أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...















المزيد.....

الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الربيع العربي.. يحييكم من لــبــنــان!!!...
من فترة بدأ الربيع العربي ينتقل شيئا فشيئا.. وحدثا إثر حدث من سوريا إلى لبنان.. وأخرها كان تفجير شخصي لإرهابي انتحاري بحافلة تنقل الركاب إلى منطقة الشويفات المعروفة أن جميع الطوائف والتحزبات اللبنانية تعيش فيها جنبا إلى جنب.. متجنبة جميع المشاكل الظاهرة التي تقلق اللبنانيين.. وخاصة المرتبطة بالأحداث السورية وتفجيراتها وأخطارها... عادة في الأيام الأخيرة اعتاد اللبنانيون على أخطار ونتائج ما تحمله لهم السيارات المفخخة وكانوا يتفادون بعض تفجيراتها. أما البارحة فكان بالمرصاد الربيع العربي.. الربيع العربي ينتقل من سوريا إلى لبنان... آخر دعساته المتفجرة الملغومة.. بحافلة ركاب بمنطقة الشويفات التي تتواجد فيها جميع الاتجاهات والمعتقدات والأحزاب اللبنانية...
اعتاد اللبنانيون على السيارات المفخخة لإثارة أو تهييج تجزيئاتهم الطائفية والمذهبية النائمة... أما هذه المرة.. فلقد تطور الابداع الإرهابي.. بإطلاق شخص حي انتحاري مفخخ... حيث تنتظره كالعادة سبعون حورية!!!...
لن أسأل من المحرك ومن الذي حضر الإرهابي المفخخ. ففي لبنان آلاف الجواسيس والعملاء من عشرات السنين. حيث لبنان الذي يعيش من أشهر بلا حكومة أو سلطة واحدة, يترعرع فيه مئات ومئات وأكثر من عملاء وجواسيس وخونة يعملون مباشرة للسفارات الأجنبية التي تتدخل بكل الحياة السياسية والمذهبية والتحزبية اليومية اللبنانية, من مكاتبها علانية وبلا مواربة, كما توظف كل السياسيين والزعماء اللبنانيين, ولكل منهم وظيفته وسعره.. ولا اختلاف بينهم سوى جهة الارتباط ونوعية ولــهــجة الخطاب الخشبي اللبناني المعروف الذي لا يدين على الإطلاق أحدا, ولا يعادي أحدا, مهما كان وضوح الجريمة أو الخيانة... فالكل في لبنان متفق على كل شيء.. ومختلف على كل شيء.. ولكنهم من تحت الطاولة.. وأحيانا من فوقها.. متفقين على الغنائم والمكاسب والوظائف والدولارات والأورويات.. وصكوك الزعامة والغفران, حيث يلتقون غالبا في الفيلات الباريسية أو على الشاطئ اللازوردي Côte d’Azur على البحر المتوسط الفرنسي الساحر...غالب أيام السنة...
لبنان.. لبنان من أقدم الأزمان.. ومنذ أولى أيام استقلاله كان مرتعا لجميع المتـآمرين والهاربين والسياسيين اللاجئين أو الكتاب والإعلاميين الباحثين عن منفس لبق البحصة أو المقايضة على منصب أو راتب أو علاقة أو تحسين وضع معيشي.. من كل العالم العربي أو الإسلامي...بالرغم من كل الحروب العلنية أو الخفية التي اجتازته, والأزمات والمعارك التي تفجرت به عبر سنين طويلة, منذ استقلاله حتى اليوم.. كانت مئات الصحف والمجلات تصدر فيه يوميا واسبوعيا وشهريا.. وتنتج وتربح وتباع. صحيح أن إعلانات وهمية كانت تباع للعديد من السفارات والاتجاهات, وتعوم ميزانياتها ورواتب كتابها وأصحابها.. ولكنها كانت مفتوحة لحرية التعبير ــ نسبيا ــ أكثر ألف ألف مرة من جميع البلاد المجاورة لها.. أو أي بلد عربي آخــر... وكانت تحمل دوما زاوية مفتوحة للرأي الآخر... كما أن الجاليات اللبنانية التي كانت تضطر للهجرة للعمل في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا وأفريقيا, بسبب الأزمات والأحداث والتفجيرات والحروب المتوالية.. تلتقي وتتعاون ــ غالبا ــ مع بعضها البعض.. وتزدهر.. ولما تعود للبلد.. تتقوقع من جديد داخل حلقاتها المذهبية والطائفية والعائلية والعشائرية.. رغم نضوج مستوى ثقافاتها.. لكن الهرمية المذهبية والعائلية.. لم تتغير منذ أكثر من مئة سنة وأكثر.. حتى هذه الساعة. لأنها القاعدة التي لا يمكن أن تغيرها أية ثقافة عالية لدى اللبنانيين.. ولا حداثة أي فكر أو حزب سياسي... وهذه عقدة العقد.. والخطر المتواصل الذي يهدد باستمرار ديمومة هشاشة هذا البلد الرائع, والذي كنت ألجأ إليه أيام شبابي ونشاطاتي وأولى كتاباتي.. كلما احتجت إلى نفحة أوكسيجين عاجلة ضرورية...انا أحب هذا البلد وأهله... وأعتبر شعبه الموزع على أرض لبنان وفي كل أقطار المهجر أهلي وأخوتي...وأن آلامهم آلامي.. لأنني بأحاسيسي وتربيتي وعواطفي وروابط حبي.. اعتبرت دوما لبنان جزءا لا يتجزأ من سوريا.. رغم الحدود والجنازير والتمزقات التي تفرض وتقام وتزداد بين البلدين.. وخاصة بالعشرين سنة الأخيرة... ورغم الــنــأي بالنفس, هذا القرار الذي حاولت اتباعه كل حكومات اللاحكومات خلال السنوات الأخيرة.. لم يستطع لبنان واللبنانيون ــ سلبا وإيجابا ــ الابتعاد عما يجري في ســوريا.. وكانوا دوما بقلب الحدث.. أو قريبا منه.. أو مشاركون بـه.. كل حسب التزاماته الفكرية والتحليلية والعاطفية.. أو المصلحية والسياسية.. وارتباطات هذه المصالح والسياسات.. بمصالح وسياسات مركبة مختلطة.. خارج الحدود السورية غالبا.. وأحيانا بقلب لبنان.. هذا القلب الذي لا يمكنه مهما اشتدت الأزمات أن يبتعد كثيرا عن ســوريـا ودمشق قلبها النابض...التفجير بمنطقة الشويفات اللبنانية يوم البارحة.. منتظر.. كما التفجيرات المفخخة السابقة واغتيال شخصيات لبنانية متعددة... تبقى وإن بقيت مجهولة المنشأ, بالتحقيقات الرسمية (الملفوفة الممغمغة).. امتداد لما حمله الربيع العربي من مــآس ونكبات وموت وتفجير على الأرض السورية... ولا حاجة لدكتوراه بالتحليل الجيوبوليتيكي, حتى نرى أن لبنان وكل الدول المجاورة لسوريا, بدرجات هرمية, حسب ارتباطاتها سلبا أو إيجابا, بما يحدث على الأرض السورية, أو بالمعارضات المختلفة التي شاركت بأشكالها الهيتروكليتي المختلف أو بسيطرتها أو عدم إمكانية سيطرتها على المقاتلين الجهاديين أو القاعديين الإسلاميين, بمختلف تسمياتهم وأعلامهم السوداء على الأرض السورية.. سوف تعاني بلادهم وشعوبهم وزر النكبات وحصائلها.. وسوف تتراكم فيها ذيول ديمومة هذه الحرب الغبية الآثمة على الأرض السورية... مهما كانت نتائج فشل مؤتمرات جنيف أو مونترو أو غيرها من المؤتمرات.. لإيجاد حلول لهذه الحرب أو تحريك وتأجيج ديمومتها.. حسب لعبة الأمم التي حركت مصالحها وأجنداتها جذور وتركيبة ما سمي ألف مرة خطأ الربيع العربي.. ورأينا نتائجه وسوف نرى أكثر وأكثر.. في العراق ولبنان وسوريا ومصر وليبيا.. وغيرها وغيرها من هذه البلدان العربية... والتي لأمريكا ومحميتها إسرائيل مصالح كبرى استراتيجية توسعية فيها.. والتي لعبت المملكة الوهابية وقطر دور رأس الحربة المسمومة فيها.. مراضاة وخدمة وعبودية للسياسة الأمريكية ــ الصهيونية العالمية فيها.
آمـل أن يستيقظ إخوتي اللبنانيون ويتوحدوا لتفادي بلدهم, مما أصاب سوريا... لأنه إن نــجــا لبنان من هذا الفخ ــ المؤامرة المذهبية التي يساق للوقوع في جورتها المعتمة.. هناك أمل للسوريين واللبنانيين بالابتعاد عن كل ما يؤجج اســتــمــرار هذه الحرب الغبية وهذه الجحافل الإسلاموية القاعدية التي تعيث فسادا وتخريبا بالبلدين الشقيقين التؤامين.. وخاصة أن يبتعد هذا الشقيقان عن ســـموم التعصب الطائفي الذي يحاول مشايخ الفتنة والعمالة والخيانة دســــه بحياة شعبيهما, والذين كانا شعبا واحدا متآخيا متآلفا واحدا... قبل قدوم جميع الأديان وجميع الآلهة!!!
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيداتي.. سادتي...
- ورقة بيضاء
- أمريكا تفجر جنيف2
- كلمة.. إلى وفد الائتلاف المفاوض...
- لعب أطفال في مونترو
- كلمة بسيطة عن هذا المؤتمر
- الإرهاب يتحدى جنيف2 من بيروت...
- جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي
- بانتظار اجتماع الفرقاء
- مسيو هولاند يهتم بنا!!!...
- رد على السيدة مرح البقاعي
- تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
- البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
- طبول الفتنة...
- تحية... أما بعد... نداء أخر...
- كلمة أخيرة ل 2013
- آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
- رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
- في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...
- الشام.. مارك توين..الميلاد...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...