أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسحاق الشيخ يعقوب - التصفية التنويرية للارهاب















المزيد.....

التصفية التنويرية للارهاب


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ارادة ملكية تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. استهدفت مواقع الارهاب في تجليات انشطته المادية و المعنوية في الدفاع عن النهوض الاجتماعي في الحداثة و التحديث الذي اصبح رهن حراك يتجدد – و لو ببطئ – منذ ان تولى جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عرش المملكة .. حتى ان الوطن اصبح بنسائه و رجاله يعقدون آمالهم في الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و تحرير المرأة و ضرب معاقل الفساد و الارهاب على حد سواء في عهده المبارك الميمون ... و في عين الأخذ بيد الدولة السعودية على طريق تطويرها و تعميق مكانتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية وفقاً للتحولات الانسانية في الكرامة و العدل و المساواة في المواطنة و من منظور مدرك للتحولات التاريخية المعاصرة في حياة الامم و الشعوب ... فمواطنة الامس خلاف مواطنة اليوم في جدل التحولات التاريخية للنساء و الرجال على حد سواء ... فالمرأة كانت في ظلام حجاب و نقاب الامس و في قيود المنزل .. اما اليوم فتجد منهن الطبيبة و المعلمة و المديرة و الناشطة اجتماعياً و سياسياً و في ميادين العمل في الاختلاط دون حجاب او غطاء رأس .. و النساء يطالبون بمشروع قانون للاحوال الشخصية عصري مناهض للعنف و في المساواة في الحقوق و الواجبات بجانب الرجل و يطالبون بشكل جماعي و منظم من اجل رفع المنع عنهم في سياقة السيارة !!

و هو ما دفع بخادم الحرمين الشريفين على صعيد الدولة بضرورة فتح الابواب المغلقة على مصراعيها في مجالات العلوم و المعارف و التقنيات الهندسية و العلمية و خلافها في المدارس و المعاهد و الجامعات و الدراسات العليا خارج الوطن و العمل على اقامة صرح علمي رائد مختلط للطلاب و الطالبات الاول منه في عهده المبارك الميمون .. وكان له دور رائد تاريخي في المبادرة بدعم الثورة المصرية و الوقوف بجانب الشعب المصري ضد الاخوان المسلمين .. و ما يتجلى عنه تأييداً و مباركة من دول الخليج في الاقتداء بدعم الثورة المصرية و اشهار نداء الحذر ضد فلول الاخوان المسلمين في المنطقة و يأتي الموقف المناهض للارهاب و مخاطره على دول المنطقة في قرار جلالته التاريخي في مرسوم مناهضة الارهاب الذي جاء فيه " انه تأسيساً على قواعد الشرع بوضع الضمانات اللازمة لحفظ كيان الدولة من كل متجاوز للمنهج الدستوري المستقر عليه في المملكة العربية السعودية بما يمثل نظامها العام الذي استتب به امنها العام و تآلف عليه شعبها .. و يحظر المرسوم الملكي .. الانتماء للتيارات و الجماعات و ما في حكمها الدينية او الفكرية المتطرفة او المصنفة كمنظمات ارهابية داخلياً او اقليمياً او دولياً او تأييدها او تبني فكرها او منهجها بأي صورة كانت او تقديم اي اشكال الدعم المادي او المعنوي لها او التحريض على شيء من ذلك او التشجيع عليه او الترويج له بالقول او الكتابة بأي طريقة " و يأتي المرسوم الملكي التاريخي متحدياً ظواهر ارهابية تكفيرية لها وجودها التاريخي منذ ان فتحت الابواب امامها في الستينات بعد ان اشتدت القبضة الناصرية في الاجهاز عليها .. وكانت السعودية ملاذ حصين رؤوم رؤوف بها و هكذا تعززت و نمت و تطورت و ضربت افكارها الهدامة الارهابية و التكفيرية في جذور الارض و المدارس و المعاهد و الجامعات و شكلت بؤر تفريخ شباب سعوديين كانت ارواحهم تزهق في ميادين الاستشهادات المجانية في افغانستان و في العراق و في سوريا و لبنان !!

