|
الإستراتيجية الثورية والخط البروليتاري، تناقض الخطين الثوري والتحريفي
الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال
(Alamamyoun Thaoiryoun)
الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 19:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
نقض مضمون ما يسمى الخط البروليتاري لمنظمة "إلى الأمام" باعتباره الخط الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي التحريفي الذي بلورته القيادة التحريفية المسيطرة على المنظمة منذ خريف 1979، هذا الخط التحريفي المعادي للخط الثوري للمنظمة والذي انتهى بتأسيس حزب النهج الديمقراطي التحريفي كتنظيم يحارب كل توجه ثوري داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية.
لا يخفى على أي متتبع لتاريخ الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، وخاصة منظمة "إلى الأمام"، التحريف الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي الذي قاده قادة التحريفية، أو إن صح التعبير، ما قاده أبرهام السرفاتي. فبعد 5 سنوات داخل سجون النظام الكومبرادوري، وفي نهاية 1979، وبعد غياب قائد الخط الثوري الشهيد عبد اللطيف زروال، برز الخط التحريفي داخل المنظمة باسم ما يسمى "الخط السياسي لإعادة بناء منظمة "إلى الأمام" في سنة 1979"، الذي بلورته ما يسمى القيادة الثانية للمنظمة خلال سنوات الثمانينات من القرن 20 بقيادة أبرهام، القيادة التي انتهى بها الأمر إلى الإنبطاح والإرتماء في أحضان النظام الكومبرادوري الديكتاتوري، وذلك بطلب العفو (لعبت كريتين دور السرفاتي دورا هاما في طلب العفو بعلاقتها مع ... زوجة الرئيس الفرنسي فرونسوا ميتران سنة 1982)، والذي استفاد منذ ثلاثة من القادة التحريفيين من بينهم عبد الحميد أمين سنة 1984. فبعد تبني المنظمة لمفهوم "الإستراتيجية الثورية" والتخلي عن مفهوم "الإنطلاقة الثورية" ووضع أسس طريق الثورة المغربية بتبني حرب التحرير الشعبية منذ 1972، هاجم النظام الكومبرادوري الديكتاتوري المنظمة بالحديد والنار واعتقل قيادتها الثورية واغتال قائدها الثوري الشهيد عبد اللطيف زرول، لم يستطع نزلاء السجن المركزي بالقنيطرة الصمود، وتشكلت القيادة الثانية للمنظمة بعد مراجعة الخط الثوري للمنظمة والتنازل عنه، في مسار تام من التنازلات قادتهم إلى تحريف طريق الثورة المغربية، عبر تبني مفهوم "النضال الديمقراطي الجذري"، استعدادا لطلب العفو وتقديم الولاء للكومبرادور، وواجهتهم تناقضات الوضع السياسي من صلب واقع الصراع الطبقي الذي أفرز الإنتفاضة الشعبية في 1984، مما عرقل مشروع العفو الذي تبنته التحريفية ليتأخر 8 سنوات تم بعدها إطلاق سراح السرفاتي والحريف في شتنبر 1991 كانطلاقة لمسلسل التنازلات التي قادتها التحريفية المسيطرة على المنظمة.
هذه الحقائق تكتسي أهميتها التاريخية للتصدي لادعاءات التحريفيين الذين يطالبون المناضلين بما يدل على تحريفية خطهم، وهم ينسون أن الواقع الملموس للأحداث التاريخية التي أفرزت حزب النهج الديمقراطي التحريفي غنية عن الحجج والدلائل والعبر. هكذا يأتي أحد التحريفيين أو المؤمنين بالخط التحريفي للمنظمة ليدافع عن شرعية هذا الخط في مقال بعنوان "تحريفية أم انتصار للخط البروليتاري؟ خط إعادة بناء منظمة "إلى الأمام" سنة 1979"، يحاول فيه تبرير وتلميع وجه التحريفية المتجلية في الخط الأيديولوجي والسياسي لقادة حزب النهج الديمقراطي التحريفي.
يقول صاحبنا :" كما ندعو، من خلال هذا المقال، أصحاب هذه الإدعاءات إلى فتح نقاش علني جماهيري حول ما يرددوه ويكشفوا مضمون هذه التحريفية في الخط السياسي لإعادة البناء كما تجسد في عام 1979. ونعدهم بمتابعة النقاش حول المراحل اللاحقة من تاريخ المنظمة. لكن لنحسم أمر هذه التحريفية المزعومة التي يؤرخون لها سنة 1979".
