أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين















المزيد.....

خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 313 - 2002 / 11 / 20 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لا شك إن فعلة بن لادن والوهابيين ، وسواء كانت استدراجا أمريكياً ، أو كانت ترجمةٍ أمينة للفكر العدمي الوهابي ، والذي يمثل إسلاماً لا صلة لأبي القاسم محمد به من قريب أو بعيد ، سواء كانت فخاً أمريكياً ، أم لا فإنها الطامة الكبرى التي ستقصم ظهوراً عديدة ، وعديدة جداً ، وكثير منها لا صلة له بالإسلام الوهابي ، إلا من قبيل المصالح المتطابقة والانتساب إلى ذات الغربة عن روح العصر وحاجات التطور ، والغربة عن الشعوب ومصالحها واحتياجاتها .

نقول الطامة القاصمة التي لن تنتهي بالإجهاز على صدام حسين وحده ، بل الإجهاز على النظام العربي الذي أنجب ورعى ودلل وسمن صدام حسين .

الإجهاز ليس على صدام حسب ، بل على الثقافة العربية المراوغة ، المتخلفة ، العنصرية ، المريضة ، التي أنجبت صدام حسين ، وبن لادن ، والترابي ، والظواهري ، وشيوخ نجد واليمن وصعيد مصر ، وجمهوريات الوراثة ، والجماهيرية الحائرة في هويتها .

أني أجزم إن الفعلة من تدبير أمريكي ، أو على الأقل تواطئ أمريكي ، لتبرير الضربة التي ستغسل المنطقة بأكملها من أنظمة العار والتخلف تلك ، التي قتلت روح الحياة لدى الإنسان العربي .

قتلت أفاق الإبداع ، والإحساس بالقيمة الإنسانية ، وشوهت الروح ودمرت الأخلاق القائمة على الشجاعة والحب ، وأحلت محلها أخلاق العبيد ، من نفاق وذل وكذب وجبن وانتهازية وكراهية للآخرين ، وإذلال للمرأة ، وعصبية طائفية وقبلية .

قتلت فرص التقدم والتطور الطبيعي والسلمي ، والجاري على صعيد العالم كله إلا عالمنا العربي .

لا أتوهم هنا ، أن أمريكا تفعل هذا لوجه الله ، أو رأفة بحال نساء تبوك وحائل والإحساء ، أو أطفال العراق ، أو مثقفي سوريا ومصر المقموعين والمغيبين ، لا ولكن لأن هذا يدخل في جوهر نسيج العولمة الأمريكية ، في جوهر رأس المال الأمريكي ، في جوهر الديموقراطية الغربية ، التي لم تعد محايدة ، بل مهاجمة .

إذ بعد أن تم الإجهاز على الاتحاد السوفييتي وتخومه التي تفككت وانهارت حتى قبل انهياره ، وبعد أن وضعت الصين والهند وباكستان وإيران وبلدان عديدة أخرى على سكة السلامة ، إذ تم الاطمئنان إلى صيرورة ديموقراطية قابلة للتطور ، ما عاد إلى الإجهاز على مخلفات الحرب الباردة ، من فاشيات وقبليات عربية .

هذه الأنظمة التي ولدت عندنا مع إشراقة شمس الحرب الباردة ، وتغذت على سماط هذه الحرب ، ونامت على وسادتها الدافئة وتدثرت بإزارها الثقيل الوثير ، هذه الأنظمة ما عاد لوجودها من معنى أو ضرورة …

مصر الناصرية ، عراق عبد الكريم قاسم ، سودان الفريق عبود ، ليبيا القذافي …و….سعودية آل سعود …

هذه ثمار غير ناضجة ، بل مرة ، للحرب الباردة .

ثمار تقاسم مناطق النفوذ بين القطبين ، ثمار الركلات الخفيفة من تحت الطاولة .

ثمار أوراق اللعب التي تخفى تحت الطاولة …

وما عاد الآن إلا لاعب واحد ، فعليه أن يفض الطاولة ، وينظف المكان ، ويجمع الغلة كلها …. وإلا تناهبها

المتفرجون المتسكعون الذين يحلمون بما يسقط من نقد هنا أو هناك …

كثير من الأنظمة العربية ، وعت جيداً تطورات اللعبة ، فغيرت جلدها ، وحسنت أدائها ، وتصالحت مع شعوبها …المغرب في الغرب العربي ، والأردن في الشرق ، وقطر والبحرين ، وإلى حد ما الكويت ، في الخليج …

الأردن مثلاً ، تحسن رصيده في مضمار حقوق الإنسان والمشاركة في صنع القرار إلى مستوى واعد ، وأتوقع له أن ينال الكثير من الكعكة التي ستقطعها السكين الأمريكية ..!

البحرين وقطر والمغرب والكويت ، ستنعم بالأمان لزمن طويل ، ولن يصيبها ما كتبه الله على أقرانها القبليات والفاشيات القومية ، فهي منسجمة إلى حد كبير مع أنفسها ومع شعوبها ومع حركة التاريخ والصيرورة الحتمية لتطوره ، في ظل القطب الرأسمالي ، القوي والأوحد والمتطور والذي يجدد نفسه في كل لحظة …

أما الآخرين ، فإنهم سيدفعون لشعوبهم أولاً ، وللإنسانية ثانياً ، كامل الدين الذي تراكمت فواتيره بفوائدها ، منذ عشرات السنين .

ونعود للتشديد على ، إن الحرب الباردة ، كانت استثمارا أمريكياً سوفييتياً ….

وكان الإسلام ، إسلام معاوية ويزيد وبن تيميه ، استثمارا قبلياً - فاشياً عربياً ، ترعرع في الملاعب والجنائن الخلفية للحرب الباردة .

وكانت القضية الفلسطينية ، استثمارا قومياً - فاشياً عربي ، تزاوج زواجاً مصلحياً مع الإسلام الوهابي والسلفي - العنصري عامةٍ ، وقد بورك من كلا طرفي الحرب الباردة ، بل وأقام العروسين في دار الضيافة ، للقطبين المتحاربين .

على خلفية الحرب الباردة ، دعم الروس كما الأمريكان ، حلفائهم الفاشست من اشتراكيين قوميين ، وقبلين أميين …

وعلى خلفية الإسلام السلفي ، والقضية الفلسطينية ، دعم الفاشست العرب ، من قوميين وقبليين وجودهم في سدة الحكم في بلدانهم ، وعلى ذات الخلفيتين ، لعب العرب بينهم حربهم الإقليمية الباردة … الخاصة بهم ، أسوة بالمتحاربين الكبار ، من أجل استمرارهم بالسلطة ، وزيادة تغييب ، بل وتدجين الوعي الإنساني الطبيعي والمنطقي لدى أبناء شعوبهم …!

والآن … ما عادت هناك من حرب باردة ، وها هم الروس ، قد أقروا علناً بخطايا المرحوم لينين …واعتذروا قوي الاعتذار عن تاريخهم السالف …

وحلفاء أمريكا ، والذين انظم إليهم لاحقاً حلفاء الاتحاد السوفييتي بعد سقوطه المريع ، صاروا الآن عبئاً على أمريكا …

عبئاً على الضمير الإنساني …

عبئاً على الديموقراطية الغربية ، والعولمة ، وغزو الفضاء ، وغزو الكون ، والسيطرة المطلقة على أسرار الحياة ، والسيطرة على المصير الإنساني ، وإعادته مجدداً لصاحبه ، الإنسان … الإنسان ذاته …

عبئاً على الثقافة الواحدة ، الواحدة ليس بحرفية التطبيق والاستنساخ ، ولكن بتراكم المشتركات التي تؤدي إلى التزاوج السلمي والطبيعي ، وبالتالي الرقي المشترك لكل الجنس البشري ..

نعم …. أنظمة القبائل والفاشيات المتخلفة ، انتهت صلاحية وجودها ، ويجب دفنها …

لو كانت هذه الأنظمة في مجاهل أفريقياً ، وحيث ليس إلا غابات وفيلة ومستنقعات ، لما أهتم بها أحد ولتركوها تتعفن لوحدها …

لكن في منطقتنا الغنية بالثروات ، وبالتهديد الخطير للمصير الإنساني برمته … لن تترك لحالها …، لأنها أن تركت فهي ستنقل عفنها إلى الغرب ذاته ، وهذا ما حصل على يد ين لادن …

فالسلفيون ليس وثنيون مسالمون ، ولا بوذيون ولا إسلاميون على طريقة الأحمدية ، وليسوا فقراء مثل وثنيو أفريقيا أو بوذيو كمبوديا …لا … هؤلاء يختلفون ، وهم ذاتهم الذين بدءوا وقد أغراهم ، أو غرر بهم من خلال النصر في أفغانستان ، فبدءوا يتطاولون على الآخرين في عقر دارهم ..

في الختام ، أؤكد أن خريطة المنطقة بعد سقوط الطافي من جبل الجليد ، نعني صدام حسين ، ستتغير بالكامل …

ستسقط ممالك ، وتنشأ ممالك ديموقراطية دستورية جديدة أو جمهوريات ديموقراطية حقيقية جديدة .

ستسقط الجامعة العربية بالكامل ، وستنشأ جامعة شرق أوسطية ، يكون للعراق القادم كما لإسرائيل وتركيا وإيران ، ثقلاً كبيراً في قيادتها وتوجيهها ، وستكون أهدافها اقتصادية ، عمرانية ، ثقافيةٍ .

وستحصل نهضة عربية وشرق أوسطية كبيرة بفعل الرساميل الأمريكية والغربية ، وسيكون لها آثار اجتماعية إيجابية خطيرة ، إذ ستنشأ أجيال من الرجال والنساء ، أحراراً وممتلئون وعياً إنسانياً وتقنياً عالياً ..

وسيعم السلام والحب والتعاون بين الشعوب…

ليست أحلام … ولكنها حقائق … لا أضن إن جيلنا هذا سيعيشها جميعاً ، ولكننا محظوظون أن نعيش ربعها الأول على الأقل …

 

كامل السعدون

أوسلو - النرويج



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- جلسة فوق السحاب.. مصور يوثق نزهة سعودية من وحي الخيال
- ضربة إسرائيلية في شمال غزة تخرج المستشفى الأهلي المعمداني عن ...
- رحلة استثنائية لـ6 نساء نحو النجوم!
- -سي إن إن-: كوريا الشمالية ربما تبني أكبر سفينة حربية في تار ...
- بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائي ...
- طهران توضح سبب الحوار -غير المباشر- مع واشنطن
- يفتقر إلى -حقائق مهمة-. ..إسرائيل تنتقد تصريح بيربوك بشأن ال ...
- باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة ...
- عُمان.. القبض على مصري بمساعدة -الإنتربول-
- الصليب الأحمر الدولي يكشف مصير مسعف فلسطيني فقد بعد هجوم رفح ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين