أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 2














المزيد.....

قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 2


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تظهر المسيحية اليوم كمكون إنساني قادر على الإندماج مع الحضارة العالمية و مساهم فاعل في إثراء روحها و كيانها بمادة مليئة بالأمل و الخير و المنفعة، و تتمحور الدعوة المسيحية حول حاجات الإنسان الأساسية و التي تكفلها شرائع حقوق الإنسان و مواثيق الأمم المتحدة و أولها حق الحياة و الأمن، و تُعطيها المسيحية بعدا ً روحيا ً مُدهشا ً فهو و إن كان راسخا ً في العقيدة إلا أن خطابه غير عقائدي، و على الرغم من أنه ينطلق من الإيمان بشخص المسيح الإلهي إلا أنه إنساني في الدرجة الأولى مُحتِضن للآخر يُحبه و يريده و يرغب في معرفته و توطيد العلاقة ِ معه.

إن أفضل من يستطيع شرح التفاعل المسيحي الحقيقي و مدى المنفعة و المشاركة الإنسانية التي يقدمها للعالم هي كلمات البابا فرنسيس نفسه، و الذي يظهر اليوم مثل جرس ٍ يدق ُّ باستمرار أمام خطر ِ الإقصاء الفكري و الجسدي الذي تمارسه مجموعات ٌ سياسية فظَّـة و مُجرمة في حق الإنسانية، و لا تتوانى أن ترتكب أشد البشاعات في حق الشعوب المهمشة و الفقيرة، إما برأسماليتها المتعطشة لمزيد من الربح و بكل ما ينتج عنها من استعباد عمالي مُغلف بقشرة من سعادة ٍ تزداد بمقدار عدد الدولارات و تقل بقلتها أو بسياساتها الخارجية التي تضع المصلحة َ قبل الإنسان، و مقدار المُلاءمة قبل العدل، فتدعم عن قصد جماعات ٍ من بُسطاء العقول المستعدين للعنف و غير المؤهلين إنسانيا ً فتصنع منهم مقاتلين مجرمين و تُسبغ عليهم شرعية ً إلهية و تزج بهم في الصومال و مالي و العراق و سوريا و ليبيا و حديثا ً لبنان، لتغْيرِ خرائط المنطقة الجغرافية و إضعاف كياناتها و ضمان تدفق نفطها و غازها، مُتجاهلة ً عن قصد ٍ تاريخها و حضاراتها و طموحات أبنائها و مستقبل أجيالها.

تُكفـِّر ُ الكنيسة ُ اليوم و في هذا العصر عما اقترفته من فظائع في عصور ٍ ظلامية ٍ شنيعة، و تُبرهن أنها قادرة على أن تراجع نفسها، و تغير من مواقفها بالفعل و التوجه، و تخضع لاختبارات الزمن و التطور و ديناميكية الحياة و تخوضهم راغبة ً طائعة، فتُعيد لحضنها و لحبها ملاينا ً من المسيحين يرون فيها أملا ً نيرا ً في عالم ٍ استهلاكي ٍ شنيع، و تكتسب احترام ملاين ٍ من البشر لا يؤمنون بها لكنهم يتشوقون لما تقدمه من حب للإنسان، و تنظر إلى العقائد نظرة ً جديدة ً تنفتح رويدا ً رويدا ً بحيث يصبح الإنسان في الجوهر، و على الرغم أنها ما زالت غير مُنعتقة ً من النص إلا أنها شديدة ُ الانفتاح على الإنسانية و الإنسان، مما يؤهلها و يُنبئ بمستقبلها الأكثر انفتاحا ً و واقعية ً و إنسانية ً.

نختار المسيحية لأنها هُوية و نمط حياة ٍ إنساني و "فن سلوكي لا يدركه إلا من عاش دقائقه" (الشكر للأستاذة ليندا كبريل على هذه العبارة التي صاغتها بكل جمالها) و لأنها قادرة على صيانة أطفالنا من مخاطر المادية الفارغة من الروح الإنساني التعاطفي، و قادرة على تزويدهم بالأمل على الرغم من كل الصعوبات و المشاكل و الأخطار، و لأنها تحمل في بذورها مفاهيم الخيار و القبول و النمو و القدرة على إعادة البناء و التعافي، و هي التي من شأنها أن تصنع عالما ً أفضل يكون فيه الإنسان لا النص هو المقدس الأول.