عماذا يبحث صاحبنا التحريفي بالضبط ؟ أعن العمل على فضح خطهم التحريفي البارز للعيان في كل توجهاتهم الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية سواء منها النظرية أو العملية ؟ أم عن مزيد من فضح هذا الحزب التحريفي الخطير على الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية ؟
فالمتتبع لما كان يسمى "التجميع" من 1991 إلى 1994 وما بعده، عند تأسيس حزب النهج الديمقراطي التحريفي، والوثائق الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية التي تم اعتمادها في التأسيس، يدرك جيدا مدى قذارة الفكر التحريفي الذي يتبناه قادة هذا الحزب، الذين حاولوا حل المنظمة في سرية تامة بفرنسا لولا تصدي بعض المناضلين الثوريين لهذا الفعل الجبان، فما كان لهم إلا أن يعملوا على حلها عمليا بتأسيس ما أسموه "النهج الديمقراطي كاستمرارية لمنظمة إلى الأمام"، مما يزيدهم تأزما أمام الحركة الثورية داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية خاصة في الجامعات، مما يدل قطعا وتأكيدا على أن فكرهم التحريفي يريد أن يحول التراجع عن الخط الثوري للمنظمة تطورا في نظرهم، من الخط الثوري إلى الخط التحريفي ذلك ما يسمونه استمرارية لمنظمة "إلى الأمام"، بعد أنشودة إعادة البناء التي ليس إلا شرعنة هدم المنظمة.
ويضيف صاحبنا التحريفي :" من بين عشرات المقالات التي يتردد فيها أن منظمة "إلى الأمام" قد انحرفت سنة 1979، لم نعتر ولو في واحدة منها عن سند أو إحالة ولو عابرة إلى وثيقة أو نص سياسي يبررون به مزاعمهم حول هذه التحريفية التي اكتشفوها ! وهذا مما يدل على أن أصحاب هذه المعزوفة – معزوفة التحريفية – ليس لديهم (أو لمعظمهم على الأقل) أدنى معرفة بواقع المنظمة السياسي، وأنهم تلقوا معلوماتهم و "تكوينهم السياسي" من الحكايات الشفوية لا أقل ولا أكثر. فجميع المقالات التي اعتبرت أن منظمة "إلى الأمام" قد انحرفت سنة 1979 لم تشر ولو لمرة واحدة من قريب أو بعيد إلى منبع هذه التحريفية من خلال نص أو وثيقة سياسية للمنظمة عام 1979 (بما فيها المقالات التي اطنبتها بها جماعة "الأماميون الثوريون"... الخ".
وفي محاولة يائسة يسعى صاحبنا التحريفي أن يحرف التاريخ بتحريف أقوال المناضلين الثوريين المتشبثين بالخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، في قوله :"من بين عشرات المقالات التي يتردد فيها أن منظمة "إلى الأمام" قد انحرفت سنة 1979"، في أسلوب ماكر يسعى إلى إبعاد رفاقه التحريفيين عن تهمة التحريف ليلسقها إلى المنظمة، كأن المنظمة هي التي انحرفت وليس ما يسمى القيادة الثانية التي خططت لمسار التحرفية في الحركة الماركسية ـ اللينينية.
لا يا صاحبنا التحريفي ليس المنظمة هي التي انحرفت إنما قادة النهج الديمقراطي هم التحريفيون ولا يحتاجون إلى وثيقة تثبت ذلك إنما أفعالهم وممارساتهم السياسية والأيديولوجية داخل حزبهم هي الدليل القاطع على أنهم قطعوا مع مرحلة الخط الثوري للمنظمة، أما الكواليس التي تم فيها ذلك فهي حظيت بصرامة شديدة من السرية على الجماهير، لكن سرعان ما انكشفت بعد خروجهم من السجن عبر مراحل في 1984 و1991 و1994 ليشرعوا في بلورة مشروعهم التحريفي أمام الملأ، عبر القطع مع الماركسية اللينينية باعتبارها النظرية الثورية لعصر الإمبريالية والرجوع بالتاريخ إلى الخلف في قطيعة إبستيمولوجية مع الفكر الثوري، واعتبار الماركسية أداة للتحليل فقط ليس إلا، وما يسمى "الجوهر الحي للماركسية" لكاتبه التحريفي عبد الله الحريف إنما هو دليل قاطع على بلورة أفكار السرفاتي الهدامة حول "النضال الديمقراطي الجذري"، والهجوم على قادة الفكر الماركسي اللينيني لينين وستالين وماو، وإدماج المسخ البورجوازي على أيديولوجيتهم لمحاربة الفكر الماركسي باسم تطوير الماركسية، وتبني ما يسميه قادة الفكر التحريفي في حزب النهج الديمقراطي بالماركسية وإنجازات الفكر الإنساني.
لقد عمل الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" في أبريل 1972 على إعادة بناء أسس مفهوم طريق الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية والعالمية في وثيقة المسودة بنقد أسس الإنطلاقة الثورية الواردة في وثيقة الأطروحة، وتأكد أنه يستحيل إنجاز الثورة المغربية دون بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي لكون الهدف المركزي للثورة البروليتاريا هو السيطرة على السلطة، مما يتطلب من المنظمة تجسيد مفهوم العمل الجماعي والتفكير الجماعي في الحركة الثورية للجماهير، ذلك ما يستوجب العلاقة الجدلية بين الإستراتيجية الثورية واستراتيجية بناء الحزب الثوري في علاقتهما بإنجاز الثورة المغربية، ذلك ما أبرز منظورا جديدا لطريق الثورة وهو الكفاح المسلح كطريق للثورة، والذي أبرز خطيين متناقضين داخل المنظمة وهما الخط الثوري والخط التحريفي، ولأن شروط المنظمة في 1972 وهي في أوج عطائها الثوري قد أفرزت قوة الخط الثوري داخل قيادة المنظمة، فقد حال ذلك دون سيطرة الفكر التحريفي داخل المنظمة. وركز مفهوم الإستراتيجية الثورية على مفهوم الحرب الشعبية متجاوزا بذلك مفهوم الإنطلاقة الثورية، بعد دراسة التجارب الثورية العالمية وخاصة تجربة الثورة الصينية، مما تطلب من المنظمة تجاوز العلاقة الجدلية بين العمل السياسي وعفوية الجماهير إلى العلاقة الجدلية بين العمل السياسي والعمل المسلح.
وأكد الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" في 1972 أن حرب التحرير الشعبية المرتكزة على حرب العصابات لا تكفي لإنجاز الثورة المغربية، ذلك أن النظام الكومبرادوري الديكتاتوري الذي سحق الإنتفاضات الشعبية بالحديد والنار والمدعوم من طرف الإمبرالية والمجهز بأحدث الأسلحة المتطورة قادر على سحق حرب العصابات، وأكدت المنظمة أن تاكتيك القواعد الحمراء المتحركة المستخلصة من دراسة التجربة الثورية الصينية قادر على دفع الجماهير إلى الحرب الشعبية الشاملة، وتشكل هذه القواعد الحمراء المتحركة أنوية الجيش الأحمر من العمال والفلاحين والجنود الثورين بعد تدمير أجهزة النظام والإستيلاء على السلطة، وتشكل العلاقة الجدلية بين الإنتفاضة الشعبية بالمدن وحرب التحرير الشعبية بالبوادي السند الأساسي لتغيير منظور منظمة "إلى الأمام" لطريق الثورة المغربية، إذ من المستحيل إنجاز الثورة المغربية عبر الإنتفاضات الشعبية العفوية ومحاولة قيادتها من طرف المنظمة.
فما هو جديد ما يسمى بإعادة بناء المنظمة والخط البروليتاري في 1979 ؟
إنه التراجع عن الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، التراجع عن مفهوم الإستراتيجية الثورية التي سهر على بلورتها القائد الثوري الشهيد عبد اللطيف زروال الذي استشهد في 1974، فخلال خمس سنوات من استشهاده عملت التحريفية على السيطرة على قيادة المنظمة وتمكنت في 1979 من بلورة منظورها التحريفي في وثيقة "وضعية المنظمة والمهام العاجلة لإعادة البناء: البرنامج الوطني"، هذه الوثيقة التي يستشهد بها صاحبنا التحريفي للدفاع عن خط التحريفية وهي في حد ذاتها شهادة على تحريفية القيادة الثانية من داخل السجن التي قادها كبير التحريفيين أبراهام.
