|
بغداد الثقافه ..بغداد الامانه..بين الجد والهزل..
ابراهيم عودة النمر
الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 18:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
التاريخ يتحدث..والمورخون يتحدثون.عن بغداد في القرن الرابع الهجري.. يتحدثون عن زمن تجاوز اكثر من الف سنه من الان..كانت منارا للعلم والادب والمعرفه..يتوافدون اليها من شتى البقاع ..يتحملون اهوال الطريق واعباء السفر وقسوة الفصول من حر وبرد ..يجتازون رمال الصحاري ويعبرون الوديان ..اما على ظهر جمل او ظهر فرس او سيرأ على الاقدام .. هي بغداد التاريخ ..جميلة مبانيها .. نقيه بهواءها ..عذب ماء دجلتها.. اضافة الى دور علومها.. كتب عنها الخطيب البغدادي..(دراسه واسعه في كتابه الكبير ..تاريخ بغداد) هم..كثيرون الذين كتبوا عن بغداد..(بن الجوزي)(ياقوت الحموي)(ومسكويه) حيث كانت بغداد قبله العالم الاسلامي.. في العلوم والمعرفه والادب ..وهي التي اسهمت في نشر العلم والتعليم عن طريق مدارسها ومعاهدها ودور علومها حتى عرفت بمكانتها الحضاريه والتاريخيه.. اما عن خزائن كتبها ..يكفي ان تكون للشريف الرضي دار علوم نضم 80000الف مجلد.. ودار علم الوزير (سابوربن اردشير )تضم 10000مجلد وكانت هذا الدور اشبه بالاكاديميه ..لما تحتويه من فكر ..حيث يجتمع الباحثون والشعراء .. وكان الشاعر (ابو العلاء المعري)قدم من معرة النعمان في سوريه الى بغداد لينهل من علومها .. تلك هي بغداد قبل الف سنه.. وبغداد اليوم بغداد اليوم صنفت عالميأ..كاسوأ عاصمه في العالم ..وبغداد اعلن وزير ماليتها انها صاحبة اكبر ميزانيه في تاريخها ..اواليست هذه مفارقه ...؟ ومن المضحك المبكي قبل اشهر من الان ..اقيمت فعاليات (بغداد عاصمة الثقافه) وهو مهرجان شكلي لايمت الى الثقافه بصله.. افتتح المهرجان بدخول السيد رئيس الوزراء ووزير الثقافه ..وبدأ الافتتاح.. بقصيدة شعرأ القاها مدير المهرجان (نوفل ابو رغيف)باعتباره مدير عامأ لدائرة الشوؤن الثقافيه.. ثم تكلم السيد وزير الثقافه (سعدون الدليمي)..اعتذر من الضيوف عن الاجراءات الامنيه التي اتخذت بحقهم ..ثم اردف من ان هناك شياطين ومصاصي دماء .............. السيد وزير الثقافه رجل عسكري يصب جل اهتمامه في القضايا العسكريه.. اما عالم الثقافه عالم شفاف زاده الخيال والفكر والابداع ..هوعالم الكلمه الحره والتي يقاتل من اجلها المثقف ..يتخندق مع العقل ..لبناء حياة..عالم يبحث عن اسرار تطور الشعوب عن طريق الفكر ..عالم يحاول ان يرتقي بفكر الانسان الى انسانيته التي يتعامل بها مع الحياة ..(عالم مثقفه) صاحب قناعات ومبائ وصاحب قرار.. الثقافه ليست مهنه ..هي لاتنتعش الافي ارض خصبه ..وكانت ارض العراق خصبه وولادة ..تحمل في رحمها اجنه الابداع ..حتى وصفها الشاعر (نزاز قباني) من ان شعراء العراق بعدد نخيله ..يوم كان النخل اخضرأ وباسقأ وشامخأ وامنأ يغفو على ضفاف رافديه بطوله الفارع.. وبما اننا نتحدث عن (بغداد عاصمه الثقافه)لم ار من يسأل ..اين هي الثقافه واين هم المثقفون؟ ..وهل الثقافه هي كلمه تقال اوتكتب ..؟ هل نتغنى بالثقافه ..وستة ملايين جائع في العراق ..يعيشون في مستنقعات بغداد لاافهم كيف ارتضى القائمون على هذا المهرجان وبغداد لاتزال اسيرة اسلاك شائكه وكتل كونكريتيه صماء .. وحرس مدجج بالسلاح في كل دروب الحياة.. انفجارات تعم بغداد هنا وهناك ..كيف اقتنع المسوؤلون وبغداد لاتزال تنزف ..ودماء ابرياءها ..واشلاءهم متناثره ومحترقه ..في شوارع الحياة .. مثقفوا العراق ..دفعوا ثمن ثقافتهم ..من تشرد وملاحقات وسجون ومعتقلات وتهجير واغتيالات ومناف وموت ..ومقبرة الغرباء شاهد عيان.. كل الحكومات المتعاقبه منذ 2003 والى الان لم تعترف بالمثقف كانسان.. زادت من همومه واوجاعه والامه ..ليس هناك من احترام للراي ولا للكلمه ولا للفكر .. ( قبل ايام تعرض ..اخي وصديقي واستاذي الشاعر والانسان (عبد الزهره زكي) للاعتداء من قبل رجال امن في احدئ السيطرات وامتدت عليه يد الجهل ..في عصر الحريه والديمقراطيه ..وهو قامه كبيرة من قامات الادب وهو يعمل ضمن دوائر الدوله المهمه.. في حين وفي عصر الدكتاتور لم تمتد عليه يد رجل مخابرات حين اقتيد.. من مقر الجريده الى حاكمية صدام المعروفه بامتهانها لحقوق الانسان.. وبالامس القريب صدرت مذكرة قبض بحق الكاتب (سرمد الطائي) لجرأته في نقل الحقيقه وانتقاداته لادارة الدوله وهذه هي مهمة رجل الاعلام . فاي ثقافه هذه التي نتكلم عنها في عصر الحريه والمهرجانات؟) سياسيوا اليوم ..او الذين يتعاطون السياسه ..يجهلون قيمه الثقافه وانعكاساتها على تطور المجتمع والحياة .. وهل تكفي قصيدة شعر ورقصه فلكلوريه ومطرب يغني لنفسه وسجاده حمراء كي نكون مثقفين ؟ وهل تسمية (بغداد عاصمه الثقافه) تكفي لتزيل العشوائيات التي شوهت صورة بغداد ..وازالة بيوت الصفيح والكارتون والمزابل ؟ في حين عجزت الامانه الموقره من العيساوي الى عبعوب ..من تاهيل شارع الرشيد والذي هو جزء من تاريخ بغداد المعاصر ..وان تعيده الى عهده السابق بعد ان عمت فيه الفوضى لتمسخ تاريخه في حين كان لهذا الشارع قدسيه خاصه .. المهرجان حصل وهو تحصيل حاصل لصرف ملايين الدولارات لتجميل صورة بغداد زورأ وبهتانأ.. ولكن اما كان للمهرجان على الاقل فرصه لدعوة كل المغتربين من ادباء وشعراء وكتاب ومهندسين واطباء والذين تلاحقهم السلطه لسبب او لااخر.. ان يكون صفحة بيضاء للتصالح والتسامح وتظافر الجهود لانقاذ بغداد من هذا المأزق ويعيدوا لبغداد هيبتها الحضاريه .. كم كنا بحاجه الى هذه الالتفاته؟ ام ان سياسيوا اليوم اصبحوا تجارأ .. واصحاب مهن تدر عليهم الاموال وهم بعيدون عن كل فكر ومنهج يصب في صالح الشعب .. وكيف يحقق المهرجان غايته وفطاحل الثقافه العراقيه ..غائبون عنه لفتهم منافي الغربه. الم يكن مهرجان بغداد عاصمه الثقافه خدعه اخرئ تضاف الى خدعه عبعوب .. بغداد الامانه من المعروف ان العيساوي والمرشدي وعبعوب ..هم المسؤولون عن هذا التدني في صورة بغداد التاريخ . ومن الانصاف ان نتكلم عن الامانه وارجو ان لاتخذلني الذاكره حيث ان السيد العيساوي كان قد صرح ومنذ سنوات ..من انه رصد مبلغ قدره (120 )مليار دينار فقط لاغير لبناء دارأ ( لمهرجان بغداد عاصمه الثقافه) في شارع الرشيد ..وبااتالي لم نر الدار ولم نر المليارات .. كذالك كان يحلم السيد الامين ببناء (مترو بغداد )تماما كما فعل رئيس مهندسي بلدية باريس حينما صمم (الانتر كراوند)(مترو الانفاق) والذي ينقل سبعه ملايين مواطن من.. والى دورهم في اليوم الواحد الا ان الفرق مترو العيساوي سيكون معلقأ في الهواء الطلق وسينتهي عام(2030)م.. الا ان تنسيبه من امين بغداد الى مستشار زراعي في مجلس الوزراء .. حاله دون تحققيق الحلم .. ولااعلم مااذا كانت لدينا زراعه ام لأ. رغم اننا نستورد كل الخضروات من الخارج ولا اتصور ان مجلس الوزراء الموقر بحاجه الى مستشار زراعي .. العيساوي والمرشدي وعبعوب ..عجزوا وفشلوا من ان يقدموا لبغداد شي بعد ان اتلفوا ملايين الدولارات على المقرنص الايراني والمتبعثر على ارصفة الشوارع .. اما ان الاوان ليطرح اي مسؤول فكرة استيراد (مهندس كوري او ياباني او الماني ..) نشتريه من حكومته ..كما يشترى لاعب كرة القدم .. يتبنى مسؤولية الامانه ولمدة خمسة سنوات بعد ان نوفر له المال والامن والامان.. لينهض بواقع بغداد المؤلم ..على الاقل من حيث العمران والتنظيم ..ويعيد لبغداد امجادها وبريقها التاريخي والذي راح يندثر في ظل ظلمات القاعده والمؤامره والخيانه ..وان يعيد لها ابتسامتها والتي راحت تخبو وراء اعمدة الدخان واصوات الانفجارات .. هو ليس عيبأ ان نستعين بخبره اجنبيه بعد ان فشلت خبرتنا الوطنيه لمسؤولين لاهم لهم سوى المال الحرام وشحنه الى الخارج تحت اي مسمى وبلتالي الهرب والاستقرار في اجمل مدن العالم ..ولياتي الطوفان من بعدهم..................
#ابراهيم_عودة_النمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طعم الجوع
المزيد.....
-
إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية على مختلف الأقاليم ا
...
-
الرئيس الروسي يعلن استعداد بلاده للتفاوض حول النزاع في أوكرا
...
-
ماكرون يعلن عن عملية تحديث لمتحف اللوفر تستغرق سنوات لاتمامه
...
-
فلسطينيون يواجهون أسوأ مخاوفهم في شمال غزة
-
مسيرات أوكرانية تستهدف منشأة للطاقة الذرية في مقاطعة سمولينس
...
-
-هآرتس-: ارتفاع مبيعات الأسلحة من صربيا لإسرائيل بنسبة 3000%
...
-
سوريا.. تنظيم -حراس الدين- يعلن حلّ نفسه
-
المبعوث الأمريكي يبحث اتفاقا شاملا للشرق الأوسط يشمل إعمار غ
...
-
القيادة العامة السورية تصدر بيانا عن لقاء الشرع وبوغدانوف في
...
-
المغرب.. توقيف مشتبه به لتورطه بالاحتيال منتحلا صفة مسؤول بم
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|