|
الخارطة السياسية السورية 6
إسماعيل أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 09:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ثانيا: أحزاب وهيئات المعارضة أ?- الأحزاب الإسلامية
جماعة الإخوان المسلمين
وهي تحصد مؤخرا تعاطفا نخبويا وشعبيا كبيرا نتيجة خطابها الوطني المعتدل، ورؤيتها الإسلامية الوسطية التي طرحتها من خلال مشروعها السياسي لسورية المستقبل، وجسور الوصل والتنسيق التي سعت لها مع أطياف المعارضة في الداخل والخارج. كان التنظيم السوري للجماعة في فترة الخمسينات من أقوى التنظيمات الفاعلة على المستوى الإخواني العالمي، بل يقال أنه جرى التفكير بعد اغتيال حسن البنا في أن تتحول مكاتب الجماعة إلى سوريا بحكم قوة حضورها فيها، وإبان الصدام ما بين الجماعة وعبد الناصر بين عامي 1953، 1954 شكل التنظيم الإخواني السوري نوعًا من قاعدة خلفية لمكتب الإرشاد العام، وبعد محنة 1954 تولى التنظيم السوري عمليًا مهمة التنسيق ما بين التنظيمات القطرية الإخوانية في البلدان العربية. وتحت قيادة السباعي في مرحلة الأربعينات والخمسينات كانت الجماعة تبشر بخطاب معتدل مقبول من كل الأطراف، أسماه بعض الباحثين بالخطاب الليبرالي الإسلامي! وقد تميز طرح تلك الفترة بأطروحات السياعي الحضارية: (من روائع حضارتنا، عظماؤنا في التاريخ، أخلاقنا الاجتماعية، اشتراكية الإسلام....). في مرحلة العطار تمتعت الجماعة بازدهارها وألقها، خاصة في عهد الانفصال، لكنها لم تكن تشعر بأنها تتمتع بدفع القصور الذاتي لمرحلة السباعي الذهبية! كانت الظروف قد تغيرت ولا شك، ومعاناة إخوان مصر صارت جزءا من همها المباشر بعد أن غدت مصروسورية جمهورية واحدة في عهد عبد الناصر، والماركسية تضرب أطنابها على المنطقة، وتعلن حربا هوجاء على الهوية، والتأميم والإصلاح الزراعي فضلا عن تقديس الزعيم الخالد حبيب الملايين، ونكساتنا العسكرية، وانحدار المجتمعات الأخلاقي، إضافة لأنين المسجونين، وشكاوى المهجرين، مع تولي المراقب العام لإخوان سورية مسؤوليات خارج قطره كمسؤول عن مكتب التنسيق بين البلاد العربية، كل هذه الظروف المستجدة، لم يكن لها مع كل الاحترام والتقدير طاقات قيادية وفكرية كطاقة السباعي، أول من حمل لقب (مراقب عام) في التنظيم العالمي، وأكثر من استحقه بجدارة. كان السباعي واقعيا بكل معنى الكلمة، ولم يكن حديا إطلاقا إلا في الثوابت التي توسعت لاحقا حتى شملت متغيرات وظنيات وعموميات!! كان عضوا في أول لجنة دستورية، وقبل بالآلية الديمقراطية، وصادق على دستور لم ينص على أن دين الدولة هو الإسلام بعد أن بذل جهده في إقرارها! فتح قلبه وعقله لحوار الآخر المختلف، فذهب إلى الدول الشرقية والغربية ليلقي خطاباته الحضارية، وفي الشارع السوري كان مستوعبا لكل التيارات، حتى لقب بالشيخ الأحمر، وكتابه اشتراكية الإسلام لم يزل شاهدا على نهجه الانفتاحي هذا. ولكن التعاطي مع الأحداث كان مختلفا في فترة الستينات وما بعدها! فقد جاء الظلال والمعالم كأنهما على قدر مع الأحداث القاسية التي تعيشها المنطقة على أكثر من مسرب، وبدأت تذوي بتسارع أفكار مالك بن نبي في التغيير والنهضة لتحل محلها أفكار المفاصلة والعزلة الشعورية والاستعلاء! كتاب اشتراكية الإسلام الذي كان يبشر به الإخوان السوريون في أواخرالخمسينات صار محظورا على الأسر الإخوانية في أواخر الستينات! الإخوان المسلمون الذين كانت كشافتهم في الأربعينات والخمسينات تعزف الموسيقى وتقرع الطبول بالأناشيد الحماسية أصبحوا يؤلفون كتبا في أواخر السبعينات تحرم الدفوف ذات الخلاخل! وقد ساهم الوضع الأمني والتضييق على العمل السياسي العلني، ومطاردة القيادات المعتدلة وسجنها في صناعة هذا الظرف السياسي ولا شك، غير أن التوجهات الفكرية المتصلبة جاءت من مؤثرات أخرى، فقد كان لحزب التحرير دوره، وكان للاحتكاك مع الحركة السلفية دوره (سواء عبر الصلات التي أقامها العطار مع الألباني بشكل مباشر عبر زهير الشاويش وغيره، أو عن طريق الهجرة حين انتقل مفكروا ومشايخ الجماعة، وكثير من أصحاب القرار فيها إلى بلاد يسيطر عليها هذا الاتجاه! وهكذا اجتاحت الجماعة منذ منتصف الستينات فكرة المواجهة! وربما كانت أحداث جامع السلطان بحماة تحت السيطرة، وأحداث الجامع الأموي بدمشق لم تكن على صلة بالجماعة، لكن الشرخ الذي أصاب جسم الجماعة مطلع السبعينات، جعل الأمور تخرج عن السيطرة، خاصة بعد ان غيب القادة في السجون بعد أحداث الدستور. ورويدا رويدا رأينا عناصر تدرب عسكريا، ويتكثف الضباب على المراقب في مرحلة يتشكل فيها خط (راديكالي) داخل الجماعة، ثم يخفى على أبناء الصف حقيقة استقلال هؤلاء عن الصف تحت اسم (الطليعة المقاتلة) وتختلط الأوراق بضع سنين في بعض المراكز، حتى تملأ الفترة ما بين مروان حديد وعدنان عقلة! بظلام لا نتبين فيها الحقيقة حتى بعد ثلاثة عقود! وفجأة تحصر الجماعة ويورطها هؤلاء (المجاهدون!) بأحداث الثمانينيات في مواجهة مسلحة يائسة، ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم! وهكذا تغتال الطليعة الدكتور محمد الفاضل رئيس جامعة دمشق، وهو نفسه الذي رثى مصطفى السباعي بمرثية من أوفى المرثيات تكريماً واحترامًا للسباعي!! فكأن (الجهادية الراديكالية) بهذا الاغتيال، تغتال نهج السباعي الحضاري، وطرحه الانفتاحي وحواره الوسطي.وهكذا غيب كتاب: (دعاة لا قضاة) من مناهجنا الإخوانية ليحل محله: (معالم على الطريق)، وفتاوى شيخ الإسلام في النصيرية! ولأجل هذا لم أستغرب أن كتابا لمحمد المبارك كتب من أربعين عاما، ومات الأستاذ ولم ينشر! حتى نشرته إحدى دور النشر اليوم بعد أن أصبحت كل معلوماته بحاجة لتحديث!! فقد كان الكتاب يتكلم بحضارية عن الخارطة الاجتماعية والدينية السورية، وكانت ظروفنا الداخلية والخارجية آنئذ لا تستوعب فكرا حضاريا كهذا!! لا شك أن عوامل المواجهة الدموية اليائسة التي تمت في سوريا معقدة ومتعددة، إلا أن الإخوان باتوا مقتنعين تمامًا في مراجعاتهم الأخيرة أنه بغض النظر عن تلك العوامل فإن المواجهة كانت خاطئة، والجماعة اليوم تتطور في تقديري باتجاه سورية المستقبل على أساس الينابيع الحضارية الإسلامية في فترة السباعي، وهي محاولة في طور التكون، إلا أنها محاولة تتم في الاتجاه الصحيح، ولعل العنوان الذكي الذي عنونت به الجماعة أهم مباحث مشروعها السياسي يلخص كل ذلك حيث سمته: (جماعة الإخوان المسلمين: أصالة في الفكر وتجدد في الأساليب)، فهي عودة واعية مستوعبة للجذور الإخوانية، بعيدا عن إرباكات الأحداث وما أقحمنا في أتونها!