فما موقع مضمون هذه الوثيقة في طريق الثورة المغربية ؟
ذلك ما يمكن استنتاجه في المقاربة بين مفهوم الإستراتيجية الثورية في وثيقة المسودة وبين تحريفية هذا الطريق في الوثيقة الشهادة التي اختارها صاحبنا التحريفي. يقول صاحبنا التحريفي في جوابه عن سؤاله : "مضمون الخط السياسي لإعادة البناء في 1979: تحريفي أم بروليتاري؟" :
"إنطلقت عملية إعادة البناء في خريف 1979 على أساس الوثيقة السياسية "وضعية المنظمة والمهام العاجلة لإعادة البناء". ففي هذه الوثيقة طرحت القيادة الوطنية أسس ومهام إعادة البناء التنظيمي والسياسي والدعائي مركزيا وعلى صعيد الفروع الثلاث للمنظمة: فرع الداخل، فرع الخارج والسجن. فما هي أهم مكونات خط إعادة البناء التي تضمنتها هذه الوثيقة والوثائق والتقييمات المكملة لها؟ وهل شكلت تعميقا وتعزيزا للخط البروليتاري أم تحريفية كما يدعي أصحابنا؟"
وهو يجيب عن هذا السؤال الأخير بسؤال آخر :" هل التشبث والدفاع عن مشروعية وشرعية الحركة الماركسية اللينينية المغربية حلقة مركزية في مسيرة بلورة وبناء حزب الطبقة العاملة انحرافا أم خطا بروليتاريا؟"
وصاحبنا التحريفي يعتقد أن القيادة التحريفية لخريف 1979 يمكن لها أن تتهرب من مسؤوليتها التاريخية عن تحريف الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، فقط بالقول ب"شرعية الحركة الماركسية اللينينية المغربية"، وفي نفس الوقت بالعمل على بلورة منظورها التحريفي على أرض الواقع، بالدفاع عن العمل الشرعي العلني في ظل نظام كومبرادوري ديكتاتوري دموي وطلب العفو منه؟؟؟
إنه أسلوب التحريفية في الممارسة السياسية وهو القول بالثورية والعمل بالإصلاحية أي الثورية قولا والإصلاحية فعلا، وهو أسلوب انتهازي يطبع صفة التحريفية على طول الخط التحريفي، والنتيجة بعد ربع قرن من التحريف تأسيس حزب النهج الديمقراطي التحريفي الذي أصبح اليوم أكبر التنظيمات التحريفية التي تعرقل تطور الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية.
وواصل صاحبنا التحريفي أسئلته بطرح سؤال آخر على شكل جواب للدفاع عن الخط التحريفي داخل المنظمة وهو : "هل انحرفت منظمة "إلى الأمام" في عام 1979 لما محورت المهمة المركزية لإعادة البناء حول شعار "من أجل منظمة مارسكية لينينية صلبة وراسخة جماهيريا عن طريق التجدر المباشر في الطبقة العاملة وتنظيم الطلائع العمالية للقلاع البروليتارية؟"
وهذا الشعار الذي يطرحه صاحبنا التحريفي خير جواب على تحريفية خط القيادة الثانية التي تنازلت عن الخط الثوري وحرفت طريق الثورة المغربية، من العلاقة بين العمل السياسي والعمل العسكري إلى العلاقة بين العمل السياسي والعمل الجماهير، في اتجاه بناء حزب تحريفي لتمويه الجماهير على أنه حزب ثوري، فبعد 35 سنة من التحريفية عملت القيادة التحريفية المسيطرة على المنظمة على زرع مضامين الثقافة البورجوازية في صفوف الشبيبة المرتبطة بالنهج الديمقراطي التحريفي، عبر نشر ما يسمى ثقافة حقوق الإنسان، لقد عمل هذا الحزب على رعاية عقد شراكة بين الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ووزير التعليم المجرم الإنتهازي الحبيب المالكي في عهد ما يسمى حكومة التناوب في 2003، منذ ذلك الحين عملت التحريفية الحزبية للنهج الديمقراطي على اقتحام الثانويات ليس لنشر الفكر الماركسي اللينيني الذي تدعيه في الوثيقة المذكورة إنما لنشر ما تسميه في أدبيات حزبها الفكر الإنساني وهو الفكر البورجوازي نقيض الماركسية اللينينية.
وفيما يلي يأتي صاحبنا التحريفي بتوضيح صريح على تحريفية خط حزب النهج الديمقراطي وهو يقول عن الخط البروليتاري الذي تدعيه التحريفية فيما تسميه إعادة بناء المنظمة: "انطلقت المنظمة من أن فشل الحركة الماركسية اللينينية طيلة مسارها النضالي في السبعينيات، في التقدم في مسلسل بناء حزب الطبقة العاملة، يرجع إلى انحرافها عن مهمة التجدر المباشر وسط الطبقة العاملة وتنظيم طلائعها البروليتارية والاستعاضة على هذا العمل الشاق والطويل النفس، بأطروحة "الشبيبة التعليمية مقدمة تكتيكية" أي اعتبار الشبيبة التعليمية وسيطا لعملية التجدر، أو ما كان يعرف أيضا بقنطرة العبور نحو التجدره".
