أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا نريد من الفلسفة. ج1














المزيد.....

ماذا نريد من الفلسفة. ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 23:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا نريد من الفلسفة.
ليس المطلوب من الفلسفة أن تكون الحل السحري الذي يحتوي ويحيط بكل المشكلات الإنسانية , بل أن واجب الفلسفة التقليدي ليس هو هذا ,هناك الكثيرون من الذين ينادون بموت الفلسفة في العصر الراهن يبنون مقولاتهم على عدم قدرة الفلسفة على أن تكون مصباح علاء الدين السحري بل كثيرا منهم ينسب للفلسفة كل الإشكاليات التي صنعتها خيبة الإنسان وتخلفه عن أداء واجبه ووظيفته الأساسية باعتبار أن الفلسفة لديها كل الحلول ,هذا حمق ما بعده حمق.
الفلسفة الطريق المستقيم الذي يخطوه العقل نحو استكشاف الحل , لا ولن يكون بديلا عن البحث والتجربة والتأمل والبرهان لأنها ببساطة أي الفلسفة هي من إبداعات العقل البشري وليست كيان منفصل عنه ,صحيح أن الفلسفة ترسم الطريق الأفضل ولكن أيضا أن العقل أحيانا تشتبه عليه الطرق إن لم يعد جيدا وفق وقواعد وأصول منطقية تساعده على الاستدلال والفرز والتقرير ,الذي يسلك الطريق المستقيم يصل بالنتائج حتما بأقصر وأمتن الطرق وبأقل التكاليف لأنها بصراحة هي الأقرب بين نقطة البداية ونقطة الهدف ,عليه أولا تحديد هاتين النقطتين ليعلم أنهما مطابقتان للصراط من عدمه ,هذه هي من الإشكاليات الكبرى على العقل البشري.
كما نريد من الفلسفة أن تبلغ بنا الغايات الكمالية النسبية في التفكير وإبداع الحلول علينا أيضا أن نفكر بذات المنطق وهو أن نفكر بكمالية, ليس من المعقول أن تسند الفلسفة لمن لا يؤمن بها وليس له مران تكويني وتكتيكي في عملياته العقلانية ,أي أن التفلسف كوظيفة أو نشاط فكري ليس حكرا على البعض ممن درس الفلسفة كما أنها ليست مشاعا لكل من أراد التفكير ,التفلسف قدرة عقلية لها شروطها ومقدماتها المرتبطة بالمعطيات التكوينية ,وبالتالي لا يمكن أن يصبح الجميع متفلسفين ,ولا يؤمل من الجميع أن ينتجوا فلسفة ,المسألة تتعلق بمعايير وأطر وديناميكيات أولية.
المطلوب اليوم من الفلسفة شيئان سبق وأن حددنا الماهية وهما أولا الإنتفاظ على الواقع الفكري والسلفية المقيتة التي طبعت غالب التراث الفلسفي وما بني عليه من نظريات ورؤى وإرهاصات ,وثانيا التخلص من الثوب الملوكي الأرستقراطي الذي كثيرا ما تباهى به الفلاسفة أمام عامة الشعب, على الفلسفة أن تحمل روح العصر بيد وبالأخرى تحمل قضية الإنسان بتوازن دون أخلال هنا يمكننا أن نأمل منها حلول متوافقة مع أس المشكلة وهو التخلف وبذات الوقت لا تحمل الإنسان ما لا يطيق.
الكلام ألأجمالي والعام لا ينطبق مع مذهب الفلسفة في الفروض الفلسفية ولا يمكن البناء عليه, أولا علينا أن نحصر نقطة البداية ونحدها بالحدود التي عليها أن تتداركها بكل وضوح دون أن نخشى منها عراقيل أو تداعيات تطيح بأملنا بالوصول للنقطة الغائية التي يجب أيضا أن تحدد بكل وضوح وجدية وتجرد ,لا هدف واضح بدون خطة واضحة ومنهج مناسب ونقطة بداية بينة ,كما لا يمكن الابتداء من اللا هدف حتى لو استخدمنا أرقى التقنيات المنهجية بأفضل أداء تكتيكي, وحدة الهدف مع البداية هي البديهية التي بعدها يمكن أختيار البرنامج والمنهج التكتيكي الملائم للتنفيذ, القاعدة العقلية الفلسفية هي أن تعرف أي الطريق وحدوده ثم عليك أن تختار الأقصر والأفضل والأسرع من الطرق للربط بينهما وصولا لتحقيق ماهية الحل الواصل بينهما , التخطيط جزء من هذه القاعدة والتناسب بين الممكنات والعزائم العقلية تتجلى عندما نعرف أين يمكن أن نستخدمهما كل مع ظرف الواقع الموضوعي.
عندما يجهز العقل بهذه المقدمات والمعطيات يمكننا أن نسأل الفلسفة ماذا نريد بل بماذا تقترح علينا أن نفعل, القواعد الفلسفية والمقولات تستخدم هنا كدلائل الطريق تبين لنا الحدود والمديات والعلامات الفارقة والمفرقة ,تذهب بنا حيث يجب أن يكون الطريق ,الفلسفة تصبح فرض واجب لا يقدر لنا أن نخرج الروح الفلسفية منها أي من موضوع الإشكالية التي تبحث بها,لأننا أمام أمتحان جدي للعقل وأمتحان يراد منه على الأقل تحديد الدرجة الفائقة القريبة من التمامية وهذا ما يمنح الفلسفة الحق بالتدخل , لأن بلوغ هذه الدرجة لا تتم بالتعقل الأعتيادي الطبيعي , نحتاج لمنهج صارم جاد متجرد ومنضبط وعميق وذو مصداقية يمكن الوثوق به تماما.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية العدل ومقومات المجتمع العادل
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج1
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج2
- تناقض الدين والتدين
- الدين والانتظام
- لكل إنسان عقل إذن لكل إنسان دين
- تجربة الدين والتجربة العلمية
- تعرية العقل
- استراتيجية التربية والتعليم في العراق رؤية حداثوية
- الرب المذموم والإنسان المعصوم.
- أعراب قحطان وعرب عدنان
- خطيئة التأريخ
- العرب والأعراب في التأريخ
- أول التأريخ حكاية
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا نريد من الفلسفة. ج1