|
الخارطة السياسية السورية 4
إسماعيل أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
التشكيلات السياسية السورية
لا توجد في الساحة السورية أحزاب معارضة معترف بها لكن ثمة تنظيمات سياسية عملت لمدة في الخفاء وتعرض بعضها للمتابعة والقمع ويوجد بعضها في الخارج. وقبل وفاة الرئيس حافظ الأسد بقليل قرر بعضها العمل العلني وإن لم يحصل على ترخيص رسمي كما هي الحال بالنسبة لأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي، إذ خرجت بعض قياداته الحزبية من الخفاء الطويل وعادت لتمارس نشاطها السياسي. ومن أبرز التشكيلات السورية المعارضة وأكبرها في الخارج: جماعة الإخوان المسلمين غير أن نقطة ضعفها الأبرز أنها تعيش خارج أرضها منذ ربع قرن على أقل تقدير. وإن كان للجماعة تأثيرها على الساحة السورية بفضل الخطاب المعتدل الذي أصبحت تتداوله منذ بداية عهد بشار. كما برزت بقوة خاصة في السنوات الأخيرة حركة كردية سياسية ناشطة على الساحة السورية، إضافة لتجمعات ليبرالية معارضة غالبها خارج القطر، أيضا برزت في السنوات الثلاث الأخيرة أنماط من التنسيق بين المعارضة السورية في الخارج، كمؤتمر الميثاق الوطني الذي وضع ميثاق الشرف الوطني، وحقيقة فإن التنسيق بين معارضة الخارج مستمر منذ بداية الثمانينات، وقد كان التحالف الوطني لتحرير سورية، ثم جبهة الإنقاذ الوطني صيغتان من صيغ هذا التنسيق الذي يتوقع أن يستمر ويتكامل مع معارضة الداخل، حيث امتدت حبال الوصل بين الداخل والخارج لأول مرة عبر الدعوة المتزامنة للمؤتمر الوطني، وأحداث منتدى الأتاسي الأخيرة ذات الدلالة. بخصوص أحزاب السلطة فقد قام حزب البعث كحركة انقلابية، واستفاد من دعم وتشجيع القوى المناوئة للتيار الوطني الإسلامي، وكوفئ بسخاء على تأمين جبهة الجولان، فكان له أن يفرض على الشعب دستورا ينصب فيه حزبه وصيا على الدولة والمجتمع، ونائبا عن الجميع في تحديد السياسات ووضع الحلول وممارسة التجربة منفردا، يقود جبهة يصنعها على عينه من بقايا أحزاب نجح في شق صفها ليعترف بشرعية بعض الموالين الضعفاء فيضمهم لجبهة هو قائدها! بينما يحجب الشرعية عن بعض المعارضين الصلبين!! لا توجد في سورية مؤسسات للمجتمع المدني بما تعنيه الكلمة، ولا يعترف النظام بأي منظمة أو هيئة مستقلة، بينما يصبغ سائر النقابات والمنظمات التي يسميها بالشعبية بألوانه البعثية دون رتوش! وسأقسم الدراسة إلى: 1- أحزاب وهيئات الموالاة (وبعضها يسوقه النظام كمعارضة!) 2- أحزاب وهيئات المعارضة (وجميعها غير معترف بها)
أولا: أحزاب وهيئات الموالاة
* الأحزاب
حزب البعث العربي الاشتراكي
