أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية















المزيد.....

الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 09:17
المحور: القضية الكردية
    


كثيرة هي المغالطات التي وردت في مقالة الكاتب العراقي " زهير المخ " المعنونة بـ : " أكراد سوريا من المكتومين إلى مواطنين ..هل يغير منح دمشق 225ألف كردي الجنسية طبيعة العلاقة بين الطرفين ؟ ".والمنشورة في العدد 9698 لجريدة الشرق الأوسط يوم 17 يونيو 2005م .
إلى ذلك تعاني المقالة من مقاربة غير متعمقة للشأن الكردي في سوريا , فتفقد المصداقية , وهذا شأن الكثيرين من الذين يكتبون عن الأكراد في الإعلام العربي . إذ تتحول قراءاتهم ومقارباتهم إلى كتابة خبرية ليس إلا بعيداً عن تدقيق التفاصيل والخوض في مقاربة موثوقة لبنى هذا المجتمع وأبعاد معاناته في مجالات عديدة لا تحصى .
لا يبدو أن " زهير المخ " يريد مبارحة جوقة كتاب العربية الذين يكتبون عن الأكراد كتابات تسطيحية وارتجالية وبعيدة في كثير من وجوهها عن الواقع . والمصيبة أو الطامة الكبرى إذا ما قارنا الكتابات العربية عن الأكراد بكتابات المستشرقين , فلا شك أن الكفة سترجح لصالح الكتابات الاستشراقية التي تبدو أكثر دقة وتعمقاً في الثيمة من كتابات أناس يعيشون مع الأكراد في الجغرافية المسورة إياها .
في مقالته موضوع ردّنا يتساءل الكاتب : " من هم أكراد سورية , وما هي خصائصهم الثقافية والاقتصادية واللغوية والتاريخية ؟ " . لكنه لا يتحفنا حتى بمشروع إجابة بسيطة وسريعة وغير متأنية على تساؤله الذي يبقى مفتوحاً على اللانهاية وعلى انحسار الحبر بانتظار من يأتي لاحقاً من الكتاب العرب ويعطي إجابات تأويلية بعيدة بدورها عن الواقع والمصداقية المعرفية .
فيما يتعلق بأعداد الأكراد في الدول المتقاسمة لجغرافية الأكراد التاريخية , يضعنا الكاتب في مواجهة أرقام سحرية وتقديرات ونسب مئوية سحرية , فهو يرى أنه " ووفقا لتقديرات متفاوتة , يتراوح عدد الأكراد في سوريا بين 1,5مليون إلى مليونين نسمة , أي نسبة 9 بالمائة من إجمالي السكان , في حين تبلغ نسبتهم في تركيا نحو 24بالمائة , وفي العراق نحو 22بالمائة , وفي إيران 11بالمائة " . وهذه الأرقام والنسب المئوية تترى منذ عشرات السنين , على الأقل منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين , ويبدو من استقراء سريع للأرقام والنسب أعلاه أن الشعب الكردي من الشعوب التي لا تشهد , لا وفيات ولا ولادات . فما هي المصادر الإحصائية التي يتكل عليها كاتبنا العزيز في إيراد تلكم الأرقام السحرية الجازمة ؟. لا سيما في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة في المنطقة انطلاقاً من اعتبارات سياسية بالدرجة الأولى من قبل الدول المتسلطة على الأكراد .
الرأي الإطلاقي الآخر البعيد عن الصواب والمجافي للحقيقة والعاري عن الصحة هو الذي يبديه الكاتب بقوله : " ففي عهد الوحدة بين مصر وسورية لم يكن سهلاً على السلطات القبول بإنشاء الحزب الديمقراطي الكردستاني , فلجأ العديد منهم للعمل تحت مظلة الحزب الشيوعي السوري الذي كان أمينه العام خالد بكداش نفسه كردياً " .والحقيقة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا تأسس في 14حزيران 1957, أي قبل الوحدة السورية المصرية المشار إليها من قبل كاتبنا في مقولاته الإطلاقية , والحزبان السوريان الوحيدان اللذان لم يمتثلا أو يرضخا لقرار حلّ الأحزاب هما الحزب الديمقراطي الكردي والحزب الشيوعي السوري . ولا غضاضة في أن نستشهد هنا بأقوال بعض من القياديين الأكراد في تلك الحقبة السياسية المدلهمة في التاريخ السوري , لنؤكد ونوثق أقوالنا وننسف بشكل قاطع ما ذهب إليه زهير المخ . يقول سامي أحمد نامي وهو من السياسيين الكرد في تلكم الحقبة : " الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا مثله مثل الحزب الشيوعي السوري لم يعارض الوحدة السورية المصرية , لكن حين طُلب من جميع الأحزاب الوطنية السورية أن تحل تنظيماتها , لم يقبل الحزب الكردي مثل الحزب الشيوعي ذلك , ولم يبتعد عن النضال , وكان ينتقد في نشراته الحكومة , ويبدي رفضه حول سياسات النظام الاقتصادية والسياسية . لا سيما صهر الأحزاب السياسية واعتقال الشيوعيين والوطنيين السوريين " ( 1) .
