.. ........يوميات انتفاضة........8.

صلاح الدين بلال

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:30
المحور: القضية الكردية
    

المتابعة الثامنة
اللهيب المحترق للجسد والنار المولعة في الصدور تقتحم العيون التي برحت النوم وسكتت عن البكاء ففي يوم المحن يصمد الرجال ... ولكن الدموع احيانا تصبح افضل تعبير عن قهرنا امام صمت العالم .

عفرين ... حلب ( الاحياء الكردية .. الاشرفية ... الشيخ مقصود ... )
ذهول وارتباك واخبار متناقضة حول مجريات الاحداث في قامشلو وعامودا وتربي سبي وو..
اتصالات مع عدد من الاصدقاء في عفرين وحلب عن الاوضاع لديهم ومدى سماعهم للاخبار في قامشلو :
بعضهم لا يدري بمجريات الامور الا عبر التلفزيون العربي السوري ... شغب رياضي لا اكثر .
وبعضهم يتابع الاخبار عبر القنوات الفضاية وغير مصدق لما يجري وسط ذهول وتخوف من مغبة كارثة اكبر .
والبعض الاخر يتابع رصد الامور و يسعى لتحريك الجماهير ولكن جهات صرحت لنا ان بعض الاحزاب تجول بين الاحياء والازقة والبيوت وتطلب من المواطنين ورفاقهم ومناصريهم ضبط الشارع وعدم الانجرار الى الهاوية ومخططات الاعداء ...!!!!!

نداء من قامشلو الجريحة
نداء من عامودا المحترقة
نداء من ديريك وسري كاني

الى عفرين جبل الاكراد فتيان الجبال
الى كوباني فتيان الاسود
تتضامنو مع اهلم وشعبكم ولا تصغو الى قيادات مخزولة ونفوس جبانة فهذا اليوم يوم الرجال ويوم الامتحان يكرم المرء او يهان .. وما على المتخاذلين ألا النوم في دفئ فراش زوجاتهم .

( نداء وجهه العديد من المثقفين والسياسين والشعراء الكورد عبر الانترنت والمواقع الكردية ) .

ذكرى مجزرة حلبجة اجتمعت وتوحدت في اذار لترسم لوحة سوداء بسماء ممطرة و قطرات مدماة في انبساط الارض بمرج من الاقحوان الاحمر .

وتغبير للتضامن الكردستاني بفاجعة حلبجة والتزاما تنظيميا من الطاعة الحزبية وكما العادة سنويا خرجت الجماهير الكردية في صمت مهيب عبر مصابيح المشاعل واضاءة الشموع حدادا على شهداء حلبجة ... وسط تخوف كبير من عدم ضبط الشارع الكردي من بعض الاوساط السياسية التي تعزف يوميا شعارات الحقوق الكردية ..
ودوريات الامن وحفظ النظام والمخابرات وسيارات الاطفاءوالشرطة تتمركز في الاحياء الكردية من حلب ـ حي لاشرفية ـ بين الدوار الثاني وحتى الاحياء الداخلية ـ ذات الاكثرية الكردية . وفي الشيخ مقصود و مدينة عفرين ومحيطها لفرض جو من الارهاب والسيطرة الامنية ..

تفجر الاوضاع في عفرين والمزيد من الشهداء ...
تفجرت الاوضاع فجأة في عفرين ورشقات من الاسلحة الرشاشة تصوب باتجاه المواطنين الكورد وسقوط عدد من الشهداء والجرحى .

وفي الاشرفية قوات الامن تطلق الرصاص باتجاه المواطنين الكورد الذين يحرقون الاطارات المطاطية ويرشقون بالحجارة دوريات وسيارات الامن والمخابرات .
سقوط العديد من الشهداء والجرحى . والعديد منهم استشهد بأصابته بطلقات في الظهر وفي ظل تأكيد الكثير من المواطنين عن عدم دواعي اطلاق الرصاص الحي باتجاه المواطنين العزل ورغم ان الجماهير كانت تعبر عبر مسيرة سلمية صامتة و بتجمعات صغيرة وبأضاءة الشموع .
الاوامر المشددة اجازت اطلاق النار ضد المواطنين ( السورين !!!! ) لدب الرهبة والخوف في نفوس المواطنين ( الاخوة ) ؟؟؟؟؟؟
تفجير الاوضاع في مدينة حلب قد يعني الكثير باعتبارها المدينة الثانية في سوريا .


