أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:













المزيد.....

نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 314 - 2002 / 11 / 21 - 03:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


19 نوفمبر, يوم تاريخي  للعرب ولليهود معا .. ..
بقلم : نضال حمد
هذا اليوم هو بالأصل يوم تاريخي بالنسبة للعرب ولليهود معا, لأنه يوم أسود للعروبة وأبيض مثل الثلج للصهيونية. أنه اليوم الحزين الذي سافر فيه الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى القدس العربية المحتلة, ليعتلي منبر الكنيست الصهيوني معلنا استسلام أكبر دولة عربية وخروجها من حلبة الصراع العربي الصهيوني بشكل هزيل وذليل.وكانت سفرة السادات إلى فلسطين المحتلة بمثابة قنبلة ذرية من النوع الفتاك والأشد قتلا, فقد حطم السادات بتلك الزيارة كافة الخطوط الحمراء بعدما كان الجيش المصري العظيم قبل عدة سنوات من تلك الزيارة البائسة, استطاع تحطيم خط بارليف الشهير وعبور القناة ولو تسنى له إكمال مهمته بدون تدخلات السادات التي خربت العملية بشكل تام, لكان استطاع الجيش العظيم الذي عمل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على بناءه سنوات, لكان ذاك الجيش استطاع الوصول إلى غزة وفلسطين. لكن للسادات حساباته التي صبت في النهاية في مصلحة إسرائيل عسكريا عبر فتحة أو ثغرة الدفرسوار وسياسيا عبر صرعة سلام السادات. فبدلا من إرجاع سيناء ضاعت مصر بشكل كامل وتراجعت الأمة العربية عشرات السنين إلى الوراء. كما أن ديون مصر ازدادت بشكل مخيف وأصبحت البلد مرتبطة بالمعونات الأمريكية التي تكبلها وتمنعها من مواصلة دورها القومي. حتى أن مصر العظيمة وقفت عاجزة وصامتة عن الكلام أو الحديث أو حتى إصدار بيان نعي الجندي المصري الشهيد الذي قتله الجنود الصهاينة إثناء عمله في موقع رفح الحدودي, على الحدود الفلسطينية المصرية. مصر العظيمة بملايينها وجيشها الجرار وإيمانها العميق وشعبها المعطاء تقف صامتة. لماذا؟ لان الذين يديرون شؤون البلاد فضلوا الصمت على الكلام وتوجيه الإدانة للصهاينة, حتى لا يغضب الشعب المصري ويطالب حكومته باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل,أقلها قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والزراعية ولا نقول هنا الديبلوماسية والسياسية التي يجب وقفها فورا وحالا لأنه لا يوجد ما يبررها أو يدعو لاستمرارها, خاصة مع حكومة إرهابية كالتي يقودها الآن معسكر اليمين الفاشي المتطرف في إسرائيل الدخيلة.

في العودة إلى السادات وعقليته العنجهية وسياساته الغبية, نتذكر خطاب السادات أمام مجلس الشعب المصري يوم التاسع من تشرين الثاني نوفمبر 1977 والذي قال فيه "  إن إسرائيل ستدهش عندما تسمعني أقول هذا. ولكنني أقولها. إنني مستعد للذهاب حتى إلى بيتهم .. إلى الكنيست وبحث السلام معهم إذا اقتضى الأمر". للأسف يومها صفق البعض للكلام الذي سمعه من رئيس أكبر دولة عربية, وبدلا من الانسحاب والاحتجاج على كلام السادات الغير موزون والمتهور والمغرور, بقي ذاك البعض مكانه ولم يقل حتى كلمة واحدة. في التاسع عشر من نوفمبر 1977 استقل السادات طائرته الرئاسية وطار إلى القدس الشريف مستسلما وذليلا. ففجر قنبلة قوية من العيار الثقيل, فاجأت الصهاينة ورئيس وزراء العدو آنذاك المجرم مناحيم بيغن , كما أدهشت وفاجأت العرب والعالم أجمع. يقول السفير المصري السابق في تل أبيب السيد محمد بسيوني      " السادات أدرك أن ثمة إمكانية لحل المشكلات الدولية والإقليمية بالطرق السلمية,كما أن السادات باستخدامه ذاك الأسلوب أراد وضع حد للنزاع العربي الإسرائيلي والسادات خلص إلى قناعة بأن إسرائيل أصبحت حقيقة وأنه يتعين التعامل مع هذه الحقيقة". والأخطر في هذا كله أن السادات لم يكن وحده يفكر بهذه الطريقة وحتى بعد اغتياله بقيت الحكومات المصرية المتعاقبة والقيادة السياسية الرسمية المصرية ملتزمة بتلك القناعات وبمدرسة السادات الاستسلامية, من خلال إصرارها على جلب العرب جميعا إلى تلك المستنقعات القاتلة وهذا ما حصل بالفعل, فبعد سنوات من كمب ديفيد وما جوبه به من رفض وعزل لمصر, تفاجئ العالم أجمع بالارتداد الفلسطيني الرسمي والتحاق القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية بركب قافلة الانهيار العربي الرسمي. فحصلت اتفاقيات أوسلو السيئة وما تلاها من اتفاقيات أسوء وأكثر ضررا بالمصلحة الوطنية الفلسطينية, كأن الذي صفق للسادات يوم خطابه المشؤوم في مجلس الشعب المصري لم يستفد من التجربة, فقام هو نفسه بالالتفاف على الفلسطينيين أنفسهم ومن ثم على الأمة العربية والأشقاء وحتى الحلفاء والأصدقاء. وكذلك كانت الاتفاقيات التي وقعت بين الأردن والكيان الصهيوني.كل ذلك كان يتم ويحدث برعاية مصرية مثل الرعاية الأمريكية. لكن كل تلك الاتفاقيات وخاصة مع الفلسطينيين أثبت فشلها الذريع مما أدى إلى تفجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي كان شعارها ولازال الحرية والاستقلال وقبر اتفاقية أوسلو وأخواتها.

هذا التاريخ سيكون أيضا من التواريخ الصهيونية التي ستغير نوعا ما في سياسة ومفاهيم حزب العمل الصهيوني, لأنه يوم انتخاب الجنرال الغير معروف متسناع كرئيس لحزب العمل. ومتسناع يعلن منذ فترة التزامه بالسلام مع الفلسطينيين وسحب الجيش الصهيوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك تفكيك مستوطنات  قطاع غزة فورا واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بلا شروط مسبقة. هذا كلام جميل لكنه غير كاف لأطلاق عملية سلام حقيقية تقود المنطقة إلى مستقبل أفضل وحياة اضمن. أن السلام الحقيقي يكون برحيل الاحتلال والاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين وأولها حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, وليس آخرها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

* أوسلو 20 –11- 2002  

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير القنطار فارس هذا الزمان
- إرهابيات
- طلعت يعقوب,الرمز الفلسطيني المميز
- الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها
- هو صوتك يا صمتي الصارخ
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..: