|
لا ياسادتي الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 11:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بصراحة ابن عبود لا يا سادتي، الاسلام، لا يصلح لكل زمان، ومكان!
كثيرا ما نسمع شعارات من قبيل "الاسلام دستورالحياة" أو "لا حاجه لكتابة دستور،فالقران دستورنا" وان "القرآن، او الأسلام يصلحان لكل زمان، ومكان". ومن الوهله الأولى يمكن للمرأ ان يستفسر باستغراب: طيب، واذا قامت القيامه، كما تبشر الكتب السماويه، فهل يحتكم الله الى القرآن ام الى ماذا؟ وهل سيحكم الله يوم القيامه بما انزل القرآن، او الانجيل، ام التوراة؟ وهل سيوزع الحواري على ارهابيي بن لادن، والزرقاوي، وغيرهم من القتله؟ وهل الخمر حرام، ام حلال وقتها؟ وهل يجوز اللواط الذي يحرمه الاسلام؟ وماذا نفعل مع غلمان الجنه المولدون؟ اهذا قرآن ام ماذا؟ ام هو نفسه ما نسميه اليوم الكيل بمكيالين؟
المهم، ليس هذا موضوعنا فمن يؤمن بالجنه فليؤمن، فهذا حقه. ومن لا يؤمن فهذا من حقه ايضا. ولكن القرآن انزل للمسلمين، والعراق يضم اديان متعدده، ومتناقضه احيانا. وهناك عدد لا باس به من الملحدين، الله يزيدهم. فهل نجبرهم على اتباع قوانين، وقواعد الاسلام التى لايؤمنون بها؟ والديمقراطيه تؤمن بتعدد الاراء، وتصارع الافكار المختلفه، وليس فقط ، صراع المذاهب، والطوائف ضمن دين، او فكر واحد. والعصر عصر حقوق الانسان، ومساواته الكامله في كل شئ بغض النظر عن العرق، او الجنس، او الدين. فكيف والاسلام يعتبر الرجال قوامون على النساء، وللرجل حظ الانثيين, وللرجل حق الزواج بما طاب له من النساء. في حين ان المرأه "العوره" لا يجوز لها حتى رفع اصبع الاعتراض. وله حق ان يضربها، ويؤدبها، ويحرمها من اطفالها..الخ. حتى في الجنه التي تصلي، لها كل حياتها فهناك يرتفع عدد الزوجات من اربعه الى اربعين.
والعصر عصر الحريه، والتحرر. والاسلام يعتبر غير المسلمين اهل ذمه يخضعون للمسلمين ويدفعون الجزيه ثمنا لحمايتهم. والاسلام يبيح العبوديه، وكل الشخصيات الاسلاميه من النبي محمد الى اخر ولي كان لهم من العبيد، والموالي، والجواري ما شائوا وطاب لهم. ولا زال الكثير من رجال الدين، والملوك، والشيوخ، والامراء يحتفظون بالحريم، والغلمان، والجواري. فكيف يتفق هذا مع عصر التحرر، والحريه، والغاء العبوديه التي اعادها النظام الاسلامي في السودان. وجرائم دافور معروفه للجميع حيث المسلم يبيع، ويستعبد اخيه المسلم لمجرد انه من اصل اخر. ثم أي اسلام سنتبع، اسلام شيعي، ام اسلام سني؟ واي من الاجتهادات الشيعيه، او السنيه ستطبق؟ ومن يحق له الافتاء بذلك؟ ومن يدعي الاحقيه؟ ومن له حق الفصل في الافضل، والاصح؟
وهل سيقوم الحكام المسلمون بتحطيم اثار، وشواهد الحضارات القديمه، بحجة وجود الاصنام كما فعل مسلمي طالبان مع تماثيل بوذا الشهيره؟ وهل ستسحق الجرارات الاسلاميه اثار الفراعنه وبابل، واشور، واكد، وزنوبيه، وتدمر؟ ام سنفرض على السائحات الاجنبيات ارتداء الجادر الايراني ودرجة الحراره 50 مئويه؟