والاسماء المعلنة من الشهداء غير مؤكدة :

فيدان محمد احمد قرية مسكة مستشفى الجامعة اصابة بعدة طلقات في الظهر .
جلال كمال ابراهيم من قرية بانه
غيفارا حميد من قرية حسن ديرا
صبري ولو من قرية قرطلوق
يوسف يوسف ...؟؟؟؟؟؟؟؟
اري مصطفى ...؟؟؟؟؟؟؟؟
ابراهيم صبري ...؟؟؟؟؟؟؟؟
مزكين حمدوش ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟



وسقوط اكثر من 15 جريح في عفرين ونقلهم الى عدة مشافي بينهم مشفى عفرين الجراحي
و سقوط 32 جريح في حلب .

من اسماء الجرحى :
ادريس مجول
نوح
ازاد سعد قاسم
مسعود سليمان
مسعود محي الدين

واسماء بعض المعتقلين :
أكرم علي
حسين أحمد
جهاد سلطان شيخ موسى
غريب حسو

وانفجار الوضع مجددا في جامعة حلب والمدينة الجامعية وصدامات بين الطلبة الكورد من جهة وبين الطلبة البعثين وقوات الامن من جهة اخرى واصرار الطلاب التوجه الى حي الاشرفية ذات الغالبية الكردية للتضامن والاعتصام هناك وقسما منهم يتوجه الى مركز المدينة في ساحة سعد الله الجابري .
وحملة من الاعتقالات تطال الكثير من الطلبة وفصول من التحقيق والتعذيب لزملاء يرويها بعض الطلبة لنا عبر الهاتف .
تشيع الجنازات غدا والمزيد من قوات الجيش والامن الى المناطق الكردية والاحياء في حلب وعفرين .

جنازة كبيرة للشهيد جلال من قرية / بانه / و يوارى الثرى ملفوفا باالعلم الكردي .
والشهداء الاخرون يزفون الى مثواهم الاخير بالاغاني والزغاريد والشعارات القومية .



