصيرة عن الثورة وللثورة المعراج الاول
-
عن القضاء والفساد ومشروعية النظام ومصيره
-
الديموقراطية و صندوق الاقتراع :
-
نحن رواد حضارة عنوانها الاسلام
-
المسكوت عنه في الثورة السورية (1) لماذا هي حرب استنزاف ؟
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|