أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد أولوة - عرض الكاتب العام الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم أمام المؤتمر الإقليمي بالرشيدية















المزيد.....


عرض الكاتب العام الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم أمام المؤتمر الإقليمي بالرشيدية


محمد أولوة

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 04:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ضيوفنا الأعزاء، الرفيقات والرفاق المؤتمرون،
في البداية, وباسم رفاقي في المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم, اسمحوا لي أن أتقدم بصادق التحيات وعميق الامتنان لضيوفنا الكرام, الإخوة في: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, الإخوة في جمعية الألفية الثالثة للتنمية ورعاية الطفولة، الإخوة مراسلي ومدراء الصحف المحلية والجهوية والوطنية...أحييهم على استجابتهم لدعوتنا بحضور المؤتمر الإقليمي الأول للجامعة الوطنية للتعليم, الذي ينعقد تحت شعار : " من أجل تنظيم نقابي واحد , مستقل وديموقراطي لتقوية كفاح نساء التعليم ورجاله" .
هذا, المؤتمر الذي يعتبر محطة تتويج لسنوات من الأداء النضالي والفعل النقابي المسؤول في مختلف مناطق الإقليم، دفاعا عن كرامة نساء التعليم ورجاله وحقوقهم, وعن حق الناشئة في التعليم والتربية. إنها محطة تاريخية يمكن أن نؤكد فيها بكل اعتزاز وافتخار وموضوعية, أن الجامعة الوطنية للتعليم, بفضل نشاطها التنظيمي والنضالي والتواصلي, وشخصيتها المتميزة إقليميا, تحظى بمصداقية لدى عموم الشغيلة التعليمية, وهو ما يشكل رصيدا ثمينا لا بد من الاستفادة منه وتطويره بما يصون حق أبناء هذا الإقليم في المعرفة, ويخدم مصالح نساء التعليم ورجاله، ويعيد توحيدهم داخل الجامعة الوطنية للتعليم. وهذا, لن يتأتى بالطبع إلا بالاهتداء بمبادئ منظمتنا الاتحاد المغربي للشغل, واعتماد منهج العمل الجماعي, الكفاحي والمنظم, والوفاء لقضايا الجماهير التعليمية ولهمومها.
ضيوفنا الأعزاء, الرفيقات والرفاق المؤتمرون،
ينعقد المؤتمر الإقليمي الأول للجامعة الوطنية للتعليم بالرشيدية، في ظل أوضاع عالمية وطنية وإقليمية مأساوية, ترفع أمامنا كحركة نقابية تحديات كبرى, لا يمكن مواجهتها إلا في إطار إعادة الوحدة النقابية للطبقة العاملة وضمنها الشغيلة التعليمية, انسجاما مع الشعار الأممي العظيم " يا عمال العالم اتحدوا " وتأطيرها بشكل عقلاني وحداثي, وجعلها تتمسك بخط الكفاح للدفاع عن حقوقها ومطامحها وتحصين مكتسباتها.
فعلى المستوى العالمي, الكل يعلم ما يعيشه العالم من أحداث مؤلمة تذهب ضحيتها الشعوب المستضعفة, بسبب الهيمنة الإمبريالية والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المفروضة من طرف المؤسسات المالية الدولية, والمتسببة في انتشار الفقر والأمية, مما يشجع على تنامي ظاهرة الإرهاب والإجرام بكل أشكاله...
أما على المستوى الوطني, فالوضع يتميز باستمرار الديموقراطية الشكلية القائمة على قمع الحريات وحرمان الجماهير الكادحة من التوزيع العادل والمنصف لخيرات الوطن, وسن قوانين تستهدف الإجهاز على مكتسبات الطبقة العاملة وتأبيد استغلالها, وتعميق بؤس الشغالين. وهو ما خلق أجواء تصاعد فيها التوتر الاجتماعي وتنامت فيها الإضرابات القطاعية لمواجهة حملات التسريح الجماعي للعمال, وإغلاق المؤسسات الإنتاجية, ولحمل المسؤولين وزاريا وحكوميا على الاستجابة لمطالب فئات عريضة من المستخدمين والموظفين...
أما على المستوى الإقليمي, فإن الأوضاع الاجتماعية لا تختلف عن الوضع الوطني العام إلا في حدتها ومأساويتها, حيث يتعرض العديد من العاملين في مختلف القطاعات للتعسفات والإهانات, ويكفي هنا الإشارة إلى الاستعباد والاستغلال الفاحش الذي يتعرض له الأعوان, والاعتداءات التي تتعرض لها النساء في قطاع التعليم وغيره من القطاعات، لإبراز زيف الخطاب الرسمي بشأن حقوق الإنسان وشعار الديموقراطية ودولة الحق والقانون, وكذلك لإبراز الصورة المناقضة لتلك التي يقدمها الخطاب والإعلام الرسميين عن أوضاع العباد في هذا البلد, وخاصة الخطاب المتشدق بالاعتناء بواقع المرأة والنهوض به.
ضيوفنا الأعزاء, الرفيقات والرفاق المؤتمرون.
ينعقد مؤتمرنا هذا, في ظرفية تتميز باستمرار الأزمة البنيوية المستدامة لتعليمنا الوطني, بالرغم من شعارات الإصلاح الاستهلاكية وادعاءات تعميم التعليم وجودته في ظل شروط عمل مأساوية, كما تتميز بمواصلة التطبيق العملي لما يسمى بالميثاق الوطني للتربية والتكوين المتضمن للعديد من الإجراءات اللاشعبية, ومواصلة سياسية التدمير المنتهجة لتخريب المدرسة العمومية وضرب حق أبناء الجماهير الشعبية في المعرفة. ويتجلى هذا المخطط, على سبيل المثال, في تقليص الميزانيات المرصودة للتعليم العمومي مقابل تشجيع الخوصصة المحطمة لمجانيته, وتحجيمه لمجرد بضاعة, وتقليص مناصب توظيف الأطر التعليمية. ومن خلال مؤتمرنا هذا, نعلن أنه لابد من إبعاد الوهم المتمثل في الحديث عن إصلاح التعليم عن طريق مواثيق, بمنأى عن إصلاح المجتمع ككل والقطع مع الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللاشعبية المنتهجة من طرف الحكومة المتعاقبة منذ أكثر منذ عقود بما فيها لحكومة الحالية، وتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد ببلادنا, إن إصلاح منظومتنا التربوية المنشود لن يتم إلا مع سيادة الديموقراطية الحقة ببلادنا، وسيادة حقوق الإنسان الكونية ورد الاعتبار للمدرس.
ضيوفنا الأعزاء، الرفيقات والرفاق المؤتمرون,
يعتبر مؤتمرنا هذا, كذلك محطة لاستعراض أداء المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم وأنشطة الأجهزة الإقليمية بصفة عامة، ولتقييمها بكل جرأة وشجاعة بهدف تجاوز إحباطات تجربتنا النقابية وإخفاقاتها.
لقد دأب المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم منذ تأسيسه على الدفاع عن مطالب ومطامح نساء التعليم ورجاله بإقليم الرشيدية عامة, وعن حقوق ناشئته, وهو ما يشكل الغاية الأساسية لنشاطه وأدائه التنظيمي والنضالي والتواصلي... ففيما يخص التنظيم، لقد كنا ومازلنا في المكتب الإقليمي نؤمن بالدور الحيوي للتنظيم والعمل المنتظم في تطوير العمل النقابي. وعلى هذا المستوى يتم سنويا توسيع قاعدة المنخرطين لتشمل جل الفئات والمؤسسات التعليمية, كما تم تأسيس فروع نقابية جديدة، وبذلك أصبح تنظيمنا النقابي يغطي الإقليم بأكمله. كما حرصنا على تجديد هياكل الفروع بشكل منتظم وعلى تدقيق برامجها وتطوير أدائها, ولم يبق لنا في مجال التنظيم سوى أن نعمل على تأسيس تنظيمات موازية إقليمية، كتنظيم المرأة العاملة بقطاع التعليم, وتنظيم متقاعدي قطاع التربية الوطنية, وعلى إنشاء لجن فئوية إقليمية. وفي هذا السياق فإنه, إذا استثنينا فئة أساتذة التعليم الثانوي-الإعدادي، التي قامت الجامعة الوطنية للتعليم بتبني ملفها وتأطيرها, فإن عملنا لا يزال ضعيفا لحد الآن وسط فئات أخرى, خاصة فئة الأعوان. لقد تطورت الجامعة الوطنية للتعليم بشكل كبير على المستوى التنظيمي بالإقليم, وهو ما يفرض علينا التوفر على إدارة إقليمية منظمة وفعالة، مع ما يفرضه ذلك من أطر نقابية ومناضلين ولجن إقليمية، تشتغل بانتظام لدعم نشاط المكتب الإقليمي, ومواجهة الأعباء والمهام المطروحة علينا. وهذا ما يستوجب إدماج طلبة مركز تكوين المعلمين في العمل النقابي وتشجيعهم على تحمل المسؤولية بعد تخرجهـم وتأطيرهم تنظيميا وفكريا، وتزويد المسؤولين النقابيين بأحدث المعارف وأحدث آليات العمل النقابي الجماعي والمنظم.
أما على مستوى المحطات والمواقف النضالية, فقد دأب المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم على الاهتمام بقضايا نساء التعليم ورجاله وبظروف عملهم، والمتابعة اليومية لمختلف مشاكلهم وللأوضاع التعليمية بشكل عام في مختلف مناطق الإقليم. وفي هدا الإطار قام بوضع العديد من الملفات والمذكرات المطلبية لدى المصالح النيابية, والأكاديمية. وقد ظل المكتب الإقليمي برزانته وكفاحيته يلجأ أولا وقبل كل شيء إلى أسلوب الحوار والتفاوض, وعند اصطدامه بالباب المغلق أو بجلسات للحوار لاتسفر إلا عن وعود دون نتائج ملموسة، فإنه لا يتوانى في اللجوء إلى توجيه مراسلات احتجاجية إلى النائب ومدير الأكاديمية لوضعهما أمام مسؤولياتهما, كما لا يتردد في اللجوء إلى النضال بشتى أشكاله المناسبة والمشروعة. وبهذا الصدد, تجدر الإشارة إلى اضطرار المكتب الإقليمي للقيام بنضالات واعتصامات مريرة، ودعوة المجلس الإقليمي وعموم نساء التعليم ورجاله بالإقليم إلى خوض إضرابات عن العمل وتنظيم وقفات احتجاجية, سواء بالمؤسسات أو مقاطعات التفتيش أو مقر النيابة الإقليمية. وقد كانت هذه النضالات مركزة على المطالبة بمعالجة الخروقات واحترام كرامة العاملين بقطاع التعليم, ومواجهة الاستخفاف بمطالبهم والتجاهل لمشاكلهم ولظروف عملهم المزرية. وبالطبع, فقد تمت بفصل تلك النضالات, الاستجابة للعديد من المطالب, وتم انتزاع العديد من المكتسبات لصالح الشغيلة التعليمية بالإقليم, الشيء الذي كان له الأثر الايجابي الكبير على التوسع التنظيمي للجامعة الوطنية للتعليم عبر الإقليم. وتجدر الإشارة هنا, إلى العمل الجبار الذي قام به المكتب الإقليمي في تأطير معركة العرضيين التي دامت 43 يوما عن الاعتصام داخل مقر النيابة, وهي المعركة التي توجت بانتزاع حقهم في التعيين واستمرارية تشغيلهم وإدماجهم بشكل رسمي.
هذا, وفي ما يتعلق بمسألة التكوين والإعلام والتواصل كأبعاد للممارسة النقابية, فإنه باستثناء إصدار العديد من البلاغات والبيانات التي نضع من خلالها الرأي العام عموما، والشغيلة التعليمية على الخصوص في صورة ما يجري, والتي نبلغه بواسطتها بآراء الجامعة الوطنية للتعليم ومواقفها, وباستثناء مبادرات مستقلة للفروع النقابية, خاصة فرعي أموكر والريصاني اللذين دأبا على تنظيم أنشطة تكوينية وعلى مواصلة إصدار النشرتين الداخليتين :" الرأي "و " الوحدة النقابية " وكذلك , بالرغم من الأهمية الاستراتيجية للتكوين النقابي والحقوقي والاقتصادي والسياسي إلى غير ذلك من مجالات المعرفة في إعداد الأطر النقابية، لمواجهة المهام الضخمة التي تنتظرنا, فإننا لم ننجز أي شيء يذكر على هذا المستوى. لذا ففي تصوراتنا المستقبلية, فإن التكوين سيحظى بالأولوية في عملنا إلى جانب المسألة الإعلامية التي لها أهمية قصوى بالنسبة للتعريف بأداء المكتب الإقليمي ونشاطه وبموافقة النضالية.
أما على المستوى الاجتماعي، وأخص بالذكر هنا فقط، العمل من أجل تطوير الأعمال الاجتماعية التي تعتبر مسألة في غاية الأهمية, فالمكتب الإقليمي أهمل للأسف هذا المجال ولم يوله الاهتمام الضروري مما أدى إلى استحواذ جهات أخرى عليه لا تتوفر فيها الكفاءة الضرورية، ولا تتوانى في استعمال الأعمال الاجتماعية لأغراض نقابوية ضيقة بدل وضعها في خدمة العاملين بقطاع التعليم. وهذا ما يطرح علينا كجامعة وطنية للتعليم بالإقليم، أن نتجاوز تقصيرنا غير المقبول في هذا المجال وأن نخصص جزءا من طاقتنا النضالية لتفعيل البعد الاجتماعي في ممارستنا النقابية والتدخل لتطوير مؤسسة الأعمال الاجتماعية وتعزيز مصداقية إطارنا النقابي ونفوذه.
ضيوفنا الكرام، الرفيقات والرفاق المؤتمرون,
أقف كذلك في هذا العرض, عند محطة الاستحقاقات المهنية التي أجريت في عاشر شتنبر 2003 لانتخاب اللجن الثنائية المتساوية الأعضاء, والتي لم تكن نتائجها مشرفة إطلاقا لجامعتنا ودون نفوذها وإشعاعها الحقيقيين اللذين يمكن قياسهما من خلال النضالات التي تؤطرها, ومن خلال قوتنا الإقتراحية على مستوى النيابة الإقليمية، ومن خلال كذلك الدور الريادي لمناضلينا ومناضلاتنا النقابيين. وإذا كان من تحليل لأسباب هذه النتيجة غير المشرفة, فإنها ترجع في نظرنا إلى ضعف تجربتنا في المجال الانتخابي وضعف إعلامنا ووعينا بالأهمية التي تكتسيها تلك الانتخابات، وكذا إلى عجز العديد من مناضلينا عن تجاوز الموقف السلبي من كل ماهو انتخابي رسمي. وعليه, فإنه يجب أن نستنتج من فشلنا النسبي في الانتخابات المهنية عدة دروس, منها على سبيل المثال، الوقوف على طبيعة هذه الانتخابات وتحديد بشكل واضح, شقيها المهني والسياسي وضرورة تقوية اللجن النقابية والفروع المحلية بجميع المناطق, وكذا العمل على توفر المكتب الإقليمي على إعلامه الخاص, وهو ما نتمنى تحقيقه خلال الفترة القادمة.
ضيوفنا الأعزاء, الرفيقات والرفاق المؤتمرون،
إنه بالرغم من الوضع التعليمي الذي سبق الحديث عنه والمتسم بالتدهور إقليميا وبالرغم كذلك من السخط والتذمر السائدين وسط عموم الفئات التعليمية, فإن المواجهة النقابية لهذا الوضع لاتزال دون المستوى, إذ أن قطاع التعليم الذي يضم 7173 رجلا وامرأة بإقليم الرشيدية لم يستطع بعد أن يتشكل كقوة منظمة وفعالة لتغيير الوضع المذكور. وهذا ما يجعلنا نقر بأن العمل النقابي يعرف هو الآخر تأزما وضعفا كبيرين أمام الهجوم على مكتسبات نساء التعليم ورجاله وحقوقهم, وعلى حق أبناء هذا الإقليم في التربية والتعليم, بل إن مناعة الشغيلة التعليمية وقوتها تزداد إضعافا بسبب تفريخ النقابات الحزبية والإدارية. وأمام الخطورة التي يشكلها تفريخ النقابات وتزيق صفوف الشغيلة, فإننا نؤكد في مؤتمرنا هذا, على تشبثنا بمبدأ الوحدة النقابية, ونتوجه إلى عموم الشغيلة التعليمية بنداء من أجل إعادة بناء الوحدة داخل الجامعة الوطنية للتعليم, وإقبار عهد التفرقة والتقسيم النقابيين. ويجد هذا المبدأ مرتكزه في كون مصالح العاملين بقطاع التعليم ومطامحهم واحدة، وفي كون الطبقة العاملة عموما قد تمكنت بفضل وحدتها التي تشكل سلاحها وقوتها, سواء إبان فترة الاستعمار أو بعد نيل الاستقلال, قد تمكنت من إحراز مكاسب قانونية ومادية مهمة، كما تمكنت بقيادة الاتحاد المغربي للشغل من لعب دور سياسي بارز في دعم التوجه الوطني الديموقراطي ببلادنا، وفي المقابل فإن التجربة قد أظهرت أن الوحدة النقابية والترويج لبدعة التعددية المزعومة لم يؤدي ذلك إلا إلى إضعاف كفاحية الجماهير العمالية وضمنها الجماهير التعليمية، وبالتالي إلى تدهور أوضاعهم وتراجع مكانتهم الاجتماعية.
