مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 22:24
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
بالرغم من الإجراءات التي سارعت الوزارة إلى اتخاذها من قبيل إرسال مجموعة من المذكرات إلى نوابها الإقليمين تأمرهم من خلالها بتكليف أساتذة آخرين باقتراح الامتحانات المحلية و فروض المراقبة المستمرة و تصحيحها تجنبا لسنة "بيضاء",نتيجة استمرار إضراب آلاف الأساتذة المقصيين من الترقية بالشواهد,بالرغم من ذلك,فإن الأمر الذي كانت تخشاه الوزارة مازال قائما,إن لم نقل إن حدوثه يقترب أكثر فأكثر مع توالي الأيام و تمادي الوزارة في تماطلها في التعامل مع المطالب العادلة لهذه الفئة.
كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن رهان الوزارة خاسر و إجراءاتها اللاقانونية و غير التربوية لن تأتي إلا بالعواقب,إذ إن مجموعة من الأساتذة الشرفاء يصرون على عدم إجراء الامتحانات و الفروض لتلاميذ لم يدرسوهم معتبرين ذلك بمثابة شهادة زور,كما أن تلاميذ مجموعة من المؤسسات أقدموا على مقاطعة الامتحانات المحلية لمجموعة من المواد لأنها لم تقترح من طرف أساتذتهم المضربين متسائلين كيف يمكنهم أن يجتازوا امتحانات ليست من وضع أساتذتهم؟
يضاف إلى كل الذي تقدم خروج آلاف منهم في مختلف المدن للاحتجاج على برنامج مسار,مع عدم توصلهم بنتائجهم إلى حد الآن,مما يجعلنا نتساءل متى ستنتهي الدورة الأولى و متى ستبدأ الثانية؟و كيف ستكون الحالة النفسية للتلاميذ و هم يدشنون دورة ثانية و لم يتوصلوا بعد بثمرة عملهم في دورة أولى لم يدرسوا فيها سوى شهر واحد؟
هذا إضافة إلى عزم "الأساتذة الجدد" خوض إضرابات عامة عن العمل ضدا على ما وصفوه بسياسة الآذان الصماء التي تنهجها الوزارة في التعامل مع مطالبهم.
معطيات لا يجب الهروب منها و لا عنها إلى الأمام,لأنها واقع حي يضع الموسم الدراسي الحالي في كف عفريت,وأمام خيارات لا أحد يمكنه توقع نتائجها,فهل من رجل حكيم يعيد قطار التعليم إلى سكته الصحيحة و يجنب الوطن ويلات مطالب اجتماعية بسيطة قد تتفاقم شيئا فشيئا لتتحول إلى بركان ثائر لا ينفع معه علاج؟
سؤال ما زال ينتظر الجواب منذ أكثر من شهرين,و ما لم تتم الإجابة عنه فإن شبح السنة السوداء يظل قائما رغم كل الإجراءات و رغم محاولات الهروب إلى الأمام.
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