فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 21:42
المحور:
حقوق الانسان
لايمکن للمرء إلا وان يصاب بالذهول من هول المعلومات المؤلمة التي وردت في تقرير منظمة ههومن رايتس ووتش الذي نشر يوم الخميس المنصرم حيث ذکرت إن السلطات العراقية تحتجز آلاف النساء دون وجه حق وتخضع الكثيرات منهن للتعذيب وإساءة المعاملة بما في ذلك الانتهاك الجنسي.
هذه المنظمة المعنية بحقوق الانسان إستطردت لتقول أيضا بأن العديد من النساء تعرضن "للاحتجاز طوال شهور أو حتى سنوات دون اتهام قبل العرض على قاض" وأن قوات الأمن "استجوبتهن بشأن أنشطة أقارب لهن من الذكور وليس بشأن جرائم تورطن فيها هن أنفسهن."، وتابعت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "لا أحد آمن: انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي" أن العديد من النساء اللواتي احتجزن وصفن "التعرض للاعتداء بالضرب والصفع والتعليق في وضع مقلوب والضرب على القدمين (الفلقة) والتعرض للصدمات الكهربية والاغتصاب أو التهديد بالاعتداء الجنسي من طرف قوات الأمن أثناء استجوابهن."، والامر و الادهى و الافظع من کل ذلك أن المنظمة ذکرت في تقريرها أيضا انها وجدت أن قوات الأمن العراقية دأبت على اعتقال سيدات دون وجه حق وارتكبت انتهاكات أخرى لسلامة الإجراءات القانونية بحق السيدات في كل مرحلة من مراحل نظام العدالة. تتعرض السيدات للتهديد بالاعتداء الجنسي أو الاعتداء الفعلي أمام الأزواج أو الإخوة أو الأطفال في بعض الأحيان.".
هذه الفظائع و الانتهاکات المريعة تجري في ظل النظام السياسي الجديد القائم في العراق على أعقاب دکتاتورية عشائرية مستبدة، خصوصا وان غالبية الاحزاب و الشخصيات و الهيئات السياسية المتواجدة الان في العراق، کانت بنفسها تستغيث المجتمع الدولي من الانتهاکات الفظيعة التي تجري لحقوق الانسان و خصوصا المرأة من حيث إستغلالها کعامل ضغط على الذکور، لکن الذي يحدث و يجري الان في ظل غياهب السجون و المعتقلات للنساء العراقيات، يؤکد بأن هناك ثمة فکر إستبدادي جديد إنسل للعراق تحت غطاء الدين حيث انهم ومن خلال تجيير و تطويع أفکاره و مبادئه يقومون بتوجيهه من أجل إضطهاد و قمع الانسان و القضاء على إنسانيته.
حکومة المالکي، والمالکي نفسه شخصيا، طالما تفاخرا بإلتزامهم بمبادئ حقوق الانسان و احترامهما له، جاء هذا التقرير المهم ليفضحهما علب رؤوس الاشهاد و يثبت بأن قيم و مبادئ حقوق الانسان في العراق مازالت تنتهك على قدم و ساق من دون وجود أية خطوات او إجرائات عملية تحول دون ذلك، واننا نتسائل ماهي مهمة و واجب وزارة حقوق الانسان في العراق في ظل هکذا إنتهاکات صارخة لايمکن أن تبرر بأي شکل من الاشکال، والاهم من ذلك؛ ترى ماهو واجب وزارة حقوق الانسان في ظل حکومة تقوم بهذه الانتهاکات الفظيعة، بل و حتى مالفائدة من وجودها؟
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