أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الجاهلية المعاصرة














المزيد.....

الجاهلية المعاصرة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 16:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




الصراع هو محرّك الحياة، إنها طريق مألوفة منذ الوجود الابتدائي، و لطالما دار هذا الصراع بين ثنائيات، بينما النتيجة تحكمها بعض التفاصيل، لكن أهمّ تفصيل يكمن في: القوى و توزيعها على الأرض، من هنا بدأت الحكاية، حكاية الماديات و علاقتها بالمعنويات، من هنا أيضا بدأ شجار الروح بالمتصلّب، من هنا بدأ الإنسان.
المحاولة مشروعة، تلك التي تسمى بالتوفيق، التقريب أو التعايش، و لكن في كلّ المواقيت هناك حَكَمٌ، أو حاكم يقضي كما يشاء، اللاعب الأساسي في أحكامه هي الأهواء، و الأدوات هي المكتسبات من اللوازم (مقتضيات البطش)، و مع هذا تبقى جميع المحاولات الفاشلة مشروعة أيضا.
لقد سادت شبه الجزيرة العربية قبل القرن السابع ميلادي حالة مادية هائلة، لقد كان العربي فيها استغلاليا بامتياز، همّه الوحيد هو بلوغ الأهداف التي لا أساس لها سوى في هواه، و بالتالي شهدت تلك الحقبة انبهارا عالميا بالحياة العربية، فالسيطرة كانت عربية على كلّ اتجاهات الحياة، و ما يجعل الإنسان ينتبه إليه و هو يستحضر هذه الذكريات هي تلك المرتبة الحضارية التي بلغها العربيّ وقتئذ، مرتبة الفصاحة، و هنا نضع خطيْن متوازييْن تحت كلمة مادية، فالأمور أحيانا تغالط المرء، مع أنّ العالم اليوم لا يرى سوى بمنظار البلشفية (الأغلبية)، و لكي يكون الفرد دقيقا يمكن القول أنّ تلك الحقبة التاريخية جعلت العربي رغم شاعريته، جعلته ماديا، المال و الهيمنة و السلطة و السيادة هي في المقام الأوّل، و لكم تساءلتُ هنا، لما نلوم المادة؟ أليست هي صانعة الإمبراطوريات؟ نلومها عندما تخفق، و عندما تنجح نهتف لها و نصفّق!!
لقد حاول البشري دائما التخلّص من روحانيته، فلما شهد النتائج التي جعلته سيّدا، تأكّد بأنّ المادة هي الحل، فراح يسلخ روحه، واضعا نصب فؤاده أنّ القوي هو المسيطر، و المادة هي التي تضمن القوّة، بينما مشتقات الأرواح ما هي سوى ضعف مزيّن بمساحيق الإنسانية، و منه تحوّلت الإرادة الإنسانية من التجبير إلى التدمير (تدمير أسباب التراجع)، هذه العملية فسحت المجال للعديد من الأمور لتحتلّ العناوين الإنسانية الكثيرة، منها: الإنسان المحوري.
بعدها توالت الحقب الزمنية حتى وصلت إلى حقبة "العالم الجديد"، لم يعد العرب خلالها هم الأسياد، و إنما تحوّلوا إلى طبقة العبيد (شبه عبيد)، حتى أنّهم لم يعودوا عربا و إنما أصبحوا عربا جددا، تقاتلوا، تآمروا و دمّروا الروحانية بذرائع روحية، و لأنّ المادية أصبحت منبوذة لدى أوساط عموم العرب الجدد، لقد اتخذت لنفسها منهجا جديدا هي أيضا، تجدرت، اختفت و حرّكت البشري (العربيّ الجديد) بكلّ قوّتها، حتى أنّ العقل (العربي الجديد) أصبح موضوعا يستحق الرثاء، و العروبة و مظاهر حضارتها أو مظاهر إمبراطوريتها أصبح موضوعا صالحا للهجاء، فعندما يخدر الضمير الإنساني لأيّ كان تحلّ مصائب الدنيا بأرضه، هذا ما تجاهله العرب الجدد لسنوات، فحلّت بأرضهم المأساة.
الروح هي جوهر الخلق، هي الفارق الذي يستحق العناية، لأنها تتعرض لموجة جوع شديدة في بعض الأوقات، يكون خلالها الفرد في أعتا درك الضعف، و لكن هذا لا ينفي دورها، لأنّ الروح لا تنفصل عن التدخل في المسار الإنساني، و إن هي فقدت دورها فإنّ صاحبها سيفقد مكانته بطريقة آلية دراماتيكية مدهشة.

".... العقيدة تغذي الروح مثلما يتغذى الجسم من الأشربة و الأطعمة، و الحضارة في طورها الأوّل تشترط عوامل روحية دينية تكون وراء كل تجديد في النهضة الحضارية.... "
جيلالي بوبكر

العالم الجديد يقوم على المغالطة التي تضمن له التفوّق، لأن فطنة الشعوب التي توصف بالتخلّف لقداسة ثقافاتها هي أمر ضروريّ لعودها إلى مسلكها الواضح.
لقد كان في وقت قريب جدّا الغرب تلميذا مجتهدا و هو يدرس على يد الشرق العريق، و عندما تفوّق التلميذ على أستاذه، بدأ عهد "الجديد"، بينما دخل الأستاذ في مرحلة عجيبة حقا، لقد تحوّل أستاذ الأمس إلى تلميذ لتلميذ الأمس، و كما يقول أهل الشام: "أسمع كلامك يعجبني، و أرى أفعالك أتعجّب".

. . . . . . . . منازل الناس مواقيت تداولٍ


السيّد: مــــزوار محمد سعيد



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف
- قشور الفول و زهور الحكمة
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر
- سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية
- سيارة الإسعاف و الهواري سائقا
- أسيادهم على مرّ الزمن
- يوجد موطن الإنسان أينما توجد راحته
- فلسفة اللآلئ المتوسطية (المدينة: المكونات الفكرية)
- لا بديل عن الإنسان
- الجزيرة
- هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة
- الزلال و الزلزال
- نَكتة مزمحيداس
- الفلسفات في العصر الوسيط -العرب و الغرب- دراسة تحليلية نقدية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الجاهلية المعاصرة