أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - قشور الفول و زهور الحكمة














المزيد.....

قشور الفول و زهور الحكمة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 14:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





الصمود عمود الوجود، هي فكرة تكاد تكون عادية على مسامع الفرد الإنساني، أعلم أنّ تطبيقها ينطوي على الكثير من الخطورة، لكن حق الإنسان الذي يوجد من ضرورات الحياة، هي ذاتها من يجعل من فكرة الصمود نوعا من المقاومة، لأنّ للفرد دائما مساحة قدرة على تبديل مسار الأمور لصالحه. أنا سأموت في يوم ما، سأغادر هذه الحياة، لأنّ اليد مهما كانت كبيرة، فإنها لا تستطيع مهما كلّف الأمر أن تحجب قرص الشمس، و لأنّ الحبّ يولد من زواج الثقة بالبشر، ففي آخر الأيام، عليّ أن أختار: إما أموت صامدا، و إمّا أموت و أنا راكع أتوسل النجاة، إنّ طريقي أعلمها، لكنني لا أضمنها لسبب واحد: أنا وحدي من سيختار بعدما أكون قد خرجت من المجال المحتار. يقترف الإنسان الكثير من القرف، ذاك الذي يجعل من علاقات جواره في مهب الريح، ففي عالم يتهم أفراده بكل الحسنات، نجد الإنسان يشعر و كأنه يحارب وجوده، لأنّ المجتمع يقاتل نفسه. تسليم مستقبل الفرد الإنساني لابتسامته دليل على قدرة هذا الفرد على التكيّف مع عيشه، و هو الذي يسعى إلى فرض ذاته، على الرغم من تمردها إلاّ أنها تحاول أن تسود على الكلّ، تحاول أن تكون وحدها قادرة على المضيّ قدما، و تسعى دائما للحيلولة ما بينها و بين عالمها الخاص، لأنّ الإنسان أقوى بقليل من إنسانيته.
يتخبط الفرد الإنساني في دائرة تأويله لكل ما يحيط به، هو يكوّن عالما خاصا به لوحده، في أحيان أخرى يشارك الآخرين بعض تفاصيله، لكنه يبقى القادر الوحيد على إدارته، رحلة واقعية على مركب وهميّ، هذه هي حياة الفرد الإنساني المسالم، تلك التي تحاول إذعانه لها بكل الوسائل، و هي التي لا ترجوا الخلاص أو الوعد، إنها حالة من المرض النفسي الطبيعي، هو يصيب كل البشر، و مع هذا قليل جدا من يدرك أنّ عليه فهمه أو المحاولة على الأقل.
حياة أخرى تلك التي تفرض على الإنسان فرضا، حياة عالمة كما يحاول البعض الترويج لذلك، لكن الإنسان مهما بلغ من العلم و المعرفة هو غير مدرك لنقصان حريته في اختيار حياته، هناك ظروف أقوى منه تجعله ينام و هو قلق، من الماضي، من الحاضر و من المجهول، لأن السماء تمطر كما هي تريد، بينما الإنسان يستهلك الجفاف مجبرا.
ليس من السهل أبدا أن يخوض الإنسان الحرب كاملة، و بدون مساعدة، و مع ذلك هناك من خوضها بكل تفاصيلها، معركة، معركة و حتى نهاية النهاية، كلها أمور تدخل في نطاق العمل الذي يكون غالبا نابعا من شعور غريب، يدفع العامل إلى استهلاك طاقاته بالحد الأقصى، و بالتالي يكون مجال العمل ساحة معركة بامتياز، يحاول فيه كل طرف استغلال المتاح من أجل زيادة الأرباح، و خيرها تلك التي تتعلق بالجانب المعنوي و خادمته المطيعة.
من الأكيد أن الفرد لا يكون هنا و هناك في نفس الزمن، لأن طيف واحد يحاكي الثبات، بينما كل الإمكانات واردة لسؤال وجد رغما عني في هذه المساحة القاتمة من التفكير، البشر يطرح الأسئلة بولع، و هو الذي يتكفل بالجواب عنها بكل تصميم، لا يوجد سؤال بلا جواب، حتى و لو كان هذا الأخير مؤقتا، إلا أنّه قابل للوجود مهما يكن.
القائم على الفهم ليس بشريا، و الحمد لله أنه ليس كذلك، و إلا كان هنالك احتكار للفهم أيضا، من دون مساعدة يطول وقت حيرة الفرد الإنساني، و لكن فهمه في حالات كهذه يزيد من تنمية أطرافه الإدراكية، ليكون الجميع في حالة مشابهة لتطوّر فرد من سربه دون المشابهين له.

".... فعندما يحكم الوسط الاجتماعي على شخص ما، فالأطفال هم الذين يصدرون الحكم بشراسة فينعتون المجنون بالجنون و السكير بالسكير. فهم القضاة المدافعون عن المصالح و الأعراف و التقاليد.... "
(مالكـ بن نبي، لبيك حج الفقراء، ص50.)

هي ظروف لا تزال تهيمن على الفرد الإنساني، هي التي تدفعه إلى البرمجة المتعارف عليها، لا يهمّ في نظر الكثيرين إن كانت خاطئة، المهم عندهم أنها متعارف عليها، و هي تضمن لهم نوعا من السلطان، حتى و لو كانت على حساب الإنسان.

السيّد: مــــزوار محمد سعيد
#الجزائر



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر
- سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية
- سيارة الإسعاف و الهواري سائقا
- أسيادهم على مرّ الزمن
- يوجد موطن الإنسان أينما توجد راحته
- فلسفة اللآلئ المتوسطية (المدينة: المكونات الفكرية)
- لا بديل عن الإنسان
- الجزيرة
- هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة
- الزلال و الزلزال
- نَكتة مزمحيداس
- الفلسفات في العصر الوسيط -العرب و الغرب- دراسة تحليلية نقدية
- فَلْسَفَة المُسْلِمِينْ الأَوَائِلْ
- محاورة دوبينوس


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - قشور الفول و زهور الحكمة