|
استغلال الدين في اقصاء الاخرين
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 16:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استغلال الدين في اقصاء الاخرين نعيش اليوم في موجة تطرف ديني بشعه استغلت في اقصاء وتغيب المختلف.رغم كل ما يقال ان هناك صحوه دينيه الا ان ذلك مغاير للحقائق الملموسه على الارض لانه هناك تطرف ديني اقصائي تغيبي هناك فاشيه عنصريه وعداء قاتل بين الاسلام الاصولي المتزمت السلفي السني ضد كل ما هو مختلف ابتداء من الشيعه والمسيحين والاكراد وكل الطوائف الغير مسلمه يقابل بعداء شيعي وتناحر واقتتال . انتشر الحجاب بشكل قصري وطوعي نتيجة الدعوات من قبل تجار الدين وشيوخ البترودولار وكأن الغير محجبه تعتبر ساقطه وخارجه عن الدين. حجبت عقول الرجال قبل النساء .لان المرأه رغم انها حجبت ملبسا حجب عقلها تزامنا مع ذلك وهي حتى ان رفضت مجبره مكرهه وينظر لها بنظرة ازدراء واحتقار مع الانتقاد والتجريح والاهانه لكي تتحجب. التنقل بواسطة الموصلات العامه لغير المحجبه اصبحت وسيله مزعجه ومنتقده وجارحه للمرأه من كثرة الانتقادات والنظرات والتحرش الجنسي وعدم الاحترام وكل ذلك فقط بأدعاء انها غير محجبه وهي علامه انها غير متدينه او انها على دين اخر خصوصا في المناطق التي يوجد بها مسيحين مثلا .ظاهرة الحجاب انتشرت بين المدارس وحجبت حتى صغيرات السن. وجود الدشاديش القصيره واللحى والملابس الباكستانيه والزبيبه والمسابح اصبحت شائعه وممنشره بقوه بين الرجال.خطب يوم الجمعه ناريه هجوميه تحريضيه تهيئ لساميعها من الخارج ان الحرب على الابواب.من الداخل هي تحض على الكراهيه والعداء واقصاء المختلف او تدعو الى الجهاد ضد كل ما هو مختلف. لقد وجدت الاديان لكي تهذب النفوس وتدعو الى الفضيله والمحبه والتسامح وتقبل الاخر وان الاديان هي علاقة المخلوق مع الديان (الله) لكنها اليوم استبيحت وجيرت وسيست لاغراض لا علاقه لها بالدين . لو استرجعنا ذاكرتنا للوراء قبل عشرين عام واكثر وطوال سنوات طويله عاش المسلمين والمسيحين سويا دون وجود نعرات طائفيه على ما نشاهده اليوم والعلاقه بين السنه والشيعه وحتى الاكراد كانت افضل ولم تكون مظاهر الحجاب والتحجيب والتدين المصتنع بما عليه اليوم . هل كان اجدادنا وابائنا اقل تدينا ام كانوا اكثر انسانية.اعتقد انهم كانوا متدينين واكثر انسانيه واخلاق والتسامح الديني كان بالفطره ولم يكن هناك عداء ولا استعلاء ولا عنصريه ولا فاشية اليوم. لقد كان الممسلمون والمسيحيون يدا واحده يتشاركون بالافراح والاحزان ويقاومون الاستعمار والمحتل الاجنبي . منذ سقوط المعسكر الاشتراكي وظهور مجموعات طالبان في افغنستان ودعوات الجهاد والاقصاء والتغيب التى انتشرت انذاك اخذت هذا الدعوات منحنى تصاعدي حتى وصلت لما نحن عليه الان . لقد وجد الاسلام الاصولي المتزمت الاقصائي ارضا خصبه من التطرف نتيجة التمويل والتحريض الوهابي السعودي والخليجي مع انضمام تدفق الاموال القطريه بشكل خاص لحملة التحريض وغسل العقول وتشويه صورة الاسلام المعتدل ليتحول قطاع كبير من المسلمين الى التطرف والشوفينيه والفاشيه. لقد قامت السعوديه ودول الخليج بدور قذر في سبيل توتير الاجواء بين الاسلام السني ضد الاسلام الشيعي بزعامة ايران وقد كان التجاوب الشيعي حاضرا في الساحه نتيجة الدعم الايراني. ومع الاسف لم يكتفي الفرقاء بهذا التناحر بل دخل على الخط كل ما هو مختلف وكان نصيب الاقليات المسيحيه كبيرا من هذا الاقصاء والتغيب في ارجاء الوطن العربي من تفاوت النسب. التنكيل بمسيحي العراق وهجرة الكثيرين الى الخارج او اللجوء الى المناطق الكرديه وكذلك مسيحي سوريا والصراع والعداء بين مسلمي مصر وممسيحيها وغيرها من الدول. مع ذكر استفحال الصراع الطائفي السني الشيعي وكذلك جر الاخوه الاكراد الى هذا الصراع. لقد وصلنا نتيجة هذا الصراع الى توجس الاقليات من الاكثريه المسلمه وتوتر العلاقات ولنكن صريحين هناك عداء وكره شديد بين الاطراف ان كنت مسلمه سنيه شيعيه او مسيحيه وكرديه وغيرها من الطوائف والملل.هناك عدم ثقه وخوف مما هو اعظم رغم فداحة وبشاعة ما هو قائم اليوم. نحن اليوم مطالبون بوقف كل ظواهر التعدي والاقصاء والتغيب.المطلوب من المسلمين المعتدلين عدم الصمت وان يطالبوا بوقف هذا التناحر.ان الوقوف موقف المتفرج وعدم المبالاه والتنديد والاستنكار والشجب يصب لا بل يساهم في مزيد من الاقصاء والتغيب. يجب اتخاذ خطوات عمليه وعدم الاكتفاء بالبيانات والتصريحات والشعارات. ان المشاركه في الانتخابات والتمثيل السياسي والانخراط في الحياة العامه للبلد هو واجب وطني لكل غيور على مصلحة بلده. يجب اعادة الثقه بين افراد المجتمعات الواحده في اوطانها أي التوافق الاسلامي المسيحي والكردي وغيرها من الملل تحت شعار الوطن للجميع. لنكن صريحين مع انفسنا هناك ظلم واقصاء وتغيب للمسيحين في اوطاننا .في المقابل ان دعوة المتشددين من اخوتنا المسيحين بدعوات التخلص او اقصاء الدين الاسلامي هو ضرب من الجنون وعدم الواقعيه لان هناك ملاين الملاين والاكثريه مع الاعتدال هذا من جهه ومن جهه اخرى لا يمكن القضاء على الدين, أي دين ان كان اسلامي او مسيحي او حتى يهودي رغم كل الاختلافات. المطلوب ايجاد قواسم مشتركه بين الاطراف.ان يكون هناك تسامح ديني ولغه للحوار . ان التعصب والتشدد يقابل بالتعصب والتشدد من الطرف الاخر. من خلال مقالي السابق كان هناك حوار بين الاستاذ عبدالله خلف ومجموعته المتشدده والمنحازه الى الاسلام والاستاذ نضال الربضي المسيحي المعتدل واعتذر بشده على قول المسيحي والمسلم في هذا المثال لان قناعتي يعرفها متابعي مقالاتي وهي عدم الانحياز للاديان بل لانسانية الانسان اينما كان. لقد كان حوار راقي ومعتدل وغير متشدد رغم الاختلاف في وجهات النظر والقناعات واعتقد انه هناك دائما فرص للحوار والعيش المشترك وتفويت الفرص على المتربصين من كلا الطرفين. خلال مراحل التاريخ جيرت الاديان اتباعها للقتال والصراعات الدينيه . الحروب الصليبيه كانت تحت ذرائع دينيه واليوم مع الاسف وهو ما يهمنا ان الاسلام ايضا يستخدم لذرائع سياسيه تحت الغطاء الديني ما يجري على الارض يتخطى الانسانيه والشرائع الدينيه. يجب فضح الدور السعودي والقطري في تمويل ودعم الارهاب.واذا كانت السعوديه اليوم تدعي محاسبة كل من يشارك في الارهاب او يموله ما هو الا غطاء على ما اقترفته وما تتعرض له من ضغط دولي حتى تتوقف عن هذا الدعم وكما يقول المثل جاين اليوم بعد خراب مالطه يوقفوا الارهاب.ويا ريت يكون الكلام قد الفعل. ختاما ارجو رجاء حار اذا كان هناك تعليقات ان تبتعد عن الهجوم على الاديان و الانبياء والابتعاد عن الشتم والسب ويكون حوار حضاري مع قناعتي ان ذلك لن يحصل ابدا.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأه واليسار والذي لم يبقى منه الا الشعار
-
تناقض فكرة وجود الله والشيطان في حياة الانسان
-
الاديان ميزت بين الرجال والنسوان
-
الله والدين بين المغيبين والمقتنعين
-
نفتقد الحب والمشاعر والاحاسيس
-
متى ستخرج المرأه العربيه من شرنقتها وروتينها
-
اخذ من الاديان زهره من كل بستان
-
مجموعة عبدالله خلف وشركاه ليميتد
-
الله والدين بين الشك واليقين/2 تعقيب
-
الله والدين بين الشك واليقين
-
هل ستحاكي ويلات 2013 مأسي 2014
-
المرأه بين الاقدار من سؤ الاختيار وعدم الاستقرار
-
العالم يدعو الى التسامح وشعوبنا تمارس التذابح
-
الاسلام يعادي الجميع حتى نفسه
-
معتقدات الانسان والاديان
-
هي لا تبحث عن زواج ترسل رسالة احتجاج
-
لماذا يكره الغرب المسلمين والعرب
-
المرأه هي الداء والدواء على الارض وفي السماء
-
شعب مختار وابناء الله وخير امه
-
اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأه
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|