كيف نقيم حزبًا طبقيًا

أور شاي

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 07:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

على شرف المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي:
كيف نقيم حزبًا طبقيًا
في نهاية الأسبوع، ما بين الـ24-25 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، عقد في جفعات حبيبة حلقة دراسية في موضوع "النشاط في أوساط جمهور العمال"، والذي نظم بمشاركة قسم التنظيم المهني للحزب الشيوعي الإسرائيلي واللجنة لتطوير كادر قيادي شبابي في الحزب. في هذه الحلقة الدراسية شارك نحو مئة من الرفيقات والرفاق، وقد اشتمل على جزئين: في يومه الأول، تطرقت المحاضرات والأبحاث في الأساس إلى قضايا قانونية ونظرية حول حقوق العمال، وفي اليوم الثاني نوقشت نشاطات الحزب والجبهة في مجال التنظيم المهني.
بين مشاركات ومشاركي الحلقة الدراسية كان اتفاق في الآراء حول أهميتها، لان الحديث يجري حول ندوة التنظيم المهني الأولى التي أقيمت منذ عقد من الزمن. ومجرد اللقاء بين الناشطين في مجال حقوق العمال، هو بعينه ذو قيمة كبيرة. ومن خلال الأبحاث في الندوة تبرز سلسلة من المواضيع، التي من المهم ان تقدم للنقاش لمناسبة المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي الإسرائيلي.
أولا، في العقود الأخيرة، وكنتيجة من الهجمة النيوليبرالية على العمل المنظم، حدث في إسرائيل تراجع مقلق في عدد العمال المنظمين، بينما في وقت إقامة الدولة، معظم العمال الأجيرين كانوا أعضاء في نقابة العمال، في هذه الأيام فقط 35% من مجموع العمال أعضاء في الهستدروت أو في تنظيم عمالي آخر. وهذا الأمر يؤثر كذلك على الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والذي معظم رفاقه اليوم ليسوا أعضاء في الهستدروت. رفيقات ورفاق كثيرون عبروا عن رأيهم في الندوة، انه يجب على الحزب ان يستعد لتغيير هذا الوضع في اقرب وقت. اقتراحاتهم راوحت بين إجراء "إحصاء" للأعضاء في الهستدروت، وبين ضم رفاق عن طريق تشجيعهم لإقامة لجان عمال في أماكن عملهم.
ثانيًا، توجد حاجة هامة في إدخال عناصر شابة لكادر الناشطين في التنظيم المهني للحزب. دمج الشباب في عمل التنظيم المهني صعب في الظروف الحالية في إسرائيل، لان معظم أماكن العمل التي يعمل فيها اليوم الشباب ليست منظمة في الهستدروت أو في تنظيم عمالي آخر. كذلك كثيرون من الشبيبة يعملون في أعمال مؤقتة وفي وظائف جزئية، الأمر الذي يصعِّب كذلك على التنظيم. ومع ذلك، ففي الاسلوب لنشاط تثقيفي وتأهيل الكادر الشبابي للحزب في مواضيع حقوق العمال، يمكن تطوير دمج رفاق شبيبة في نشاط تنظيم مهني.
ثالثًا، توجد حاجة ضرورية بمشاركة فروع الحزب في نشاط التنظيم المهني في البلدات التي يعملون فيها. الجو الذي بناءً عليه النشاط في مجال حقوق العمال هو "بمسؤولية" رفاقنا في كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الهستدروت وفي نعمت، لا يمكنه ان يستمر بهذا الشكل. وأهمية هذا التوجه، هي نقل المسؤولية عن أكتاف الحزب كله إلى أكتاف المندوبين الذين أرسلناهم إلى مؤسسات الهستدروت، بشكل يضر بهم وفي نشاطاتنا. نشاط التنظيم المهني هو بمسؤولية جميع رفاق الحزب والجبهة. وعلى كل فرع إقامة علاقة مع نضالات العمال التي تجري في البلد نفسه، وتأهيل ناشطين في مجال حقوق العمال، ولإقامة نشاطات احتجاج حول هذا الموضوع.
رابعًا، توجد حاجة ماسة بان القيادة القطرية للحزب الشيوعي الإسرائيلي تكون متداخلة بشكل كبير في نشاطات التنظيم المهني، وفي تحديد برنامج عمل لكل الحزب في هذا المجال، وفي بلورة خط سياسي على نطاق قطري في هذا المجال. الوضع الراهن - الذي فيه القيادة القطرية للحزب تعالج قضية التنظيم المهني في الأساس بمناسبة الانتخابات للهستدروت وبمناسبة المفاوضات الائتلافية فيها – يضر ضررًا خطيرًا في قدرة الشيوعيين والشيوعيات للتأثير على العمل المنظم في إسرائيل. في هذا الوضع الذي فيه كل رفيق حزب ناشط في أوساط العمال هو "وكيل وحيد"، بدون إرشاد قطري وبدون برنامج عمل قطري، من الواضح ان كل خطوة تتخذ تكون صعبة أكثر وفاعلة اقل.
خامسًا، يجب اعطاء الرأي حول موضوع دمج النساء اليهوديات والعربيات في نشاط التنظيم المهني للحزب الشيوعي الإسرائيلي. نشاط رفيقاتنا في نعمت وفي تنظيم العمال الاجتماعيين يثبت انه عندما تُعطي للرفيقات إمكانية القيادة، فهن يقمن بذلك بشكل لا يقل عن الرفاق الرجال. وبالرغم من ذلك، بالإضافة إلى مجالات "نسائية" واضحة، فحتى الآن معظم رفاقنا في مراكز قيادية في الهستدروت وفي تنظيمات عمال أخرى هم من الرجال.
في الندوة تحدثت الرفيقة ميسم جلجولي، رئيسة نعمت في منطقة المثلث الجنوبي، التي تحدثت عن النجاحات التي كانت في هذه المنطقة في تقدم النساء نحو وظائف قيادية في لجان العمال. ويجب دراسة هذه التجربة وتطبيقها كذلك في مجالات أخرى.
سادسًا، يجب إجراء نقاش معمق في مسألة علاقة الحزب والجبهة نحو تنظيمات عمال موجودة خارج الهستدروت. ويدور الحديث حول جمعيات تدعم العامل بشكل شخصي (مثل "خط للعامل")، فيما إذا كان في نقابات عمال فرعية (مثل نقابة المعلمين والأطباء) وكذلك في نقابة "قوة للعمال" التي ترغب في ان تكون بديلا للهستدروت. النشاط في هذه المنظمات يثير أسئلة وحيرة كثيرة. لأنها من جهة وفي حالات معينة ديمقراطية أكثر ويسارية أكثر من الهستدروت، لكن من جهة أخرى من المحتمل ان تؤدي إلى انشقاق وإضعاف العمل المنظم في إسرائيل. من المناسب والمرغوب فيه إجراء بحث معمق بالنسبة للتأثيرات المختلفة للنشاط في هذه المنظمات.
الحديث الذي بُدئ به في الندوة، يجب ان يستمر كذلك في مؤتمر الحزب. كحزب شيوعي، واجبنا هو ان نكون أولا حزب طبقة العمال، ونشاط التنظيم المهني هو جزء شامل من العلاقة مع الأجيرين. تكثيف نشاطنا في أوساط العمال هو مهمة ضرورية وشرط لتطوير الحزب، وخاصة بعد الضربة التي تلقيناها في الانتخابات البلدية.

#أور_شاي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات