أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هادر نور الدين - صديقى المفضل - حقيقية مترجمه














المزيد.....

صديقى المفضل - حقيقية مترجمه


هادر نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 01:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كنت لا ازال غارقا فى عتمة الليل حين سمعت صرير الباب وهو يفتح وكشفت خيوط النور المتسربه ساقين ناحلتين فى سروال نوم , وانسلت يد صغيره تحت اللحاف وامسكت يدى : " ابى هل انت مستيقظ ؟. غمغمت وشبح النعاس يغلق جفنى : لست ادرى , لكنى شعرت كيف يفلت وشاح الليل الاسود ويتلاشى ومعه يمضى القلق على المستقبل. ابى انت صديقى اليس كذلك ؟ واجيب : حتما وانا اتثاءب وقد انتابتنى رعشة فرح , ابى اتعرف ماذا حلمت الان , كلا. حلمت اننا كنا على متن طائره الورق نطير فوق السطوح وبعيدا خلف المحيط وكان الليل شديد السواد لولا النجوم اللامعة , لكنى لم اكن خائفا لانك كنت معى , هل تخاف احيانا يا ابى ؟ بالطبع اخاف , اتخاف كثيرا , كثيرا جدا. وانا ايضا خفت عندما جلسنا فى الطائرة , لا ليس حينذاك ولكن فى ما بعد حين استيقظت شعرت بخوف كبير. خوف من اى شئ ؟ , من الا تكون فى فراشك - بالطبع كنت فى فراشى اين اكون اذا ؟ , فى الطائرة , لانك تابعت الطيران فيما جلست انا على نجمة , فكرت فيك طوال الوقت ولهذا توجب على ان أتى لارى ان كنت لا تزال هنا - انا هنا فعلا , وما تخيلته كان مجرد حلم . ولكن كم ستبقى هنا يا ابى ؟ , ليس طويلا فأنا لا يمكننى البقاء فى السرير اليوم كله , لم لا ؟ انت تعرف انا . . , كلا لقد قلت اننا صديقان والاصدقاء لا يفترقون ابدا , يجب ان يبقوا معا الى الابد. افهم ما تعنيه لكن والدك يجب ان يذهب الى العمل , وتذهب انت الى دار الحضانه. لا اريد ان اذهب الى هناك . . بالطبع تريد , فكر فى هذه الاشياء الجميلة التى تفعلها هناك وفى اصدقائك , لقد اكتسب العديد منهم اليس كذلك ؟. نعم ولكن لى صديق مفضل واحد فى العالم كله - تعنينى انا ؟ , اوه ابى اتذكر الصيف الماضى فى الريف , لقد مكثنا معا طوال تلك الفترة - اجل و اتمنى ان تبقى الحال هكذا فى جميع الاوقات فأنت لم تكن مشغولا , اتذكر السهم الذى اضعناه ؟ - لكننا وجدنا بدلا منه سنجابين صغيرين كانا مستلقيين ومتلاصقين , وكانا صديقين , اليس كذلك ؟ - اجل اكيد من انهما كانا صديقين. دعنى ارقد قربك يا ابى لفترة قصيرة - حسنا ايها الفتى تعال. ضمنى اليك بقوه يا ابى حتى اشعر بدفء الصداقة بيننا , أه حسنا ابى , ارجوك ان تقرأ لى قليلا. اذا بقى متسع من الوقت , كم الساعة الان ؟ الساعات تافهة , على الاصدقاء الا يكترثوا للساعات اطلاقا والا يذهبوا للعمل او الاجتماعات او دور الحضانة او طبيب الاسنان - وماذا على الاصدقاء ان يفعلوا اذا ؟ يبنون البيوت فى اعالى الاشجار ويتسلقون الجبال ويقطفون التوت ويصطادون ويقرأ كل لصديقه , ابى اتقرأ لى قصة اللصوص الثلاثة ؟ حسنا لكنى لن اقرأ الكتاب كله اتفهم ؟. هذا رائع يمكنك ان تصنع لى المزيد من طائرات الورق عندما تذهب الى المكتب اليوم ؟ - اظن ذلك. الن يغضبوا منك يا ابى ؟ - من ؟ الاخرون الذين يعملون فى المكتب - لن يغضبوا سينظرون لى بطريقة غريبة فقط - اسألهم حينذاك اذا كانوا يحبون ان يجربوا احدى الطائرات يمكنكم ان تطلقوها لترفرف عبر النافذة وعندئذ سيتمنون جمبعهم ان يصبحوا اصدقاءك - هذه فكرة حسنة. اريد ان اذهب الى دار الحضانة الان يا ابى لانى عندما اعود الى البيت يقترب موعد عودتك انت ايضا اليس كذلك ؟ - بكل تأكيد لن اتأخر بعد عودتك . . ابى فكر فى جميع اولئك الذين لا اصدقاء لهم - انى افكر فيهم هذه اللحظة يا صديقى اذهب واحضر كتابك سأقرأ لك صفحتين قبل ان انهض. زززز انا طائرة انا اسرع طائرة فى العالم زززز ويختفى صديقى المفضل فى الغرفة ويداه مفتوحتان داخل ثياب النوم كجناحين صغيرين ليعود بعد لحظة حاملا كتابه الثمين ونسند رأسينا معا كسنجابين صغيرين فى الصيف . . . وتتوقف كل الساعات فى العالم ويتوقف الزمان.



#هادر_نور_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموهبة وكيف تكتشفها ؟
- اعرف نفسك من اجل نفسك


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هادر نور الدين - صديقى المفضل - حقيقية مترجمه