الاسلام يؤمن بالعقاب الجماعي، والقران ملئ بقصص من هذا النوع: قوم نوح، ولوط، وعاد وثمود، واليهود وغيرهم. وقطع اليد، والراس، والرجم تعود الى عصور البربريه الاولى فهل نرجم الزاني،والزانيه، وهل نقطع يد السارق؟ وهل نجبر الاهل، والاطفال على رؤيه الجلد، والرجم، والصلب، وقطع الرؤوس؟ هل يتفق هذا مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ فلماذا نحاكم المجرم صدام حسين اذن؟
وماذا عن حق تقرير المصير للشعوب فهل نعتبر الجميع امه اسلاميه؟ ام ان هناك عرب، واكراد، وتركمان، وكلدان واشور، وسريان، وارمن، وفرس، وبلوش، وغيرهم؟ ماذا عن حقهم في تقرير المصير، او حقوقهم الثقافيه، والدينيه، والسياسيه، وغيرها؟ ايران الاسلاميه، وقبلها طالبان، والسودان وغيرها الكثير، من الدول الاسلاميه، لا تقر للشعوب الاخري بحقها في التمييز، والحفاظ على ثقافتها الخاصه، او تقرير مصيرها بنفسها. فهل نصهر الاكراد، ونرحل التركمان؟ أم نسحق السريان، والاشوريين، والكلدان، وهم الذين سبقونا لهذه الارض، ولولاهم لما كانت هناك ارض اسمها العراق.
لا ياسادتي الدين لله، لمن يؤمن به، والوطن للجميع. والوطن، واهله، موجودون بدون شك. وصحيح ان "العراقيين" الاوائل اخترعوا قصة السن، بالسن، والعين بالعين. ولكن العالم تغير. والقرآن لا زال يصر على ذلك. ولا زال ولي الفقيه في ايران، ولجنة حماية الدستور والنظام ترفض، وتمنع المرشحين، حسب المزاج، وتفرض ان يكون المرشح مسلما شيعيا، ومن انصار ولاية الفقيه، ويؤمن باضطهاد المراة، وتزويج الفتيات في عمر 9 سنوات، والقانون الدولي يدعو لسن الرشد، والفتاة تقرر وليس ابوها. او ولي امرها. القائمه تطول.
هذه نماذج بسيطه، وسريعه نوردها لمن يردد الشعار الباهت الاسلام، او القرآن يصلحان لكل زمان ومكان. في العراق لا يصلح. لاننا لا نريد ان نضع شرطا على من يتولى المسؤوليه، والحكم لا دينه، ولا طائفته، ولا لونه، ولا قوميته، ولا جنسه. أي شخص مناسب يمكن ان يحكم العراق عبر الانتخابات وليس عبر قواعد كتبها البدو في جزيرة العرب قبل 1400 سنه. وحاول سلفيي الكويت، وظلامييها الاستناد اليها لمنع توزير امرأة. يا بؤسهم!؟
خلو دينكم الكم. احنه نريد دستورعلماني، مو، ديناصوراسلامي!!!
رزاق عبود 24/6/2005 السويد
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يكتب الدستور في العراق؟
-
حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3
-
مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه
-
اليسار والديمقراطيه في العراق 2
-
حول اليسار والديمقراطيه في العراق
-
اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
-
لباس الريس بي لوله
-
توضيح لابد منه
-
الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ
-
مناضلو التقاعد المبكر
-
وين تروح يا جعفري دربك على المهداوي
-
القوى الظلاميه تمهد لسلطه دينيه فاشيه في العراق
-
السعوديه تقضي على الارهاب العالمي دون حروب عالميه
-
سلامآ شيخ النضال
-
اريد رئيس جمهوريه مسيحي
-
ولاية الفقيه في العراق امر واقع
-
جماهيرنا العربيه الخانعه
-
الكسله..... نورووز البصره الجميل
-
مطران مسيحي، وسرسريه متأسلمين
-
السفاره العراقيه في السويد
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|