أترككم مع البابا فرنسيس:
______________
نعيش حاليًا في أزمة تطال مختلف قطاعات الوجود، ولا تقتصر فقط على الاقتصاد والمال والأمن الغذائي، والبيئة، بل تشمل أيضًا المعنى العميق للحياة والقيم الأساسيّة التي تُحرِّكها. أضف إلى ذلك أن التعايش البشري هو جريحٌ من التوترات والصراعات التي تُخَلِّفُ قلقًا وصعوبةً لإيجاد حلٍّ سلميٍّ دائم.

لذا وفي ضوء هذا الوضع المعقّد، حيث تبدو آفاق الحاضر والمستقبل ملبدة بالغيوم المشؤومة، يصبح من المُلِح أن نحمل للجميع وبشجاعة إنجيل الرّب يسوع المسيح، والذي هو بُشرى رجاء ومصالحة وشركة، بشرى قُربِ الله منّا، برحمته وخلاصه، بشرى أن قوة محبّة الله هي قادرة على هزيمة ظلمات الشر وإرشادنا نحو درب الخير.

إن إنسان عصرنا يحتاج لنور أكيد يضيء له طريقه، نور لا يمكن أن يمنحه إلا اللقاء بالمسيح. دعونا نحمل لهذا العالم، بشهادتنا، وبمحبتنا، هذا الرجاء الذي نلناه من الإيمان!

إنّ طبيعة الكنيسة الإرساليّة ليست هي رغبة في الاقتناص، بل هي شهادة حياة لكون الكنيسة، وأكرّر هذا الأمر مرّة أخرى، ليست منظمة إغاثة، ولا شَركة ولا مؤسسة غير حكوميّة، بل هي جماعة أشخاص، يحركها عمل الروح القدس، جماعة عاش ويعيش أعضاؤها دهشة اللقاء بالرّب يسوع المسيح، ويرغبون في مشاركة خبرة الفرح العميق هذه، مشاركة رسالة الخلاص التي حملها الرّب لنا. إن الروح القدس هو في الحقيقة مَن يقود الكنيسة في هذه المسيرة وأرغب هنا في تشجيع الجميع ليكونوا حَمَلةً لبشرى الرّب يسوع المسيح السارّة.
_____________


نعم هذا حق.


_______________________________
يمكنك قراءة الجزء الأول على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=390933



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سفر التطور – في النظام داخل العشوائية.
- في الحب بين الذكر و الأنثى – نبؤات ٌ تتحقق
- من سفر الإنسان – الوحدة الجمعية للبشر و كيف نغير المجتمعات.
- من سفر الإنسان – الأخلاق و الدين
- من سفر الإنسان - خاطرة قصيرة في معالجة مشاكل الحياة و صعوبات ...
- الانعتاق من النص – إملاء الحاجة
- بين داعش و النصرة و الفصائل الإسلامية المقاتلة
- -ثُلاثيو القوائم- – حينما يخدم الخيال العلمي الواقع
- الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان
- دراما المشاعر – اللاوعي و ندوب نفسية
- ما هي المسيحية – تأمل صباحي قصير
- قراءة في بواعث الفعل عند السلفين التكفيرين
- -ثُلاثيو القوائم- – نظرة إلى أدب الخيال العلمي الأول
- من سفر التطوير الديني - إصلاح الكنيسة – الطلاق
- هل المسلمون طيبون؟ هل المسيحيون أطيب؟
- عن الله و الشيطان – وصف ُالمشهد
- من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟
- من سفر الله - في مشكلة التسليم – إن شاء الله و ألف ألف مبروك
- الفصح الميلادي – تأمل
- عشتار – 1- الله و الشيطان، مُلحق إغنائي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 2