أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح عبد العاطي - ازمة الثقافة














المزيد.....

ازمة الثقافة


صلاح عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



تعاني ثقافتنا الفلسطينية والقومية من أزمة حادة تتجلى في الفجوة الواسعة التي تفصلها عن الشعب، وتعاني من عدم قدرتها على كسر الحلقات المغلقة، لتخرج من فلك التخلف والتبعية إلى رحاب الديمقراطية والتنمية والبحث.
فهي كما يبدو عاجزة عن إحداث التغير النوعي في بناها وعاجزة أيضاً عن مواجهة الغزو الثقافي و مراميه التطبيعية ، و لعل ذلك يرجع إلى أسباب كثيرة أهمها نزع المثقف من وظيفته الاجتماعية وإلحاقه بأخرى وفصم علاقة الثقافة بالتحرر الوطني الإنساني والتقدم الاجتماعي إلى جانب استثناء الرأي الآخر والتعصب الفئوي، وترويج نماذج نمطية للذهن تتميز بالسلبية والإتكالية وتذعن للأمر الواقع والتي بدورها تؤدي إلى طمس شخصية الإنسان وزرع مشاعر العجز لديه عن الإبداع .
للإشارة هنا إلى عمق هذه الأزمة نتساءل : - هل أنجزت ثقافتنا مهمات التنوير وأرست ركائز التحرر الوطني وقيم الديمقراطية ؟ هل وضعت أسس للتنمية الاجتماعية بشقيها المادي الإنتاجي والروحي الثقافي ؟ وما مدى نجاحها في بلورة قيم المجتمع ومعاييره ومثله وإغناء معارفه ؟ وما مدى اهتمامها بالواقع ومشاكل الحياة ؟ هل نجحت في تأصيل مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعدالة الاجتماعية والمجتمع المدني ؟
بتقديري سيقدم واقعنا الراهن وحياتنا أجوبة سالبة لهذه التساؤلات …حتى لا يفهم الأمر بالمعنى العكسي وحفظاً للذاكرة الوطنية فلقد كانت هناك العديد من المحاولات لترقية الثقافة الفلسطينية والعربية وقدمت في هذا الجانب إسهامات رائدة في سبيل بناء الإنسان كلفت أصحابها تضحيات جسيمة بلغت حد الاستشهاد لكنها تركت بصمات مجيدة في ثقافتنا الفلسطينية والعربية . ومع التطور الواسع في هذا العالم وتخصيصاً ثورة الاتصالات والمعلومات ، نؤكد على أهمية وسائل الاتصال بالجماهير واهمية التحلي بالجرأة في ممارسة النقد وتبيان اوجه القصور في النشاطات الثقافية والفكرية فنحن في عصر يتعاظم فيه دور الثقافة والاعلام. لكي نستطيع التصدي للحرب النفسية المضادة بثقافة التنمية المادية والبشرية، الثقافة التي تحترم حق الإنسان في المعرفة وتحرره من الخرافة وتنمي قدراته على التفكير كشرط لإقامة مجتمع ديمقراطي مدني متحرر قادر على التحدي والمواجهة ، هذا يستدعي منا الخروج من إطار القطرية الضيق والانفتاح على البعد القومي ويجب على مثقفينا أن يكونوا في طليعة هذا اللواء لكي نستطيع تحصين الكيان الحضاري والقومي ونحافظ على الذاكرة الوطنية والحضارية من عوامل القطع والتداعي والاستلاب وننشل الجماهير من حالة الإحباط لنحولها إلى قوى بناء وتقدم واعية .
فثقافتنا تمر في ظروف تحتاج إلى جهود من البحث والتحليل وحوار الآراء المتعددة وجدل الفكر والممارسة العملية ومخاطبة العقل في الإنسان والجماعات وتحتاج أكثر إلى نقد حاد لكل عوامل القصور والإحباط من أجل تحصين ثقافتنا وتأهيلها للمواجهة الحضارية فنحن بحاجة إلى ثقافة الإبداع والتصدي والتغيير .
فهل ستنجح ثقافتنا ومؤسساتنا الثقافية وإعلامنا في ذلك … إنه التحدي…. فهل نحن قادرين ؟






#صلاح_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل؟؟!
- جدار الضم والفصل العنصري
- الشباب والانتخابات
- واقع الطفل الفلسطيني في ظل اتفاقية حقوق الطفل
- الحركة الطلابية الفلسطينية بين الواقع.. والمامول؟
- المنظمات الاهلية ..هل يمكن ان تكون بديل الحركات الاجتماعية
- المخيمات الصيفية في فلسطين
- الية مقترحة للوصول الي السياسة الوطنية للفتيان والشباب
- النضال الاجتماعي
- الي اين يتجه القطار العربي
- الشباب والثقافة
- بانوراما.. بمناسبة الذكري الرابعة للانتفاضة
- تهكميات
- رسالة الى...........
- نحو رؤية لتطوير العمل الشبابي والطلابي داخل الاحزاب السياسية ...
- ماينقصنا؟؟؟
- السؤال الكبير...؟؟ المستقبل...
- مدرسة الانتصار
- المؤسسة؟؟؟
- دين كبير مستحق السداد


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح عبد العاطي - ازمة الثقافة