جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 17:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في حب ميتة ـ القميص الاخير بلا جيوب
لربما تعتقد الناس بانك اذا وقعت في حب جثة هامدة ترقد امام عينيك لا تتحرك اما انت مجنون او لا يصدقك احد او انت في يأس لم تستطع ان تفوز بحبها و هي حية و لكن لحظة لربما هي فقط في نوم عميق. اسكت رجاء اخفض صوتك لكيلا تستيقظ.
كنت اخاف يوميا ان تموت والدتي عندما كانت على قيد الحياة و عندما توفت تلاشى التوتر و شدة الاعصاب و ارتخت عضلات جسمي كلها. كنت اعتقد كالاقرباء بان عليّ اما تزويد قبرها بتدفئة لكيلا تبرد الوالدة الحنونة او اخراجها و حملها الى البيت الى غرفة دافئة لتكون معي دائما. متى ترجعين الى البيت يا امي؟ الى البيت الفارغ البارد؟ لماذا تركتيني وحيدا وسط عويل الريح. هل تتذكرين عندما نصحتيني: بان المرأة ليست قمصان تبدلها يوميا.
نعم يمتلئ الدولاب بالقمصان ـ قمصان لم البسها الا مرة واحدة في حياتي و الان انا في المستشفى و الحبيبة ترقد في غرفة خاصة لوحدها تنظر لي و كانما تريد ان تقول لي سرا. قررت ان البسها لانها هي القميص الوحيد الذي يعجبني مهما كان رثا و ممزقا. هذا القميص بالتاكيد بلا جيوب و كما تقول الالمانية ليس هناك جيوب في القميص الاخير. ماذا يعمل الميت بالجيوب؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