أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الأقلام التي تخدم السلطة السورية














المزيد.....

الأقلام التي تخدم السلطة السورية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أتلقى بين فينة وأخرى مقالات من أقلام ذات دراية! لا تمت إلى العربية وأخلاقها ولا إلى الإسلام وأبعادها الإنسانية، حامليها، بعضهم من الحركة الشعبية الأردنية، ومنهم من قوى تحالف 8 آذار اللبنانية و خاصة جماعة حزب الله، ومجموعات من البعث ، وشريحة جندت من قبل السلطة السورية، تحت أسماء ومنظمات وهمية، والمجموعة الأخيرة هي الأكثر عبثاً في المواقع وصفحات التعامل الاجتماعي، جيش مكلف لتخدم وتنشر ثقافة البعث والسلطة الشمولية، تحت عباءة الوطنية وخدمة القضية العربية، غرقت وتغرق الشعب السوري في الصراع التاريخي، تبحث في الجاري حاضراً بين المذاهب الإسلامية السياسية، تنافق لتبييض تاريخ الطاغية والشريحة المحاطة وأفعالهم، وتغطية شرورهم وفسادهم وجرائمهم، فيلقون بتبعات مصائب الشرق على الدول الكبرى، والأبشع منه، معظمهم يلهبون الصراع السياسي المذهبي للإبقاء على استمرارية سلطة الأسد في سوريا، يطرحون، في بحوثهم وتحليلاتهم المبنية على منطق ثقافي مطلق، على أن الجاري في الشرق هو صراع بين الدول الكبرى والسلطات الوطنية!.
على مدى عقود والسلطات الشمولية تنشر ثقافة مشوهة بين شعوبنا، أنبتت العديد من التشوهات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى الدرجة التي يعتبرها أقلام هذه المجموعات وآخرين من خارج اسرابهم هذه العاهات الثقافية – السياسية من المسلمات الضرورية عند الشعوب.
سلطات كانوا وراء معظم الانحرافات التي نهشت الكثير من قوة الشريحة المثقفة، ولم تقف عند حدود معينة، بل سخروهم كأدوات ليخلقوا الإنسان الإله في دولنا، ويساعدوا على نشر كل الموبقات، خلقوا شريحة من الأقلام المنتمية عتمت على الحقائق، انتشرت من تحت أسطرهم العديد من الآفات، فألقوا بمصائب شعوبنا على القوى الكبرى لتبرير بشائع طغاتنا.
لا شك أمريكا تسير العالم وتبحث عن مصالحها، لكنها ترفع من قيمة إنسانها، والحرية في كثيره ولا نقول بمطلقه مقدسة ضمن جغرافيتها، فعلى حملة الأقلام المدعية بالوطنية في حضرة وخدمة الطغاة الإتيان بمقارنة نزيهة، وإعادة النظر إلى التاريخ الماضي القريب، والبحث في أبعاد الحرية التي كانت تملكها شعوبنا في فترة حكم طاغية تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والبقية من دول الشرق، كسلطة أئمة ولاية الفقيه وأنصاف الألهة من الملوك والأمراء؟ والأفظع هو الاعتقاد بان هذه السلطات كانت فعلا تدافع عن الحرية ومصالح شعوبها، وتحد من الإرهاب، وإنها شكلت جبهات الصمود والتصدي. لم تسأل هذه الأقلام يوما ذاتها، في مواجهة من يا ترى كانت تصمد؟ وتتصدى من؟ الأعداء أم شعوبها!
للدول الكبرى دور لا يستهان، لكن من المعروف أن دودة الشجرة منها، والدودة هي هذه السلطات الشمولية والأقلام التي تشوه الحقائق لغاية ذاتية غارقة في الأنانية والمصلحة الشخصية، ودور تلك الدول إنها غذت هذه السلطات وخلقت هذه بدورها البنية الملائمة حولها لتنبت الأقلام المرتزقة وتغطي على فسادهم، ويحيلوا الصراع بين الشعب والسلطات إلى صراع طائفي، فصراع المذاهب موجود منذ 14 قرن، وهذه الأقلام تخر ساجدة لنشر هذا الوباء، والغريب أنها تلقي بتبعية هذا الصراع على أمريكا، وهم يدركون أن الصراع موجود يوم لم تكن هناك أمريكا أو أوروبا كحضارة أو سيطرة، والجاري بأبعادها الخفية تتجاوز الصراع المذهبي ولو أنهم جرفوها إلى ذلك.
بعض الطغاة أصبحوا على مزبلة التاريخ والبعض الأخر سيرمون قريبا، لكن شعوبنا تحتاج إلى عقود وربما أجيال للتخلص من الأقلام الفاجرة والمسمومة، وهم أشد فسادا من أنصاف آلهتهم، لا عتب على الأقلام التي لا تعي بل العتب على التي تنفث السموم بدراية وحذق، وهي الأشد كفراً.
كتاب معروفون من سوريا والأردن ولبنان وبعض الدول العربية الأخرى من بين تلك الأقلام، كانوا يخرون ساجدين للفكر البعثي وثقافته، فانتقلوا للسجود في أحضان الأسدين، وعند الثورة رفعوا راية المعارضة، إلا أنهم لا زالوا يحملون نفس الثقافة، اغرقوا سابقا ويغرقون اليوم شعوب المنطقة في أحقاد لا حدود لها، عنصرية قومية وطائفية تجاوزت ثقافة النازية بكثيره، دعموا تغيير دستور سوريا مرات ومرات، سخروا أقلامهم لتلائم والدستور وحكم الطاغية، وهم من هللوا عند الإتيان بقاصر ومجرم بالوراثة على حكم شعب عريق مثل الشعب السوري، وهذه الأقلام هي ذاتها التي تدعي أن أمريكا خلقت داعش، ولا تبين السلطات التي شاركت أمريكا في خلق القاعدة أو كيف سخرتها لا لقتل شعبها بل لتسيير مصالحها وأمريكا انتهت منها وقضت على البؤر الخطرة عليها، وما يوجد الأن في شرقنا هو من عمل طغاة الشرق وسلطاتهم الشمولية الذين يقلدون أمريكا ويعيدون تكرار طريقتها، لكن لا لمصلحة شعوبهم بل لقتل شعوبهم وتجهيلهم وتدميرهم أوطانهم. فداعش والنصرة في سوريا معروفة كيف ظهروا ومتى ولماذا، فالأقلام الموبوءة تسكت عن هذا! وتفاقم في خداع الشعب السوري وتلعب بمداركه.
نسيت أو تناست هذه الأقلام القيم الإنسانية وتتعامى عن رؤية معاناة البشر، وتغطي على مصدري الدمار، فتندرج في خانة العبودية والكولكة وراء الطغاة وهم ليسوا سوى سجادون للكراسي، ستحتاج شعوب المنطقة إلى أجيال، بعد زوال النظام، لإزالة موبقاتهم وأوبئتهم.


د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا الكرد لما كان جنيف 2
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 4/4
- مهاجمة الديانة الإيزيدية-خلفياتها وغاياتها
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 3/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...2/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...1/4
- د. كمال اللبواني من ضحايا سجون النظام
- نخبة المعارضة العروبية وتقسيم سوريا كردياً - الجزء الثاني
- آشيتي يبحث عن هدم أقليم كردستان وليس تصحيح مساره
- حثالة البشر والأحزاب الكردية
- جريس الهامس عن كردستان الخيانة
- التكفيريون والمنطقة الكردية
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 5 ما جرى ويجري في عامودا
- مظاهرات تركيا هزت البيت الأبيض
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 4
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 3
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 2
- إبراهيم محمود القلم والألم
- سوريا في المزاد العلني
- قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الأقلام التي تخدم السلطة السورية