أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قدري جميل - أين سيمضي الاقتصاد السوري مع اقتصاد السوق الاجتماعي؟














المزيد.....

أين سيمضي الاقتصاد السوري مع اقتصاد السوق الاجتماعي؟


قدري جميل

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 07:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاقتصاد بين الفعالية والعدالة الاجتماعية
الاقتصاد السوري اليوم حسب التوصيف العلمي الدقيق هو اقتصاد تسوده علاقات الإنتاج الرأسمالية التي يغلب عليها الطابع الطفيلي، ولاعلاقة لحجم قطاع الدولة، كبره أو صغره، بهذا الموضوع، فالسؤال الأساسي الذي يحدد طبيعة هذا الاقتصاد، هو ليس أين تنتج الثروة فيه، بل كيف توزع بين الطبقات والشرائح الاجتماعية المختلفة، وإذا علمنا أن هناك خللاً مستعصياً بين الأجور والأرباح، 75%أرباح، 25% أجور، لتبين لنا كيف يعاد توزيع الدخل الوطني، ولصالح من. هذا هو المؤشر الأساسي الذي يسمح بتقييم الطبيعة الاجتماعية لأي اقتصاد إذا انطلقنا من هذه النقطة وأضفنا عليها تخلف وتشوه شكل علاقات الإنتاج الرأسمالية السائدة، لوصلنا إلى استنتاج بسيط، هو أن السائد في بلادنا اليوم، من وجهة النظر الاقتصادية، هو اقتصاد السوق المشوه. فماذا يعني اقتصاد السوق من حيث المبدأ؟
إنه يعني تفاعل العرض والطلب الذي ينعكس بشكل محدد على السعر الذي ماهو بنهاية المطاف إلا انحراف عن القيمة التي تعبر عن كمية العمل الحقيقية المبذولة على بضاعة ما، وقد عرف التاريخ حتى الآن منذ القرن التاسع عشر أربعة أشكال من اقتصاد السوق:
1. اقتصاد السوق العفوي الذي ساد في مرحلة المنافسة الحرة في بواكير الرأسمالية والذي كان يؤدي إلى الأزمات الدورية الدائمة، التي سميت بحينه «أزمات فيض الإنتاج» بسبب عدم التناسب بين العرض والطلب.
2. أفضى الشكل الأول في نهاية المطاف عبر المنافسة إلى إقصاء قسم من المنتجين عن السوق، وظهور اقتصاد السوق لاحتكاري الذي أصبح يتحكم بالعرض والطلب بشكل واع محققاً أرباحاً احتكارية، أي أرباح إضافية عظمى، فوق القيمة الزائدة نفسها، وقد أفضى هذا الشكل بسبب تناقضاته الداخلية على المستوى الكلي والجزئي إلى ظهور الشكل الثالث:
3. الشكل الثالث هو اقتصاد السوق الاشتراكي، الذي أخذ يتحكم بالعرض والطلب بشكل واع لصالح المجتمع، عبر تحويل السعر إلى أداة تحفيز أو كبح للاستهلاك والإنتاج، والمعروف أن المراحل الأولى من هذه العملية حققت نمواً خيالياً في الاقتصادات التي اتبعته لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ولكن مشكلة هذا النمط من اقتصاد السوق، أنه يحتاج لرقابة مجتمعية عالية على جهاز الدولة المكلف بالتحكم بالعرض والطلب الذي إذا ماخرج عن الرقابة هذه، كما بينت التجربة، فيمكن أن يحدث اختلالاً مصطنعاً بين العرض والطلب، مما يؤدي إلى أسعار في أسواق الظل، يستفيد منها هؤلاء مع المتواطئين معهم في السوق نفسها ضد مصلحة المجتمع، وكان مآل هذه العملية في هذه الحالة، ظهور اقتصاد السوق المشوه.
4. اقتصاد السوق المشوه: وهذا الشكل انتشر بشكل واسع في بلدان العالم الثالث التي تطور فيها قطاع الدولة بشكل سريع في النصف الثاني من القرن العشرين، إذن: من زاوية أخرى، يتبين أن كل سير العملية التاريخية لاقتصاد السوق كانت تجري بين مسارين: مسار الحجم المتحكم به من العرض والطلب، والمسار العفوي لهما، وفي كل مرحلة حسب درجة تطور القوى المنتجة، يفترض تغير المساحة مابينهما، فكلما كانت درجة تطور القوى المنتجة أعلى، كلما فرض الواقع الموضوعي درجة أعلى من التحكم.
لقد برهنت تجربة بعض البلدان التي سارت في طريق اقتصاد السوق الحر الذي يعبر عن الشكل المتخلف والأول له عن انهيار كامل في القوى المنتجة وتراجع كبير في مستوى التطور، كما برهنت التجربة في بعض البلدان، أنه كلما كان دور الدولة أعلى وشفافاً أمام المجتمع، كلما تحققت معدلات نمو أعلى. هذا من حيث المبدأ، لذلك السؤال الأساسي اليوم، هو كيفية تقليص التشوه في اقتصاد السوق السوري والوصول إلى اقتصاد فعال، يحقق عدالة اجتماعية عالية؟
الاقتصاد ومعدلات النمو
حول اقتصاد السوق الاجتماعي: فالاتجاه العام فيه هو تحقيق التوافق بين الفعالية الاقتصادية والعدالة في المجتمع. وتبين التجربة أن هذين الوجهين مرتبطان بعضهما بعضاً، فكلما انخفضت الفعالية الاقتصادية، كلما انخفضت إمكانية الدولة لتحقيق قدر عال من العدالة الاجتماعية، والعكس صحيح، كلما خفت العدالة الاجتماعية التي تمثل الأجور تعبيرا ًعنها، كلما انخفضت الفعالية الاقتصادية، لذلك ليس هناك شكل مطلق ونهائي لاقتصاد السوق الاجتماعي.
والمطلوب في كل حالة بحالتها، حل مسألتين أساسيتين:
الأولى: علاقة الفعالية بالعدالة الاجتماعية.
الثانية: علاقة المساحة المتحكم بها الاقتصاد، بالمساحة التي تتطور بشكل عفوي وعشوائي.
وعلى هذه القضية بالذات يجب أن تنصب الجهود التطبيقية، والتي سيكون مؤشر نجاحها أو فشلها، معدلات النمو نفسها ومعدلات التنمية البشرية.
الديكتاتورية المطلقة لرأس المال!!
في ظل كل أشكال اقتصاد السوق يبقى هامش يعمل فيه العرض والطلب بشكل حر، وحين نقول سوق: إنما نقصد سوق البضائع وسوق الرساميل وسوق قوة العمل، فكيف يمكن أن نترك الحرية لسوق البضائع والرساميل ونقيد حرية سوق العمل التي يجب أن تدافع عن حقوقها وأجورها بكل الاشكال الممكنة بما فيها حق الإضراب، وفي حال تقييد سوق العمل ولم يسمح له بالتعبير عن نفسه فإننا تحت ستار حرية إنتاج البضائع وحرية حركة الرساميل نكون قد انتقلنا إلى الديكتاتورية المطلقة لرأس المال التي بدورها لن تكون عاملاً إيجابياً حتماً، على كل مسارات التطور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.



