|
الأسس المادية للبناء الجماهيري للحزب البروليتاري الثوري المغربي
الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال
(Alamamyoun Thaoiryoun)
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 02:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إن الوقوف على الشروط المادية لتأسيس الحزب البروليتاري الثوري المغربي يتطلب تناول القضايا السياسية والجماهيرية المطروحة في الساحة السياسية والجماهيرية بارتباطها بتغيير الوضع السياسي والجماهيري على المدى القريب والمتوسط والبعيد إنطلاقا من:
ـ النضال الثوري وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية. ـ الممارسة الديمقراطية البروليتارية المرتبطة بتقرير مصير الشعب المغربي. ـ النضال ضد هجوم الرأسمالية الإمبريالية على الثروات الطبيعية والتراث التاريخي والحضاري والثقافي للشعب المغربي. ـ محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. ـ إقرار الحقوق المشروعة للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين وخاصة منها الحق في الشغل القار والحق في الأرض والماء واستغلال الثروات الطبيعية والحق في الصحة والتعليم والسكن. ـ إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية ودسترة الأمازيغية كلغة رسمية. ـ النضال من أجل الوحدة السياسية والاقتصادية للشعوب المغاربية. ـ مساندة الشعب الفلسطيني والشعوب المضطهدة والنضال من أجل تحريرها من الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية. ـ دعم الإنتفاضات الشعبية المغاربية والعربية وترسيخ الروابط بينها وبين الحركة الإجتماعية الإحتجاجية العالمية.
إن السياسات الطبقية في الهيكلة الجديدة للنظام الكومبرادوري قد أفرزت الأحزاب والطبقات التي تعبر عنها كالتالي :
ـ الأحزاب البورجوازية الليبرالية ذات الارتباط الوثيق بالمشروع السياسي للنظام الكومبرادوري وهي وليدة حقبة القمع الأسود وتعبر عن مصالح الكومبرادور والبورجوازية اللبرالية والملاكين العقاريين. والبورجوازية البيروقراطية. ـ الأحزاب الإصلاحية المنحدرة من الحركة الوطنية ذات الارتباط بالنظام الكومبرادوري وهي وليدة النضال من أجل الاستقلال في مرحلة الاستعمار القديم، والتي تخلت عن مصالح الطبقات الشعبية التي كانت تعبر عنها، وتلعب اليوم دور الوسيط في استمرار النظام الكومبرادوري وتضم في صفوفها طبقة البورجوازية البيروقراطية والملاكين العقاريين والبورجوازية المتوسطة والصغيرة. ـ الأحزاب المنشقة عن أحزاب الحركة الوطنية ذات الارتباط النسبي بمصالح طبقة البورجوازية المتوسطة والصغيرة وهي تعترف بالنظام الكومبرادوري كضرورة تاريخية وتتبنى الاشتراكية الشوفينية. ـ أحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة وهي أحزاب صغيرة ذات الارتباط بالنظام الكومبرادوري بشكل من الأشكال، وهي إصلاحية الطبع وانتهازية الممارسة، وهي لا تملك خطا سياسيا واضحا واستراتيجية واضحة، وتضم في صفوفها البورجوازية المتوسطة والصغيرة وتتبنى الماركسية في مرجعيتها وتتنكر للماركسية اللينينية. ـ الأحزاب الإسلاموية التي تحمل المشاريع الأصولية ذات الارتباط بالنظام الكومبرادوري وهي تلعب دورها في تكريس الوضع السائد، وتعمل على تكريس الوضع بنشر الفكر الأصولي المعادي للتحرر والديمقراطية في أوساط الجماهير. ـ فصائل وحلقات الماركسيين اللينينيين في الحركة الطلابية وحركات المعطلين والحركات الإجتماعية الإحتجاجية الجماهيرية وضمنها حركة 20 فبراير.
إن المطلع على الخط والاستراتيجية السياسيين للأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة يلاحظ أنها تذهب في اتجاه الاعتراف المطلق أو الضمني بمشروع النظام الكومبرادوري خاصة في القضايا المركزية (النظام، الرأسمالية، الصحراء، الأمازيغية)، والذي يتناقض ومصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، مما يضعها في تناقض مع مشروع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ذلك ما يتجلى في الشعارات التي تروج لها في حركة 20 فبراير.
إنطلاقا مما سبق ذكره يعتبر بناء الحزب البروليتاري الثوري المغربي التعبير السياسي الناجع الذي تتطلبه المرحلة وذلك لعدة اعتبارات منها:
ـ إحتواء النظام الكومبرادوري للأحزاب البورجوازية الليبرالية والديمقراطية البورجوازية الصغيرة وتسخيرها لبلورة مشروعه السياسي والإقتصادي الطبقي. ـ حاجة الجماهير الشعبية لبناء الحزب البروليتاري الثوري الذي يعبر عن مصالحها في ظل هجوم الرأسمالية الإمبريالية على مكتسباتها التاريخية. ـ جميع الطبقات البورجوازية لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين. ـ الديمقراطية البروليتارية هي الكفيلة بالقضاء على الفوارق الطبقية ولا يمكن تحقيقها إلا في ظل الحزب البروليتاري الثوري. ـ اليسار الماركسي اللينيني الثوري المغربي باعتباره امتدادا للحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية وخاصة منظمة "إلى الأمام" لا تنسجم تصوراته ومرجعياته الأيديولوجية والسياسية إلا مع ما تطمح إليه الطبقات الشعبية من تغيير لأوضاعها المزرية.
لذا على اليسار الماركسي اللينيني الثوري المغربي، وبالانسجام مع ظروف نشأته والأهداف التي تأسس من أجلها وباعتباره متشبثا بالإمتداد التاريخي للحركة الماركسية اللينينية وخاصة منظمة "إلى الأمام" فكرا وممارسة، أن يأخذ ما تم ذكره بعين الاعتبار في اتخاذ القرار السياسي المناسب للمرحلة التاريخية، والذي يجب أن يشكل فيه بناء الحزب البروليتاري الثوري المهمة المركزية باعتباره تنظيما سياسيا جماهيريا كفيلا بتحقيق الديمقراطية البروليتارية.
الأسس المادية لبناء الحزب البروليتاري الثوري المغربي لقد وضع لينين الأسس النظرية للحزب الثوري الضروري في إنجاز الثورة الديمقراطية البروليتارية كضرورة تاريخية في عصر الإمبريالية، لكون الإضرابات الجماهيرية الذي أكدت عليها روزا لكسمبورغ قد تم تجاوزها خلال الثورة الديمقراطية البورجوازية الروسية في 1905 كتمهيد للثورة الديمقراطية البروليتارية في 1917، وأن إخفاق الثورة الروسية الأولى ناتج عن ضعف الحزب البروليتاري الثوري، لهذا لا يجب الخلط بين منظمة الثوريين المحترفين و منظمة العمال، وذلك للفرق الشاسع بين النضال السياسي والنضال الإقتصادي، باختلاف منظمة الثوريين المحترفين عن منظمة العمال كمنظمة مهنية واسعة وعلنية، بينما منظمة الثوريين تضم فقط الثوريين المحترفين الذين يتخذون في المهام السياسية الثورية مهمتهم الأساسية.
ويقول لينين:"ينبغي لمنظمة الثوريين أن تضم بالدرجة الأولى وبصورة رئيسية أناسا يكون النشاط الثوري مهنتهم (ولذلك أتحدث عن منظمة الثوريين، وأنا أعني الثوريين-الاشتراكيين-الديموقراطيين). وحيال هذه الصفة المشتركة بين أعضاء مثل هذه المنظمة ينبغي أن يمحى بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها. ينبغي لهذه المنظمة بالضرورة أن لا تكون واسعة جدا، وأن تكون على أكثر ما يمكن من السرية ". كتاب : ما العمل ؟ انطلاقا مما سبق ذكره يتضح الجواب عن سؤال المرحلة: أي تنظيم سياسي نطمح إليه؟
والجواب واضح بطبيعة الحالة بالانسجام مع المرجعية الأيديولوجية والسياسية للماركسيين اللينينيين الثوريين المغاربة المرتبطين بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، إذ إن جميع الطبقات سواء منها البورجوازية الليبرالية والملاكين العقاريين والبورجوازية المتوسطة والصغيرة لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، فإلى متى ستبقى هذه الطبقات بدون حزبها البروليتاري الثوري الذي يقود الثورة المغربية؟
سؤال مشروع يفرض نفسه اليوم وبإلحاح على اليسار الماركسي اللينيني الثوري باعتباره الإستمرار التاريخي للحركة الماركسية اللينينية وخاصة منظمة "إلى الأمام" التي وضعت أسس بناء الحزب الثوري المغربي، بعد اختيار "طريق الثورة" عبر "حرب التحرير الشعبية" لإنجاز "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية"، ونحن اليوم نعيش في ظل ما تحقق من مكاسب بفضل نضال هذه الحركة العتيدة والذي يتجلى في الحق في الوجود والتعبير الحر عن هذا الوجود، وينتظرنا مزيد من النضال من أجل بناء الحزب البروليتاري الثوري.
وبالارتكاز إلى الشروط الأساسية لبناء الحزب البروليتاري الثوري التي وضعها لينين يمكن بلورة تصور حول البناء التنظيمي الجماهيري للحزب البروليتاري الثوري الذي نطمح إليه والذي يجب أن يرتكز إلى المحددات الأساسية التالية :
ـ وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ الثورة
إن الحديث عن الوعي خارج التحديد الماركسي اللينيني لمفهوم الوعي لا يمكن أن يكون إلا ضربا من الكلام، وخارج المفهوم الطبقي للوعي لا يمكن الحديث عن الطليعة الثورية، لذا فالصراع الطبقي مرهون بامتلاك الوعي الطبقي الذي يتم بلورته عبر التحليل الملموس لواقع الطبقات الاجتماعية ومعوقات بروز الوعي الطبقي لدى الطبقات الشعبية.
وتعتبر الطبقة العاملة من الطبقات الاجتماعية الأساسية التي تشكلها خاصة في المدن باعتبار نمط الانتاج السائد نمط إنتاج رأسمالي تبعي للإمبريالية، وهو تبعي لأنه يخدم مصالح الرأسمال المركزي ويحمل في علاقاته سمات ما قبل- الرأسمالية ولا توجد بداخله طبقة بورجوازية وطنية، لكون المتحكمين في الاقتصاد تحكمهم عقلية كومبرادورية تتعارض مصالحها ومفاهيم البورجوازية التي قطعت مع مصالح الإقطاع منذ زمن طويل.
وتشكل طبقة الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين بالبوادي الحليف التاريخي للطبقة العاملة المستقرة بالمدن والمنحدرة من البوادي، والتي تربطها علاقات اجتماعية بالفلاحين الفقراء مما يجعل من البوادي السند النضالي للمدن.
وتعتبر تجربة النضال الثوري ضد الاستعمار القديم والذي تحالفت فيه البوادي والمدن بعد زمن من الفصل بينهما بعد القضاء على مقاومة الفلاحين الفقراء، وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي وسيادة علاقات الإنتاج الرأسمالية التبعية، تعتبر تجربة تحالف المدن والبوادي/الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ضد تحالف الإستعمار والكومبرادور والإقطاع من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي بالمغرب.
لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية، نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل- رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية للرأسمال المالي الإمبريالي، والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الطبقة العاملة والكادحين بالمدن مع الرأسماليين ولدى الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين في الصراع مع الملاكين العقاريين بالبواد، لكن بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين سيقدم بشكل إيجابي الصراع الطبقي والذي يتطلب بناء الحزب الثوري .
ـ الإرتباط الثوري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين
إن امتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية لا يكفي عندما يفتقد للممارسة العملية للمحترفين الثوريين المرتبطين جذريا بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين:
أولا عبر تنظيماتهم الذاتية للدفاع عن المصالح الطبقية لهذه الطبقات في إطار بناء تحالف بين هذه التنظيمات، من أجل مواجهة الهجوم على مصالحها ومناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والممارسات ما قبل-طبقية التي تبرز في الأوساط الشعبية، ومن أجل تطوير الوعي لديها للمرور إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه هذه الطبقات.
ثانيا عبر الممارسة السياسية والمساهمة في بناء الحزب البروليتاري الثوري، وتحمل المسؤوليات السياسية في هياكله لتطوير الوعي السياسي لديها من أجل امتلاك الوعي الطبقي الآداة الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع لصالحها. ولن يتم ذلك إلا في ظل سيرورة بناء الحزب البروليتاري الثوري التي يجب أن ترتكز إلى:
أولا النضال الثوري، الذي تعتبر فيه الطليعة الثورية قائدة للصراع الطبقي في ظل وضوح الخط السياسي الذي يجب أن يهدف إلى إشراك أوسع الجماهير لبناء تحالف سياسي و جماهيري. ثانيا استراتيجية الأفق الثوري لبناء المجتمع الاشتراكي بالارتباط الجذري بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين داخل حزبهم الثوري.
ـ سداد القيادة السياسية والخط والإستراتيجية السياسيين
لبناء الحزب البروليتاري الثوري لابد من قيادة سياسية ثورية تملك الوعي الطبقي والنظرية الثورية اللذان يستمدان أسسهما من الماركسية اللينينية كفكر وممارسة، واللذان يجب أن يرتكزا إلى العلاقة الأفقية العمودية بالجماهير بالارتباط اليومي بأوضاعهم وفق القراءة النظرية والممارسة العملية للوضع السياسي والإقتصادي القائم، من اجل وضع الخط والإستراتيجية السياسيين السديدين للنضال الثوري، وذلك بالممارسة الديمقراطية البروليتارية الإطار الأساسي لفلسفة الحزب البروليتاري الثوري، لفتح المجال أمام الجماهير الشعبية للتعبير عن آرائهم وبلورة أفكارهم التي يجب أن يرتكز عليها بناء الخط و الإستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري.
وتعتبر حرية النقد والنقد الذاتي التي تعتمدها النظرية الماركسية اللينينية في الممارسة السياسية وفي التعامل مع قضايا الجماهير الشعبية والنضال من أجلها، وبلورة الخط السياسي الثوري من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية الثورية لبناء تحالف أوسع الجماهير الشعبية، لحشد أوسع الجماهير للالتفاف حول الخط والإستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري، ولن يتم ذلك إلا باقتناع الجماهير بصحة الخط والإستراتيجية السياسيين وبتجربتها الخاصة.
ـ إقتناع الجماهير بالخط والإستراتيجية السياسيين
تعتبر التنظيمات الذاتية للجماهير (النقابات والجمعيات والتعاونيات) الحلقة الوسطى بين الحزب البروليتاري الثوري وأوسع الجماهير التي تناضل من أجل الدفاع عن مصالحها ضد الإمبريالية وتحالف الكومبرادور والملاكين العقاريين، والتي يجب أن يرتكز داخلها النضال الجماهيري الأفق الثوري الذي يهدف إلى بناء تحالف جماهيري للطبقات الشعبية عبر هذه التنظيمات.
ويعتبر تواجد المناضلين الثوريين المحترفين المتشبعين بالنظرية الثورية والممارسة العملية أساسيا داخل هذه التنظيمات لبلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط أوسع الجماهير، وذلك من أجل تنمية الوعي الطبقي لديهم وتحفيزهم لتبني الخط والإستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري، وذلك عبر النضالات الجماهيرية والحركات الاحتجاجية التي يجب أن يشارك في إقرارها وتنفيذها أوسع الجماهير لتعميق الوعي الطبقي لديهم، والذي يجب إدراكه من طرفهم وبتجربتهم الخاصة، للانتقال من درجة النضال الجماهيري اليومي إلى الممارسة السياسية اليومية في أفق تحقيق الثورة المغربية في إطار الممارسة الديمقراطية البروليتارية.
ولن يتأتى ذلك إلا عندما تستطيع الطليعة الثورية أن تتغلغل في أوساط أوسع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحون الفقراء، والتي يجب أن تفرز قيادات ثورية تشارك في صنع القرار السياسي وبلورة الخط السياسي والاستراتيجية السياسية في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.
ـ حشد أوسع الجماهير حول البرنامج العام الثوري
يعتبر البرنامج العام للحزب البروليتاري الثوري أهم المراحل التي يجب الانطلاق منها بعد التحليل السياسي الدقيقة للوضع العام، ووضع الأهداف الأساسية ذات الأولوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية انسجاما مع الخط والاستراتيجية الثوريين، بهدف حشد أوسع الجماهير للنضال من أجل تحقيق المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الملحة التي يجب أن تكون في صالح القوى الجماهيرية المتحالفة، عبر التنظيمات الذاتية للجماهير بمختلف فئاتها في إطار تحالف سياسي ثوري.
إن النضال من أجل الدفاع عن القضايا الجماهيرية المطروحة في الساحة النضالية يجب أن يكون ذا أهداف واضحة تلامس معاناة أوسع الجماهير، والتي يمكن أن ترتكز على قضايا الطبقة العاملة في شقها الاقتصادي والاجتماعي وقضايا الفلاحين الفقراء في حقهم في الأرض والماء والقضايا الثقافية واللغوية الأمازيغية...، إن بلورة البرنامج العام بالارتكاز إلى القضايا ذات الأولوية والتي تهم مصالح أوسع الجماهير يساعد على حشد تأييد قوى الجماهير الواسعة من أجل تبنيه والدفاع عنه والنضال من أجل تحقيقه، مما يفتح المجال أمام الصراع الطبقي في ظل الديمقراطية البروليتارية بالانضمام إلى صفوف الحزب البروليتاري الثوري.
ـ المركزية الديمقراطية والاستقلالية
إن الحزب البروليتاري الثوري لا يمكن أن يقوم بمهامه خارج النظرية الثورية التي ترتكز إلى الماركسية اللينينية فكرا و ممارسة، وانطلاقا من الديمقراطية البروليتارية التي ترتكز إلى حرية النقد و النقد الذاتي، عبر الممارسة العملية التي تحكمها العلاقات الاجتماعية الاشتراكية بقيادة الطليعة الثورية التي تمتلك صحة الخط والاستراتيجة الثوريين، لفتح المجال أمام المركزية الديمقراطية لبلورة القرارات المصيرية شريطة أن تكون القيادة جماعية وتستجيب للتمثيلية القاعدية.
والديمقراطية الحقيقية ليست فقط مجرد انتخابات بل هي أيضا إمكانية التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في القرار السياسي، والديمقراطية البروليتارية هي سلطة الشعب الحقيقية التي يجب أن تؤطر العلاقات الاجتماعية وتحكمها المركزية الديمقراطية بعيدا عن الفهم البورجوازي للديمقراطية التي ترتكز إلى "المبادرة الفردية" و"الانتخابات"، بل هي سيطرة الحزب البروليتاري الثوري على السلطة وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية وبقيادة البروليتاريا، في العلاقة الأفقية- العمودية أثناء اتخاذ القرارات السياسية في القضايا العامة والمصيرية التي تلعب فيها الأجهزة القاعدية دورا أساسيا في إقرارها وبلورتها، وفي إطار استقلالية القواعد في إطار التوجهات العامة للحزب البروليتاري الثوري، الذي تلعب فيه الهياكل القاعدية الحلقة الأساس لمتابعة وبلورة القرارات التي تم صياغتها وطنيا انطلاقا من العلاقة الأفقية- العمودية بين الأجهزة الوطنية والقاعدية، وفتح المجال أمام الأجهزة القاعدية في علاقاتها مع الأجهزة المناضلين الثوريين المحترفين في اتخاذ القرارات السياسية في القضايا الجهوية والمحلية، وفق البرنامج الجهوي والمحلي الخاص في ظل الأستقلالية النسبية التي تمنح القواعد قوة التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في الإدارة الجهوية والمحلية في أفق منح سلطة الحكم الذاتي للمناطق و الجهات، في إطار التكامل السياسي والاقتصادي بين الجهات حيث تلعب الجهة الغنية دور السند للجهة الفقيرة.
#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)
Alamamyoun_Thaoiryoun#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسس المادية لتوحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة
-
في العلاقة بين القيادة البروليتارية والجبهة الثورية
-
من الإنطلاقة الثورية إلى الإستراتيجية الثورية
-
الأطروحة الثورية الأولى لمنظمة -إلى الأمام-
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال
...
-
مسائل ملحة في الحركة الماركسية اللينينية المغربية الرسالة
...
-
في التناقض بين الإقتصاد الرأسمالي والإقتصاد الإشتراكي
-
أسس الإقتصاد السياسي في عصر الإمبريالية
-
في العلاقة بين المزاحة والإحتكارية في عصر الإمبريالية
-
في التناقض بين القانونين الإقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي
-
يموت الجسد ويحيى درب إليه قصد
-
في التناقض بين الإصلاحية والثورة
-
في ذكرى اغتيال سعيدة الشهيدة
-
في العلاقة بين الحزب والحرب وانتصار الثورة الديمقراطية البرو
...
-
بناء الحزب الثوري في علاقته بالنضال الثوري
-
الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقر
...
-
التحالف بين العمال والفلاحين في علاقته بالبناء الإشتراكية
-
في التناقض بين الثورتين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية
...
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|