لقد واصل الخط التحريفي مساره التراجعي عن الإستراتيجية الثورية في علاقتها باستراتيجية بناء الحزب الثوري، والتي يدعي أنه قام بنقدها ووجد طريقا ثانية للثورة وهي الرجوع إلى مفهوم الإنطلاقية الثورية، ليس التقدم من أجل إنجاز الثورية إنما التراجع من أجل توقيف المد الثوري الجماهيري.
فبعد نقد تكتيك العمل الشبيبي التلاميذي والطلابي وضرورة العمل على التجذر في أوساط الطبقة العاملة الذي لم يكن إلا نوعا من العمل الديماغوجي، لبلورة مفهوم التحريفية التي تدعي الثورية قولا وتمارس الإصلاحية فعلا، فنرى اليوم كل سمات التراجع عن الخط الثوري للمنظمة متجسدة في الممارسة السياسية لحزب النهج الديمقراطي التحريفي كاستمرارية للخط التحريفي داخل منظمة "إلى الأمام"، من خريف 1979 إلى ربيع 1994 ربع قرن من التحريفية العملية والتشدق بالثورية، والنتيجة تأسيس حزب تحريفي أقدم على كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة من أجل الشرعية في العمل السياسي في ظل نظام كومبرادوري ديكتاتوري، وقد استكمل اليوم جميع الشروط التاريخية لمفهوم الحزب التحريفي الإنتهازي ببلورة الفكر الماركسي التحريفي في أوساط الشبيبة التي استدرجها إلى تنظيمه، إنتهت بتأسيس ما يسميه "فصيل طلابي" لنشر التحريفية في أوساط الجماهير الطلابية بعدما فشل في تحويل فصيل من فصائل الطلبة القاعدين إلى فصيل تحريفي.
والتحريفية لكونها ذات صفة انتهازية تدعي ما لا تفعله وبعد استكمال جميع أطوار البناء التحريفي لحزب النهج الديمقراطي أيديولوجيا وسياسيا وتنظيميا، أخذ يتشدق بالوحدة قولا والتشتيت فعلا عبر ما يلي:
ـ في صفوف الحركة الطلابية بتأسيس فصيل لقيط يبحث له عن موقع العمل التخريبي للمنظمة الطلابية أوطم. ـ في صفوف الطبقة العاملة بتأسيس نقابات حزبية انتهازية موالية له لضرب وحدة الطبقة العاملة. ـ بالسيطرة على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لاستعمالها أداة لنشر الفكر الحقوقي البورجوازي في صفوف التلاميذ والطلبة. ـ في محاولة اختراق مناضلي الحركة الماركسية ـ اللينينية عبر هذه التنظيمات الثلاثة لنشر الفكر التحريفي في صفوف الحركة.
إنه لمن السخافة الفكرية أن يشك قال في تحريفية حزب النهج الديمقراطي ويعمل على بلورة علاقة تنظيمية بهذا الحزب باسم وحدة النضال كيفما كانت مضامينه، وإنه من السخافة الفكرية القول بنضالية المنتمين إلى هذا الحزب الذي أبان عن ممارساته الإنتهازية كلما سنحت له الفرصة بذلك، بدءا بما كان يسمى تنسيقيات الغلاء مرورا بما يسمى حركة 20 فبراير وصولا إلى العمل النقابي الإنتهازي. في 06 فبراير 2014.
#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)
Alamamyoun_Thaoiryoun#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
الأسس المادية للبناء الجماهيري للحزب البروليتاري الثوري المغ
...
-
الأسس المادية لتوحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة
-
في العلاقة بين القيادة البروليتارية والجبهة الثورية
-
من الإنطلاقة الثورية إلى الإستراتيجية الثورية
-
الأطروحة الثورية الأولى لمنظمة -إلى الأمام-
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية اللينينية المغربية الرسالة
...
-
في التناقض بين الإقتصاد الرأسمالي والإقتصاد الإشتراكي
-
أسس الإقتصاد السياسي في عصر الإمبريالية
-
في العلاقة بين المزاحة والإحتكارية في عصر الإمبريالية
-
في التناقض بين القانونين الإقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي
-
يموت الجسد ويحيى درب إليه قصد
-
في التناقض بين الإصلاحية والثورة
-
في ذكرى اغتيال سعيدة الشهيدة
-
في العلاقة بين الحزب والحرب وانتصار الثورة الديمقراطية البرو
...
-
بناء الحزب الثوري في علاقته بالنضال الثوري
-
الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقر
...
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|