أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي ابراهيم غطاس - في سبيل أوسع التحالفات















المزيد.....

في سبيل أوسع التحالفات


سامي ابراهيم غطاس

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 08:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تكلمنا في المقال السابق عن الحزب الشيوعي ونضاله في الظروف القاسية ، وفي ما بعد الجبهة ودورهما في قيادة الجماهير الشعبية ، وكفاحها من أجل الحرية الشخصية والعدالة الاجتماعية ، وحق شعبي البلاد في العيش بحرية وكرامة ، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير . من أجل تحديد المسار الكفاحي لهذه المرحلة أو كل مرحلة وتحديد القوى المشاركة في كل مسار. ودور الحزب القائد في وضع البرنامج الذي تجتمع حوله الجماهير الشعبية وتوحد خلفها الفئات الشعبية لتحقيق المكاسب التي تصبو اليها ، من أجل توخي أفضل النتائج علينا تحديد المفاهيم والمقولات التي تحكم كل مرحلة ، نتعرف على التركيبة الاجتماعية المختلفة في كل مراحل التطور الاجتماعي للبشرية ، ونعرف نوعية المشاركين في كل مرحلة من هذا التطور.
التركيبة الاجتماعية للمجتمع البشري ؟
يشارك في تركيب المجتمع فئات وجماعات مختلفة ،فالجماعة هي خلية من المجتمع تأتلف فيها المصالح الفردية والمصالح الاجتماعية التي تظهر فيها توافق في العمل والرؤية والطموح . تشكل الطبقة العاملة أكبر جماعة وهي الغالبية العظمى من المجتمع والتي تبيع قوة عملها لتعيش منها ، وتشكل مع الفلاحين القوة الأساسية المعادية للاستغلال الطبقي والمناضلة في سبيل العدالة الاجتماعية ، ومن هنا تنبع اهمية الطبقة العاملة المتميزة أثناء تحليلنا ودراستنا للمجتمع ، وعلينا أن نولي أهمية كبيرة للفوارق في صفوف هذه الطبقة الناجمة عن المستويات المختلفة في القدرة والوعي ، التي تقود الى هذا أو ذاك من الانتماءات الفكرية والتنظيمية التي لاحظها لينين في دراسته بعمق للوضع ، وأكد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه الامور ومراعاة خصائص مختلف الشرائح لدى قيامنا بالعمل السياسي معهم ولفت النظر للأهمية الكبرى لضرورة وحدة الطبقة العاملة واضفاء الصبغة الثورية عليها لضمان تأديتها لرسالتها التاريخية الهامة بنجاح . أما الطبقة الأساسية الأخرى فهي الرأسمالية التي تمتلك المال والقوة وأدوات العمل ، وهذا الامتلاك يمنحها السلطة التي تتيح لها امكانية استغلال الفئات الاجتماعية الاخرى ،. تندرج بين العمال والفلاحين والرأسماليين ، فئات اجتماعية مختلفة تشغل كل واحدة منها مكانا خاصا في تركيبة المجتمع ( الحرفيون والصناع والتجار وصغار التجار واصحاب المصالح الصغيرة والملاكين الصغار والمستخدمون والمثقفون والمجموعات الشبابية ). أشار ماركس وأنجلس في مؤلفاتهم الى وجود هذه الفئات التي تقف في الوسط بين طبقة العمال وبين الفلاحين من جهة وبين الطبقة الرأسمالية وكبار الملاكين وأصحاب المصالح الكبرى من جهة اخرى . أشار ماركس وأنجلس الى الميزة والمصالح الخاصة لهذه الفئات ، تمثلها حركات ومنظمات سياسية يمكننا بناء التحالفات معها في مراحل معينة كونها فئات مستغلة مثل باقي المستغلين ، وتحكمها تناقضات كبيرة مع الطبقة التي تستغلها ، والعمل على كسبها الى جانب نضالنا ضد الاستغلال الطبقي ولأجل العدالة الاجتماعية والحصول على الخدمات الاجتماعية والرقي والتطور .
الشباب
كيان اجتماعي ديمغرافي ، له عاداته وأذواقه واصوله وسلوكه ، ويتمتع باستقلالية نسبية في التنظيم ، وليس بالضرورة أن ينتمي الشباب الى أحزاب الطبقة التي انبثق منها وانما هو معرض للتأثيرات الثقافية المحيطة بمنشئه . ويمتلك الطاقات والآفاق المؤثرة سلبا أو ايجابا على تطور المجتمع ، ويمكن أن يلعب دورا هاما في دفع القدرات الى أمام اذا ما أحسنا التصرف في منحه الحرية واكسابه الفكر والعلم الصحيحين ودمجه في الحياة الاجتماعية ليبدع في انجازاته اذا ما استطاع توظيف طاقاته في الوقت الصحيح والمكان الصحيح .
الأحزاب السياسية والعمالية

الحزب هو الجزء الأكثر فعالية وتنظيما بين أفراد الفئة أو الطبقة وناتج عن درجة وعي معينة عند هذه الفئة أو تلك ، بدأ هذا التنظيم بالظهور في عهد الثورة البرجوازية الفرنسية العظمى في أواخر القرن الثامن عشر ، الحزب السياسي تنظيم اجتماعي طوعي يعبر عن تحالف اناس يعتنقون فكرة واحدة ويؤمنون بعقيدة واحدة ويضبط سلوكهم نظام داخلي واحد ، يسير ضمن برنامج ويسعى لتحقيق أهداف المجموعة أو الشريحة البشرية التي يخدم مصالحها ، ومن أبرز الأحزاب السياسية ، واكثرها قوة وتنظيما ، حزب الطبقة العاملة التي يقود نضالها ضد الاستغلال الرأسمالي وأبرز هذه الأحزاب (الديمقراطيين الاخوة وعصبة العادلين و عصبة الشيوعيين )التي أسسها ماركس وأنجلس بين 1847-1852 التي تطورت لتصبح الحزب الشيوعي ، هذا الحزب الذي حمل طوعا لواء النضال الذي تخوضه الجماهير وأثبت جدارته بهذه القيادة من منطلق الوعي الفكري والسياسي والتنظيمي .
الاتحاد - الجمعيات - الحركات ؟
مؤسسات اجتماعية تقوم على أساس وحدة مصالح وأهداف في الأساس اجتماعية ومرحلية ،وأحيانا سياسية ، تنظمها قوانين وضوابط متفق عليها لتسيير امورها وتساعدها في العمل لتحقيق أهدافها التي تخدم فئات وشرائح اجتماعية تكون قد حددتها مسبقا ووضعتها ضمن اجندتها وتسعى دوما للدفاع عن حقوقها وتحصيل المكاسب لها .
الجبهة ؟
هي شكل من أشكال جمع كل قوى الجماهير الشعبية لتشكل وحدة نضالية كفاحية (وليس أي وحدة) من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي اعلى المراحل السلام المنطقي والاقليمي ، وتحمل اسماء تحدد مطالبها وأهدافها وتضم في صفوفها فئات شعبية واحزاب مختلفة وفق مرحلة زمنية محددة ، وتخدم في الأساس المصلحة العليا للجماهير الشعبية لتصفية الخلافات والانشقاقات التنظيمية المختلفة التي تعتري صفوفها ، للوصول الى وحدة عمل كفاحية نضالية تضم جميع القوى الديمقراطية والمعادية للاستغلال وأيضا تعميق الفهم والادراك بأهمية الصلة الوثقى بين النضال في سبيل الديمقراطية والنضال في سبيل الاشتراكية.
لأوسع وحدة صف كفاحي ؟
اتحاد ، وحدة ، تحالف ، شراكة ، ائتلاف كلها وسائل نضالية وطرق لتقوية الضغط من اكثرية فئات الشعب لتحقيق المزيد من المطالب والمكاسب الشعبية والوقوف في وجه التمييز وهضم الحقوق ،علينا ايجاد كل السبل للعمل مع الفئات الشعبية في أي اطار أواسم لتحقيق المكسب الشعبي في المرحلة المعينة لتحقيق هذا أو ذاك من المصالح الشعبية . سبق لماركس وأنجلس أن أكدا على أهمية التحالف بين العمال والفلاحين وباقي ممثلي الفئات الشعبية والاحزاب الديمقراطية للاطاحة بحكم الاستغلال الطبقي وأشارا الى أهمية الوحدة من أجل ضمان نجاح الثورات القادمة ، (ماركس وأنجلس – المختارات الجزء الرابع ) ، وبعدهم أكد لينين في أعماله المختلفة على أهمية وحدة العمال والفلاحين ( أكبر الفئات الاجتماعية الشعبية عامة ) وأكثرها تضررا من نظام الاستغلال الطبقي ، و ضرورة تحالفها مع الفئات الشعبية الاخرى وتقوية الشراكة النضالية والكفاحية بينهم ، وأهمية تحديد كل مرحلة نضالية كفاحية وحتمية معرفة المتحالفين والمشاركين فيها ، حيث أن عملية المشاركة والتحالف هي عملية جدلية (ديالكتيكية ) لدى الانتقال من مرحلة كفاحية الى اخرى . عرف ماركس وأنجلس أن من مصلحة الرأسمالية زرع بذور الشقاق بين الفئات الشعبية المختلفة وخلق التناقضات بين مصالحها لكي يسهل على البرجوازية قيادة هذه الفئات ، فبذلك تسعى دوما الى اشعال نار الفتنة بينها ، كي توهم هذه الفئات أن لا معين وما من منقذ لها الا وضع ثقتها بالطبقة المستغلة المهيمنة ،وتعادي بذلك الفئة المظلومة التي من المفروض أن تكون شريكتها المكافحة معها للتخلص من الاستغلال ، تنبه ماركس وأنجلس لهذا الأمر وعملوا على ترسيخ الوحدة بين العمال بكل شرائحهم وأحزابهم مع الفلاحين والمثقفين وكل الفئات الشعبية الاخرى كي تنجح في مواجهة عدوها ، وهو الرأسمالية التي تستغلهم وتغتني من تعبهم وعرقهم وامتصاص دمائهم . مرت الشعوب في تجارب قاسية علينا الاستفادة منها وعدم العودة الى تلك الأخطاء . في أواخر العشرينات من القرن الماضي دعت كل الأحزاب الشيوعية في ألمانيا وفرنسا واسبانيا وغيرها الى ضرورة اقامة أوسع وحدة صف بين كل القوى الشعبية والديمقراطية لصد خطر الحزب الفاشي الذي بدأ بالظهور وأعلن أهدافه الخطيرة الا أن القوى الاخرى استهانت بالأمر ولم تلبي نداء التحالف مما أدى الى وصول الفاشية الى سدة الحكم في المانيا وايطاليا واسبانيا ، وحلول الكارثة العالمية باشعال نار الحرب العالمية الثانية . وكما دعا الحزب الشيوعي الفلسطيني الى ضرورة وحدة نضال اليهود والعرب ضد الانتداب البريطاني والمطالبة برحيله واقامة حكم ديمقراطي فلسطيني لمصلحة الشعبين ، الا أن المؤامرة استمرت وبدل محاربة الاستعمار قاموا بمحاربة الشيوعيين واخراج الحزب الشيوعي خارج القانون مما أدى الأمر الى ضياع الحق الفلسطيني وخلق الفتن وسفك الدماء لكلا الشعبين حتى اليوم ، وهناك أمثلة عديدة أهمها اليوم ضرورة توحيد القوى الديمقراطية اليهودية مح كفاح الشعب الفلسطيني من أجل وقف سفك الدماء ورفع المعاناة عن الجماهير الشعبية الكادحة اليهودية والعربية في سبيل صد الهجمة اليمينية التي تقود الى خطر صعود التطرف الديني واليميني الفاشي الى سدة الحكم ، الا أن القوى الاخرى رفضت التحالف مع الشيوعيين ، وفضلت مصالحها في تقاسم الغنائم ومقعد السلطة الهين على الوقوف الى جانب الشعب بكل ما يكلفه من تضحية ذاتية ، وعلى الصعيد المحلي دعا حزبنا الشيوعي ويدعو دائما لضرورة التحالف لصد الهجمات السلطوية على جماهيرنا العربية وقرانا وتصعيد سياسة التمييز ومصادرة الأرض ، وضرورة الاستفادة من تجارب الشعوب في العالم وشعبي البلاد التي مرت بها سابقا . فالواجب اليوم أوسع وحدة صف ديمقراطية يهودية وعربية لمنع المزيد من الاعتداء على الحريات الديمقراطية والحقوق النقابية ولقمة وحليب الأطفال ولمنع تصعيد العدوان على قرانا ومدننا وجماهيرنا ومن أجل تصفية الاحتلال الذي هو السبب الرئيسي في كل الكوارث السياسية والاجتماعية . وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي يضمن الاستقرار وتطور المنطقة كلها .



#سامي_ابراهيم_غطاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة شعب .. شبّ على الطوق


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي ابراهيم غطاس - في سبيل أوسع التحالفات