أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - من أجل مفاهيم تكرس الوحدة وتهزم الانقسام















المزيد.....

من أجل مفاهيم تكرس الوحدة وتهزم الانقسام


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 01:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد سقط النظام الدكتاتوري وسقطت رمزيته، و قيمه، ومفاهيمه ، وكان ا لتاسع من نيسان حداَ فاصلاَ بين عهدين ونظامين سياسين مختلفين،وربما سيكون الحدث السياسي الابرز في تاريخ العراق الحديث، ولم يختلف العراقيون في تقييم حدث سياسي كما اختلفوا في تقييم التاسع من نيسان، البعض اعتبره احتلاَلاً والبعض عده تحريرأً مماً اعطى لتداعياته ونتائجه السياسية والاجتماعية ،ابعاداً خطيرة هوت بالمجتمع نحو قاع التناقضات والاحتراب، فسفكت دماء،وهدرت اموال وثروات وطنية كبيرة،وساد نوع من الارهاب،قل نظيره من حيث قسوته ودونيته، ولم تكن كل فصول المشهدقاتمة ومفزعة،فاجواء الحرية والانفتاح اجتاحت البلدوغدت قيم ومفاهيم الديمقراطية ومثلها تتراقص بين شفاه الناس طرباً،فالتعددية، وحرية الرأي،والمجتمع المدني، وحرية الصحافة، والاعتراف بالاخرالخ، صارت منطلقات واسس لكل حوار اوندوة ولم يعد خنق الكلمة الحرة ممكناً وحتى مجدياً فالناس لمسوا وعرفواقيمة الحرية وقوتها ولن يتخلوا عنها مهما كابدوا من مشقات ،و كسابقة لامثيل لها انتشرت بصورة واسعة موجة اصدارو تاسيس الصحف والمجلات ومختلف النشريات والقنوات الفضائية حتى صار في البلد( سلطة خامسة) يحسب لها حساب. واعطى تاسيس الاحزاب بالجملة وأنتشار مقراتهاالعلنية دليل على عمق التغييرالسياسي وتأثيره، في هذه الاجواءالمفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجاءات، اختلطت المفاهيم وتداخلت بصورة مفزعة ومثيرة، رافقها نزوع الارادات السياسية وكياناتها في البلد نحو ترسيخ قيمها ومفاهيمها السياسية فنشأت دكتاتوريات بدون دكتاتورواستبدت الايدلوجيات بدون مراسيم سلطويةالخ،ويبدو ان هذه الثقافة السياسية الجديدة وتجسيداتها ، ابت ان تساير الشارع وتتناغم مع رغباته بلاتحفظ،فهذا اصلاً ليس من طبعها وسلوكها،فهمها بدت هذه الثقافة منفتحة ومرنة ، تبقى مقيدة بانآ الاحزاب الكبرى،وارث الاستبداد،واحادية التفكير،ونزعة الخوف من الاخر،وعقدة الثقة المفقودة ،في هذا المنعطف الكبيربالذات تسربت الى اللغة السياسية مفاهيم وتوصيفات،خطيرة بمعناهاً ولفظهاً وصارت جزءً من الخطاب الرسمي والسياسي والاعلامي والذي تدا ولها كمسلمات، كالمحاصصة، العرب السنة ، العرب الشيعة، البيت الشيعيً الوقف السني، هيئة علماء المسلمين،والقائمة تطول، وهنا لايستطيع المرء تجاهل الظروف والعوامل التي صنعت هذه المفاهيم،لكنه لايستطيع تبرئة قوى سياسية داخلية واقليمية،من تحميل هذه المفاهيم روح التمترس الطائفي البغيض بمعناه السياسي على حساب المواطنة وقيمها النبيلة،واذا دققت النظر في مفهوم العرب السنة، العرب الشيعة، يوحي وكأنهم مختلفون حول مواضيع تتعلق بكتاب الله وسنة نبيه الكريم جرى اكتشافها بعد التاسع من نيسان،وبالتالي ميز كل طرف موقفه على اساس طائفي،من خلال مفهومي الشيعة والسنة ...،ولا ادري لماذا لم ينضم بقية السنة والشيعة من غير العرب الى هذا الخلاف ولو فرضنا جدلاً ان هذا الخلاف موجوداًوقائماً على اسس طائفية كما يريد له اعداء العراق، ففي هذه الحالة سيصبح التكتل والخلاف بين شيعة عراقيين وسنة عراقيين ويكون العرب جزءً من هذا الخلاف وليس هم طرفه الوحيد والرئيسي،وهنا اتسائل لمصلحة من ؟ يلقى بوزر وعواقب هذاالانقسام الطائفي وتداعياته المهلكة على العرب انفسهم ؟، نعم هنالك خلاف وهناك تباين وهنالك حيف وظلم في العلاقة التاريخية السياسية بين السنة والشيعة،و كان ضحايا هذا الاختلال السياسي عموم الشيعة والعرب منهم خصوصاً، ومادام طرفا المعادلة الرئيسيون والمختلفون هم عرب وينتمون الى نفس القبيلة اوالعشيرة متزوجون ومتصاهرون من بعضهم ويحملون ذات الاسماء وذات الالقاب، ويتوزعون على مناطق جغرافية معينة ويتداخلون في مناطق اخرى، ولاننكرانهم يختلفون ويجتهدون حول تعليل و فهم بعض المواضيع الدينية، ولكلا منهم قراءة ورؤية تميز موقفه الخ، وهذا ليس بأللامر الجديد والخلاف بينهم عمره قرون، والسياسة كانت عاملاً رئيسياً فيه، وكان ا لاجدى ان يبحثوا عن جوهر الخلاف بينهم بشكل سياسي كعرب عراقيين بعيداً عن الاسقاطات الطائفية وتداعياتها المدمرة يضعون مصلحة العراق كوطن للجميع فوق كل اعتبار، ولااجد في تعبير السنة والشيعة الا مفهوماً يثير البلبلة ويكرس الانقسام و هنا أجد نفسي مضطراً لاستخدام مفهومي ( عرب الشرقية) ( وعرب الغربية) بدلاً عنه كافضل وادق من المفهوم الطائفي المثير للفرقة، وبودي لو ان مثقفينا وسياسينا استخدموه موقتاً في تصريحاتهم وكتابتهم بديلاً عن مفهومي السنة العرب والشيعة العرب، مما يضفي رؤية واقعية تتيح وضع الخلاف في اطاره الصحيح بوصفه خلافاً في مضمونه وجوهره وتجلياته سياسياً ومحوره السلطة وقيادتها بين عرب عراقيين تواجهوا واختلفوا في ظرف جديد بتداعياته واستحقاقاته وأن هنالك فرصة مناسبة للتفاهم من خلال كتابة دستور العراق الجديد،وبناء دولة القانون والعدالة، ولاجدوى من صراع عبثي بين عرب الغربية وعرب الشرقية، فنتائجه ستكون مدمرة، ولن يكون هنا لك رابحاً في اي مواجهةبينهما، .ان الحل السياسي التوافقي هو الا مكانية الوحيدة لانهاء هذا الخلاف بأقل الحلول تكلفة وسينظر اليه من قبل مختلف الجهات كخلاف سياسي بين عرب عراقيين اختاروا طريقاً سلمياً وواقعياً لحله، وسيتدخل الاكراد والتركمان والجماعت القومية العراقية للمساهمة في الحل، ولن تكون له على الارجح امتدادات قومية عربية تعيق حله،وعندما يكون الخلاف طائفياً والحل سياسي طائفي،سوف يستنفر كل الشيعة والسنة في العالم الاسلامي ويصبح الحل عصياً ويضيع العراق بعربه سنة وشيعة اكراداً وتركمان وكل جماعاته القومية المختلفة،ان الحوار والاعتراف بحقوق الاخر هما الطريق الى الامن والسلام الاجتماعي والتنمية ،ولايبدوا الحل العسكري لمواجهة الارهاب والقضاءعليه ناجعاً وفعالاً رغم اهميته بدون حل سياسي يساهم في صنعه عرب الغربية، وعرب الشرجية من خلال تفاهم واتفاق تاريخي بينهما،ويبقى على القوى الحية في البلد من احزاب وسياسيين ومؤسسات وشخصيات ثقافية ودينية وكل من تعز عليه وحدة العراق وحريته وكرامته ان يساهم في بناء هذا الحل ونجاحه


كاتب عراقي مقيم في السويد




#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - من أجل مفاهيم تكرس الوحدة وتهزم الانقسام