|
هل يحق لي -الاختلاف- مع لينين ..؟!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 10:18
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
هل يحق لي "الاختلاف" مع لينين ..؟! قبل أن أبدأ بودي "الاعتراف " بالمونولوج الداخلي الذي أجريته مع نفسي ، حينما فكرت ، بأن أتجرأ على الاختلاف مع فلاديمير ايليتش ، خاصة من على صفحات موقع يساري ما زال "يعتبرني " كاتبا من الدرجات الدُنيا !! حدثت نفسي بأنني أقوم بمُغامرة غير محمودة العواقب ، فسوف "يتصدى " لي البعض ببعض القسوة مُتهما اياي بالتطاول على هذه القامة الفكرية العظيمة ، " ومن أكون " حتى أعترض على "رأي " لينيني .وقد يتهمني البعض بالزندقة الفكرية والبعض الاخر ب "الكفر الصُراح " . لكن قسما أخر ، سيقول في سره : "هذا واحد أخر ،يبحث عن الشهرة ، ويبحث عن الاضواء ، ولا يهم الوسيلة التي يستعملها للحصول على مُبتغاه " ..!!! وسيفرح قوم أخرون ، لأنني "اختلف " مع لينين ، من على منبر يساري ، ماركسي لينيني ..!! الحق ، الحق أقول لكم ، لقد جَبُنتُ وترددت ، لكنني حزمت أمري ، واستجمعت اطراف شجاعتي ، وحملت روحي على راحتي (كما قال شاعرنا ) ، وقررت المُخاطرة ، وليكن ما يكون ..!! ولكي أخفض "سقف التوقعات " ، فأن خلافي مع فلاديمير ايليتش ، يتعلق "برأيه " المنشور حول الحب الحر ، المنشور على صفحات الحوار لأكثر من مرة . ويأتي نشر هذه الرسالة متزامنا مع " فالانتاين دي" ، أو باسمه الشعبي يوم الحب . حيث يُقدم "العُشاق " لحبيباتهم الورود الحمراء مُرفقة بالشوكولاتة ، كتعبير رمزي مادي عن المشاعر التي يحملونها ، أحدهما للأخر . وللتأسيس لوجه اختلافي مع لينين ، فأنني استبق الامر ، بالقول ، بأن ماركس كان من السباقين الى تقرير الحقيقة القائلة بأن الوعي يتحدد أو يُخلق نتيجة الواقع الموضوعي ، وليس العكس . وبما أن الواقع الموضوعي هو متغير وليس ثابتا فأن الوعي هو بالضرورة متغير وليس ثابتا . ويتغير الواقع الموضوعي ايضا نتيجة للتطور العلمي والاجتماعي ، والتحولات الاقتصادية ، وبما أن فلاديمير ايليتش ، عاش حتى العقود الاولى من القرن العشرين ، فبالتأكيد فأن الواقع الموضوعي حينها ، يختلف اختلافا جذريا عن واقعنا الموضوعي في بدايات القرن الحادي والعشرين . فالبشرية مرت بتحولات هائلة على كافة الصعد المادية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ووسائل الاتصال والمواصلات ، والتي ، لم يُعايشها لينين . وأحد هذه التحولات أو لنقل الانجازات العلمية العُظمى ، هو البحث العلمي والكشوف في مجال بحوث الدماغ ، ومسؤولية كيمياء الدماغ عن المشاعر . ففي حينه ، سادت نظريات علمية "اعتقدت " بالفصل الميكانيكي بين النشاط الروحي والجسد ( بل اعتقد البعض بان المشاعر هي خارج الجسد المادي وما زال هذا الاعتقاد سائدا في بعض الاوساط ) ، وهذا لم يكن رأي الماركسيين على كل حال . وكنتُ قد كتبت مقالا بعنوان رأي في الحب ، يقتبس اقوال بعض الباحثين في نشاط الدماغ ،هذا رابطه : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387562 واعتمادا على الكشوف العلمية ، لا يُمكننا الحديث عن الحب كفعل ارادي ، ولا حتى عن الجنس (اذا كان المقصود بالحب الحر ، هو ممارسة الجنس مع من هب ودب )، فإدمان الجنس ، هو كأي نوع من الادمان يعتبره البعض خللا ، ناهيك عن أن السلوك الجنسي "المتحرر " ، قد يكون عارضا لتعرض "مُمارسه " للاعتداء الجنسي أو للاغتصاب . أما نقطة خلافي الثانية مع فلاديمير ايليتش ، فهي حول تصنيف الحب الى بروليتاري وبرجوازي . أذا لم يكن الحب "اراديا " بمعنى أنه خارج عن الارادة الفردية ، فكيف يُمكنه أن يلتزم بالتصنيف الطبقي ؟؟فقصص الحب بين ابناء طبقات مختلفة روتها ملاحم شعرية وروايات كثيرة ، حتى أن الهة الاوليمبوس عشقت بنات البشر ، كما حدثتنا الاساطير اليونانية . وقد يكون المقصود بالحب "الطبقي " ، هو شكل تعامل البروليتاري مع من يحب ، وكذا العاشق البرجوازي ..!! فطبيعة حياة البروليتاري لا تترك له وقتا كبيرا "لتشذيب " تعامله والتعبير عن مشاعره ، والباسها لبوسا برجوازيا "طقوسيا " ، أو "تكريس " ذاته بالمُطلق لهذه الطقوس . أو أنه يتوجب على البروليتاري أن "يُحقق المساواة التامة " ، في حياته العائلية أو علاقته العشقية . مساواة في المسؤوليات والواجبات . نستخلص من هذا بأن شعور الحب ، وفي جوهره ، مُتشابه لدى بني البشر ، لأنه ينبع من الدماغ ونتيجة مباشرة لكيمياء الدماغ . لكن الفروق "الطبقية " تظهر في اشكال التعبير عن هذا الشعور . والتطور العلمي ودوره في حصول علاقات كانت ستكون مستحيلة ،نأخذ مثالا بسيطا ، عن دور التقدم العلمي الهائل في وسائل الاتصال والمواصلات ولنسأل ، هل كان بالإمكان ، أن تحصل حالات حب بين الاوروبيين والشرقيين ، بهذا القدر ، في بداية القرن العشرين ؟ مثلما هي اليوم ؟؟ فسهولة التنقل والتواصل "خلقت " واقعا "مختلفا " ، حتى على صعيد المشاعر ..!! لكن ، ومع كل ما قيل ، فأن "الكيمياء " مع كل انصياعنا لقوانينها ، فأنها لا تُعفينا من تحمل مسؤولياتنا (ذكورا واناثا ) ، مسؤولياتنا تجاه حياتنا المُشتركة ، تجاه ابناءنا ، وتوفير كافة الظروف البيئية – الاجتماعية والمادية ،لتطورهم والحفاظ على سلامتهم الجسدية والنفسية . كما وأنها لا تُعفينا من واجب الاخلاص لشركائنا وشريكاتنا في الحياة ، محبتهم ومُرافقتهم في السراء والضراء . واخيرا حبي الشديد ، لشريكتي ، وكل عام وانت بخير ، يا أعز انسانة .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- نصائح أخلاقية -بالألمانية ..!!
-
عبودية مُعولمة حداثية ..
-
نور السلف المنير في تحويل البشر إلى حمير
-
-اكسترا هيوج -...
-
أين هم العقلاء من العرب والمسلمين ..؟؟
-
ربيع المرأة الفلسطينية ..؟؟!
-
أرفع الاوسمة ... وحصلتُ عليه ..!!
-
وهمَت به وهَم بها ..الاستعلاء الثوري .
-
شرعية النص وشرعية فرض الامر الواقع ..
-
الفقير والبروليتاري : عدوان أم توأمان ؟!
-
أين هي البروليتاريا ..؟؟!!
-
البروليتاريا حب الذات والمشاعر ..
-
ماركس ما بعد السخرية أو الغضب ..!!العقل في مقابل النقل ..
-
ما بين الدين ، العنف والعنف الديني ..
-
نحن وانتم ...
-
يا فرحتاه ..أصبحت مُهما !! لقد أغضبت -ماركس -..
-
ماركس يستشيط غضبا .
-
البحث عن زعيم ..
-
يا عبد الزهرة ..!! ماذا ظننت ..؟؟
-
الاحتلال والاقتصاد ..
المزيد.....
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|