ويقول نور الدين زازا أول رئيس للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا : " في نهاية عام 1957 , تحقق الحلم , فقد أصبح الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا حقيقة واقعة , وكانت أهدافه تكمن في الدفاع عن الكيان القومي لكورد سورية , وتأمين الحقوق الثقافية والإدارية لهم في إطار نظام ديمقراطي لمجموع البلاد ". ( 2 )
وعن فترة الوحدة السورية المصرية يقول نور الدين زازا : " كنا نعارض وحدة سوريا مع مصر في ظل الحدود المفروضة من قبل ناصر , ونعمل على التشهير بها في منشوراتنا وبياناتنا والدراسة التي قمت بوضعها حول الوضع الاقتصادي السوري بعد النفوذ المصري , سمحت لأعضائنا بإدراك أسباب ضم سورية إلى مصر بوضوح ....................... ولإخماد هذه الروح القومية النامية , تفنن المصريون وحلفاؤهم في إيجاد كبش الفداء , وفعلا وجدوه في شخص الشعب الكوردي , وخاصة في الحزب الديمقراطي الكوردي , فسموهم حينئذ بالخونة والمخربين لصالح الدول الأجنبية والانفصاليين الذين يستهدفون استقطاع جزء من سورية لإلحاقه بدولة أجنبية و الشعوبيون الذين لم يتعربوا ". ( 3 )
ولا شك أن أهل مكة أدرى بشعابها من غيرهم , ويمكن للقارىء الكريم أن يستزيد أكثر فيما يتعلق بوضع الأكراد في ظل الوحدة السورية المصرية من كتب أخرى لعل منها : سيرة حياتي للشاعر الكوردي جيكرخوين , والذي كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي ( البارتي ) إبان الوحدة , ومقدمة كتاب مذكرات المناضل الكردي أوصمان صبري والذي كان أيضاً مركزياً في ذلكم الحزب الكردي . لا بل كان أحد مؤسسيه الأوائل , إلى جانب مراجع أخرى كثيرة لا ضرورة لذكرها هاهنا .
أما عن مسألة اتخاذ دمشق " منحى آخر باتجاه تفهم الموقف الكردي , وربما القبول ببعض النشاط ضد العراق وتركيا انطلاقاً من الأراضي السورية , من بينها , على سبيل المثال , حركة التطوع الواسعة لأكراد سوريا للانضمام إلى صفوف قوات البيشمركه العراقية , إضافة إلى الوجود شبه العلني لحزب العمال الكردستاني على الساحة السورية ". فهي جلية لكل متتبع في الشأن السياسي للمنطقة إذ لم يكن إلى تاريخه أي تفهم سوري للموقف الكردي , وإشارة الكاتب إلى الانضمام الكردي إلى قوات البيشمركه ونشاطات حزب العمال الكردستاني العلنية على الساحة السورية إنما تدخل في خانة تفهم سوريا لمصالحها الإقليمية , وسياستها المتمثلة في تكديس أكبر قدر ممكن من أوراق اللعبة الإقليمية بين يديها انطلاقاً من حزب العمال الكردستاني , مروراً بالفصائل الفلسطينية المعارضة لأوسلو , وليس انتهاء بحزب الله اللبناني .
إن النفس الصحافي الطاغي على مقالة الكاتب العراقي زهير المخ هو السبب في ابتعاده عن المعقولية في كتابته , وهو الأمر الذي يثير جملة كتاب ليعتمدوا كتابة ربحية وإبهارية للقارىء العربي المسكين لمداعبة مسلماته بالمطلقات الصحافية لا المعرفية .

المراجع :
1- سامي أحمد نامي : مشاهد من تاريخ ضائع , دار نشر آبيج – السويد 2000م صـ99 ( الكتاب باللغة الكردية )
2- نور الدين زازا : حياتي الكوردية أو صرخة الشعب الكوردي . ترجمة : روني محمد دملي – دار آراس للطباعة والنشر ط1 – اربيل 2001م صـ108
3- المرجع السابق ..صـ109



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل
- عزيزي الديكتاتور .. أمريكا لا تستحم في مياه النهر مرتين
- العمال في مهب الكوكاكولا
- الديناصور هو القارىْ الأخير
- الأرمن .. الأكراد .. الآشوريون ..والمسلخ التركي
- الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون
- فصل المقال فيما بين آية الله المحتجبي والانترنت من اتصال
- شطحات العمامة القومجية الفارسية
- ورقة المجازر الأرمنية تكشف عورات تركيا
- البعث العراقي وتأميم القرآن


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية