أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - ضياع الاستقرار الامني بين امراء الاضطرابات وحكومة الازمات














المزيد.....

ضياع الاستقرار الامني بين امراء الاضطرابات وحكومة الازمات


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 23:20
المحور: المجتمع المدني
    



يشكل الاستقرار الأمني الاهمية القصوى لأي دولة ، فهو يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بأعلى سلطة في الحكومة، وتحرص الدول ببذل كافة الجهود بما يكفل تحقيق الأمن والاستقرار ، والأمن قيمة عظيمة ، فلا يمكن مطلقا أن تقوم حياة إنسانية ، إلا إذا اقترنت تلك الحياة بأمن ، ويستطيع الإنسان الحياة في ظله وتوظيف ملكاته وإطلاق قدراته ، واستخدام معطيات الحياة من حوله لعمارة الحياة ، والإحساس بالأمن يسمح للإنسان أن يؤدي وظيفة الخلافة في الأرض، ويطمئنه على نفسه ومعاشه وأرزاقه ،من هنا يمكن أن نفهم الوظيفة النبيلة للأمن- أي حماية الحياة البريئة من أي رعب يهدّدها ـ ، ولعل الارقام المخيفة التي أظهرتها أرقام رسمية عراقية الجمعة 31 يناير/كانون الثاني أن أكثر من 1000 شخص قتلوا، وجرح 2000 آخرون في العراق خلال الشهر الحالي نتيجة التفجيرات والعنف ، وهذا بسبب اتخاذ السياسيين الطارئين خطاب رسمي لا يحث على السلام ، وتصريحات نارية تهدد وتتوعد ، فكلما خفتت أصوات العنف ومشتقاته ، وهدأت معها النفوس فترة عادت الغيوم لتعكر الأجواء من جديد ، غابت الإرادة الحقيقية للسلام عند كل الأطراف ، وحلت مكانها لغة المصالح والصفقات السرية والعلنية ، في ظل غياب مشاركة كافة الأطراف الوطنية في البلاد ، فالحكومة تقصدت في إبعاد أهم القوى السياسية الفاعلة عن المشاركة الفاعلة في ملف الامن ، والصراعات التي تبقي البلد في حالة من الفوضى والخوف والقلق وتعرضها لكل الاحتمالات والتدخلات الأجنبية ، مما يشجع على ظهور فئات جديدة تستفيد من الاضطرابات (مليشيات جديدة ، ومقاولي بيع الاسلحة ، وطبقة العسكريين المستفيدين ، وسياسيين مستفيدين فاشلين ، دول اقليمية تمول) ، ومن حقنا ان نتسائل ؟ إلى متى سيظل تجار الاضطرابات يبيعون ويشترون بأرواحنا ومستقبلنا الذي ينسجون لنا اكفان ويحفروا لنا قبورا؟ ، ألا يعلمون بفاتورة الإضطرابات والإحتراب التي سيدفعها الأبرياء؟
استفادت فئات في الحكومة من عدم الاستقرارالامني بتوظيف طمع سياسي وقح وشرس تمثّله بعض أجهزة التنفيذية التقليدية من أجل أخذ مكان الدولة الأمنية والاستعاضة عنها بنمط غير حديث تماما من الحكم ( إنّه حكم ، الفئة ، اوالمجموعة ، او الحزب الواحد ، او الشخص الاوحد) بحجة تردي الامن ، والاخرعسكري مستفيد لضمان ولاء الجيش لها بمنح امتيازات لكبار الضباط ، لاسيما هؤلاء الذين يحتلون مناصب رئيسية ، الذين اصبحوا بالاعتقاد بأن مصيرهم مرتبط بالحكومة ، وبالتالي يكونون أكثر انصياعا واستجابة للتوجيهات السياسية الحكومية لما ترسمه لهم ، ورغم عدم خطرهم السياسي ، فإن هؤلاء الذين لا يتمتعون بمؤهلات تمكنهم من ان يكونوا قادة حقيقيين ، مما حدى بيقويض الروح المعنوية للرتب الادنى وتماسك الوحدات وبالتالي يضعف في نهاية المطاف الفاعلية التكتيكية .
ان غياب الإرادة السياسية الفاعلة في إحلال السلام وغياب الحوار الوطني الحقيقي في مناقشة القضايا المهمة ، وغياب الحوار الجاد بين الحكومة ومختلف الأطياف السياسية ، وانفراد السلطة في الإمساك بزمام كل الملفات ، مما يتوجب على السلطة أن تتخلى عن عنادها وتعترف بالمشاكل والأزمات ، وتدعو الجميع إلى حوار وطني جاد بإرادة سياسية فاعلة وتهيئ الأجواء لهذا الحوار ، وتكف عن بث خطاب التخوين والكراهية والاتهامات في إعلامها الرسمي الممول من ثروات الشعب وتضع قضية الانبارأمام إجماع وطني ، وتحقق العدالة والمواطنة المتساوية وتكفل للمواطن حرية التعبير والعيش الكريم ، وتعمل على إزالة المظالم وتخفيف منابع الفساد ورد الحقوق والوظائف المصادرة إلى أهلها حتى يتوقف النزيف وتستقر الأوضاع ويعود النازحون وتبدأ معركة البناء باعمارالانبار والفلوجة وإزالة آثار الدمارالذي خلفتة الصراعات وتضميد جروح أبناء الوطن وفتح صفحة جديدة قبل أن تموت الأحلام وتغلق نافذة الأمن.
[email protected]
عمان



