أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - زنقة الرجالة














المزيد.....

زنقة الرجالة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نادٍ اجتماعيّ يوشكُ أن يُعلن إفلاسَه، فتنعقد لجنةٌ عمومية طارئة لسحب الثقة من الأمين العام “المنتخب" الذي بدّد ميزانية النادي في الولائم والأسفار وتمويل أهله وعشيرته. تدخل راقصة أفراح درجة "تالتة" في صُحبة طبال مخنث وبودي جارد ضخم. تُبدي الراقصة استعدادها لتمويل النادي بمليون جنيه، مقابل أن تقيم حفلاتها الماجنة في النادي. فيعترض الأعضاء الذين يعتزون بناديهم الذي استقبل كبارَ الأدباء والفلاسفة ليقيموا ندواتِهم الفكرية، وكبريات الأوركسترات العالمية لتقدم كونشرتات وأوبرات رفيعةَ الطراز، فضلًا عن معارض النحت والتشكيل المحترمة. تدخل سائحة أجنبية، يناديها الأمين العام بـ"الصديقة العزيزة". تزعم احترامها لتاريخ النادي العريق وتعرض منحة ضخمة لا تُردّ، بعدما تُجري تجربة على عيّنة عشوائية من الشعب. فيختارون ستة أشخاص من المارة بعد إيهامهم بأن التليفزيون يُجري مسابقة مقابل جائزة عشرة آلاف جنيه.
يدخل بائع فشار جوّال، وفتاة أرستقراطية ثرية تبحث عن الشهرة، وجامعي عاطل منذ تخرجه من عشر سنوات فتحول إلى نصّاب، ومثقف يساري يسكنه الرعبُ جّراء ما لاقى من تعذيب المعتقلات، وامرأة فقيرة تربي أطفالها اليتامى بعد غرق أبيهم في عبّارة، وخبير في اكتشاف المياه الجوفية لتخضير الصحراء.
ترسم الأجنبية مساحة زرقاء (السماء) في أعلى ورقة بيضاء، ومساحة صفراء في أسفلها (الصحراء)، ثم تسأل المتسابقين: “ماذا ينقص هذه اللوحة لتكتمل الحياة؟" فيجيب كلٌّ حسب احتياجه. البائع: “الناس، الزباين". الثرية: “البترول". العاطل: “الدم". اليساري: “العدل". الفقيرة: “الطعام". كشّاف المياه: “الزرع". فتومئ الخواجية موافقةً بأن اللون الأخضر (الزرع) هو الناقص، وأن عليهم تخليقه من اللونين الأزرق والأصفر بنقطة ماء دون استخدام مياه جاهزة. تلك هي الفزورة ومدتها ثلاثون دقيقة.
وتستمر أحداث المسرحية حين يتفرّق المتسابقون في محاولة البحث عن قطرة ماء تساوي عشرة آلاف جنيه. تبكي الفقيرة حين تتذكر غُلبها وعوز أطفالها فتسقط دمعتُها على الورقة، ويحمل الكشّاف فأسًا ويحفر الأرض فيسقط عرقُ جبينه على الورقة، فيتخلّق اللون الأخضر من الدموع والعرق. هنا تنفجر الأجنبية غضبًا وتدمدم في حُنقٍ أنها كانت تتمنى أن يحلّ المصريون مشاكلهم بالدموع فقط، وليس بالعرق. فالشعب الذي يعمل لا يُحتلُّ ولا يُساس.
تلك هي فلسفة الدراما، وفلسفة الحياة. هي "زنقة" أمريكا التي تودّ أن تستعبد المصريين بسقوطهم في دموع السلبية والعجز. وهي "زنقة" الإنسان الذي يتواصل مع السماء عبر مسارين لا ثالث لهما: دمعة المظلوم، أو عرق الكادح. وهي "زنقة" الشعب الذي عليه أن يقرّر أي السبيلين يسلك: العجز والبكاء، أم الكد والعمل.
مسرحية كوميدية عميقة فاتنة من إبداع الأديب الكبير والكاتب المسرحي: "بهيج إسماعيل"، وإخراج: محمد متولى، وبطولة: أحمد راتب، عبير عادل، هشام عبد الله، عبد الرحيم حسن، شريف عواد، وفاء السيد، حكيم، إيمان رجائي، مونيا. ديكور: فادي فوكيه، موسيقى: أحمد الناصر.
اليوم الخميس، 6 فبراير، العرض الأخير بمسرح "الغد" بالبالون. اذهبوا الليلة، استمتعوا بالمسرحية الفاتنة، واضحكوا، ثم قرروا أي السبيلين ستختارون: الدمع، أم العرق.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صانعُ الفرح، وصُنّاع الهلاك
- ليلةٌ تضيئُها النجوم - فان جوخ
- إخناتون والعياط
- رأس نفرتيتي، أسرقُها؟!
- العوار والعماء
- كنْ صوت من لا صوتَ له
- العياط وأمهات مصر
- لغة أجدادِنا
- لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!
- أطفالُ السماء
- الفارس -إبراهيم عيسى-
- البايونير عدلي منصور
- شكرًا للمصادفات!
- طفل اسمه سيف
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - زنقة الرجالة