إن شعار مؤتمرنا, يركز كذلك ضرورة صيانة استقلالية إطارنا النقابي عن الإدارة وعن أ ي حزب سياسي مهما كان لونه, حتى لا يتحول إلى أداة لخدمة المصالح الحزبية والقوى الرجعية والانتهازية, لكن هذه الاستقلالية لا تعني الحياد السياسي, حيث إن النقابة تضطر لاتخاذ مواقف سياسية انطلاقا من مصالح ومطامح الشغيلة التعليمة، وبالارتباط مع الأهداف النقابية وليس بإيحاء من الحزب أو التيار الحزبي المهيمن كما هو الشأن داخل النقابات الحزبية. وبعيدا عن أي نوع من التبعية الحزبية, فإن الجامعة الوطنية للتعليم مفتوحة لجميع المناضلين مهما كانت مشاربهم السياسية والفكرية والعقدية، شريطة إقرارهم بالأهداف والمبادئ الأصيلة للحركة النقابية العمالية.
إلى جانب الوحدة والاستقلالية, يركز مؤتمرنا الإقليمي على سيادة الديموقراطية في التنظيم النقابي, وهو ما يعني بالنسبة لنا أساسا, اتخاذ القرارات بالأغلبية مع احترام مواقف الأقلية, وخضوع الأجهزة المسيرة لمراقبة القواعد ومحاسبتها, ونبذ العمل الفردي والزعماتية ونهج أسلوب العمل الجماعي المنظم, وتبني مبدأ النقد والنقد الذاتي كأسلوب حضاري لتصحيح الأخطاء وجمع الأجهزة النقابية بانتظام وتشبيب المكاتب المسيرة وتطعيمها باستمرار بطاقات جديدة ... وبهذه المناسبة لابد من التذكير بالعلاقة بين الديموقراطية النقابية والديموقراطية على مستوى المجتمع، فلا ديموقراطية في هذا الأخير دون تأصيل الديموقراطية النقابية في علاقاتنا اليومية. لقد ورد في القرآن الكريم: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، وهو ما يعني بالنسبة لموضوعنا هذا, أننا كطبقة عاملة وكجماهير شعبية، لن نتمكن من التخلص من العلاقات المخزنية ولن نتمكن من بناء ديمقراطية شعبية إلا بتغيير أنفسنا كأشخاص من جهة وكتنظيمات من جهة أخرى. كأشخاص أولا, لابد أن نذكر بمقولة: لاديموقراطية بدون ديموقراطيين " فإذا لم نعمل على محاربة السلوكات المخزنية والإقطاعية في ذواتنا فلن نتمكن من دمقرطة تنظيمنا النقابي المناضل من أجل الديموقراطية. وكتنظيمات ثانيا, لابد أن تكون نقابتنا نموذجا للديموقراطية التي ننشد بناءها على المستوى الوطني. فبقدر ما نتقدم في بناء الديموقراطية الداخلية, بقدر ما نتقدم في بناء الديموقراطية الحقيقية على مستوى بلادنا ككل. إن الغاية من تفعيل مبادئ الوحدة والاستقلالية والديموقراطية النقابية هي تقوية كفاح نساء التعليم ورجاله، والتي تتطلب أوضاعهم أكثر من أي وقت مضى كفاحا مريرا وتضحيات لانتزاع مطالبهم ولتحقيق مطامحهم. ومن هنا ركز كذلك شعار مؤتمرنا على مبدأ العمل الكفاحي، كسلاح آخر في يد الطبقة العاملة. فالكفاحية في العمل النقابي، لا تلغي بالطبع اللجوء إلى الحوار الجاد والمسؤول والتفاوض والإقناع، وكل الأساليب التي من شأنها حل المشاكل والقضايا المطروحة, لكن لا يجب التفريط في الكفاحية , لأنها وسيلة لمواجهة أساليب التسويف والمماطلة والاستخفاف بقضايا الشغيلة وتجاهل مشاكلها ومطالبها.إن الكفاحية تشكل نخاع الحركة النقابية, وبالتالي فاللجوء إليها ضروري كلما وصل الحوار الى الباب المسدود أو تحول إلى جعجعة بلا طحين. فالعمل الكفاحي من شأنه أن يفرض التفاوض المسؤول والفعلي الذي يفضي عمليا إلى نتائج ملموسة لصالح الشغيلة. إن السبيل الكفيل بتحقيق مطامح الشغيلة التعليمية وأهدافها, هو العمل الكفاحي لكن هذا الأخير لن يكون في المستوى المطلوب والفعال إلا اعتمادا كذلك على العمل المنظم والتنظيم المحكم, وذلك انسجاما مع شعار منظمتنا العتيدة الاتحاد المغربي للشغل" وحده العمل الوحدوي المنظم والمسؤول يجدي ".
ضيوفنا الكرام, الرفيقات والرفاق المؤتمرون،
إن التحديات الكبرى التي تواجهها حركتنا النقابية الوحدوية المستقلة الديموقراطية والمكافحة تحتم علينا أن نقوم بهيكلة أجهزة إقليمية, تكون قادرة على مواصلة النضال من أجل توحيد نساء التعليم ورجاله على الصعيد الإقليمي, ورد الاعتبار لقيم العمل والتفاني في القيام بالواجب وبالرسالة التربوية النبيلة المنوطة بهم, وذلك بالموازاة مع النضال الدؤوب من أجل تحسين أوضاعهم وصون كرامتهم. ففي ظل أجواء التشتت التي تعرفها الحركة النقابية بقطاع التعليم, والحضور الباهت للعمل النقابي إقليميا, حيث لم يستطع أن يؤثر بشكل فعال في إصلاح وتقويم الوضع التعليمي بالإقليم, أصبح لزاما علينا كجامعة وطنية للتعليم أن نقوم بمراجعة شاملة وعميقة لهوية العمل النقابي ولأدواره، وذلك حتى يتجاوز أفقه المطلبي الضيق الذي يجعل من النقابة مجرد تجمع مهني لا يتعدى فعله منطق الدفاع التقليدي عن المطالب المهنية الفردية لنساء التعليم ورجاله، ويرقى إلى معانقة الأفق الرحب والواسع للممارسة النقابية التي تروم تأصيل وتفعيل جميع أبعادها النضالية، وتساهم في التغيير الاجتماعي المنشود، وفي مناهضة سياسة الزحف المدمر الذي يهدد المدرسة العمومية، وفي بعث الأمل لدى فئات عريضة من الشغيلة التعليمية وتحويل يأسها وإحباطها إلى ثقة وتفاؤل في المستقبل, وضعفها إلى قوة وتراجعها إلى تقدم. إن نجاح عملنا النقابي رهين في اعتقادنا بقدرتنا على تحقيق أربعة اشتراطات أساسية وهي: توفير قاعدة مالية للقيام بكل متطلبات العمل النقابي, وتفعيل البعد التأطيري والتكويني للممارسة النقابية, على اعتبار أنه لا حركة نقابية بدون تكوين نقابي وبدون إنسان متشبع بمبادئه ومؤمن بقضيته, ومستعد أن يدافع عنها ويضحي من أجلهاز أما الاشتراط الثالث فيتمثل في الإعلام والتواصل، لصناعة رأي عام, ذلك أنه لا قيمة لأي نضال نقابي لا يلتف حوله رأي عام يدافع عنه ويحميه ويضغط من أجل انتصاره. والاشتراط الرابع والأخير، فيتجلى في مدى قدرتنا على ربط الفعل النقابي بالمطالب الديموقراطية للمجتمع والمساهمة بفعالية إلى جانب التنظيمات الشعبية الديموقراطية الأخرى في تشييد مجتمع تسوده قيم الحرية والمساواة. مجتمع تنحدر فيه قيم الاستغلال والاضطهاد والاستبداد والاستيلاب, مجتمع يتمتع فيه المواطنات والمواطنون بكافة حقوق الإنسان. وبعبارة مركزة مجتمع تسوده القيم النبيلة بمفهومها العمالي والإنساني.
عاشت الطبقة العاملة رائدة التقدم
عاشت الشغيلة التعليمية رائدة التنوير
والسلام عليكم وتحية نضالية

ا



#محمد_أولوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
- 4th World Working Youth Congress
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر ...
- بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد أولوة - عرض الكاتب العام الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم أمام المؤتمر الإقليمي بالرشيدية