حزب التحرير الإسلامي
حزب إسلامي أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني في اواخر الخمسينات كرد فعل على عدم رضاه عن تجربة الإخوان المسلمين، وهو حزب عابر للحدود العربية والاسلامية يدعو لاستعادة الخلافة، ويربط كل إصلاح بوجود الخليفة، حتى أنه ليصر على تسمية الإمام ألأعظم بالخليفة، ويصر ‘لى أن تنصيبه أول الأولويات في التغيير!! وتشير الاعتقالات التي حدثت في سوريا في الفترات السابقة إلى انه لازال متواجداً في الساحة السورية. ففي خريف عام 1999 شنت السلطات الأمنية السورية حملة اعتقال واسعة على أعضاء حزب التحرير الإسلامي المحظور. فعلى أثر الاجتماع بين حافظ الأسد وبيل كلينتون وزع أعضاء من حزب التحرير منشورات تنتقد سلوك وسياسات الحكومة السورية تجاه الأراضي السورية المحتلة والقضية الفلسطينية والسلام مع الدولة الصهيونية، فبادرت السلطات الأمنية التي تمكنت من دس بعض عملائها في صفوف حزب التحرير إلى شن حملة اعتقال شملت أعضاء الحزب والمتعاطفين واحتجزت بعض الرهائن. استمرت حملات الاعتقال في عامي 2000 و 2001 فاعتقلت أفواجاً جديدة. أطلق سراح بعض الذين اعتقلوا مع الإفراجات ومراسيم العفو التي أمر بها الرئيس بشار الأسد. بينما قدم آخرون لمحكمة أمن الدولة وحكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة ، وآخرون ينتظرون الحكم عليهم. وما تزال حملات الاعتقال مستمرة بحق كل من تحوم حوله شبهة الانتماء أو التعاطف مع حزب التحرير. وبحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان فإن في سجن صيدنايا من معتقلي حزب التحرير في سورية 59 معتقلاً، اعتقلوا جميعاً قبيل وبعد استلام الرئيس بشار الأسد مقاليد السلطة في سورية.
ب- الأحزاب اليسارية
التجمع الوطني الديمقراطي
تأسّس هذا التجمع في عام 1979م ، ويعد أبرز نشطاء المعارضة في الداخل وقد طرح نفسه كتكتل يريد أن يقف بإزاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وكل ما كان في الجبهة من شعارات وأحزاب موجود في التجمع وبالأسماء نفسها غالبا!! فلكل حزب في الجبهة المذكورة شقيق معارض في التجمع، يعتبر نفسه الأم ومحور الشرعية! وإذا كانت أحزاب الجبهة مهمشة مع النذر اليسير الذي تتمتع به من حرية، فكيف بتجمع لا يتمتع بهذا القدر من الحرية؟! لأجل هذا فإن التجمع على حقيقته مجموعة احزاب صغيرة شبه معدومة الفاعلية، وقد قام التجمع دون صبغة ايديلوجية، ولكنه انطلق من أن أهم المبادئ التي يقوم عليها (الاعتراف بالتنوع والاختلاف، واعتماد الحوار الديمقراطي، والانطلاق من الوحدة الوطنية والمصلحة العامة والاحتكام إليهما) وينادي ببناء دولة حديثة تقوم على الحرية والغاء قانون الطوارئ والمساواة وفصل السلطات...