أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال قرامي - التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد














المزيد.....

التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 09:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كيف يمكن الاستعداد للذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد فى ظل حكومة تشكلت وفق قاعدة «التوافق» ورفعت شعار القطع مع المحاصصة الحزبية والولاء الحزبى واستهداف مؤسسات الدولة وأمن البلاد؟

فرضيات عدة تطرح منها: الإصغاء إلى لجنة الدفاع عن الحقيقة والتفاعل مع مطالبها، وفى مقدمتها كشف الحقيقة كاملة، وإدانة المتطاولين على القانون الذين يرفضون المثول أمام مكتب قاضى التحقيق، ومنها الاعتراف بالأخطاء التى ارتكبتها وزارة الداخلية، ومنها تتبّع كل «كتائب النهضة» على فيس بوك، الذين شوّهوا صورة بسمة الخلفاوى بلعيد، وباقى أفراد عائلة بلعيد دون مراعاة مشاعر أسرة ملكومة ومنظومة القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية.

ولكن شاءت الحكومة أن تحافظ على السياسات القديمة المنتهجة، وأن تتموقع فى إطار نحن /هم، الحكومة/المعارضة، فكانت مكتفية بدور الحفاظ على الأمن، دون تبنّى تنظيم الفعاليات والمشاركة فيها، وعلى هذا الأساس كان المشهد مكرّسا مرّة أخرى للاستقطاب الحدّى.


أيقونة النضال فى فترة المسار الانتقالى لم توحّد صفوف التونسيين، والشعار الذى اختارته لجنة تنظيم الذكرى الأولى لاغتيال بلعيد «لنقف لتونس» عجز عن تحقيق الوحدة الوطنية، وتحوّل شكرى بلعيد إلى شهيد المدافعين عن الحرّية والعدالة الاجتماعية والمساواة.. صورة قد تحرج من يتستّرون على مهندسى الاغتيال، والمورّطين والمموّلين وغيرهم، صورة قد تحرج الذين يفتخرون بالانتقال الديمقراطى، وينسبون «تميّزه» لأنفسهم مُسدلين الحجاب على حوادث عنف سياسى فى البلاد، ومتغاضين عن أسئلة لجوجة يتداولها التونسيون: من قتل شكرى بلعيد؟ من قتل البراهمى؟ من له مصلحة فى ذلك؟ من أصدر الأوامر؟ من دفع؟ من تستّر؟ من أخفى الحجج والبراهين؟

لم يفت حركة النهضة أنّ ذكرى تخليد بلعيد ستفتح الجراح، وتدعو القوم إلى التقليب فى الدفاتر، والنبش فى الذاكرة، وستحرّك مشاعر شعب خضع لعمليات التجييش والتعبئة فى المساجد والساحات العامّة والحلقات الدعوية والمنابر الإعلامية وغيرها حتى بات سريع الانفعال والتأثر عاجزا فى الغالب، عن عقلنة المواقف، ولذلك صاغت النهضة سياسة محكمة للتضليل وتحويل وجهة الأحداث فإذا بها تكثّف من حلقات دقّ طبول الفرح، متغنيّة بالإنجازات، مثبتة الدور الطلائعى الذى اضطلعت به لإنجاح المسار الانتقالى، موضّحة «جاهزيتها» للحملة الانتخابية عُدّة وعِدة، مالا وعبادا.


شوشت النهضة على مشهد الذكرى الأولى لاستشهاد بلعيد، أرادت من التونسيين ألا يقلّبوا فى صفحات اعتبروها دخلت التاريخ، طواها الزمن، رغبت من التونسيين أن يصالحوا قبل أن يعرفوا ويحاسبوا، أرادت منهم أن يولّوا وجوههم صوب الانتخابات والاستحقاقات الحزبية المقبلة.

وفى الوقت الذى اثيرت فيه قضيّة صهر الغنوشى فيما أطلق عليه حادثة Sheraton Gate، المتصلة بالفساد المالى، ورفض رفيق بوشلاكة المثول أمام قاضى التحقيق يوم 4 فبراير، تكاثفت وسائل الحجب واستراتيجيات التعتيم فـ«الشيخ» الذى دافع من قبل عن براءة صهره بإجراء عملية قياس بين صهره والسيّدة عائشة فى حادثة الإفك ها هو اليوم يذكّر بحكم الشرع فيمن «ادّعى» على بوشلاكة دون وجه حقّ، ويعنى بذلك جلد الصحفية التى فجّرت القضيّة ولا غرابة فى استغلال المنبر لخدمة مصالح العائلة وتوظيف الدين لخدمة السياسة فى فترة تعالت الأصوات فيها منادية بتحييد المساجد ودستر هذا المطالب.


والواقع أنّ النهضة لم تكن وحدها الراغبة فى التشويش على آل بلعيد ومن التفّوا حولهم بل إنّ الحكومة سعت بدورها إلى عزف لحن ليته كان «لحن الوفاء».. قد كان لحن نشاز لا مسوّغ له فوزير الداخلية «يهدى» التونسيين جثّة قاتل بلعيد وكأنّ دوره بات توزيع الجثث، والرئاسة تقرّر بقدرة قادر الاحتفال بالدستور فى نفس الموعد المحدد لإحياء ذكرى اغتيال بلعيد، علّها بذلك تستبدل المرارة والوجع والإحباط واليأس والخوف.. بمظاهر الاحتفاء والزهوّ والانتشاء.

ويبدو أنّنا بدأنا عهدا يسيطر فيه مُحترفو التضليل والتشويش، وتحويل الوجهة، والتعتيم، والتزييف على المشهد السياسى. ولكن هيهات فركح السياسة بات يتّسع للاعبين جدد منهم الهوّاة ومنهم المبدعون، وكلّ يتنافس من أجل إبراز مهاراته.

وبناء على ذلك ما عاد بالإمكان «إسدال الحجاب على العورات» على حدّ قول ابن البتنونى، إذ إنّ حياكة «النسيج السياسى» باتت متاحة للجميع: السياسيون والناشطون والجماهير فلا «يجهلنّ أحد على آخر» ولا يستحمرنّ أحد على أحد، قد أضحينا نؤمن بأنّ للحقيقة أكثر من وجه.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دقّت ساعة تقييم الأداء السياسى للترويكا؟
- لله درّه من دستور .. أطلق عنان الذوات
- فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام
- كان لنا حلم.. وضاع
- ليس بالإمكان أبدع مما كان
- سوق السياسة كسوق الرياضة
- النهضة.. وعلاج الوخز بالإبر
- انقلابيون
- هذا ما جنته براقش على نفسها
- لم أكن لأخلع سربالا
- فات المعاد
- أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال قرامي - التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد