أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فهيم - تهافت الغنوشية و فقهاء الإرهاب إلى الشهيد مهدي عامل















المزيد.....

تهافت الغنوشية و فقهاء الإرهاب إلى الشهيد مهدي عامل


محمد فهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإرهاب يشبه ذلك الإله الوثني مردوخ الذي لا يشفي غليله إلا شرب الدماء في جماجم ضحاياه)) العفيف الأخضر ))

حينما أفحم المفكر الحداثي الشهيد فرج فودة ،جحافل الظلام في المناظرة الشهيرة ، حول الدولة الدينية والدولة المدنية ، وجدت الجماعة الأصولية ذاتها منهزمة فكريا أمام خصم علمي وعقلاني عتيد، يستعصى دحره بطريقة معرفية و ذهنية ، فسلكت نهجها الإرهابي الفاشي ، باغتيال احد اكبر المفككين لظاهرة الإسلام السياسي في التاريخ المعاصر.
وهو المسار الوحشي ذاته الذي دشنت به الدولة التيوقراطية ، دولة ولاية الفقيه الشيعية عهدها الظلامي في إيران، بقتل المفكرين والمثقفين ، كما الدموي حسن الترابي في السودان ،بشنقه للمفكر محمود طه ، وحزب الله السفاك ،بتصفيته الجسدية للشهيدين المفكرين مهدي عامل وحسين مروة ، والجماعة الاسلاموية الجزائرية المسلحة والذابحة لما يزيد عن ستين بين مثقف وشاعر .
ينطبق ذلك على الأصولية التونسية أكثر الأصوليات تخلفا وضحالة وبؤسا، بتدبيرها للمؤامرة الدنيئة ضد المفكر العلماني العقلاني العفيف الأخضر صاحب نظرية أو لنقل إستراتجية تجفيف ينابيع الأصولية والإرهاب ، بدءا من المدارس والجامعات . في سياق تأسيس تعليم تنويري يشيع ثقافة الاختلاف والتسامح بين الأديان والإيديولوجيات ، وينبذ ثقافة الإرهاب والحقد والكراهية و الإقصاء وتكفير الآخر،كمدخل أساسي للحداثة والانفلات من عصور الظلام التي " يبشر"بها زعماء النازية الجدد ، بدءا من مغرب 16 ماي إلى كهوف الطالبان حيث صناعة الإرهاب ،مرورا بحركة "النهضة" التونسية المصابة بعصاب التكالب على الآخر المختلف فكريا وسياسيا مع أطروحاتها البدائية المتموقعة خارج التاريخ ،إلى حد أن فقيه التكفير راشد الغنوشي،" أبدع " سلوكا إرهابيا جديدا لتحريض فيالق الموت على اغتيال العفيف الأخضر، من خلال المزاعم المنشورة في موقع الحركة الذي ادعى فيه أن " كتاب ((المجهول في حياة الرسول)) من تأليف الكاتب التونسي العفيف الأخضر ، وأن الدكتور المقريزي ما هو إلا الاسم المستعار للمفكر التونسي الذي لحقه به – حسب زعم الغنوشي – "عقاب الاهي" بإصابته بشلل نادر ! "
هكذا أصيب فقيه الإرهاب بخسوف كلي في جهازه الذهني، وباضطراب فكري، أعجزه عن مواجهة خصمه السياسي والإيديولوجي، بثقافة الاختلاف والاحتكام لقيم العقل.فاختلق خياله الهجين خرافة أصولية رعناء، تنسب كتاب ((المجهول في حياة الرسول))، إلى المفكر التونسي. تلك الخرافة التي لا تستوجب خبرة علمية للتحقيق من هوية الكاتب. فالمتتبع للمسار الفكري والعلمي للعفيف الأخضر ، والمطلع على الكتاب المنشور على موقع الكلمة المسيحي: www.Alkalema.us/maghol. يتضح له " بالبيان والتبيين" :
أولا: أن بنية النص وسياقه ونسقه وهيئته في الكتاب ، لا تمت بصلة إلى الجهاز المفاهيمي والمنهجي ولا إلى الرصيد الفكري الباذخ للكاتب التونسي الموسوم بالحصافة والحكمة والعلمية وعمق النظر ورصانة التحليل، والتفكير الاستراتجي ، فيما فقيه الإرهاب " يتشح " بفتاوي التكفير وإشاعة ثقافة الذبح والفتك وتعطيل العقل والاضطهاد المطلق و" المقدس" للمرأة ، وللمثقف والعلماني، والغير المسلم والمجتمع برمته ، باعتباره مجتمعا " جاهليا " حسب المرجعية القطبية الطوباوية التي تروج لأسطورة القيادة الأصولية للعالم " مستقبلا " !! .
ثانيا : أن الموقع الالكتروني الناشر للكتاب ، موقع مسيحي تبشيري ، عرف بنقده الممنهج للديانة الإسلامية ورموزها ، انطلاقا من نشر العديد من المقالات والدراسات والكتب على الشبكة العنكبوتية ، وعلى ضوء ذلك ، فإن نشر هذا الكتاب يندرج في سياق حرب المواقع الالكترونية بين أصولية مسيحية تشكك في المرجعيات والمقدسات والروايات الإسلامية و أصولية إسلامية ،تحرض على قتل اليهود والنصارى ،في انعدام مطلق لحوار حضاري و أخلاقي ‘ على أرضية مبدأ التسامح واحترام المعتقد. غير أن المفكر العفيف الأخضر يتموقع خارج هذا السجال اللاهوتي اللاعلمي ، إذ انه يدرس الظاهرة الدينية من منطلقات علم الأديان المقارن والسيولوجيا الدينية وعلم النفس ، والقراءة التاريخية للنص الديني ، كاشفا عن الوظائف السياسية والإيديولوجية والاجتماعية للدين ،ومنتقدا القراءات النقلية والحرفية والأصولية للنص القرآني .
ثالثا: إن المسار المعرفي للعفيف الطافح بالنزاهة الفكرية والصرامة العلمية، تفند بالملموس وبالمطلق إمكانية توظيف لعبة الاسم المستعار في كتابات مفكر يتسم بالشجاعة النقدية لأعداء العقل، رغما عن طوفان الفتاوى الإجرامية الصادرة عن فقهاء الإرهاب.
إن عداء الغنوشية لفكر العفيف الأخضر ‘ أعمق من مجرد سلوك انساب كتاب إلى مفكر ليبرالي علماني اختلافي ، بل إن هذا التحرش بالمفكر التونسي ، يندرج في سيرورة صراع فكري وسياسي ، بدء من خمسينيات القرن الماضي ،حيث أطلق العفيف الأخضر الشرارات الأولى فيما انعته "بالمقاومة النقدية" للحركة الاسلاموية الظلامية، ولحقول صناعة التطرف المتجسدة في المؤسسات الدينية كجامع الأزهر والقرويين ، وجامعة الزيتونة التي طالب العفيف بإغلاقها لأنها حسب تعبيره "كانت تغسل عقول طلبتها بالفقه القديم " واعتقد أن هذا الحدث "تأسيسي " ، إذ ينظر من جهة لتيار تربوي فكري ضد فقه القرون الوسطى ، والتعليم الديني النكوصي، وشيوخه ومريديه ،ويستشرف ثورة بيداغوجية تمكن من تحطيم ما أسميه بالفقه الإرهابي من مدارسنا وجامعاتنا وجعلها معقلا أنواريا ،ومن جهة أخرى يضيء هذا الحدث الطريق ، إلى حداثة دينية لا تخلو من مسحة كانطية .
لقد ظلت الجامعات الدينية تفرخ فكرا رهبانيا وعدوانيا ، رسب تشوهات في بنية الحقل الديني ،حالت دون تحديثه ، وتحريره من "السياج الديماغوجي" التي تقيمه الذهنية الأصولية حول الديانة الإسلامية ،إلى حد إفقار النص الديني ذاته،من خلال القراءات المعتمة ،وإفراغه من النزعة الإنسانية والتاريخية، من خلال ترسيخ " الفقه القديم " وترويض المردين على العداء الكلي للتفكير والسؤال والمعرفة والنقد بشرعنة ثقافة إيمانية انصياعية وثوقية ، تخلق أجيالا من الرعاع والقطيع .