تأسس رسمياً في 7/4/1947 من ميشيل عفلق وصلاح البيطار وجلال السيد ووهيب الغانم وأخرين تحت إسم حزب البعث العربي ليندمج في عام 1952 مع « الحزب العربي الاشتراكي» الذي أسسه أكرم الحوراني، تحت إسم «حزب البعث العربي الاشتراكي» واستلم السلطة في سوريا في 8 اذار عام 1963 عن طريق انقلاب قاده ضباط الحزب في الجيش بالتعاون مع الضباط الناصريين وبعض الضباط المستقلين ليستأثر بالسلطة كاملة بعد فترة وجيزة ودون أن ندخل في تاريخ هذا الحزب والانعطافات التي حصلت له من حركة 23 شباط الى الحركة التصحيحية فقد تحول هذا الحزب الى كتلة اساسية يصعب العزل والتفريق بينها وبين الدولة وساهم اعضاؤه الذين بأي موقع من المسؤولية في نخر جسد الدولة(والمجتمع) وتعميم الفساد في كل دوائر الدولة وفي كل مفاصل المجتمع وعطل كل الحياة السياسية على مدى عقود من قيادته للدولة والمجتمع في سوريا وعمم القمع والسجون وتكميم الافواه وافرغ النقابات والاتحادات المهنية من محتواها وساهم في تدني التعليم عبر وضع مناهج مفصلة القياس وعبر تشكيل الهيئات التعليمية التي يجب ان يكون المنتسب لها في الغالب بعثيا، وجعل سوريا اقتصادياً من أبأس الدول عبر تطبيق خيارات اقتصادية (اشتراكية) ارتجالية ومحاصرة المبادرة الاقتصادية الفردية وتطويقها أضافة للتعميم الممنهج للفساد، ليعود منذ اول التسعينات لسن قوانين خاصة مفصلة على قياس الاثرياء الجدد الذين تكون ثروات أغلبهم من النهب المستمر لسوريا طيلة عقود ويقود هذا الحزب سوريا عبر الاجهزة الامنية وشبيهاتها التي انشأها لتحكم قبضتها على المجتمع والناس وقاعدته الاساسية هم كل موظفي الدولة لان شرط التوظيف الاساسي موافقة امنية تشترط في غالب الاحيان ان يكون المتقدم للوظيفة بعثيا وبقي الحزب بدون امين عام منذ وفاة الامين العام السابق (حافظ الاسد) وبعد مؤتمره القطري الاخير انتخبت قيادته القطرية الرئيس بشار الاسد أمينا قطرياً له. قدم الحزب منذ بداية عهد بشار دراسة في تطوير أفكار البعث، ونشرها على موقعه في شبكة الإنترنت، وقد بدا في تطويره الأخير أقل تصادما مع (الإسلام)، ولكنه لم يغير شيئا يذكر من سياساته! ومع كل ما ورد في خطاب القسم للرئيس بشار، فقد زاد عدد البعثيين في وزارته عما كان عليه من قبل، كما زاد عدد البعثيين في مجلس الشعب على حساب المستقلين!! صدر الحزب من خلال نشرة إلكترونية لأحد أعضائه (أيمن عبد النور) نفسا حواريا منفتحا على الآخر، تفاءل الناس به، ونسجوا من ورائه آمالا واسعة بالمؤتمر القطري العاشر للحزب، خاصة بعد أن أورد الرئيس في خطابه أمام مجلس الشعب شهر آذار 2005 أنه سيؤجل ملف الداخل لذلك المؤتمر، وسيلاقي ما أسماه بالقفزة الكبيرة! وبقي الناس يتحدثون عن تيار إصلاحي وتيار للحرس القديم، حتى انعقد المؤتمر فتمخض عن معالجات شكلية، أقل من أن يسميها المراقبون بخطوة للأمام، بله أن يسموها بالقفزة الكبيرة! وعاد بعد المؤتمر حتى أيمن عبد النور وأحمد الحاج علي الذين كانا يعدان من الإصلاحيين المشاركين في تطوير فكر البعث! ليحدثوا الشعب تماما كما يحدثه ديناصورات الحرس القديم! وأهم من هذا كله أن دستور سورية لا يزال مختطفا بقانون الطوارئ، وحراك سورية الديمقراطي لا يزال معاقا بموجب المادة الثامنة للدستور!
الجبهة الوطنية التقدمية
أسسها الأسد في 2/3/1972م باسم الجبهة الوطنية التقدّمية ، وتضم في بداياتها إلى جانب حزب البعث العربي الاشتراكي، خمسة أحزاب تمثل التبارات اليسارية والناصرية (العروبية والشيوعية والاشتراكية) بقيادة حزب البعث مسترشدا ببعض التنظيمات المماثلة التي قامت في دول تدور في فلك الاتحاد السوفييتي، وأحزاب التأسيس إضافة لحزب البعث العربي الاشتراكي هي: حركة الاشتراكيين العرب، والحزب الشيوعي السوري، وحركة الوحدويين الاشتراكيين، وحزب الاتّحاد الاشتراكي العربي، والحزب الوحدوي الاشتراكي الديموقراطي . غير أنّ حزب البعث يضطلع بالدور القيادي فيها ، كما أنّ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي حافظ الأسد يرأس الجبهة أيضاً ، وغدت شرعية وجود هذه الأحزاب تستتبع اعتبارها عضوا في الجبهة، وهي شرعية مرهونة بعضوية الجبهة فإذا خرج حزب (أو طرف عنه) منها (وهذا ما حصل مع حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي) فإنه يتحول مباشرة إلى حزب غير شرعي (محظور)! إضافة إلى أن الأحزاب المنضوية في هذه الجبهة لا تتمتع بشخصية اعتبارية أمام القانون (مقراتها ـ أموالها بأسماء أشخاص) وهي تفتقر إلى أي دعم مادي حكومي كما لا يعترف بالمنظمات الجماهيرية التابعة لها وبخاصة منظمات الشباب فثمة إشارة في نصّ الميثاق الصادر باللغة الفرنسيّة إلى أنّ الأطراف "غير البعثيّة في الجبهة تلتزم بالامتناع عن إقامة أي تنظيم أو القيام بأي نشاط حزبي أو استقطابي داخل الجيش والقوات المسلّحة". كما أنّ ثمّة إشارة إلى أنّه بغية تجنّب أي شكل من أشكال الاحتكاك بين الطلبة المنضوين تحت لواء الجبهة، تلتزم الأحزاب الأخرى من غير البعثيين إيقاف جميع نشاطاتها التنظيميّة والتوجيهيّة في هذا القطاع وتبدأ بوقف تغلغلها وكسب أعضاء جدد إلى تنظيماتها ! وهكذا بقي حق العمل بين الطلاب حكراً على حزب البعث، باستثناء العمل في الاتحاد الوطني لطلبة سورية حيث يقوم على أساس جبهوي. وأطلق ليده سلطة طرد أو قبول أي حزب في الجبهة مما يشكل سيفاً مسلطاً على رقاب أحزاب الجبهة حتى تكون مطواعة وخانعة خوفا من فقدان الشرعية المزعومة ومكاسبها. كل هذا جعل من أحزاب الجبهة، أحزاب وراثية كسيحة بدون اعضاء، مع أنها كانت قائمة في الواقع السياسي السوري وبعضها كان مشاركاً في الحياة السياسية في الفترات النيابية السورية قبل استلام البعث للسلطة والوحدة السورية المصرية التي الغت عمل الاحزاب! منعت السلطة هذه الاحزاب من اصدار الصحف والمطبوعات مع أن ميثاق الجبهة يتيح لها هذا الحق! كما حرمت من المقرات العلنية ومن الاجتماع!! إلا بحضور مندوبي الاجهزة الامنية، وبموجب ميثاق الجبهة ونظامها الاساسي يعتبر حزب البعث هو المقرر الاساسي لعملها اذ نصت المادة السابعة من النظام الاساسي للجبهة (تتشكل القيادة المركزية للجبهة من رئيس ومن عدد من الأعضاء يمثلون أطرافها، ويكون تمثيل حزب البعث العربي الاشتراكي فيها إلى باقي أحزاب الجبهة بنسبة النصف زائد واحد)، مما يجعل الجبهة المذكورة غطاء للتحكم الكامل لحزب البعث بكامل الحياة السياسية في سوريا. ورغم ذلك لم يعط حزب البعث الأحزاب المنضوية في جبهته تلك أي مشروعية سياسية قانونية في الواقع، ورغم إنهاء تأثيرها على صناعة القرار في سوريا بموجب الميثاق إلا انها إضافة لذلك عانت من الانشقاقات والتشرذم ولم يبق من بعض الاحزاب إلا مكتبها السياسي!! وهناك من يعتقد أن البعث كان يشجع هذه الانقسامات لتفيت أي قوة محتملة لهذه الاحزاب فتصبح واهنة لا حول لها ولا قوة وتعتاش على