أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لماذا جاء يسوع؟














المزيد.....

لماذا جاء يسوع؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ٍلم يأت يسوع إلى هذه الدنيا لكي يأخذنا معه إلى النار كما يفعل الذي يعتقد أنه نبي ورسول, لم يأت يسوع ليحرر الأرض من الطغاة,بل جاء ليحرر القلوب من طغيانها الذي أدى إلى إفساد الحياة بكل أشكالها وألوانها, يسوع والرب أشفقا علينا جميعا وتوصلوا إلى نتيجة مؤداها أننا كبشر خطاءين لا نستحق العذاب لا في الدنيا ولا في الآخرة, لأننا بصراحة لا نقدر على تحمل هذا العذاب,ولا نقدر على أن نتحكم بمشاعرنا وبقلوبنا الضعيفة, إننا أناس بسطاء جدا وأبسط مما تتصورونه جميعا, إننا نرتجفُ من البرد ونعرق من حر الشمس,ولا نحتمل لا هذا ولا ذاك, لذلك جاء كضرورة حتمية ليحمل عنا, أنت أيها القارئ,أفلا تشفق على ولدك أو ابنتك وهي تحملُ أشياء ثقيلة؟ فالرب نفس الشيء يشفق على أبناءه وهم يحملون هذه الحياة بكل ما فيها من متاعب.

الله لم يخلق لنا النار لكي يعذبنا فيها بل لكي تكون هي أيضا خادمة لأبنائه, كل شيء وضعه يسوع في خدمتنا,كل شيء وضعه من أجل أن نرتاح من التعب.. يسوع لم يأتِ إلينا لكي يضع النير على أكتافنا, يسوع لم يأت إلينا لكي يزجنا في المحاكم وينتقم من..الم يأتِ يسوع إلى هذه الدنيا لكي يعذبنا فيها عذاب الأولين والآخرين والسابقين والقادمين, بل جاء لكي يفتح لنا باب السماء على مصراعيه بعد أن نؤمن بالخلاص وبعد أن نؤمن بالمحبة ونفعلها أمام أعين الرب والناس ليكون هو شهيدٌ علينا ولتكون الناس أيضا شاهدٌ علينا, يسوع جاء ليملئ قلوبنا بالفرح , لم يعدنا بالعاهرات الفاجرات في جنته, لم يكترث لقوة الذكر الجنسية ولم يعد تلاميذه يوم القيامة بقوة 100حصان لكل تلميذ, يسوع لم يأتِ إلينا لكي ندافع عنه بل جاء هو ليكون محامي الدفاع عنا أمام الآب السماوي.

المسيح لم يأتِ إلى هذه الدنيا لكي يحرمنا من متع الحياة, المسيح لم يأت لهذه الدنيا لكي يقتلنا إن لم نؤمن به, لقد جاء ليحمل عنا العذاب ذلك أننا ضعفاء ولا نستطيع أن نحتمل كل هذا العذاب في هذه الدنيا المليئة بالأشرار, المسيح خلصنا من شرورنا وويلاتنا ونظف قلوبنا مما علق فيها من أوساخ الدنيا.. المسيح لم يأتِ إلى هذه الدنيا لكي يضعنا في تجربة أمام الأب السماوي, المسيح جاء ليعلمنا كيف تكون المحبة وكيف نتعامل مع أصدقائنا وأحبابنا وأعدائنا, لم يأتِ ليأخذ الجزية من اليهود إن لم يؤمنوا به ولا من الكنعانيين ولا من أبناء الديانات الأخرى, ولم يطلب من تلامذته أن يكسروا السيوف على رؤوس المخالفين لشريعته , المسيح يحبنا جميعا سواء أكنا أخيارا أم أشرارا لأنه يعلم ما ليس نعلمه , المسيح جاء ليرسم على وجوهنا الابتسامة تلوى الابتسامة من خلال كلمة الأب, جاء ليملأ حياتنا بالسعادة الأبدية , جاء ليزيل التوتر العصبي من حياتنا, أنا شخصيا منذ اللحظة الأولى التي عرفته بها زال التوتر العصبي من حياتي وهذه أكبر معجزة شاهدتها بعيني, المسيح حين ذهب لم تذهب معه المعجزات مثل باقي الأنبياء والرسل, الأنبياء والرسل حين ذهبوا ذهبت معهم آياتهم ومعجزاتهم, ولكن معجزات يسوع ما زالت تتكرر في كل لحظة من حياتنا ولو تأمل كل شخصٍ منا حياته سيكتشف فورا المعجزات التي تحدث معه وكلها من صنع يسوع الذي ينكر الجميع فضله عليهم.

إننا كل يوم نعقد برتوكولا جديدا واتفاقية جديدة على المحبة , وإننا بعد كل قصة حب معه نذهبُ إلى فراشنا لننام وقلوبنا ممتلئة بالمحبة , وإننا بعد كل قصة حب نمارسها معه نذهبُ إلى فراشنا ونحن غير قادرين على إغماض أعيننا من كثر المحبة الممتلئة فيهما..وإننا بعد كل قصة حب معه نجد الفرح والسرور قد دخل إلى قلوبنا جميعا,ونجد حياتنا قد تغيرت بعد أن تكون سمعة غيرنا وسمعة الكثير من أمثالنا قد أصبحت على المحك,إنه يُذوّبُ أحزاننا كما يذوب الملح في اللبن, ذلك أن الملح حين يذوب في اللبن يختفي منه الطعم المزعج واللاذع.

يسوع لم يأتِ إلى هذه الدنيا ليأخذ منا بل جاء لكي يعطينا لا لكي يتسلق على أكتافنا كما يفعل أبناء البشر,من المستحيل أن يكون المسيح بشرا عاديا كما يتوهم ذلك بعض الناس, فالبشر وأنا واحدٌ منهم يعيشون فقط من أجل أنفسهم وقد لا ينتفع منا أي شخص آخر باستثناء بعض الأحبة والأقارب الذين يتوددون لنا ونتودد لهم, ومن الصعب أن نجد إنسانا يعيش من أجل الملايين, بل دائما الملايين من الناس يموتون من أجل أن يحيا حاكم واحد أو لص واحد, والمسيح على العكس من كل ذلك افتدانا بدمه من أجلنا نحن ومن أجل الأجيال القادمة.. إنه يفدي كل الناس القريب منهم والبعيد لذلك هذه الصفات ليست صفات بشرية, فواحد يموت من أجل المليارات من الناس لا يمكن أن يكون شخصا عاديا أو بشرا, فحاشا لله أن يكون بشرا بل هو ابن لله بالمعنى الاصطلاحي للكلمة واللغوي أيضا.

المسيح لم يأت ليخلص نفسه من العذاب, بل هو أصلا وفصلا جاء لكي يتعذب من أجلنا نحن البسطاء الضعفاء الذين لا نقوى على هذه الحياة, جاء لهذا الغرض بالذات, جاء لينقذنا من سباتنا وأحلامنا وقلوبنا, المسيح لم يأتِ لكي نفتديه نحن على الصليب, وكان بإمكانه أن يرتجي وأن يقول للناس: خلصوني من عذابي,ولكن لكونه قد جاء ليخلصنا نحن فقد مضى إلى الصلب بكل عزٍ وبكل كبرياء وبكل شجاعة, بصراحة؟ كان يعرف ماذا يصنع.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوزيف المسيحي
- اختبرت يسوع
- إلى يسوع
- صلاتي ل يسوع
- أحببت يسوع
- اعتدت على الحياة مع يسوع
- الحياة بدون يسوع
- سألوني عن يسوع
- يسوع 2
- من أين جاء أسم محمد؟
- الاقباط أول من بنى الكعبة من الحجارة
- الإسلام هو المشكلة
- الميثولوجيا القرآنية
- أهل الميئين
- القرآن زور التوراة والإنجيل
- الحك بالحجر الأسود
- الله أرسلني للمسلمين وليس للمسيحيين أو اليهود
- الشفاعة
- التكنولوجيا الاجتماعية
- الأخلاق الجديدة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لماذا جاء يسوع؟