يتأسس الصراع بين الغنوشية والمفكر العفيف الأخضر على الاختلاف والتناقض في المشروع المجتمعي والسياسي والفكري. فالمشروع االغنوشي الأصولي" رغبة" ذهانية للاستحالة المجتمع وبطريقة مغولية ، إلى أضخم مقبرة جماعية شهدها التاريخ لاستئصال الإنسان ،فيما مشروع العفيف الأخضر، مشروع نهضوي ، منذور بميلاد الإنسان الخلاق ،ويستشرف انتصارا للعقل و لحقوق الإنسان و المواطن في مجتمع مدني علماني تقدمي ديمقراطي ، يؤسس لقيم الحياة والتعايش بين الديانات والأفكار، والمساواة والعدالة الاجتماعية ،ويخوض رهان الحداثة والتنمية، في حين أن مشروع "الخلافة " الغنوشية ،إعادة إنتاج " لدار الحرب" كإستراتجية للاضطهاد الشامل ، وقمع الديانات والمعتقدات والثقافات ، و الحريات الفردية والجماعية و"تطهير العالم من الكفر " كما يلسن فقيه النهضة ذاته انصياعا لشيخ التكفير ابن تيمية وفتاوى صناعة الموت العابرة للقارات والأزمنة .
توهج هذا الصراع بين جبهتي التكفير والتفكير ، بصدور البيان الدولي ضد الإرهاب ،الذي صاغه المفكر التونسي العفيف الأخضر ،والدكتور جواد هاشم و والكاتب الأردني الدكتور شاكر النابلسي ،الداعي إلى محاكمة فقهاء الإرهاب ومن ضمنهم راشد الغنوشي ، يوسف القرضاوي ،والسعوديين عبد الرحمن الحوالي ، وعلي بن خضير الخضير . وقد أعلن البيان على انه " لا يكفي إصدار قرارات تدين الإرهاب ، بل إن الحكمة تقتضي إنشاء محكمة دولية من قبل الأمم المتحدة لمحاكمة الإرهابيين وفقهاء الإرهاب الذين يقدمون للإرهابيين فتاوي دينية تشجعهم على الإرهاب ، هذه الفتاوي تلعب دورا أساسيا في تحرير سادية الإرهابي وغريزة الموت لديه من جميع الضوابط الأخلاقية ،وتجفف ما تبقى من ضمير أخلاقي ومن شعور صحي بالذنب.. ".وقد عقب أحد الظلاميين على هذا البيان عبر الشبكة الالكترونية (( قاتلكم الله والله إنكم أولى بالقتال من اليهود والنصارى )).
إن البيان الدولي يفضح فقهاء الإرهاب كدعاة للذبح والانتحار من خلال الفتاوى التحريضية ، كما يشكل البيان أحد تمظهرات المقاومة والمناعة ، التي تقودها جبهة التنوير والحداثة والأحرار في العالم ضدا عن الجريمة الأصولية .هكذا يتم تجاوز المجال الإقليمي والوطني في مواجهة الإرهاب ، بإبداع آليات دولية لحماية الإنسان والمواطن العالمي ، إذ أن الإرهاب الأصولي انتهاك جسيم لحقوق الإنسان بل يجب أن يصنف كجريمة ضد الإنسانية ، تستدعي الميكانيزمات الدولية لمحاربتها ،وتفكيك شبكاتها المتناسلة، وتقديم فقهاء الإرهاب إلى المحاكمة والإدانة وتجريم فتاوى التكفير والتحرش بالمفكرين والمثقفين والغير المسلمين .
لقد كان البيان الدولي ضد الإرهاب، إدانة لزعيم حركة "النهضة " وفقهاء الإرهاب.فكيف لا يصاب راشد الغنوشي بالسعار، حيث وظف نهجا منحطا ولا أخلاقيا في مواجهة رائد حركة التنوير والحداثة في الفضاء العربي المفكر التونسي العفيف الأخضر .
إن الحركة الأصولية الإرهابية ،ستنقرض كسائر الحركات الفاشية والنازية و مدمري الحضارة البشرية كالمغول والتتار ،من خلال تنامي الحركة الكونية للحداثة والمواطنة العالمية .



#محمد_فهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللايقين
- النورس الأزرق


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فهيم - تهافت الغنوشية و فقهاء الإرهاب إلى الشهيد مهدي عامل