#قدري_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- الوحدة الوطنية ضرورة دائمة، ولكنها في أوقات الخطر ضرورة أساس ...
- «الكفاءة الاقتصادية» بين الاقتصادي والاجتماعي
- اقتصاد السوق.. مصطلح تضليلي
- د . قدري جميل في حوار مع الثورة: كنا مهزومين ونخوض معاركنا ب ...
- البلاد بحاجة إلى أحزاب سياسية وطنية قوية
- المطالبة بقانون انتخابات جديد في سورية
- نحن حالة فرضتها الضرورة
- الفراغ السياسي تملؤه أشكال أكثر تخلفا والحل بالسياسة
- الليبرالية الجديدة خطر على الوحدة الوطنية والأمن الوطني والس ...
- يجب البحث عن أشكال جديدة لخلق البنية القادرة على السير إلى ا ...
- واقع النمو الاقتصادي وتوزيع الدخل الوطني
- نحو حوار وطني واسع على مساحة البلاد بين مختلف القوى وفي أوسا ...
- إن لم يتحقق مبرر وجود الحزب، فمن الطبيعي وجود أزمة
- الدعم التمويني يلفظ أنفاسه الأخيرة
- حول الديمقراطية والتنمية
- عبر الصراع في الحوار نعيد بناء حركتنا وننتهي من مرحلة الصراع ...
- الوحدة ضرورة سنصل إليها عاجلاً أم آجلاً
- موقفان للمواجهة
- الماركسية اليوم


المزيد.....




- ليلة هيمنة الكرة الإسبانية - هل استحق رودري الكرة الذهبية؟
- ” وحش الفئة الاقتصادية ” مواصفات هاتف Xiaomi Redmi 14C بطاري ...
- “أقوى هاتف من ريلمي” مواصفات هاتف Realme C67 4G بسعر اقتصادي ...
- الشراكة بين أميركا والشرق الأوسط بحسابات الربح والخسارة
- أبرزهم ريبيري وإنييستا وآخرهم فينيسيوس.. 5 نجوم صدمتهم نتائج ...
- بن غفير يصف سموتريتش بالمتغطرس والجاهل بالأمن والاقتصاد
- هرمز والسويس منها.. أهم 7 ممرات مائية تجارية عالمية
- كيف يؤثر الملف الاقتصادي على نتائج الانتخابات الأميركية؟
- بن غفير يصف سموتريتش بالمتغطرس والجاهل بالأمن والاقتصاد
- بن غفير يصف سموتريتش بالمتغطرس والجاهل بالأمن والاقتصاد


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قدري جميل - أين سيمضي الاقتصاد السوري مع اقتصاد السوق الاجتماعي؟