الخ والناطق باسم هذا التجمع حاليا هو حسن عبد العظيم ويتشكل نشاط هذا التجمع بشكل رئيس داخل المجتمع على اصدار البيانات والتصريحات الصحفية وبعض الاعتصامات! وهو منذ ما قبل عام 2000 يمارس نشاطه بصورة شبه علنية مستفيداً من سياسة غض الطرف الرسمية المتبعة حياله إلا انه لم يستطع ان يكون تواجد إجتماعي يذكر. ولكنه شكل تواجداً إعلامياً اكبر بكثير من حجمه على الارض، ويستفيدد أعضاء التجمع بشكل عام من كونهم احزاب محضورة ليشكل هذا المنع اساس حضورهم الاعلامي. يضم التجمع خمسة أحزاب سياسية يسارية هي: حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي بزعامة حسن عبد العظيم، والحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) بزعامة رياض الترك (أصبح الآن اسمه حزب الشعب الديمقراطي)، وحزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي بزعامة إبراهيم ماخوس، وحزب العمال الثوري العربي بزعامة إلياس مرقس في البداية ثم خلفه طارق أبو الحسن (حزب ماركسي)، وحركة الاشتراكيين العرب بزعامة عبد الغني عياش (اشتراكي). وفيما يلي سرد موجز لهذه الأحزاب:
1- الاتحاد الاشتراكي العربي
تأسس الاتحاد العربي الاشتراكي عام 1964 وعقد الحزب مؤتمره الأول في بيروت بتاريخ 18 تموز 1964، وشكل مكتبه السياسي وانتخب السيد نهاد القاسم أميناً عاماً له. وفي عام 1968 انشق الداخل بقيادة جمال الأتاسي وانضم الحزب في السنة نفسها إلى جانب الاشتراكيين العرب وحركة القوميين العرب والبعث العراقي (ميشيل عفلق وصلاح البيطار) إلى جبهة معارضة لحكم صلاح جديد فاعتقل أمينه العام جمال الأتاسي وغيره. غير أنه أفرج عنه بعد انقلاب حافظ الأسد عام 1970 وقربه النظام بعد أن اعترف بانقلابه وقرر الاتحاد إلغاء إستراتيجية العمل الانقلابي، بينما قدمت قيادة الخارج المدعومة من عبد الناصر (علوان والجراح) استقالتها وبقي تنظيم الداخل. وهكذا ساهم في تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972، ودخل الحكومة بوزيرين هما عبد المجيد منجونة وفوزي الكيالي، ومثل الحزب في القيادة المركزية للجبهة جمال الأتاسي وراغب قيطاز وترأس حسن عبد العظيم كتلة الحزب في مجلس الشعب المؤلفة من ثمانية مقاعد من أصل 150 مقعدا. غير أن الخلاف حول المادة الثامنة من الدستور السوري واعتراض الاتحاد كذلك على منع الأحزاب المؤتلفة في الجبهة من النشاط في قطاعي الطلاب والجيش .. جعل جسم حزب الاتحاد ينسحب من الجبهة بتاريخ 23/4/ 1973 بينما بقي جناح منه –يحمل نفس الاسم- داخل الجبهة، وهو جناح فوزي الكيالي، وتحول جناح جمال الأتاسي إلى حزب معارض. وفي عام 1980 انضم إلى التجمع الوطني الديمقراطي الأمر الذي جر على الحزب وأنصاره نكالا من الاعتقالات والتصفية باستثناء جمال الأتاسي الذي استثناه الرئيس الراحل حافظ الأسد بقرار خاص لأنه كان أستاذه –كما يقال-. وفي عام 1990 انضمت إلى حزب الاتحاد المعارض باقي التنظيمات الناصرية الصغيرة التي كانت في الأصل جزءا منه ثم تشكلت خارجه بعد أن أوقف نشاطه، ومارست نشاطها بشكل غير مصرخ به! وأهمها التنظيم الشعبي الناصري الذي كان يقوده رجاء الناصر، ومن أعضاء هذا الجناح المحامي الحلبي (عبد المجيد منجونة)، الذي اعتقل مع قيادات الإخوان المسلمين ، وهذا الجناح يتعاطف مع الإخوان المسلمين ويؤيدهم .. وبقي طوال المرحلة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي حزبا سريا معارضا، لكنه قبل وفاة الرئيس حافظ الأسد بأشهر، قرر في مؤتمره العام أن يتحول للعلنية. ويرى أن ضوءا أخضر منح له لممارسة مثل هذا النشاط العلني خاصة أن قيادة