كلكم أمام الله والتاريخ مسؤول

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 08:57
المحور: الصحافة والاعلام
    

من البحث عن المعرفة إلى تسفيه العقول ومحو الضمائر ، سار الإعلام المصري فى مدارات مظلمة . فالإعلام فى أبسط تعريفاته ، هو الإخبار ، وإذا ما زدنا قليلا ، فهو حق الفرد فى الحصول على معلومات يستطيع التحقق من صحتها . فالراصد للممارسات الإعلامية بعد ما أسميناها بثورة 30 يونيو ، سيتحقق من ذلك المسار المظلم بقليل من ممارسة تحليل مضمون الصوت والصورة للقنوات التجارية . فحينما تكون المادة الثانية من دستور البلاد : الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ، وفى ذات التوقيت تقرأ رسائل الشات على العديد من قنوات الرقص الشرقي من باب رجل يريد مطلقة لممارسة الجنس الخشن . شاب موجب يريد شاب سالب . مطلقة ثرية تبحث عن رجل يمارس الجنس بشراسة وأرقام هواتف نقاله تملأ الشاشة . فعن أي دستور وأي إسلام وأي شريعة يتحدث هؤلاء البشر . فالفارق ما بين حرية الإعلام وممارسة البغاء . كالفارق ما بين الظلمة والنور . مصادرة الرأي كارثة . أما نشر الفساد فهو عين الكوارث . حرية التعبير مكفولة للجميع ، والإباحية والإفساد محجوبة بفعل الله والتاريخ وأدبيات البشر ، ورغم ذلك لسنا مع طلاب الحسبة ولسنا مع فعل الرقيب الحكومي . لكننا نصرخ منذ سنوات عديدة ونشرنا عبر الصحف ووسائل الإعلام ميثاقا مقترحا لأدبيات الإعلام المرئي ، تكون فيه الرقابة الشعبية بمثابة الرادع لمثل هذه الممارسات التى أقل ما توصف بالسقوط الفكري . فقد خرجت إلينا راقصة يسمونها بالفنانة وأعلنت عن قرب بث قناتها الجديدة والمراقب للبث التجريبي يري أهوالا ، فقد اشتهرت بالسباب والتجريح و استخدام المفردات المتدنية لإهانة بعض السياسيين المعروفين، وسواء كنا نختلف معهم أو نتفق ، فالتجريح الشخصي والسباب والشتائم ، ليست من وسائل النقد بقدر ما هي ناقلات تدني وانحطاط . لا لوم على تلك المحطات إطلاقا . لكن اللوم على تلك الحكومة المرتعشة المتخبطة حد العبث . حكومة تسطر فى دفاترها المادة الثانية من الدستور وتترك التجار فى دكاكينهم المسماة بالفضائيات ، يمارسون النقيض تماما . فبأي آلاء الله سيصدق المواطنون مثل هذه الحكومة التى لا تفرق بين الغث والثمين . الطيب والشرير ، تحت بند الحريات أو خوفا من الانتقاد . ما وظيفة السيدة درية شرف الدين وزيرة الإعلام المصري ، على افتراض أن هناك ما يسمى بالإعلام المصري ؟ ما وظيفة الأخ عصام الأمير رئيس الإتحاد ؟ مازال ما سبيرو وقيادات هذا المبنى يتعاملون مع الموقف التاريخي بعقلية الموظف الأمني . فقد تربوا جميعا فى ردهات الحزب الوطني المباركي . وقد باركتنا حكومة الدكتور الببلاوي بهذا البلاء القيادي الذي لا يملك سيرة ذاتية علمية يعتد بها ، ولا رؤية مستقبلية لإدارة هذا الجهاز العتيد . فالمجد للمشهورين فى الأعالي وعلى قمة الهرم الوظائفي ، حتى وإن كانوا لا يمتلكون الفكرة ولا الرؤية ولا حسن الإدارة . أعتقد أن كل مواصفات وقدرات الدكتورة درية شرف الدين لا تتجاوز برنامجها الشهير نادي السينما التى توقفت عنده كما توقفت عند لقب الدكتورة ، أما الحاج عصام فهو حقا بركة هذا المكان الميمون ، ولا أعرف عنه كباحث إعلامي أنه كتب يوما أو تحدث عن دراسة علمية خاصة بالإعلام المصري الذي يمتطي صهوته ،فمن هذا الباب السلطوي يأخذنا منحنى التدني إلى قمته ويسجل أعلى نسبة إنحطاط غير مسبوق والقيادات الإعلامية المصرية ما بين الحفاظ على العرش و ضبط المستندات والأوراق تعيش حالة من الخنوع غير المسبوق . أعتقد أن رسائل عبد الرحيم على الرخيصة قد وصلتهم . فالكل تحت أعين وبصر الأمن . الخائن والشريف . الوطني والعميل . المخطئ والمصيب . والكل سيحافظ ويلتزم الأمر مادام عبد الرحيم على لا يخرج إلينا إلا بالفضائح . تلك الفضائح التي كشفت عن حق وحقيقة عملاء وخونة . لكن الحقيقة الموازية ، أن أجهزة التنصت التى عملت على السيئ ، رصدت أيضا الوطني والشريف والمخلص . لكن إعلام الدكاكين لا تعنيه المهنة ولا أدبياتها ولا يعنيه المخلصين ، بقدر ما تعنيه " السبوبة " وما تدره . فلا فارق ما بين عبد الرحيم على وأحمد ماهر ودومه إذا ما أصر على السير فى مسار واحد لإيهام المتلقي أن ما حدث فى 25 يناير كانت مؤامرة كبرى لوضع علبة المكياج كاملة على وجوه أعضاء الحزب الفاسد " الوطنى " والرئيس الفاسد " مبارك " والوريث الفاسد " جمال " .
السيد المستشار عدلي منصور . السيد رئيس الوزراء حازم الببلاوي . السيد الفريق أول أو المشير عبد الفتاح السيسي .. أنقذوا مصر من هذا العبث . أنقذوا مصر بحسن اختيار القيادة . بالمشروع الوطني . أنقذوا مصر بعزل درية شرف الدين وعصام الأمير وكل من تربى فى مستنقع الحزب الوطني . أنقذوا مصر فكلكم أمام الله والتاريخ مسؤول

#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات