أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية - أحفاد الوثنية














المزيد.....

أحفاد الوثنية


صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 02:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ف الوثنية كمان عُرِّفت لنا على أنها عبادة الأحجار والأصنام وليس هذا المعنى الكامل او الشامل فهي بنواة التعريف عبرت عن عبادة لغير الله او وسيلة للتقرب الى الله ليست في مكانها، فالأصنام لم تُصنع من الحجر فقط ليتم انتقاص التعريف بل من التمر احياناً – غريب كيف يأكل الصانع ربه! - وربما الخشب وأي شيء أخر ممكن، فليست الفكرة بالمادة بقدر المعنى. ولست بصدد الحديث عن كيفية النشأة والتطور في هذه العبادات التي وإن عَّرفناها بعبادة الشجر والحجر فهي أعمق من هذه السطحيات، فالوثنية لا ولم تنتهي بمجرد كسر هذه الحجارة وقطع الاشجار أو احراقها أو حتى تغيير المعالم واسمائها. فليست المشكلة بالحجارة فالوثنية حتى الآن وإن اختلف شكلها فالنواة انتقلت من جسد الى جسد من من شكل الى أخر دون تغيير متأصل في الادراك العقلي. فهناك وثنية انتقلت من سيد القبيلة الى رئيس الدولة أو زعيم الطائفة أو رجل الأمة أو قائد الميليشيا أو شيخ الحي أو كلها مجتمعة تُعبد في المساجد والطرقات والندوات ودور الاجتماع. فهي وثنية اسوأ من السابقة لانها تفترض عبادة العبد والدعاء له في بيوت الرب. وثنية تقدم البشر قرابين للبشر وتدعوا لهم دون الله والبشر.
وسأخصص حديثي هنا ساكني ما بين موريتانيا غرباً والعراق والخليج شرقاً لجماعة من البشر سكنت وتسكن هناك سُميوا بالعرب عَرفوا الوثنية وخلقوا طقوسها حتى مجيء الإسلام الذي أراد تحرير الناس من هذه العبادة وتكسير هذه الاصنام وافتراضاً إنكسار التوابع الفكرية والعقائدية، الخروج من الوثنية والشرك الى التوحيد، - وإن تشابهت بعض العادات والعبادات الإسلامية بما اعتاد عليه الناس قبل الإسلام - وانتهاء هذا النوع من العبادات والى الأبد في نظام أفضل واكثر عدلاً وعدالة اجتماعية في حينها. وعلى ما يبدو فإن هذه الخُرافات لم تنتهي في اللاوعي لهؤلاء القوم على مدى الزمن فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبدء الخلافات والمشاكل المختلفة من مرتدين ومن ثم قتل الخلفاء والخلاف بين علي ومعاوية وغيرها على مدار حُكم "الخُلفاء" من امويين وعباسيين ومماليك وزنكيين وعثمانيين وصفويين حتى عصرنا الحالي. وعلى مدار هذه الأزمنة كانت عبادة الاصنام لم تنتهي بل اختلفت المسميات والأساليب والطرق، لكن ليست هذه هي الفترة الزمنية التي نبحث عنها.
فالفترة التي نعيش الآن ليست الى حالة متطورة بنيانياً، بابقاء عادات وعبادات افترضنا سابقاً انها انتهت اتضح انها متأصلة في من اسميهم "احفاد الوثنية" والذين بتعريفهم هم اولئك العابدون لعبد والساجدون لصورة والراكعون لعقيدة، فقد وصلنا الى نتيجة مفادها اصنام بشرية وكأنها متلازمة عند العرب أن يعبدوا ما دون الله فنرى القاتل باسم زعيمه ونرى السارق باسم سيده ونرى المجرم والارهابي ل جنة صنمه، والإختلاف مهما تحركنا في المسار الزمني لا يعد اكثر من تغيير فمن كان يجيب هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا، حفيد له في مكان ما اخر يعيد لنفس العبادة في هذا الزمان دون فقه او تفقيه كعبدة عبد الناصر وياسر عرفات والبعث واليسار واليمين والملوك والحُكام والانقلابيين وبعض شيوخ الاسلام إن سالتهم ما تعبدون؟ يُجيب: هذا ما أوجَّدنا عليه أسيادنا. وأنشأتنا عليه احزابنا. بإيمان اعمى عن الإنسانية وعقيدة صماء في المغزى.



#صلاح_الدين_ابراهيم_ابو_حمدية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمط النبوي – الخليفي والأثر الفكري الحداثي.
- البُعد الضائع عند *أمة* العرب (القومية)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية - أحفاد الوثنية