الاتحاد التقت مع عبد الحليم خدام في عهد بشار، كما أعلن الاتحاد عن منتديات ثقافية سياسية في أكثر من محافظة وإن لم يعلن الحزب صراحة تبنيه لها على أساس أنها مؤسسات اجتماعية مدنية مستقلة، وقد استثنت السلطات الرسمية منتدى الأتاسي من حملة الإغلاق التي تعرضت لها باقي المنتديات في سورية! توفي أمينه العام السابق الدكتور (جمال الأتاسي) ، وخلفه (حسن إسماعيل عبد العظيم) ، ويساعده الأمين العام المساعد (يوسف صياصنة) .. لا يتجاوز عدد الأعضاء المنظمين في الحزب بضعة آلاف ، ويقوم هيكله التنظيمي على: (مكتب سياسي) ، يضم ثمانية أعضاء ، بمن فيهم الأمين العام ومساعده ، و(لجنة مركزية) ، تضم نحو (23) عضواً .. ومن أعضاء المكتب السياسي : (رجاء الناصر) ، وأمين سر اللجنة المركزية (عبد المجيد منجونة) ، و(عمر كرداس) . وللاتحاد منشور حزبي اسمه: ( العربي ) .
2- الحزب الشيوعي السوري/المكتب السياسي (حزب الشعب الديمقراطي)
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 وكان معارضا للوحدة مع مصر لذلك تعرض أعضاؤه للسجن والملاحقة إبان عهد الوحدة. كما تعرض الحزب الشيوعي السوري إلى توتر داخلي عام 1969 ظل ينمو حتى عام 1972 حين انقسم إلى جناحين: جناح بكداش، وجناح رياض الترك المعروف باسم "الحزب الشيوعي/ المكتب السياسي". للحزب فرعان : أولهما في خارج سورية ، من قياداته : (سلطان أبا زيد) ، و(صبحي الحديدي) ، والمعزول (أحمد محفّل) .. وثانيهما في داخل سورية ، من قياداته : الدكتور (أحمد فائز الفواز) عضو المكتب السياسي ، و(ياسين الحاج صالح) ، والمحامي (عبد الله خليل) من الرقة .. ويُعَد الدكتور الفواز (من الميادين يقيم في الرقة) من أبرز الشخصيات في هذا التنظيم ، لعله الرجل الثاني بعد الترك ، ويذكر جمال باروت أن الدكتور الفواز هو المنظّر لتحولات هذا الحزب والتجمع الوطني الديمقراطي ، وبمشاركة الدكتور جمال الأتاسي. وقد ساهم في التحول من الراديكالية إلى الإصلاحية، وهو الذي وضع وثائق هذا التجمع أول تأسيسه وفي العام 2002م، وهو في الوقت نفسه عضو بارز في الجمعية السورية لحقوق الإنسان . قال في ندوة عن جمال الأتاسي: (إن التجمع كان خياراً من ثلاثة خيارات مطروحة ، الأول لم يستمر وأوصلنا إلى الطريق المسدود ، والذي نطرح ويطرح أربابه ومحازبوه ضرورة إيجاد مخرج له ، وإن كان تحت تسميات مختلفة ، والثاني هو خيار قوى سلفية، ولم يكن مرتبطاً بالعصر ولا بضرورات العصر، لو قيض له أن يدون فهو يخرجنا من أزمة مستديمة، بل ينقلنا إلى رحابة أزمة أخرى مستديمة تحت غطاء ايديولوجي آخر. أما الخيار الثالث فهو خيار التجمع الذي ينفتح على المجتمع ليس لإخراج البلاد من أزمتها وصياغة المصالحة الوطنية فيها ووضعها على سكة العصر، بل أيضاً لمواجهة الاستحقاقات الخارجية ، المطلوب مواجهتها) .
لهذا الحزب موقفان تاريخيان ، يحتاجان لتوضيح :
1- رفضه إصدار إدانة بحق الإخوان المسلمين في أحداث الثمانينات ، لأن التناقض الأساسي آنذاك قد شخصه الحزب بوصفه تناقضاً مع السلطة ، وليس مع الإخوان ، من خلال رؤية كل المسائل والمواقف في ضوء التناقض الأساسي ، واعتبار سائر التناقضات الأخرى ثانوية .
2- مفهوم المعارضة الوطنية المتركزة في الداخل التي ترفض الاستقواء بأي طرف إقليمي ضد السلطة، وهو مايفسر حرص التجمع سابقاً على الاستقلال مؤسسياً عن الجبهة السورية المعارضة التي لها صلة ببغداد ( التحالف الوطني ) ، وعدم تمكنها من تمثيل أحمد محفل بصفته الحزبية التمثيلية ، كما يفسر رفض الحزب الاشتراك في مؤتمر جنيف ( عام 1987م ) الذي تناول حقوق الإنسان السورية واللبانيةوالفلسطينية المنتهكة على أيدي السلطات السورية، إلى حد فصل كل من شارك من كوادر الخوارج في المؤتمر، وسحب الشرعية عن تمثيلهم للحزب والتجمع، الذين برروا مشاركتهم بأن موقف الحزب لم يصل إليهم، بل أخذ الأمر طابعاً أكثر حسماً حين تم حل منظمة باريس( فرنسة) ، ووقف صدور مجلة ( المسار ) باسم الحزب ، على خلفية مسائل مركبة، كان المؤتمر أحدها أو صاعقها . يشاع بأن هناك تبايناً بالتشدّد تجاه النظام بين الأمين العام (رياض الترك) المتشدّد ، وبين المكتب السياسي للحزب! كما برزت من وجوه هذا الحزب داخل سورية أسماء كثيرة نذكر منها: مازن عدي ، وفهمي موسى يوسف (الحسكة) ، وعبد الكريم أحمد شيخ الشباب (دمشق) ، وسعيد يونس (اللاذقية) ، وسمير آدم رحّال (اللاذقية) ، ويونس سليمان زريقة (اللاذقية) ، وعمر أحمد حسين (اللاذقية) وجديد الحزب حسب بلاغ صادر عن اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري أوائل أيار 2005، أنه عقد مؤتمره السادس في أواخر نيسان من هذا العام 2005، ثم أعلن حل اللجنة المركزية وانتخب هيئة رئاسة للمؤتمر. ثم قرر المؤتمر تغيير اسم الحزب ليصبح (حزب الشعب الديمقراطي السوري)، وأقر الوثائق التالية: الموضوعات، البرنامج السياسي، النظام الداخلي، والتقرير السياسي. ثم انتخب هيئاته القيادية المحددة في نظامه الداخلي على النحو التالي: لجنة التحكيم الوطنية (عمر قشاش)، لجنة الرقابة المالية (فهمي يوسف)، اللجنة المركزية (جورج صبرة، رياض الترك، طلال أبودان، عبدالله هوشة، فائق المير، وفوزي الحمادة)، أعضاء شرف في اللجنة المركزية (سلطان أبازيد، محمد حجار، وشكر الله عبد المسيح)، أمانة مركزية (... جورج صبرة، عبد الله هوشة، وفائق المير)، عبد الله هوشة أميناً أول للأمانة المركزية. للحزب موقعه الرسمي على الإنترنت، ويسمى: (الرأي). http://www.arraee.com/
3- حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي
تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي بتاريخ 13 تشرين الثاني 1970، وقد أضاف مؤسسوه كلمة الديمقراطي حتى يتميز عن صنويه الحاكمين في العراق وفي سوريا. فقد ظهر في أعقاب حرب 1967 صراع في قيادة حزب البعث بين صلاح جديد والرئيس السابق نور الدين الأتاسي ووزير الخارجية إبراهيم ماخوس في جهة وبين حافظ الأسد وزير الدفاع حينها، وقد قضى حافظ الأسد في 13 تشرين الأول 1970 على الجناح المنافس، وتم حينئذ اعتقال صلاح جديد ونور الدين الأتاسي ويوسف زعين ومحمد عيد عشاوي. أما إبراهيم ماخوس وزير الخارجية فتمكن من الوصول إلى الجزائر حيث عمل طبيبا جراحا في أحد مستشفياتها. وماخوس هو رئيس هذا الحزب في الوقت الراهن. لكن للحزب تيار آخر اليوم يضم : (عكاب يحيى) والدكتور (حبيب حداد) والدكتور (ميشيل سطوف) وشقيق (رباح الطويل) . وقد اختار حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي النهج الماركسي اللينيني.
4- حركة الاشتراكيين العرب
والذي يتمثل في التجمع هو الجناح المعارض الذي يمثله عبد العني عياش. وقد أسلفنا أن الحركة من تأسيس أكرم الحوراني كما أن صنو الحركة في الجبهة الوطنية التقدمية هو جناح عبد الغني قنوت الذي ورثه الآن أحمد الأحمد وانشق عنه غسان عبد العزيز عثمان باسم حزب العهد الوطني.
5- حزب العمال الثوري
وتسمى أيضا بمنظمة العمل الشيوعي، أسسه إلياس مرقس وهي تشكيلة سياسية منحدرة من الجناح البعثي اليساري، يجمع الماركسية مع تشديده على الربط بين الوطنية والديمقراطية وأصبح الحزب عضوا في التجمع الوطني الديمقراطي منذ عام 1980.كان أمينه العام هو طارق أبو الحسن. وبعد وفاته تزعمه (محمد سلاّم) من قياداته : (أصلان عبد الكريم) ، الذي أفرج عنه من السجون السورية مؤخراً.. كما أن من وجهه البارزة علنيا اليوم (وائل معروف، ياسين الحافظ). كان متوقفاً عن النشاط منذ عام 1992 لكنه عاد إلى النشاط المتواضع بعد أن اعتقل بعض عناصره، بينما تسرب الآخرون إلى الاتجاه الليبرالي!!
رابطة العمل الشيوعي
والتي بطشت بها السلطات بشكل شديد ولم يعد لها تواجد منذ زمن غير قصير بسبب اعتقال اغلب قياداتها وكوادرها لفترات طويلة وقد أصبح اسمها (حزب العمل الشيوعي) والذي يتزعمه: فاتح جاموس، ويصدر عن الحزب نشرة "الآن " غير المرخصة.
المنظمة الشيوعية العربية في سورية
كان هذا الحزب قبل القضاء عليه في سورية عام 1975م ينشط في لبنان والكويت، إضافةً إلى سورية، وكانت حملة اعتقالات طالت أعضاء هذه المنظمة في النصف الثاني من عام 1975م، بعد تفجير عبوات ناسفة في عددٍ من المصالح الأميركية في سورية وغيرها من الدول العربية، ونال خمسة من المتهمين عقوبة الإعدام، وحُكِمَ على (15) آخرين بأحكامٍ متفاوتة، وصل بعضها إلى المؤبّد. وفي فترات لاحقة، أطلق سراح العديد منهم على دفعات، منهم: هيثم نعّال، الذي أطلِق سراحه في 10/8/2002م، بعد أن بقي في السجن أكثر من (27) عاماً، وهو تعود أصوله إلى مدينة حلب، وتجاوز الخمسين من العمر، كان قد حُكِمَ بالسجن المؤبّد أمام محكمة أمن الدولة العليا في عام 1975م بعد اعتقاله ببضعة أشهر، ويبدو أنه استفاد من عفوٍ خاصٍ ليتم الإفراج عنه لأسبابٍ صحيةٍ (مشكلات في الجهازين البولي والهضمي). وقد تنقّل (نعّال) ورفاقه المعتقلون خلال فترة عقوبتهم بين سجن (تدمر وعدرا) وأخيراً (صيدنايا)، ولم يبق من رفاقه سوى: (فارس مراد، وعماد شيحة).. اللذين دخلا عامهما الثامن والعشرين في المعتقل.
يتبع... (الأحزاب الليبرالية)
#إسماعيل_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخارطة السياسية السورية 5
-
الخارطة السياسية السورية 4
-
الخارطة السياسية السورية3
-
الخارطة السياسية السورية(2)
-
(1)الخارطة السياسية السورية
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|