فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 01:31
المحور:
حقوق الانسان
لم يعد التغيير مجرد حلم تنام و تصحى عليه مختلف شرائح الشعب الايراني بعد أن تجرعت مرارة و ضيم نظام إستبدادي قمعي يوظف الدين لمختلف الغايات و الاهداف بهدف مصادرة حريات و حقوق الانسان بصورة عامة و المرأة بصورة خاصة، وانما صار حاجة أکثر من ملحة و ضرورية و يعمل کل مابوسعه للنضال من أجله.
النظام الايراني الذي يستخدم الدين لتحقيق أهدافه و يجعل منه معيارا لمحاسبة کل المتطلعين للحرية و کتم أنفاسهم طبقا لذلك، يشعر هو الاخر اليوم أکثر من أي وقت آخر، بأن التغيير قد صار کابوسا يطارده ليس في أحلامه وانما حتى في يقظته أيضا، ولذلك فإنه يلجأ حاليا وفي سبيل الالتفاف على کل محاولات و مساعي التغيير الجادة من قبل الشعب الايراني و مقاومته الوطنية، الى الاعتماد على وسيلتين من أجل ذلك وهما:
اولا: إطلاق مزاعم الاصلاح و الاعتدال و الوسطية مقرونة بحملة سياسية للإنفتاح على الولايات المتحدة الامريکية و حتى الغزل الضمني مع إسرائيل، لإقناع الشعب بأن الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية ستتحسن وان النظام لم يعد يهدده أي خطر من الخارج.
ثانيا: الايغال في ممارسة القمع و الممارسات التعسفية الاخرى بصورة غير مسبوقة حيث أن حالات تنفيذ أحکام الاعدام في ظل حکم الاصلاح المزعوم قد تضاعف قياسا بالاعوام السابقة وتم منع الاطباق و الاجهزة اللاقطة و منع الاتصال بشبکات التواصل الاجتماعي عبر شبکة الانترنيت و تحديده بشبکة خاصة يشرف عليها الحرس الثوري، ولاسيما بعد أن أصدر مرشد النظام فتوى حرم فيها الاتصال و الدردشة بين الجنسين عبر شبکات التواصل الاجتماعي.
لکن القمع و الکبت و الحرمان و کما عودنا التأريخ دائما، لايولد إلا نقيضه، وان الشعب الايراني الذي عانى ماعانى من جراء حکم النظام القائم الذي جعله يعيش في دائرة مغلقة من الممنوعات، عاد ليؤکد من جديد انه يطمح للتغيير و يناضل من أجله و لن يحيد عن هدفه المقدس هذا أبدا ومهما کلف الامر و غلت التضحيات، وان مؤتمر الجمعيات و الهيئات الايرانية الذي أقيم في باريس مؤخرا والذي حضره ممثلوا أکثر من 300 جمعية و هيئة إيرانية من مختلف المجالات و من أکثر من 18 دولة، قد أکد هذه الحقيقة و جسدها أيما تجسيد، خصوصا وان ممثلوا هذه الجمعيات و الهيئات ينتمون الى مختلف الشرائح و الاطياف الاجتماعية و يمکن إعتبارهم أيضا بمثابة معيار و مقياس لتحديد موقف و رؤى و تطلعات الشعب الايراني في الداخل، ولهذا فإنه من الطبيعي جدا أن يلجأ النظام للوسيلتين اللتين أشرنا لهما آنفا، لکن ذلك لن يجدي نفعا أبدا لأن إرادة التغيير تعني صوت الشعوب و روح و نبض التأريخ الذي يمضي قدما للأمام و لن يتوقف.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