أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيومي خليل - إنتحار الأمل














المزيد.....

إنتحار الأمل


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 09:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يشرع الأمل في الإنتحار ،ولا يبقى من البيت الشهير :
ما أضيق العيش للولا فسحة الأمل ...إلا أركانه المتهاوية ، وزوايا رطبة يعيش فيها كائن رطب كسول .

الأمل يحمل أثاثه البسيط ،والمتهالك ،ويغادر وطنا بأسره ، بمحطاته الكثيرة ،وبلحظاته المفصلية المهمة ،ويبحث عن وجهة جديدة، في ارتقاب عودة يمكنها أن تكون أو لا تكون جهة هذا الوطن .

لقد آمل من ناضلوا ضد المستعمر الفرنسي في شمس نورها مضيء ، فإذا بهم يفاجؤون أن أحسن ما يمكنهم رؤيته هو فانوس يشتغل بالغاز في أسوء الحالات ، أو بمصباح كهربائي في أحسنها .

لقد راهن السابقون على مسار يملؤه البناء المتواصل ، فوجدوا المسار فعلا ،لكنه مسار هدم دائم ومسترسل ...

عيب أن يكون بان وراءه هادم ***** فكيف ببان وراءه ألف هادم .

آمل أولائك الرومانسيون الحالمون جدا بأشياء واقعية جدا ،ولم يكن يخطر ببالهم أن اللاواقعي هو ما سيؤثث البلد ،وسيختلط فيها اللامتصور مع العبثي مع اللامفهوم . سيجدون أنفسهم ضمن متاهة وطنية مرعبة ، فلا المسارات المحلوم بها ،والتي نوضل من أجلها واضحة ،ولا الإصلاحات المرجوة بينة ؛شبكات فقط وطرق فرعية ودوائر فارغة من الوطن المأمول فيه .

ألقاه في اليم ثم قال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء ...

هذا هو البيت الشعري*للمعري * الذي يصف حال وطن محبوب جدا ،ومسكون بالأشباح كثيرا ،وقائم على شفة حفر من نار .

لم يلق الوطن شخص واحد أو هيئة واحدة في اليم ، بل لقد تواطأ الكثيرون على ذلك، أولهم أولائك الذين أرهقونا بدعوى حبهم الشديد للوطن .

قيد الوطن ، وعصبت حواس إدراكه جميعا ،وشلت كل حركاته ،ووضع بين اعتى حالات الموج ، ثم طلب منه بكل هدوء أن يرعى الجميع ؛كيف سيرعى الجميع وكلنا مشتركين في عدم رعايته ؟؟؟.

الأمل في صورة الوطن الأصلية خاب ،فهي إما ستكون بالأبيض والأسود ولا يظهر منها إلا الإطار العام لما كان يراد له من تطور ، أو أنه سيكون بألوان براقة جدا، لكنها مزيفة ،مثل التي يحدثنا عنها التاريخ الرسمي ،وفي كلا الصورتين هناك قتل شديد للصورة الأصل التي ضمها كتاب ألبوم صور المغاربة جميعا .

لقد أملنا نحن الذين استشرفنا مغربا آخر أن يتم إعادة تصحيح المسار ،وأن تعود تلك الشمس الغاربة من جديد ، فإذا بضوء الفانوس يتم تقويته كي يتم الإيحاء لنا بأنها الشمس ، ثم فجأة يعود الضوء إلى سابق عهده ،كأن لا شيء تغير ،وهذا بالضبط ما حدث مع دستور 2011،وما حدث مع انتخاب حكومة بطابع راديكالي إسلاموي ...

لقد فهمنا جيدا أنه ثم إحتواء إحتجاجات الشارع ،وحركة 20 فبراير ، بتسريع سرعة ضوء الفانوس ،كأن الأمر شبيه بمحتوى الصورة التالية ؛ رواد مقهى يطلبون إنارة جيدة للركن الذين يجلسون فيه،وما إن يقل عددهم،وتقل شكواهم مباشرة يتم إعادة الضوء السابق ...

لنقلها بصراحة ؛ لقد كانت بعض حركات تسريع الضوء صادقة ،لكنها رغم صدقها لا يمكنها أن تأتي بالشمس التي ينتظرها الوطن إلى أرضه .

إقرار دستور ينفي ما قبله من دساتير ممنوحة ،ويركز على مسألة الحقوق ،يعتبر إنارة مهمة ، لكنها سرعان ما تخفت ،وتسهم الحكومة التي جاءت في ظل هذا الدستور في إطفاء إنارته وتسريع خفوته ، فكأنه لا إنارة فيه *الدستور *،ولا إنارة فيها*الحكومة* ،حتى بتنا نخاف على الضوء البسيط والقليل الممنوح لنا أن تسرقه هذه الحكومة .

لقد سرقت هذه الحكومة الامل منا إضافة إلى أشياء كثيرة آخرى ،ولأن المغربي كائن يعيش بالأمل حتى يخنقه ،فإنه يبحث عن مسروقاته *بالفتيلة والقنديل *،وتتمخض أحشاؤه عن احتجاجات خبزية كي ترضي هذه الأحشاء ،وتفرض عليه السيبة في القطاعات الوزارية المتعددة احتجاجات مطلبية بألوان مختلفة،ويفرض عليه هذا العبث السياسي الصياح في كل شوارع البلد .

ليس تعدد الإحتجاجات الفئوية ،والقطاعية ،والتي تحمل طابعا معيشيا صرفا ... إلا مظهر من إنتحار الأمل ،ومن رغبة المغربي في إنقاذ هذا الأمل ، فهو بدونه يعلم أنها الطريق إلى جرف هار ، لذا يحتج عل ساكني البيوت الوزارية يسمعون ، ويعون ،ويعرفون ، أن الظلام أتاه الأمل في وطن يضم الجميع ،ويحضن ،كما تحضن الأم أبناءها ؛ يا له من تشبيه بعيد عن التحليل السياسي ...لكنه أملي ، ألا يحق لي ذلك ؟؟؟



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة
- لما نحب التخيل ؟؟؟
- علمانية أكثر
- معركة الأرقام في السياسة
- صناعة المجازر
- مشهد من مصر
- حق -واجب
- في إرتقاب إمانويل كانط
- عقد عن الإنفجارات
- طلاق الأغلبية
- الشيخ الحداثي جدا .
- سياسة الإستجداء والبكاء
- أنا اتحرش أنا موجود
- خطاب الأزمة
- بالألوان
- أنا أومن لأن ذلك مناقض للعقل GREDO QIA ABSRDM--باللغة اللاتي ...
- كي لانموت
- مدننا الهاوية
- دردشة عن الفراغ
- الشرعية التاريخية والديمقراطية وآخرى غيرها


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيومي خليل - إنتحار الأمل