أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟















المزيد.....

اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا اجرت احدى الجرائد البوليسية استجوابا مع اخ الجنرال احمد الدليمي بمناسبة مرور احدى وثلاثين سنة على موته ، اللغز المحير ، تستطلعه عمّا اذا كان موت الدليمي قد غير الكثير من حياة العائلة ، وتستطلعه عما اذا كانت وفاته بحادثة سير ، لا تعكس حقيقة ما حصل للرجل ، خاصة وان العديد من القراءات في حينها ذهبت الى التشكيك في الرواية الرسمية ، واعتبرت ان الرجل قد تعرض لعملية تصفية مخدومة بسبب الشائعات التي حامت حول رغبته في تنظيم انقلاب على الملك الراحل بتنسيق مع البوليساريو ، وربما حتى الجزائر . فما كان يروج في حينه هو استعداد الجنرال لحل قضية الحرب في الصحراء بمنح البوليساريو دولة فدرالية متحدة مع المغرب .
بطبيعة الحال لقد مر الى الآن احد وثلاثين سنة عن موته ولا زالت الملابسات والظروف الغامضة تحيط بمصرع الجنرال وتثير العديد من التساؤلات والاستفهامات لدا الرأي العام الوطني والدولي على حد سواء .
ولمحاولة تجسيد هذه التساؤلات والإحاطة بها ، نعود لاستعراض شريط الاحداث والإشاعات التي رافقتها :
في يوم 25 يناير 1983 ، اعلن رسميا عن مقتل الجنرال احمد الدليمي خلال حادثة سير اصطدمت فيها سيارته مع ( شاحنة ) ، حسب البلاغ الذي اصدرته وزارة الداخلية في ذلك الوقت .
ومعلوم ان الدليمي قام قبيل هذه " الحادثة " بزيارة تفقدية لمواقع الجيش في كل من الداخلة والعيون وسمارة وبقية المناطق الجنوبية ، وعلى اثر ذلك عرج على فرنسا ، حيث اجرى مقابلات صحفية اثارت انتباه الرأي العام ، خاصة بالنسبة للشكل الذي تم به ابراز شخصيته بشكل مبالغ فيه ، واستعمال بعض العبارات المثيرة من طرف المعلقين الصحفيين ، كمثل عبارة " جيش الدليمي " و " الرجل القوي " ... الخ . والمثير ايضا ، هو ان الدليمي ، خلال مقابلته مع التلفزة الفرنسية ، حاول من جديد تبرئة نفسه من عملية اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة ، وصرح في حينه ان هذا الاخير كان " رجلا وطنيا " وأن فقدانه يعتبر " خسارة للمغرب كله " .. وهذه تعابير لم تصدر سابقا عن اي جهة من جهات الحكم ، وبالأحرى عن جهة ساهمت وتورطت في عملية الاختطاف والاغتيال هذه ، وهو ما بدأ يثير الشكوك والهواجس لدا الدوائر العليا مما يقصده الدليمي من تصريحاته التي اعتبروها غير مسؤولية ، وما هو الهدف الذي يخطط له الرجل من هكذا تصريحات سياسية اعتبرت في حينه خروجا عن المألوف وعن التقاليد العسكرية التي تقتضي التحفظ والحياد .
والجدير بالذكر ان الصحافة الاجنبية الفرنسية والاسبانية المعتمدة بالرباط اشارت في حينه ، و استنادا الى عدة مصادر مؤكدة ، الى اعتقال عدد من الضباط بحوالي ثمانية ايام قبل مصرع الجنرال ، وان تلك الاعتقالات امتدت يوم 24 يناير ، الى رئيس الحرس الملكي ومجموعة اخرى من الضباط بمدينة مراكش ، ومن بينهم قائد الدرك الملكي بالمدينة . كما راجت في الاوساط الشعبية المغربية اشاعات حول اعدام هؤلاء الضباط ، وكذا العديد من زملاءهم في مختلف المدن المغربية بدون محاكمة لإثبات او نفي تهمة المشاركة في المحاولة المجهضة .
كما اشارت في حينه صحيفة " لوموند " استنادا الى شهود عيان ، الى تعرض سيارة الدليمي الى عدة انفجارات تشبه انفجار قنابل يدوية ، وأضافت الصحيفة ان الجيش قد وضع في حالة استنفار يوم وقوع " الحادثة " بالضبط ، واليوم الذي تلاه .
ولاحظت نفس الصحيفة ان السلطات لم تسلم جثمان الدليمي لعائلته ، وان ابنه ، الذي قدم الى مدينة مراكش يوم وقوع " الحادثة " نفسه لم يتمكن من رؤية الجثمان الذي وضع في نعش مقفول . كما لاحظت ان مراسيم الدفن قد نظمت بكل استعجال ، وانتهت كلها بمدينة الرباط يوما واحدا بعد الوفاة .
اما جريدة " الباييس " الاسبانية ، فإنها اكدت من جهتها ، وبشكل قاطع ، على ان الجنرال احمد الدليمي كان بصدد القيام بانقلاب عسكري فعلا ، وان الحكم هو الذي اقدم على تصفيته ، بعد ان زودته المخابرات الامريكية بالمعلومات اللازمة في الموضوع . كما اشارت الى مساهمة " شخصيات سياسية مغربية " في المحاولة الانقلابية هذه .
لقد اكد هذه الرواية اللاجئ السياسي في السويد السيد احمد رامي المرافق للجنرال محمد افقير --- حوكم بالإعدام غيابيا على اثر محاولة 16 غشت 1972 --- عندما ادلى بتصريح للتلفزة السويدية قال فيه ان " الجنرال احمد الدليمي كان يحضر لعمل عسكري ضد الملك " وانه اخبر الرامي بذلك عندما التقى به في " السويد قبل شهرين " ، كما اكد له على انه عازم على " محاكمة الملك " على حد تعبيره .
لقد شكلت مجمل هذه المعطيات ، المؤكدة منها والمحتملة ، تربة خصبة للاستنتاجات والتخمينات التي راجت وسط الرأي العام الوطني والدولي في حينه ، وتناقلتها مختلف الصحف وأجهزة الاعلام العربية والدولية ، والتي اجمعت كلها على التشكيك في وقوع مجرد " حادثة سير " ، كما ادعى بيان وزارة الداخلية ، بل ان الجنرال لقي حتفه اثر عملية تصفية جسدية مدبرة من طرف القصر تحسبا لقيام الجنرال بمحاولة انقلابية كان يحضر لها منذ ما يقارب السنة ، اي منذ 1982 بعد حصول فراغ في الساحة السياسية على اثر انتفاضة يونيو 1981 واعتقال القيادات الحزبية والنقابية ، وهنا فلقد سبق للجنرال وتعقيبا على الاحداث ان صرح وأمام شهود عيان " انه لو اعطاه الملك الضوء الاخضر لقام بتصليب عبدالرحيم بوعبيد والقيادات النقابية بباب الرواح بطريق زعير " .
اذا كان الرأي العام الوطني يجمع على ان هذه المحاولة مرتبطة بجهات اجنبية ، فان الاطروحات المتداولة تختلف فقط حول طبيعة هذه الجهات :
فهناك من ذهب الى القول بأنها كانت منسقة مع اليمين الفرنسي الذي لا يزال متواجدا بشكل قوي على رأس الاجهزة ، وخاصة منها اجهزة المخابرات الفرنسية ذات العلاقات الحميمية والقديمة مع الجنرال الدليمي وأمثاله ممّن ساهمت في تكوينهم وتأطيرهم . ويقول اصحاب هذه الاطروحة ان المحاولة الانقلابية كانت تستهدف بالأساس ، عرقلة النمو اليساري الزاحف في الساحة السياسية ، ومن جهة صيانة المصالح الرأسمالية الفرنسية في المغرب ، والحد من التوغل والهيمنة الامريكية .
وهناك من كان يقول ان المحاولة الانقلابية لم تكن بالضرورة موجهة ضد المصالح الامريكية ، بل ان طبيعة الحكم الجديد المرتقب كانت تؤهله للتوفيق في آن واحد ، بين المصالح الفرنسية ، وهي ذات طبيعة اقتصادية بالأساس ، والهيمنة الامريكية التي تسيطر على المقدرات الاستراتيجية للبلاد ، ليس ضد الشعب المغربي وحسب ، ولكن ضد المنطقة العربية وأفريقيا بأسرها ، في حين انها تضع المصالح الاقتصادية البحثة في مرتبة ثانوية ، وبشكل لا يتناقض في شيء مع الاغراض الاقتصادية لحلفائها في فرنسا .
ومهما يكن من امر ، فان مجمل هذه الاستنتاجات ، وإن اختلفت في صياغة الاهداف النهائية للمحاولة الانقلابية التي كان يتم الحديث عنها ، فإنها تلتقي في نقطة جوهرية ، وهي وبتزامنها مع انتفاضة يونيو 1981 بالدارالبيضاء ، كانت مرتبطة عضويا بالامبريالية العالمية والمصالح الاجنبية ، وان هدفها الحقيقي ، لو انها تمت فعلا ، كان هو قطع الطريق على التغيير الجذري الذي تنبئ به الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعيشها المغرب بموازاة مع تصاعد المد الجماهيري التقدمي اليساري ، وعجز النظام عجزا مطبقا عن ايجاد اي متنفس لها ، واستنفد كل اوراقه في مواجهتها سواء عن طريق العنف والإكراه والخطف والقتل والاغتيال ، او بواسطة " الألاعيب " السياسية المفضوحة بسبب تدخل ادريس البصري في تزييف الارادات الشعبية خلال جميع الاستحقاقات السياسية الموسمية .
ولعل طبيعة الشخصية المركزية في الموضوع – الجنرال احمد الدليمي – ومسار تطورها عبر مختلف الادوار التي لعبتها في مرحلة الاستقلال كافية لتثبيت مثل هذه الخلاصة . فذاكرة الجماهير لا يمكنها ان تنسى الدور الاساسي الذي اداه الجنرال احمد الدليمي ، الى جانب الضباط المرتبطين اصلا بمصالح الاستعمار ، في التآمر على جنود وضباط جيش التحرير المغربي ، سواء في مرحلة التحضير لحله ، وإجهاض نضاله التحرري الجماهيري ، او بالنسبة لملاحقة وتتبع وتصفية الجنود والضباط الوطنيين داخل الجيش اثناء حرب الصحراء وقبلها . كما انها لا تنسى التقتيل الجماعي للجماهير العزلاء في الريف في سنة 1958 ، والدارالبيضاء في سنة 1965 و سنة 1981 ، والتعذيب الوحشي الذي تعرض له المئات من المناضلين التقدميين بإشراف افقير والدليمي ومن بعدهم البصري وزمرته التي لا تزال تتحكم في رقاب البلاد والعباد بوزارة الداخلية وبالأجهزة الامنية المختلفة . كما ان الجماهير لن تنسى اختطاف واغتيال المهدي بن بركة ، ولا تنسى تصفية وتعذيب من القي عليهم القبض عند احداث 3 مارس 1973 بكلميمة ، خنيفرة مولاي بوعزة . انها امثلة من جرائم ارتكبها الدليمي وافقير والبصري في حق الشعب المغربي وأبناءه البررة .
اذن جميع التحليلات ذهبت في اتجاه ان ما تعرض له الجنرال احمد الدليمي لم يكن حادثة سير عارضة ، بل كان تصفية سياسية بسبب عزم الجنرال على تنظيم انقلاب عسكري بتنسيق مع البوليساريو في افق منح الصحراويين دولة فدرالية تعيش الى جانب المغرب .
لكن هل من رواية اخرى تثبت بحق ، ان الجنرال كان بصدد التحضير لانقلاب عسكري يكون من اهدافه الاساسية وضع حد للحرب الدائرة في الصحراء .
هناك شيء لا بد من تأكيده ، هو ان الجنرال كان يتعاطف مع البوليساريو الذي كانت تربطه بهم علاقات خاصة ، ومن هنا فهو ساهم في ابادة كتائب كثيرة من الجيش المغربي بتنسيق مع البوليساريو في عدة معارك شهدت على التنسيق والتواطؤ بين الطرفين ، بل انه كان يطير في مروحية الى المناطق التي كان تسيطر عليها الجبهة الشعبية ، وفي المساء عندما يكون راجعا تصدر التعليمات للجيش بعدم اطلاق النار لان المروحية يوجد بها الجنرال .
اضافة الى هذه الحقائق الدالة على تحضير الجنرال للانقلاب ، انه في سنة 1981 وبينما الدارالبيضاء تشتعل بسبب انتفاضة يونيو 1981 ، جمعت الصدفة في احد ليالي ذاك الصيف حيث كان الجفاف يضرب بعنف المغرب ، كل من الجنرال الدليمي الذي كان مديرا عاما للإدارة العامة للدراسات والمستندات والجنرال الشرقاوي رئيس الحرس الملكي ببيت السيد الغالي الماحي صهر الجنرال الشرقاوي . وأثناء الحديث الذي دار بينهم حول الاحداث ، صرح الدليمي قائلا " لو كنت احكم مكان الملك لصلّبت عبدالرحيم بوعبيد وابتاعه بباب الرواح بطريق زعير ليكونوا عبرة للآخرين " فرد عليه الجنرال الشرقاوي ان المغرب بدأ يتغير وانه سائر في طريق الديمقراطية ، وهو هنا يربط بين التحرير والديمقراطية ، ومن ثم فان الفصل القول فيما حدث يبقى للمحاكم المغربية خاصة وأننا مراقبون من طرف البيت الابيض وباريس . فرد الدليمي بنبرة يطبعها الغضب " الملك هو اللّي بْغا هادْ الديمقراطية " . فكان لهذه الخرجة ما لها من دلالات سياسية على كون الرجل لم يكن مرتاحا عمّا كان يقوم به الملك ، مثل ما ان الجنرال افقير لم يكن مرتاحا عمّا كان يقوم به الملك خاصة لما قرر عودة المهدي بن بركة الى المغرب .
بعد انتفاضة يونيو 1981 واعتقال قيادة الاتحاد والنقابة حصل فراغ في الساحة السياسية الوطنية ، ونظرا لان الطبيعة لا تقبل الفراغ ، فقد اراد الجنرال الدليمي ملئه ، بمحاولته الانقلاب على الشرعية ، من جهة حتى يبقى وفيا للضباط اصدقائه الذين اعدموا بدون محاكمات في انقلاب 1971 وانقلاب 1972 ، ومن جهة لوضع نهاية للحرب الدائرة في الصحراء ، حيث كان من المتوقع ان يمنح البوليساريو الذي كان ينسق معهم ، دولة فدرالية مندمجة مع المغرب . بطبيعة الحال وحتى يخلق سخطا وسط الجيش والشعب الذي يكتوي بنيران الحرب سواء من خلال ابناءه الذين يموتون في الصحراء ، او من خلال الضرائب التي يدفعها لتمويل الحرب التي بدأت تميل الى البوليساريو لولا وقف اطلاق النار الذي ابرم سنة 1991 تحت رعاية الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء ، ساهم الجنرال الدليمي في إبادة ’كتيّبات من الجيش المغربي بتقديم خدمة الى الجبهة الشعبية ، كما لعب دورا في تصفية العديد من الضباط الوطنيين بذرائع مختلفة خلال الحرب التي كانت تدور بالصحراء .
ظل الجنرال الدليمي على صلة مباشرة بالسيد الغالي الماحي الذي كان مسجونا معه بفرنسا على ذمة التحقيق في قضية اختطاف وتصفية المهدي بن بركة ، فكان الماحي دائم التردد الى منزل الدليمي ليمكث هناك ساعات طوال ، لكن في شهر شتنبر من سنة 1982 سلم السيد الماحي تقريرا سريا مفصلا الى احد الاشخاص الذي كان تربطه بالسيد الغالي الماحي علاقات عمل ، مفاده ان الجنرال بصدد التحضير لتنظيم انقلاب على الملك ، وطالب من ذلك الشخص ان يسلمه الى المسئولين الكبار بوزارة الداخلية ، لأنه هو ، اي السيد الماحي كان مراقبا من قبل اجهزة الجنرال .
بسرعة فائقة ضد الوقت قام ذاك الشخص بتسليم التقرير الى احد اعوان ادريس البصري الذين كان يعتمد عليهم ، وزاد من تأكيد المحاولة توصل المصالح المختصة بوزرة الداخلية بمنشور سري تم توزيعه وسط الجيش بالأقاليم الجنوبية يحمل توقيع " ضباط 16 غشت " تيمنا بالمحاولة الانقلابية للجنرال محمد افقير . هكذا بقيت الامور تتطور حتى اعلن عن وفاة الجنرال في حادثة سير مصطنعة ، في حين انها كانت تصفية حيث تم سماع دوي انفجارات في سيارة الجنرال تشبهه دوي القنابل اليدوية ، وحتى لا ينفضح الامر مثل الجنرال افقير ، فقد تم منع ابنه من رؤيته حتى لا تظهر آثار التفجيرات بادية في جسمه ، وهو ما يعني ان الجنرال تمت تصفيته ، وليس فقط حادثة سير كما روج الاعلام الرسمي ، وهنا وبعد موت عبدالسلام الزيادي وادريس البصري والعشعاشي يمكن مسائلة حفيظ بنهاشم وحسين بن حربيط والجنرال لحريزي للفائدة طبعا .