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي الفاسد تهديد خطير على الامن الوطني
- عيد الشرطة بين تغييب التحديث واستبعاد الاصلاح
- تقاعد القاضي القدوة
- اكشن فرارالمحكومين والموقوفين واجراءات الحكومة
- رؤية جنائي مخضرم مهداة للسياسي الدمج
- الامن العراقي وغياب العقيدة الامنية
- مخاطر افتراس الحكومة للسلطة القضائية
- غياب الستراتيجية للامن الوطني العراقي
- ارقام مخيفة للعنف وحكومة باحصاءات مضللة
- دولة العراق الامنية لامن الحاكم ام لامن الشعب
- هرم الامن المقلوب وشيخوخة التفكير
- التمرد على الظالم الفاشل
- الكوارث الامنية وسياسة التبرير
- دور الانتربول بالبحث عن الفارين من اصلاح اباغريب
- تداعيات هروب النزلاء من اصلاح ابا غريب
- التعيين العائلي ومخاطره على الامن الوظيفي
- رجال الامن ودورهم بصناعة الكراهية للنظام السياسي
- الاقراص المهلوسة تنخر جسد شبابنا
- التصريحات الحكومية والوثائق الاربعة وغياب البطاقة الموحدة
- طلاسم المفهوم الغامض للاجهزة الامنية بالعراق


المزيد.....




- السعودية تنفذ حكم الإعدام في مواطنين مصريين
- لبنان.. لجنة الطوارئ تعلن تسيير قوافل مساعدات إلى مراكز إيوا ...
- الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لتقديم مساعدات إنسانية طا ...
- مهزوم العصر يدعي النصر
- إيران تندد بتصريحات نتنياهو بالأمم المتحدة: تهديدات فاضغعة
- مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يج ...
- إنقاذ قوارب المهاجرين بالمتوسط.. مخاطر جمة وتضييقات حكومية م ...
- حاكم كاليفورنيا يوقع اعتذارا رسميا عن العنصرية تجاه السكان ا ...
- رئيس المجلس الرئاسي اليمني يبحث مستجدات الوضع الإنساني وجهود ...
- لجان مقاومة فلسطين: نتنياهو مجرم وخطابه بالأمم المتحدة أكاذي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - ضياع الاستقرار الامني بين امراء الاضطرابات وحكومة الازمات