أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المنصور جعفر - أهمية التأثيل للخروج الإشتراكي من حالة الصراع الدموي بين أفكار التدين السياسي وأفكار التنظيم العقلاني لموارد المجتمع















المزيد.....

أهمية التأثيل للخروج الإشتراكي من حالة الصراع الدموي بين أفكار التدين السياسي وأفكار التنظيم العقلاني لموارد المجتمع


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 07:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا مقال خفيف يحاول أن يواشج بعض من جدل التمايز والإتصال بين 1- نظم الأفكار والممارسات العامة و2- تفاوت المصالح والمعايير وتقلب الأحوال، بركز المقال على نقط تاريخية وفلسفية في بعض معارك الصراع الدموي بين بعض كيانات التقاليد وبعض كيانات التحاديث وهدفه تبيين أهمية تغيير طريقة أو أسلوب التفكير في التغيير من شكل الخط الأحادي الساكن إلى شكل كروي نابض جامع في حركته بين القبض والإشعاع وهو شكل أسميته التأثيل.


ليس بالإمكان مع تعقد الإقتصاد والسياسة في العصر الحديث الخلط أو الفصل القطعي في أمور السياسة بين التصورات التمييزية الفاصلة والتصورات التقريبية الجامعة،وهي تصورات يقلبها الكُتاب في مقالب شرقنا العربي في شكل خلاف مؤبد بين الأصولية الإسلامية والعلمانية.

في هذا الشأن يبدو تقليب الأمور الروحية إلى سياسة، والفكرية العملية إلى عقيدة، تقليب قديم وعجيب في التاريخ حتى ان حال القائلين بأي من مجموعتي التصورات (الجمعية والفصلية) صار حالاً ملتبساً شبه إلى حالة الحجي (السوفسطائي) الكبير سقراط في أثينا بلاد اليونان القديمة قبل إنفجار ثورة جماعة الديمقراط في ثورة دموية هوجاء على (((حكم))) التكنوقراط (= الخبراء المتخصصين) وطريقة نظمهم أمور التعاملات في أثينا والمدن والقرى المستتبعة أو التابعة لها.

فحيرة سقراط تلك بين الجمع والفصل في أمور الإعتقادات والمعايير، والظروف والأحكام، لم توفر حتى مذهبه وهو مذهب حكم المتخصصين على أمور إختصاصهم ولم تنتهي بالحكم الصادر عليه من مختصين في القانون بالإعدام، بل تحورت وتمددت تلك الحيرة: صارت حيرة ذهنية عالمية كبرى كان منها تبلور الفلسفة العامة في أكاديمية أفلاطون الخاصة التي أسست وفق شروط الديمقراط وحيلة أفلاطون معاً وتنقلت فيها دروسه المتخصصة وإرتقت من (الجدل) إلى (المدينة الفاضلة) و(الجمهورية) إلى (القوانين). بعد ذلك تطورت تلك الحيرة الذهنية بين أسس ووسائل التمييز وأسس ووسائل الإدغام وأهدافهما في الحياة في شكل جديد بدأ بإظهار أرسطو وتلاميذه من منهوبات السودان الفكرية في مكتبة الأسكندرية لما نسميه حاضراً بإسم الفلسفة العلمية التي كان أشهر إبداعها السياسي في كتابات إنجلز وماركس وإنتقالهم بالعلم والتاريخ معا إلى مصاف كيان ذهني جديد هو: الوعي.