و معلوم ان قوى وطنية و يسارية و شيوعية تنويرية قد حذرت يومها و منذ الستينات الى هذه المخاطر الارهابية التكفيرية التي رُحب بها على ارض الوطن نكاية بالناصرية ... و كان يومها اليساريون و الشيوعيون المناهضون للارهاب و التطرف الديني يُحذرون في انشطتهم و في كتاباتهم و ادبياتهم من مخاطر انتشار الاصوليين و السلفيين و الاخوان المسلمين الفارين جماعات ووحداناً الى ارض الوطن اكانوا من مصر او من سوريا اثر ملاحقاتهم هناك و تضييق الخناق عليهم .. و اشهد للتاريخ ان الشخصية الوطنية الكبيرة الشيخ عبدالعزيز المعمر كان على رأس المحذرين آنذاك لمخاطر الاخوان المسلمين و كان يقول انهم بطبيعتهم الارهابية الفاشية الدينية لا يتأخرون من غدر من آواهم و اكرمهم و احسن مثواهم .. وهو ما تحقق على ارض الوطن في ترحيبهم بالطاغية صدام حسين في احتلال السعودية بعد احتلاله للكويت .. و من يرجع الى وثيقة ( النصيحة ) المنشورة في كتاب ( الارهاب في جزيرة العرب ) و التي تنم في بنودها على اطماعهم السياسية في الاستيلاء على حكم البلاد و التي اصدروها ووقعوها بأسماء ما برح بعضهم حتى هذه اللحظة يتصدرون وسائل الانترنت في دعواتهم و فتاويهم الكافرة في ترغيب الشباب السعودي للذهاب للقتال في سوريا بجانب ( النصرة ) و ( داعش ) و قد كان الاعلامي الوطني الكبير داوود الشريان واضحاً و شجاعاً في برنامجه في ( الثامنة ) ضد التكفيريين و الارهابيين الذين يزينون لشباب الوطن بالحور العين في الاستشهاد على الارض السورية مثل رؤوس فتنة الجهاد و الاستشهاد سلمان العودة و العواجي و العريفي و العرعور و البراك و من لف لفهم بالتغرير بشبيبة الوطن في الموت و الاستشهاد عبر جرائم الارهاب و تجليات مخازيه التكفيرية و التضليلية ... وهو ما يراه الكاتب السعودي طارق الحميد في جريدة ( الشرق الاوسط ) اللندنية قائلاً : ( و في السعودية للأسف حالات صارخة باتت معول هدم داخلياً و خارجياً و يتحركون على رؤوس الاستشهاد ) .. و تصرخ الكاتبة المتألقة حصة آل الشيخ في جريدة الرياض حيث تستهل مقالها الذي يذرع بموضوعية و ألم جرائم الارهاب تحت عنوان ( الحروب الكافرة و المحرضون ) اذ تقول : ( الحروب الكافرة تكفر بالانسان بل وقودها الانسان يهلك فيها نفسه و تذهب انفس اهله حسرات عليه تنفيذاً لأجندة اهل الفتنة و الارهاب اولئك الذين يقذفون بأنفس بريئة لتحقيق اطماعهم العنصرية الاستعمارية وهم يتسكعون مع ابنائهم في بلاد الضباب و اسطنبول و غيرها مستمتعين بالسفر و الترحال ) ..

ان مقاومة الارهاب و الاجهاز عليه في معاقله و في نفوس الناشئة من الشباب و الشابات نزولاً وطنياً لإرادة خادم الحرمين الشريفين الملكية السامية : ما يترتب على الجميع حكومة و شعباً بالعمل في ارادة و تصميم في الذود عن حياض الوطن و حماية أبنائه و بناته من لوثات تطرف الافكار الدينية و نزعاتها الارهابية و الاستشهادية !!

ان اطلاق الحريات العامة للثقافة التنويرية واقع عند التنويريين المعادين لثقافة الظلام و الارهاب و العنف و التشدد الديني و عند الحداثيين من اليساريين و الليبراليين و الشيوعيين و في افكارهم الوطنية الرائدة في الدفاع عن الدولة المدنية و ابعاد تطوراتها على طريق الحداثة و التحديث المعاصرتين ..

ان مدد الوطن في مدد و نهوض القوى التنويرية و الليبرالية و الديمقراطية الذين يتناهضون وطنياً في عمق الدولة المدنية و ليس الدولة الدينية ... فالدين لله و الوطن للجميع في وطن المدنية و تعزيز الروح الانسانية و الكرامة الوطنية في العدل و المساواة و تكريس ثقافة مستنيرة في صميم التقاليد الانسانية التنويرية و في ذلك ما يتسق قلباً و قالباً في توجه مرسوم خادم الحرمين الشريفين ضد خطر الانتماء للتيارات و الجماعات ذات الافكار الدينية المتطرفة او المصنفة طائفياً في انتمائها للارهاب على صعيد الداخل و الخارج !!

ان تكريس و تنفيذ هذا العمل الجلل لهذه الارادة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين في قطع دابر الارهاب و الى الابد داخل الدولة و خارجها يقضي تشكيل لجان وطنية تنويرية ليبرالية و دفعها رسمياً بالعمل على تصفية مراكز و مواقع التطرف و الارهاب في تسييس الدين بتقاليد عنف التكفير و الاستشهاد و تصفيتهم و طردهم من مؤسسات المجتمع التعليمية و الثقافية و الاعلامية و مواقع الانترنت و الفضائيات ما يجعل الارادة الملكية لخادم الحرمين الشريفين تأخذ أهميتها في حماية الدولة و صيانتها من هذه الافكار التكفيرية و الاستشهادية في سوريا و العراق و لبنان و افغانستان ..

ان الارهابيين التكفيريين دعاة العنف و الانغلاق و التشدد أكانوا من الوافدين المصريين الذين يتباهون بإخوانيتهم في مناهضتهم للثورة المصرية و رفض و ادانة موقف خادم الحرمين الشريفين بجانب الثورة المصرية ام من السعوديين الذين يدافعون و يتخندقون بجانب تأييد و مساندة دعوات سلمان العودة الارهابية الاستشهادية و العواجي و العريفي و البراك و العرعور و من لف لفهم في وسائل التغريدات الارهابية و تشجيع الشباب و تحميسهم للذهاب الى ساحات الاستشهاد بإغراءات الحور العين في الجنة و خلافها من ترهات التطرف و الارهاب الذي ما انزل الله بها من سلطان .

إن الارادة الملكية بتوجيهاتها المناوئة للتطرف و الارهاب و التكفير تندرج ضد قامات ارهابية سعودية مازالوا من خلال شاشات الفضائيات و أجهزة التويتر و الفيس بوك و منافذ التغريدات الاخرى يملأون الارض عويلاً في دعوات و تغريدات ارهابية باطلة تسيء للدين في تقاليده المتسامحة في دفع شباب الوطن الى ساحات جهاد القتل و الارهاب و الاستشهاد !!

افتحوا الابواب لأنشطة القوى الوطنية و الديمقراطية في العمل العلني الحر للتصدي لأنشطة قوى الظلام و الارهاب و الرجعية و التخلف .. و ذلك واقع يتسق قولاً و فعلاً و نشاطاً مع ارادة خادم الحرمين الشريفين في الدفاع عن الدولة من مخاطر الاسلام السياسي والاخواني و الخميني على حد سواء .. و ان مصداقية مكافحة الارهاب تقتضي فتح الابواب على مصراعيها لكل الانشطة التنويرية لقوى الديمقراطية و التحرر على ارض الوطن .. و لقد لاقت ارادة خادم الحرمين الشريفين في مناهضة الارهاب و جرائمه الاستشهادية الباطلة صدى طيباً من لدن جهات سياسية و اعلامية و اجتماعية داخل الوطن و خارجه من واقع ان مكافحة الارهاب تأتي نتائجه الايجابية بواسطة القوى التنويرية في المجتمع و ليس غيرهم من قوى المجتمع الأخرى من واقع انهم اكثر اخلاصاً و حرصاً من غيرهم على الدولة المدنية المناهضة للإرهاب و التطرف !!



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد سالم سلامًا
- في فقه التنوير ...
- العنف في جلد المرأة !
- تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- الانتفاضة عشية الثورة!
- انتفاضة وطنية أم انتفاضة طائفية؟
- البيع و الشراء في سوق السياسة ..
- فتحية الليبرالية !
- المرأة في عين حرية المملكة !
- صاحب السنديانة الحمراء يرحل
- معروفهم و منكرهم ليس من الاسلام بشيء !!
- علي الدويغر ذاكرة حرية وطن
- الاسلام السياسي المتطرف أهو فاشي ؟! ما هي الفاشية ؟!
- الكاتب التنويري الكبير عفيف الأخضر .. سلاما
- أ روسيا إمبريالية ؟! ما هي الإمبريالية ؟!
- رنَّ هاتفها!
- تركيا المثال!
- عطر الأرض
- في فقه النصح و التتويب !
- شكري بلعيد سلاماً


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسحاق الشيخ يعقوب - التصفية التنويرية للارهاب