بمجرد ذيوع الخبر الذي شكك فيه المراقبون ، لم تقم زوجة الجنرال بارتداء لباس الحزن المغربي ( اللباس الابيض ) فتبرأت منه ، وهربت عند احد الاميرات طلبا للحماية ، وحتى لا يحصل لها ما حصل لزوجة الجنرال افقير وأبنائها ، كما تم طرد اخيه الذي كان يعمل كاتبا عاما بعمالة القنيطرة وسحبت منه السيارة والسكن الوظيفي ، وعندما هبّ هاربا الى الخارج عبر الحدود الوطنية من ميناء طنجة ، القي عليه القبض وليساق مباشرة الى مقر وزارة الداخلية للاستنطاق مباشرة من طرف عبدالسلام الزيادي ، حفيظ بنهاشم ، حسين بنحربيط وادريس البصري ، كما تم تتريكه من عدة ممتلكات منها ضيعة مساحتها ثلاثة آلاف هكتار ، كما جردوه من اكثر من ثلاثين هكتارا كان يملكها وهي مقابلة للإدارة العامة للدراسات والمستندات ، وتقيم على بعضها الدولة اكاديمية المملكة بطريق زعير . وفي اليوم الرابع من الدفن جاء ابنه الاكبر الى وزارة الداخلية لكنهم رفضوا استقباله ، بل طردوه من امام ابواب الوزارة .
الجنرال احمد الدليمي وكمحاولة لإعطاء مشروعية لحركته ، فانه حاول الاتصال بالفقيه محمد البصري بالخارج ، لكن وبعد ان رفض هذا في بداية الامر خوفا من مصيدة تشبه تلك التي سقط فيها المهدي بن بركة ، فانه اتصل به في باريس والله وحد يعلم ما دار بينهما ، لكن الاتصال كان تحت مراقبة العيون الامنية الفرنسية ، كما قام بالاتصال باللاجئ الضابط احمد رامي بالسويد ، وبالفعل تمت المقابلة تحت انظار عيون الاجهزة الامنية السويدية التي اخبرت في حينه نظيرتها الفرنسية . وهنا الم يكن اغلى إهداء أهداء الرئيس الفرنسي للملك الحسن الثاني عند زيارته التاريخية للمغرب هو رأس الدليمي الذي كان يحضر لتغييرات كانت ستضر اصلا بمصالح فرنسا ليس بالمغرب ، بل بالمنطقة من خلال بناء حلف بين الدولة الفدرالية الصحراوية والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا ؟



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي
- حركة الجمهوريين المغاربة
- الاخطاء الكبرى المرتكبة في حق القضية الوطنية
- اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟
- حق التظاهر في الشارع العام مصر -- المغرب
- شهور اكتوبر نوفمبر ديسمبر ويناير على الابواب
- هل فهمتم شيئا ؟ خديجة الرياضي -- (الدولة مجازا ) زمرة العصبي ...
- الاعتقال السياسي بين سلطة القانون وسلطة الامر الواقع
- الدولة الحكومة المجتمع -- طبائع الاستبداد --
- قوة المغرب في تنوعه الثقافي
- اللغة العربية والركب الحضاري -- خسئت ياعيوش --
- الوحدة العربية بين الحلم والغبار
- خواطر ومستملحات انتخابية
- ما العمل في حل قضية الصحراء المغربية ؟ بين السيناريوهات المف ...
- فقدان الأمل وانتشار الخوف -- اسباب ظهور التطرف الاسلاموي
- تردي الوضع العربي - نزاع الصحراء مسمار في نعش المغرب العربي
- الاساطير وما ادراك من الاساطير
- المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنب 1990 ( المحور ...
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنبر 1991


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