ما يقدمه لها البعث! وبين الترهيب بالانقسام والطرد من الجبهة، وترغيب القيادات ببعض امتيازات السلطة لا تجد هذه الأحزاب مناصا من الدوران في فلك البعث، يباهى بها كديكور سياسي يبرهن على تعدديته! وأحزاب الجبهة عادة آخر من يعلم باي قرار سياسي او اقتصادي، وسمعون بالقرارات عادة من وسائل الاعلام مثل أي "مواطن" أخر!! ويقتصر دورهم على سماع ما يتلى للأعضاء في اجتماعات كان يترأسها عادة نائب الرئيس محمد زهير مشارقة! وفي اوساط هذه الاحزاب ما هو اكثر من الفساد العام الموجود، إذ أن ممارسات (بيع) المناصب المخصصة في إطار غوتة الجبهة تحدث عنه الكثيرون، وكذلك الدسائس والصراع بين اعضاء مكاتبها السياسية، على تلك الحصص والبعثات التي كانت تقدمها دول المنظومة الاشتراكية لطلاب هذه الاحزاب، وحين لم يتبق من اعضائها أحد إلا الذين يمثلون هذه الاحزاب في (الوظائف) المخصصة لهم سواء في المجالس المحلية او مجلس الشعب او الوزارات غير المهمة التي " تعطى " لهم ، سمحت لها السلطة في عام 2000 بانشاء صحف وإقامة مقرات علنية، إلا ان صحفها جاءت باهتة ولم يقرأها أحد وتصدر عن طريق معونة شهرية من الدولة وتطبع في مطابعها، ومقراتها لا يدخلها أحد ولا يحفظ أي " مواطن " سوري اسماء هذه الاحزاب ولا قادتها ولا يدري عنها شيء اللهم باستثناء حزب أو حزبين! وأحزاب الجبهة حسب التسلسل الذي ورد في كلمات الافتتاح للأمناء العامين في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي:
أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية:
1- حزب البعث العربي الاشتراكي وأمينه القطري بشار الأسد، وقد قدمنا عنه بما يكفي. 2- حزب الوحدويين الاشتراكيين وقد انشق عن حزب البعث العربي الاشتراكي معارضة لقرار الانفصال، وأعلن سامي صوفان مع مجموعة تضم 10 قيادات بعثية ميثاقهم في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1961تحت اسم "الحركة الوحدوية الاشتراكية"، وفي 23 آب 1963 انتخب فائز إسماعيل أمينا عاما للحركة الوحدوية الاشتراكية ولا يزال في منصبه حتى اليوم! بينما اسم الحزب تنقل بين: "الطليعة الوحدوية الاشتراكية"، ثم صارت "حركة الوحدويين الاشتراكيين". وبعد ذلك أصبحت "تنظيم الوحدويين الاشتراكيين"، أما اليوم فهي "حزب الوحدويين الاشتراكيين". وبتاريخ 7 آذار 1972 دخل الحزب في الجبهة الوطنية التقدمية، وقد دخل الحزب في تحالف مع بعض التشكيلات ذات التوجه الناصري عام 1964 أسموه (الاتحاد الاشتراكي العربي)، ثم انفصل عنه بعد عام، ثم تعرض لانشقاقات داخلية، اعترف بأجنحتها النظام السوري كأحزاب مستقلة منضوية تحت لواء الجبهة! كما انشق عنه جناح رأسه محمد الصوفي (وزير دفاع سابق) ويرأسه حاليا كريم الشيباني تحت اسم «الحزب الوطني الديمقراطي» غير أنه لم يعترف به من الجبعة بعد! للحزب جريدته الرسمية هي : (الوحدوي) . من أعضائه المحامي محمد نجيب مصطفى (الرقة ) عضو مجلس الشعب. 3- حزب الاتحاد الاشتراكي العربي. ويعود تأسيسه كما أسلفنا إلى عام 1964، حين انصهر عدد من التشكيلات السياسية السورية ذات التوجه الناصري في حزب واحد (حركة القوميين العرب، حركة الوحدويين الاشتراكيين، الجبهة العربية المتحدة، الاتحاد الاشتراكي السوري). تعرض الاتحاد الاشتراكي لانشقاقات عديدة فخلال عامي 1965 و1966، انسحبت منه حركتا الوحدويين الاشتراكيين والقوميين العرب. وفي عام 1965 انتخب العقيد جاسم علوان أمينا عاما للاتحاد وكان يقوده في الخارج (مصر) بينما انتخب جمال الأتاسي بعد أن ترك حزب البعث، أمينا عاما مساعدا للاتحاد يقوده في