------------------



الشهيد البطل فرهاد
رمز للمقاوم الكردي

مسعود ديواني
قامشلو

الشهيد فرهاد الذي برّا بوعده وفياً للبارزاني ونهجه حتى فارقه الروح. (( عشرات القتلى والجرحى وآلاف المعتقلين نساءً وأطفالاً ورجالاً وشيوخاً)) كلهم أبناء قامشلو البطلة
لمحة عن حياة الشهيد فرهاد:
ولد الشهيد فرهاد محمد علي صبري داوود في مدينة قامشلو حي قناة السويس الضاحية الشرقية لقامشلو بتاريخ 4/4/1975م تربى في كنف عائلة كردية ووطنية مؤمنة بحق شعبه الكردي وتكنُّ كل الحي والتقدير للبارزاني الخالد مهندس ومؤسس الكوردايتي كانت عائلة الشهيد لا تبخل بأي جهد أو نشاط في سبيل تحقيق أهداف أمتهِ.
ألتحق الشهيد بالمدرسة وثابر بجد ونشاط مؤمن بعدالة قضيته حتى حصل على الشهادة الثانوية التجارية لكنه لم يكمل دراسته لأنه من المجردين من الجنسية السورية, تزوج الشهيد فرهاد من ابنة عمه أحمد( السيدة جيان) ورزقا بطفلة عمرها الآن 8أشهر وسمياها (نسرين) لقد كان الشهيد فرهاد كثير الحنان والجرأة وحسن المعشر ومحباً ولطيفاً مع الجيران والأهل والأصدقاء والمعارف. فكان محل إعجاب كلّ من عرفه حتى الأطفال الصغار الذين لا يفقهون شيئاً من الحياة ولم يشهد أحد ٌ أنه تحدث بكلمة قاسية يوماً ما فكان محبوباً منا جميعنا وخاصة أصدقاؤه لقد كان الشهيد فرهاد كثير التعلق بنهج البارزاني الخالد نهج الكوردايتي وعند ذهابك لمنزله ترى صور البارزاني في كل غرفة من غرف المنزل لقد عرف الشهيد أن طريق خلاص شعبه والحصول على حقوقه يتم عن طريق هذا النهج الخالد. ولذلك بادر إلى الانتساب إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في ريعان شبابه لقد كان الشهيد فرهاد مضحياً وصاحب مبدأ وذا نظرة سياسية ثاقبة في هذا الواقع المرير الذي نعيشه.
آخر تضحيات الشهيد فرهاد تجاه قوميته وشعبه هو نقل الجرحى بسيارته الخاصة أثناء انتفاضة قامشلو المباركة أيام 13- 14-2004م فتم استدعاؤه أكثر من مرة من قبل الجهات الأمنية، لكنه توارى عن الأنظار وأعتقل بتاريخ 29/3/2004م في تمام الساعة السابعة مساءً. وفي اليوم التالي أرسل مع مجموعة من المعتقلين إلى سجن الحسكة المركزي.. وبعد وصوله بساعات تم التحقيق معه بجميع أساليب التعذيب لقد تعرض الشهيد فرهاد لأقسى أنواع التعذيب وبشهادة أحد المعتقلين مع الشهيد قال لقد كان الشهيد مثالاً للتضحية كانوا يعذبونه بالتيار الكهربائي كانوا يجعلونه يقف عارياً أمام المكيفات ويرشون عليه الماء البارد كانوا يضربونه بالسياط والكرابيج وقال أيضاً أن وجبات تعذيبه كانت أكثر من وجباتنا كانوا يأتون به إلى المهجع وهو في حالة يرثى لها وكان يرتجف من أثر الضرب المبرح من أخمص قدميه حتى أعلى رأسه قام المعتقلون بخلع ثيابهم لتغطيته لكي يهدأ جسمه, ولكن لم يهدأ قال: طلبنا من المهجع الثاني أيضاً ثيابهم ولكنهم قالوا: نعتذر نحن عراة لقد خلعوا عنا كل الملابس...
كل هذا التعذيب من أجل ماذا...؟ طلبوا منه أ، يخبرهم بأسماء عشرة ممن كانوا في المظاهرة ولكنه رفض فطلبوا خمسة أسماء فرفض فطلبوا ثلاثة أسماء فرفض فطلبوا اسماً واحداً فرفض طلبوا منه أن ينعت بالسوء البارزاني فرفض. فتكلم الشوفيني وقال: ألهذه الدرجة تقدسون البارزاني فقال: الشهيد أنه أقدس من كل زعمائكم فجلبوا صورة للبارزاني الخالد لشيمته تحت التعذيب فرفض فقام الجلاد الشوفيني بكهربة وبوحشية مما أدى ذلك إلى استشهاده في يوم الأربعاء المصادف في 6/4/2004م حوالي الساعة 30,10 مساءً أما هم فأرادوا أن يطمسوا الموضوع وكان شيئاً لم يحدث وأن هذا الذي قتل تحت التعذيب ليس بشراً من لحم ودم ٍ إلا أن بعضاً من الخيرين في المشفى الوطني بالحسكة أفشوا بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبها جلاوزة النظام في سوريا كي يتم فضحها في المواقع الانترنيتية الكردية فارتبك حفنة الجلاوزة البعثيين
ماذا سيفعلون إذ تم الأتصال عن طريق المجرم محافظ الحسكة بواحد من القيادات الكردية كي يستلم الجثة ولكنه لم يستلمه بشكل طبيعي فتم الأتصال ببعضاً من أقاربه في يوم الجمعة المصادف في 8/4/2004م فجاءوا إلى منزل والد الشهيد فرهاد ليخبروه بالفاجعة الأليمة واستدعى والد الشهيد وأعمام الشهيد فأخبروهم بأن فرهاد قد استشهد في الحسكة تحت التعذيب وسنذهب إلى الحسكة لاستلام جثته وذهبوا جمعياً وفي الحسكة بقي والد الشهيد في السيارة ولم يذهب لمقابلة المحافظ واللجنة الأمنية المرسلة من دمشق رغم إصرارهم لمرات ثلاث وأخيراً قال والد الشهيد ماذا يريدون مني لن أقابلهم هل يريدون أن أشكرهم لأنهم قتلوا ولدي تحت التعذيب ودون أي ذنب سوى أنه كردي أراد الحفاظ على كرامته وكرامة قادة الكرد وبعد فترة قصيرة خرجوا من الداخل ليذهبوا إلى المشفى لاستلام الجثة فعرضوا على والده مبلغاً من المال لكنه رفض وقال: أنه شهيدٌ ولا أستطيع استلام دم الكرد فهو شهيد الكرد جميعاً وثم ذهبوا إلى مشفى العزيزية بالحسكة ليستلموا جثة الشهيد فكانت موضوعة في تابوت وكان بانتظارهم الطبيب الشرعيُ وأكثر من عشرة أئمة المساجد ومفتي الحسكة وقد تقدم المفتي وبعض العلماء للوعظ ولتخفيف المصاب فرّد والد الشهيد لا حاجة للكلام والمواعظ فكل شيئاً معروف وأخبر الطبيب الشرعي والد الشهيد أنه كان مريضاً فقال له: كلكم كذابون ومنافقون لقد القيتم القبض على ولدي وهو بكامل الصحة والعافية وحملوا التابوت وتوجهوا إلى مدينة قامشلو حيث منزل الشهيد في قناة السويس حيث تم دفنه في (مقبرة محمقية) حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم 9/4/2004م - أثناء تواجد الجثة في المنزل قبل أخذها إلى المقبرة فكشفوا عن الجثة فرؤوا آثار التعذيب على جسمه وعلى صدره بالإضافة إلى وجود بقع خضراء على ساقيه وأخمص قدميه وهي آثار الكدمات وآثار الحروق على جسمه بسبب التعذيب الكهربائي.
وحضر مراسيم الدفن جمعٌ غفير من الشعب الكردي وأهل وأقارب الشهيد وكما أهل الجزيرة وكل القرى والمدن الكردية في سورية بتعزية والد الشهيد..
وكان التمنيات والد الشهيد وعمه أحمد وبتكرارٍ دائم أن يتمتع الشعب الكردي بكافة حقوقه القومية المشروعة أينما كانوا وأن لا يتكرر ما حدث لفرهاد مع أي إنسان أية كان جنسيته وعرقه كما تعهد السيد أحمد عم الشهيد أن يزورا قبره يبشره بأن أمنيته الكبرى قد تحققت وأن الكرد أصبح لهم ما لغيرهم من الحقوق وأن دمه دم الشهداء لم يذهب هدراً، وقد قال والده عدة مراتٍ للمعزين ويصوتٍ جمهوري ٍ( هذا ليس الشهيد الأول الذي قدمه الكرد ثمناً لحريتهم ولن يكون الأخير وكان كلامه هذا يلقي الاستحسان والرضى من الحاضرين
هنيأً لفرهاد
كل هذا الحب
كل هذا الاحتفاء
وهو الذي اسماه أحد كتابنا: المقاوم الكردي
وسيكون يوم استشهاده يوم المقاوم الكردي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوميات انتفاضة : ملاحقة أخبارية غير مكتملة , من يود الإضافة أو الاعتراض أو التعليق أو تصحيح يومياتها يمكنه مراسلتنا على الايمايل التالي :

#صلاح_الدين_بلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات