أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوسف بوقرة - الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين














المزيد.....

الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 21:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يوم التاسع من نيسان أفريل 2003 دخلت القوات الأمريكية عاصمة الرشيد في مشهد درامي يعسر وصفه، إلا أن الأمريكان وحاكمهم العسكري وكل من ساندهم من عرب وعجم لم يضحكوا كثيرا إذ سرعان ما بدأت المقاومة العراقية في التحرك الميداني وشهدت المدن العراقية عدة انتفاضات، انتفاضة في الشمال مطالبة بالانفصال وتأسيس كيان جديد رأس ماله مدينة غنية بحقول النفط وانتفاضة في محافظتي الرمادي والأنبار ضد القوات الأمريكية الغازية وشتان بين الانتفاضتين.
وجاءت معركة فلوجة الأولى وهي من أشد المعارك ضراوة بين القوات الأمريكية من جهة وجماعة التوحيد والجهاد وغيرها من الفصائل من جهة أخرى وخسر الأمريكان باعترافهم 135جنديا من صفوة جنودهم وفشلوا في السيطرة على المدينة وكانت تلك أولى الرسائل إلى بقية المحافظات العراقية كي تحذو حذو الفلوجة وترفع السلاح في وجه الأمريكان وهي الطريقة المثلى للتعامل معهم تماما كان الحال في الفيتنام في أواخر ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي عندما سطّر الفيتناميون أبهى الملاحم، ملاحم لم تُـصنع في استوديوهات هوليود بل في غابات وأحراش الفيتنام.
لم ينس الأمريكان خروجهم الذليل من مدينة الفلوجة وكان لابد من معركة ثانية أسوة بحرب الخليج الثانية واستعانوا في هذه المرة بالباحثين عن أمجاد الأيام الخوالي والحالمين بامبراطورية السند والهند الجنود الانقليز وحاصروا المدينة عدّة أشهر ونجحوا في رمضان 2004 في دخولها والقضاء على عناصر المقاومة بعد قصفها بالأسلحة مختلفة الأوزان والنوعيات.
غير بعيد عن الفلوجة عاشت الرمادي في أواخر عام2013 أحداثا مشابهة في الأهداف وهي رفض الاحتلال ومركزية القرار السياسي والتمييز الطائفي ولكنها اختلفت في الوسائل اذ اختار أهالي الرمادي سياسة سلمية تمثلت في الاعتصامات فاحتلوا الساحات والميادين احتجاجا على سياسة المالكي وسادته القاطنين شرق العراق كما ساند المعتصمين نواب اختاروا الانسحاب من البرلمان لذات الأسباب، ورغم إعلان زعماء العشائر المحليين استعدادهم لفض الاعتصام بطريقة سلمية إلا أن ذلك لم يمنع وقوع اشتباكات بين الشرطة من جهة والأهالي من جهة أخرى أدت إلى مصرع عشرة مدنيين في أواخر كانون الأول ديسمبر2013.
لم يكن اعتصام الرمادي الفصل الأخير من فصول المقاومة فقد عادت مدينة الفلوجة إلى واجهة الأحداث في العراق مطلع العام الحالي بعد سيطرة مسلحي العشائر على أغلب أحيائها وها هوحاكم العراق «الجديد» ينتهج ذات السياسة التي انتهجها سادته قبل غزوهم للعراق في آذار مارس2003 إذ بدأ بفرض حصار خانق على المدينة، وها هوالجيش العراقي يطبّق أولى الدروس النظريّة التي لقّنها إياه الجيش الأمريكي من قصف جوي ومدفعي مكثف لإنهاك مدينة منهكة أصلا كحال البلد الذي تنتمي إليه.
نعلم جيدا أنّ موازين القوى بين الجانبين غير متكافئة وندرك أن معركة الفلوجة الثالثة قادمة لكننا نعلم أيضا أن المدينة التي واجهت «محترفي القتل» من أمريكان وإنقليز وألحقت بهم خسائر معتبرة لن يعسر عليها مواجهة «هواة الجيش العراقي».
ليس هناك نفط أو مزارات مقدسة أو نظام «ممانع» أو غاز طبيعي أو اصطناعي في الرمادي والفلوجة لأنه لوكان ذلك كذلك لتسابقت دول ومنظمات وتنظيمات إليهما كل يغنّي على ليلاه.
لم ينجح الراحل وخالد الذكر صدام حسين في جعل مغول العصر ينتحرون على أسوار بغداد كما وعد في خطابه الشهير لأسباب يطول شرحها، لكن معارك أم قصر والرمادي والفلوجة وغيرهم من المدن العراقية كشفت أنه مازال هناك رجال يريدون حفظ ماء وجه العراق أو ما تبقى منه من قطرات.



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير مقر اتحاد العمال التونسيين: موسم الهجرة إلى الضواحي
- متى نصبح على وطن؟
- من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- استفزه فضربه الآخر بكرسي.. مرشح لمنصب عمدة بالبرازيل يهاجم م ...
- كاميرا ترصد لحظة القبض على المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب ...
- ترامب يعلن أنه سيتفاهم مع روسيا والصين إن فاز بالانتخابات
- جزر الكناري تستقبل 500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة خلال ...
- إثيوبيا تصل قريبا للبحر الأحمر.. توتر جديد بالقرن الأفريقي؟ ...
- الصومال يوقع قانونا يلغي الاتفاقية بين إثيوبيا وجمهورية أرض ...
- هل باتت الحرب بين إثيوبيا ومصر وشيكة؟
- نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة.. ...
- الجيش الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيات بينهن زوجة القيادي الأسير ...
- الدفاع الروسية تنشر فيديو لتطهير قرية حدودية من قوات كييف


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوسف بوقرة - الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين