طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 23:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتفق العراقيون على نزاهة شخصية وطنية كما اتفقوا على شخصية الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم الذي استشهد برصاصات البعثيين بعيد انقلابهم الفاشي في الثامن من شباط 1963. لقد تم اطلاق الرصاص على شخصه الكريم ومجموعة من رفاقه العسكريين، الذين ابوا ان يتخلوا عنه في تلك اللحظات الحرجة،ونذكر منهم الشهداء فاضل عباس المهداوي ووصفي طاهر وكريم الجدة .. اطلق الرصاص عليهم في دار الاذاعة وتلفزيون بغداد في الصالحية من قبل اوباش البعث الذين نفذوا انقلابهم بالتنسيق مع المخابرات البريطانية وبتشجيع مفضوح من قبل المخابرات المركزية الامريكية C I A دون نسيان الدعم المباشر من قبل نظام عبد الناصر وكل القوى الرجعية المحلية المتضررة من التغييرات التي حصلت عقب ثورة 14 تموز الخالدة آنذاك.
لقد حاول الانقلابيون تشويه صورة الزعيم الشهيد والاساءة الى منطلقات ومبادئ ثورة تموز التي استطاعت ان تؤمن بفترة قصيرة العيش الكريم لشريحة واسعة من الفقراء حيث تم بناء اربعين مدينة سكنية في مختلف انحاء العراق خلال فترة قياسية التي لا تتجاوز السنوات الخمس لعمر الثورة . وتبقى مدينة الثورة بملاينها الثلاثة شاهدا على التحول النوعي في حياة الناس والانتقال من الصرائف خلف السدة الى بيوت تتمتع بالحد الادنى من الشروط الانسانية .
اما بخصوص الزعيم فلم يجدوا في جيبه سوى 1 دينار وربع وقد حاول الانقلابيون جهد الامكان الحصول على رقم حساب مصرفي للزعيم ولكن دون جدوى . فالزعيم كان يتقاسم مرتبه ووجبة غدائه مع الاخرين . ولم يسكن في قصورفخمة ولم يستول على بناية لا للدولة او للقطاع الخاص كما فعل اسلافه، بل كان يسكن بالايجار في بيت متواضع في الكرادة وما زال البيت قائما في شارع الزعيم الذي يقع بين شارع السعدون وشارع النضال بالقرب من ساحة الفردوس . وان يدل بيت الزعيم على شيء فيدل على تواضعه وتعففه وشعوره بانه فعلا ابنا بارا للشعب ..
في هذا البيت كانت والدة الزعيم تعيش فيه وهي توزع ما تستطيع توزيعه على جيرانها من مأكل وهدايا في مختلف المناسبات الدينية من مولد الرسول الى عاشوراء .. كان بيتا متجاوزا للتعصب الطائفي المقيت وكان الزعيم يؤكد مرارا بانه فوق "الميول والاتجاهات".
لا بد لنا ان نؤسس للذاكرة ولترسيخ هذه الذاكرة بمنطلقاتها الايجابية، اذ لا يمكن ان نكون شعبا بلا ذاكرة .. الشعوب التي تحترم ذاكرتها ، يفترض ان تحترم رموزها .
نتمنى ان تسترد الحكومة بيت الزعيم الشهيد ليكون متحفا ومزارا، لانه علامة مضيئة في تاريخ عراقنا السياسي .
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