أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الطاهر الهمامي - القضية وطنية أما الحوار فلا وطني














المزيد.....

القضية وطنية أما الحوار فلا وطني


الطاهر الهمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 19:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا أزال أستغرب عند العديد من الرّافضين لما يسمى بالحوار"الوطني" ، تجاهلهم أو عدم إدراكهم الجيّد لعلاقة هذه المؤامرة بالدور المباشر الذي تلعبه الدوائر الاستعمارية و أساسا الأمريكية و الفرنسية في إدارة و توجيه تلك المؤامرة بما يخدم مصالحها لا فقط على الصعيد القطري بل و الأهم على الصعيد الإقليمي و العربي و حتى الدّولي باعتبار أن مختلف أنواع الصراع تشترك و تتشابك في مختلف تلك المستويات.

إن أمر تلك العلاقة و على بداهته يتم القفز عليه حال الإنتقال إلى تحديد المواقف و التكتيات ، حيث يتم تجريد الأطراف اللاّعبة قطريا لأدوار الوكالة من علاقاتها العضوية بمخطّط و مصالح الدوائر الإستعمارية و إبرازها كأطراف تتدبّر مواقفها باستقلالية حزبية و في إطار مصلحة ذاتية صرفة.

كما أن تحديد الأطراف اللآّعبة يمرّ كذلك عبر علاقة الهيمنة ذاتها و إن كان الوضع على هذا الصعيد يعدّ أكثر تعقيدا لإستبانة قدرة الدوائر الاستعمارية في التوفيق و توزيع و ترتيب التداول على السلطة بين الأطراف التي لا يحجب تنازعها تلك السلطة أن ولائها و خدمتها لمصالح الأولى هو شرط وجودها الرئيسي في السلطة على الأقل.

و لفهم ما نحن فيه لا بدّ أن نعي أن لا شيء يأتي صدفة و أن راهننا هو حاصل السيرورة التاريخية لتلك العلاقة التي تبلورت في خط الهيمنة الاستعمارية الجديدة و ضمن خطة الاستباق للتصدّي لتفجّر تناقض أزمة الأنظمة التابعة و منظومة الإنتاج الرأسمالي عموما.بل إن الأمر صار أكثر "علانية" خلال الشهور و الأسابيع الأخيرة حيث كشف سفراء أمريكا و فرنسا و ألمانيا ...، و كان ذلك عنوة، عن لقاءات توجيه الأوامر للطرفين اللاعبين حتى يبينوا للجميع أنه لا يجوز اللعب في مناطق مصالح الدوائر الاستعمارية إلاّ بالشروط التي تضعها تلك الدوائر بما في ذلك تعيين الحكم (الراعي) و الذي عليه أن يتقيد قبل الجميع بتلك الشروط و يعمل على تحقيقها على شاكلة المبعوثين الدوليين و لجان التفتيش .

أما على مستوى المضمون و هنا مربط الفرس فقد تم رسم الخطة على أساس ضرب البعدين الوطني و الاجتماعي و افتعال تجاذبات : عقائدية/حضارية /ثقافية للإنحراف بواقع الصراع الحقيقي الذي قامت عليه انتفاضة 17 ديسمبر 2010 و الذي يبقى البوصلة الصحيحة لإستنهاضها و الإطاحة بالراكبين عليها منذ 14 جانفي 2011 سواء من هم في السلطة أو المطالبين بنصيبهم منها.

إنّنا في كل ما سبق نجد الوضع في تونس مرهون بإحالات مباشرة لما يقع و سيقع في ليبيا و مصر و سوريا و حتى العراق و السودان و هذا ليس من خلال التنظيم الدولي للإخوان و جهازه التنفيذي الذي ورثه عن تنظيم القاعدة كجهازين لقوى رجعية مستقلة بذاتها ،بل و هذا الأهم و الأخطر من خلال الدور الذي أوكلته الدوائر الاستعمارية لهذين التنظيمين لأجل تنفيذ مخطط إعادة إحتلال ما تبقى من الأقطار العربية و التمهيد لذلك بدكّ كل المخزون الحضاري و البنى التحتية و تمزيق النسيج الديني و المذهني بإعلان حروب أهلية يتقاتل فيها الكل ضدّ الكل بالسلاح الأمريكي و لا تطلق رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني. أما البعد الوطني و الإجتماعي الذي من أجله إنتفض المفقرون و المهمشون و خاضوا أشرس المواجهات و قدموا الشهداء فقد طمسته الآلة الإعلامية الرهيبة للإعلام المرتزق عبر ما صنعه و سوقه رموزها المبشرين بالمشروع الاستعماري من مثقفي المنابر و الحوارات



#الطاهر_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
- العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الطاهر الهمامي - القضية وطنية أما الحوار فلا وطني