جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 16:00
المحور:
القضية الكردية
عجيب امر كردستان ففيها تحتل مهنة الراعي (الحارس) نقطة مركزية في ثقافتها تستطيع ان تراها في كل مكان في القصص و الاغاني الكردية و الاسماء الكردية و كانما الراعي (شوان) بالكردية هو المهنة الوحيدة لجميع الاكراد. ترجع الكردية (شوان) و الفارسية (شبان) او (چوپان) و الانجليزية sheep و الجرمنية الغربية skaepan الى نفس الاصل ـ قارن ايضا الكردية (سپان) بمعنى الحارس. تشير اللاحقة (ان) في الكردية اما الى الفاعل او الى الجمع.
للمطرب و الموسيقار الكردي القديم (شمال صائب) اغنية خاصة بالراعي يصف فيها المهنة المحبوبة التي مارسها و هو طفل صغير و فقره بسبب المهنة البسيطة و حنينه لحبيبته و عدم قدرته على التقدم لخطبتها لان الخروف الوحيد (رمز للمال) الذي اهدي له مقابل اتعابه اكله الذئب (گورگ ـ من نفس اصل الانجليزية wolf). هذه احدى اغانيه المعبرة:
http://www.youtube.com/watch?v=5XlpuNboTsQ
طبعا تعكس مهنة الراعي بساطة و براءة الشعب الكردي و انصهاره في طبيعتها الجبلية (مع المعز و الغنم) و التي لاتزال لم تمسها اصابع الاعمار القذرة الا في بعض مناطق كردستان الجنوبية و لكن و رغم انتشار هذه المهنة المحبوبة بهذا الشكل الواسع فان كردستان كانت و لا تزال بدون راعي او بالاحرى تبحث عن راعي يرعاها. لربما انتشرت هذه المهنة المحبوبة للتعبير عن العكس تماما.
في كردستان المنكوبة ينمو و يكبر كل شيء لوحده مثل الطبيعة بدون راعي و بستاني و و لا اقصد هنا شعب بدون محامي و لا اقصد اربيل عاصمة كردستان الجنوبية بل اقصد كردستان كما تركت لحالها منذ وقوعها تحت السيطرة الاجنبية. ينمو الاطفال في كردستان كالنرجس و المعز في الجبل بدون راعي (شوان).
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