أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - إلى يسوع














المزيد.....

إلى يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 20:18
المحور: حقوق الانسان
    


أريدُ أن أُخبرك شيئا مهما, أريدُ أن أطلعك على حالنا وأحوالنا, أريدُ أن أُخبي في صدرك سرا كبيرا, أريد أن أبوح لك يا يسوع بكل لواعجنا, وأولا وقبل كل شيء اشتقنا إليك جميعا, وهنا كثيرٌ من الناس يهدونك السلام ويسألون عنك وعن قصة رجوعك الأبدية, هنا لا أحد يتحمل الآلام من أجلنا, ولا أحد من بعدك يشعر بما نعانيه, اليوم ذهبَ أولادي إلى المدرسة بدون المصروف اليومي,وعادوا من المدرسة وبطونهم خاوية يشكون من الجوع, اليوم ارتفعت أسعار الخضار واللحوم والفواكه, لم يعد في السوق إلا العشارون جباة الضرائب من أجل أن يعيش السلطان أكثر ومن أجل أن تنزف الملايين من البشر لحساب طماع ومصاص دماء واحد.

هذا الزمن قد تغير كثيرا,وتغيرت الوجوه,وتغيرت المعادلة, لم يعد فيه إلا رجالٌ يمصون دماءنا من أجل أن يعيش السلطان إلى الأبد وعلى حسابنا, ولا أحد غيرك يعرف أين يذهب كفاحنا ونضالنا وعرق جبيننا, هنا يموت العربُ بالألوف من أجل أن يعيش السلطان, في أيامك يا يسوع أظن بأن الأمور كانت مختلفة نوعا ما, فأنت نزفتَ من أجل الفقراء ومن أجلنا نحن ..اختلفنا كثيرا عن الزمن الأول , الناس اختلفت والشعائر اختلفت وأرضك داسها الغرباء ووسخوها بأحذيتهم وبأفعالهم وبأعمالهم, شريعتك التي ولدت في الشرق يدافع عنها أبناء الغرب,وأبناء الشرق خانوا العهود ولم يقدروا أبدا تضحيتك من أجلهم,كلهم الآن يتبعون الدجال, كلهم الآن يسكرون في الشوارع والأزقة ويعاني أبناءك من الجوع ومن ويلات النكبات والحروب... الملح الذي في الأرض قد فسد يا يسوع, الملح الذي أشرت له قد انتهى في بلادنا,وهيهات بين كل 1000كيلومتر وألف كيلو متر أخرى أن تجد على الأرض ولو كانت ذرة ملح واحدة.., وأبناء الأفاعي صاروا هم الملوك, وأبناء اللصوص صاروا هم المؤتمنون على أرزاقنا, وكل هذا بسبب ملح الأرض الذي فسد فسادا نهائيا, كل تلك الأمور حدثت وأنت غائبٌ عنا, فإلى متى سيستمر غيابك عنا, وإلى أي حدٍ ستسوء أحوالنا الشخصية؟..

الملوك لم يعودوا كما كانوا, رجال الدين يخدعوننا, لا أحد يضحي من أجلنا مثل تضحيتك التي كانت وما زالت من أجلنا, ولم يعد الجندي يقاتل من أجل كرامتنا, الناس ها هنا كلهم مصالح يحافظون عليها, لا أحد يطعمنا إذا جعنا,ولا أحد يكسونا إذا عُرينا, ولا أحد يتبرع لنا بدمه إذا ما احتجنا إلى الدم, لم يعد يا يسوع في هذا الزمن رجال دين_كما قال ديستوفسكي- يمشون حفاة من أجل التواضع, لا أحد يعطينا نعمة الأمن والأمان غيرك, لا أحد يغسل قدمينا, لا أحد عنده أي استعداد من أن يضحي من أجلنا, نحن الضحية ونحن الحملان الوديعة ونحن القضية ونحن المصير ونحن الآخرون ونحن من سقطت على الأرض دماءهم ونحن من تعبنا وعانينا من أجل الكثير, ننتظرك ليلا ونهارا والكل يترقب رحلة العودة,(غودو)ما زال ينتظر وما زال البطل الوحيد الذي لم يظهر على خشبة المسرح, الطريق التي أمامنا مغلقة, القلوب أيضا مغلقة لا أحد يفتح لنا قلبه,ولا أحد يمدُ لنا بذراعه, ولا أحد يسهر من أجل راحتنا, الكل ها هنا شعاره: اللهم نفسي أولا, الحياة اختلفت يا يسوع, التضحية هنا قصة من قصص الكذابين, نحن نموت من أجل أن يحيا السفهاء,نحن نُذبح كالخرفان من أجل تمجيد الخرافات, وطننا سجن كبير وبيوتنا عبارة عن زنازين , وإجبار المثقفين والمتنورين على العيش داخل الوطن عقوبة تتخذ بحق كل المتنورين, ليتهم يا يسوع ينفوننا خارج أسوار المدن, وليت الاستعمار الغربي يعود إلينا من جديد , من يعيش في هذا الوطن العربي أكثر يعرف أكثر , الغرباء هنا يسكنون مكانك, الغرباء هنا يقطعون الرؤوس بالمشارط والسكاكين, الغرباء هنا ينتحرون من أجل إسقاطنا, الغرباء هنا يموتون من أجل أشياء لا نعرفها جيدا, الغرباء ها هنا هم من أفسد ملح الأرض, وهيهات أن ترى في بلادي ذرة ملحٍ واحدة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاتي ل يسوع
- أحببت يسوع
- اعتدت على الحياة مع يسوع
- الحياة بدون يسوع
- سألوني عن يسوع
- يسوع 2
- من أين جاء أسم محمد؟
- الاقباط أول من بنى الكعبة من الحجارة
- الإسلام هو المشكلة
- الميثولوجيا القرآنية
- أهل الميئين
- القرآن زور التوراة والإنجيل
- الحك بالحجر الأسود
- الله أرسلني للمسلمين وليس للمسيحيين أو اليهود
- الشفاعة
- التكنولوجيا الاجتماعية
- الأخلاق الجديدة
- سؤال منطقي
- خاطرة المساء2
- أنا أقوى رجل أردني


المزيد.....




- ثالث دولة آسيوية تقر زواج المثليين
- اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب
- 7 شهداء بقصف مدفعي إسرائيلي على خيام النازحين غربي رفح
- العفو الدولية تتهم مصر باعتقال وترحيل لاجئين سودانيين بطريقة ...
- شاهد.. الامم المتحدة: -إسرائيل-مسؤولة عن جرائم حرب  
- الأمم المتحدة: إسرائيل ربما انتهكت قوانين الحرب في غزة
- بوتين يتحدث عن التعاون بين روسيا وفيتنام في الأمم المتحدة
- عاجل | هيئة شؤون الأسرى: شهادات مروعة عن ظروف أسرى غزة بمعسك ...
- عزت الرشق: 40 طفلا قتلهم الجوع في غزة والمجاعة تتفاقم نتيجة ...
- رويترز: ألمانيا تلغي مذكرة اعتقال بحق حاكم مصرف لبنان السابق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - إلى يسوع