من حركة وصراع القيم والأفكار والممارسات والمعايير عبر التاريخ يبدو خطأ النظر إلى معالم العلمانية أو إلى التدين السياسي كحالة جمد ثابتة بل من العقل وما بعده النظر إلى ما فيهما وإلى ما حولهما من حركة تدافع أو ديالكتيك، ومحاولة فهم الأبعاد الإقتصادية الإجتماعية والدولية والعالمية للأفكاروالممارسات العلمانية أو الدينسياسية. من ثم، وبالإعتماد على النظر التاريخي الشامل إلى طبيعة حاجات السكان وتوزيع الموارد والأعمال في المجتمعات والبلاد نجد أن بالإمكان الإنتباه إلى أن العلمانية ليست إلا تأسيساً فكريا لعملية تحرر العقل والحياة من سلطة الإطلاق، وتحرر الناس من جبروت الميزان الواحد للأمور العامة المتنوعة، ولكن الأجدر بالإنتباه تاريخ هذه العلمانية كوالدة أو مولودة من حاجات وأهداف حياة المتاجر والحرف وورشات عمل المراكمة الرأسمالية ونشاطها الماسوني المتنوع ضد سلطة الملوك والإقطاعيين المقدسة وتحكمهم في رخص وديون وضرائب وأعمال الحياة التجارية ونشاط رساميلها.

من سيرورة هذا الإنعتاق الذهني والعملي السامي الكريم جاء شعار الحرية وتبلورت كلمة "الليبرالية" كنظام إقتصادي يعني حرية بعض الأفراد في تملك موارد المجتمع بنقودهم التي تصدرها بنوكهم فشكلت بذلك في التاريخ البشري إنتقالاً بمعيشة الناس من سيطرة الملوك إلى سيطرة البنوك، إلا قليلاً ، ومع تبلور وتراكم هذه السيطرة الطبقية وجثومها على معيشة العمال والزراع وغيرهم من الكادحين إنكسرت ولم تزل تتكسر في حياة الناس أعمدة العلمانية الثلاثة وهي الحرية، والإخاء، والمساواة في الحقوق العامة، ففي عالمنا الآن تبدو هذه الشعارات غطاءاً فكريا للتنطع الفكري، والظلم والفساد، والخيانة والإستبداد.

وبذا التحور والتدهور الفعلي والإلتباس الفكري حول حقيقة الإنفصال والإتصال فيما بين المبدأ السامي الخير وتدهور الأحوال وفساد المعاش فإن العزيزة الليبرالية وهي النتيجة العملية الأولى للعلمانية كانت ولم تزل تفتح الطريق مجدداً لنمو الأصولية الدينية. فكذلك نجد أن جانبا مهما من أفكار التدين السياسي أو أفكار تحسين المجتمع بتحسين أخلاقه بفرض الدعوة والثقافة والأحكام الدينية يقوم بحاربة العقلانية حرباً هوجاء بحجج دنيوية ذات مسوح ديني هي تحقيق العدالة والتنمية، كذلك وبذات الحدة تقوم الأفكار العقلانية لتنظيم موارد المجتمع بمحاربة غلو وطغيان وتنطع وفساد أهل الحكم الديني وضلالاتهم الإعلامية. من هذا الصراع الدموي تبدو الأهمية الموضوعية لأفكار الإشتراكية العلمية بين الناس في تنظيم موارد إنتاجهم ومعيشتهم:

فاتحة الخير في الخروج من الصراعات التاريخية المريرة بين العقلانية والتحكم الديني في معيشة الناس كانت قيام رواد الإشتراكية العلمية بجمع أساليب التكنوقراطية والديمقراطية في الحكم في تفكير وتنظيم إشتراكي جديد لموارد وجهود وخيرات المجتمع، تسيطر فيه التنظيمات التعاونية والشراكات العامة على موارد المجتمع والدولة وتقتسم موارد إنتاجها وجهودها وخيراتها بصورة إشتراكية أعم للفائدة وأنصف لتنافس الأفراد وتنافس الجماعات علما وعملا، وتنتخب فيه كل واحدة من الجماعات المتخصصة في الزراعة أوالصناعة أو التعليم أو الطب أولياءها إلى مجلس عام لحل وعقد أمورها ومن ثم يتصعدون منه إلى مجلس عام لحل وعقد أمور الدولة والمجتمع ككل، يمكن بذلك لكينونة الإشتراكية العلمية والديمقراطية الشعبية أن تتحقق أهداف الأصوليات العلمانية والأصوليات الدينية في حياة حرة من نقص ضرورات المعيشة ومن التكالب عليها كريمة في أسس وأسلوب تزيع مواردها وخيراتها بين قوى المجتمع وبين أجيال الحياة الإجتماعية عبر حاضر ومستقبل كل كيان .

هذا النظم الإشتراكي البديع لعملية خروج نوحي أو ابراهيمي أو خروج موسوي من طاغوت الحياة الليبرالية وصراع التدين السياسي والأفكار العقلانية حول طبيعة تنظيم الموارد العامة لمعاش الناس لا يخلو من إدلهام قلق وحيرة:

فبالرغم من الصلاحية الموضوعية الظاهرة لأفكار الفلسفة الإشتراكية ومصانعها ومحلاتها الآيديولوجية والعملية للإنتقال بمجتمعات الشرق الثنائية المعيشة والتفكير من صراع الثنائيات العقلية المثالي الفلسفة المتحدث عن صحة الفكرة والأفكار أجد أسئلة أدق أو أسئلة أشمل في عوالم التداخل و التمايز بين الفهوم واللغة السياسية، سواءاً في علمانيتها أو في دينيتها جهة أحوال وتقويمات الوقائع العامة، حيث أيضاً تبدو حالتان إقتصاديتان إجتماعتيان ثقافيتان جهة أمور التغيير: واحدة قطعية وأخرى نسبية لفهم كينونة الكيان الفكري النابض والمتحرك في حياتنا الذهنية والعملية المسمى بـ القطيعة المعرفية سواء من حيث تأثرها بـتشكلات الأفكار والممارسات السياسية المتنوعة أو بتأثير القطيعة المعرفية في تشكل هذه الأفكار والممارسات السياسية .

من هنا ضرورة في التفكير الإشتراكي وكياناته الناشدة للتغيير التحول من نمط أو أسلوب التفكير الخطي الأحادي الساكن الفقرات نسبية والمواشج للكيانات الذهنية المتوالية العقلانية والعلمانية والوعي والإنطلاق منه بقطعية معرفية -نسبية- إلى أسلوب التأثيل ذو الشكل الكروي المتشابك العناصر الشمولي الرؤية والنظر وذا الحركة النبضية في تركيب المعلومات ونظمها بقبض وبإشعاع معا في آن واحد، وهو كيان وسيلة ذهنية أروم إنتماءه إلى كيان ذهني أكبر هو: ما بعد الوعي.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذة سعاد أبراهيم أحمد
- معالم الخطاب البرجوازي الهمام في وسائط الإعلام
- يا تاج السر معذرة. .. نحن في مرحلة إنهيار الدولة الرأسمالية ...
- الملخص العام في تكون وتفكك دول الإسلام
- مصر بين رأسمالية إنتاج الفساد والأسلمة والإنهيار.. وضرورة ال ...
- مسدس تضخم الحركة الإسلامية... الإزدواج في السياسة وفي التأجي ...
- .... في مصر
- في مصر
- نقطة في ديالكتيك قيادة الحزب الشيوعي
- إلغاء الليبرالية لتحقيق حرية النساء
- الشيوعية طريقاً لتحرير الإسلام
- المسيحية في السودان (3)
- المسيحية في السودان (2)
- المسيحية في السودان (1)
- محامو ديكتاتورية السوق العالمية وشركاءهم: مستشارون قانونيون ...
- هل الديمقراطية السياسية بداية أو نتيجة؟
- عن الحرب الأهلية والعالمية في سوريا
- كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟
- نداء لإنقاذ معالم تراث ومكتبات تيمبكتو
- الصوفية ... مشارقاً و سحراً


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المنصور جعفر - أهمية التأثيل للخروج الإشتراكي من حالة الصراع الدموي بين أفكار التدين السياسي وأفكار التنظيم العقلاني لموارد المجتمع