الداخل، الأمر الذي أدى في عام 1967 إلى شرخ جديد نجم عنه ظهور جناحين للاتحاد، الأول في الداخل بقيادة جمال الأتاسي والثاني في الخارج بقيادة العقيد جاسم علوان واللواء محمد الجراح. وبعد ذلك بسنة غاب العقيد جاسم علوان عن المسرح السياسي، فاحتفظ جناح جمال الأتاسي بالاسم ، بينما بقي للجراح دورا معارضا محدودا مارسه من خلال التحالف الوطني لتحرير سورية أوائل الثمانينات. جمال الأتاسي انضم للجبهة الوطنية التقدمية عند إنشائها، إلا أنه انشق سريعا عام 1973 احتجاجا على المادة الثامنة من الدستور الذي وضعه حافظ الأسد، وخرج من الجبهة، بينما بقي فوزي الكيالي فيها، مع سبعة اعضاء من الحزب، وكلاهما احتفظ بذات الاسم أي"الاتحاد الاشتراكي العربي" فانضم الأتاسي لمقاعد المعارضة وساهم في عام 1979 بتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي مع لفيف من قوى اليسار، بينما ورث أنور الحمادي مكان الكيالي أمينا عاما للحزب، بعد أن فر الكيالي–على ذمة حبيب صالح- بسبب وشاية من صفوان المقدسي بتطاوله على العلويين! ثم جاء بعدهما إسماعيل القاضي –الذي نال نفس الوشاية- فأبعد كسفير إلى بلغراد!- من صفوان وحكمت بيازيد ويوسف جعيداني –الذي اكتوى بالنار ذاتها بحسب رواية حبيب صالح-!، إلى أن وصلت رئاسة الحزب الموالي إلى أمينه العام الحالي (صفوان قدسي)، وتعاونه في الامانة العامة للحزب زوجته بارعة ويحتل زوج ابنته عضوية المكتب السياسي للحزب!، وجريدة الحزب الرسمية هي: (الميثاق) ، وهي بحسب المعلومات المتاحة لا تصدر الآن . الطريف في شأن هذا الحزب أيضا ما أورده –حبيب صالح- حيث قال: (حكمت بيازيد وبعد أن انشق على صفوان من جديد اختاره نائب رئيس الجبهة ليكون مستشاراً! ولكنه أصر على تأسيس حزب بديل لحزب صفوان، فلم يرق ذلك لسيّده الذي أعفاه من منصبه، فقرر أن يرد التحدي على طريقته بتأسيس حزب أطلق عليه"الأسدية"وعقد له أول مؤتمر تأسيسي في الحديقة العامة في بلدة القرداحة، عام 1995وفي الهواء الطلق! وكتب في أدبياته أن "الإستفتاء الوحيد في تاريخ سورية هو الإستفتاء على حافظ الأسد والممتد منذ تشرين عام1970 وحتى اليوم!")!!
4- الحزب الشيوعي السوري (وصال فرحة). تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 على يد فؤاد الشمالي من بلدة بكفيا في لبنان. وهو بهذا يعد من أقدم الأحزاب السورية المستمرة في النشاط، شارك الحزب في الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. ثم أصبح خالد بكداش -أول شيوعي في التاريخ العربي- رئيسا له عام 1935، وحتى عام 1944 كان الحزب يغطي قطري سورية ولبنان، لكن الحزب الشيوعي السوري استقل تماما هذا العام، ونجح في دخول البرلمان عام 1954 لأول مرة، وتزايد نفوذه في سوريا بشكل كبير في السنوات التي سبقت الوحدة مع مصر عام 1958، كما عارض الحزب هذه الوحدة فتعرض أعضاؤه للسجن والملاحقة. عرف الحزب الشيوعي انقساما داخليا في 2/4/1972، على خلفية الانضمام للجبهة، فانشق إلى نصفين: جناح خالد بكداش الذي احتفظ باسم الحزب، وجناح رياض الترك المعروف باسم "الحزب الشيوعي/المكتب السياسي". كما تعرض الجناح البكداشي عام 1983 إلى انشقاق آخر، فأصبح الحزب الشيوعي المنتمي إلى الجبهة بجناحين ظلا عضوين في الجبهة، ويحملان نفس الاسم! وهما: جناح وصال فرحة التي استلمت مهامها بعد وفاة زوجها بكداش(القائد التاريخي)، وجناح يوسف فيصل. ويصدر جناح وصال فرحة صحيفة نصف شهرية باسم صوت الشعب. أما المكتب السياسي للحزب فيتشكل من : (وصال فرحة بكداش، وابنها عمار بكداش، وجبران الجابر ، وجاك عبد النور ، وعبد الوهاب رشواني ، ووليد فارس ، ويوسف أحمد ، وإسكندر جرادة، ومحمد نافع بوزان) . انتخب مؤتمر الحزب في آب من عام 2000م (33) عضواً إلى اللجنة المركزية ، بينهم (13) وجهاً جديداً .. وكان من أبرز الخارجين من اللجنة المركزية للحزب : (الدكتور قدري جميل-صهر وصال فرحة-، وصالح بوظان ، وعلي حمادي) . أسس الدكتور قدري جميل تنظيما ضم فيه عناصر من أجنحة الترك وبكداش وفيصل، -لا يزال خارج الجبهة-، أسماه: محموعة قاسيون. لكن النظام لم يعترف به! وهو حزب شبه علني ويقتصر تواجده إضافة لجريدته (قاسيون) التي توزع باليد وبالإنترنت على اصدار بيانات عن وحدة الشيوعيين ومناهضة الامبريالية! 5- حزب العهد الوطني. وهو مسمى جديد دخل الجبهة هذا العام، ولكن إشارة أمينه العام التي أوردها في كلمته أمام المؤتمر القطري العاشر، حيث ذكر البعثيين بأنه تحالف معهم في الخمسينات تبين أن الحزب هو امتداد للحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه الحوراني، واندمج مع حزب البعث سنة 1952، ثم انفصل عن البعثيين بعد الانفصال تحت اسم: (حركة الإشتراكيين العرب)، واستطاع النظام أن يستقطب جناحا من هذا الحزب كان أمينه العام هو عبد الغني قنوت الذي توفي في 9 آذار 2001، وإثر ذلك انشق الحزب ثانية لجناحين، الأول بقيادة أحمد الأحمد وأعطاه النظام الشرعية مباشرة، بينما لم يعترف بالطرف الآخر وهو عبد العزيز عثمان ثم ورث الحزب ابنه غسان، وغير اسمه، فأصبح اسمه: حزب العهد الوطني! الذي اعترف به حزب البعث عضوا في الجبهة. يصدر صحيفة (آفاق) والتي لم تصدر بعد!.
6- حركة الاشتراكيين العرب.
وقد قدمنا أنها لم تكن سوى امتداد لتوجهات أكرم الحوراني ونشاطه الحزبي غير أن السلطة نجحت في إغواء (عبد الغني قنوت) فدخل جبهتها، بينما بقي جناح أكرم الحوراني الذي خلفه عبد الغني عياش.خارج السلطة، وقد انضم جناح عياش إلى التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في الداخل، بينما وقع شقاق جديد بعد وفاة قنوت (الموالي) أدى لخروج الأمين العام للحركة عنها مؤسسا حزب العهد الوطني، بينما بقيت الحركة بقيادة أمينها المساعد السابق أحمد الأحمد الذي وصف حزبه في كلمته بالمؤتمر القطري العاشر بأنه (توأم البعث). وقد اعترف حزب البعث بشرعيته وأعطاه حقيبة وزارة الإنشاء والتعمير! حصل في الحركة انشقاق آخر حين تنافس أحمد الأحمد ومصطفى حمدون على الانتخابات، ورغم الاجماع على حمدون غير ان الجبهة اعترفت بقيادة احمد الاحمد لينشق مصطفى حمدون بجناح خاص غير معترف به من الجبهة-يواليه المحامي الحموي (إدوار حشوة)- مع أن حمدون كان من المشاركين في انقلاب (8 اذار1963) التي استلم البعث فيه السلطة! وكان أميناً عاماً مساعداً ثانياً للحزب. ربما لأنه كان خارج البلاد ومن الموالين للبعث العراقي! للحركة جريدتها الرسمية وهي : (اليقظة) ، والمعلومات تفيد بأنها لم تصدر حتى الآن .
7- الحزب الشيوعي السوري (يوسف فيصل).
انشق عن (بكداش) في عام 1986م ، وفي عام 1992م توحّد مع جناح (مراد يوسف) زعيم ما عُرِفَ بـ (تنظيم القاعدة) المنشق عن (بكداش) في عام 1979م .. للحزب مكتب سياسي مشكَّل من خمسة عشر عضواً هم (حسب صحيفة الوطن القطرية) : [يوسف فيصل (أميناً عاماً) ، رضوان مارتيني (كان وزيرا في حكومة ميرو) ، دانيال نعمة (عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية الحاكمة) ، يوسف نمر ، رأفت الكردي ، حسين عمر ، ماهر الجاجة ، محمود عفيف ، يعقوب كرو ، فايز جلاجح ، أنس قسّام ، عدنان كيزاوي ، سمير التقي ، إبراهيم قندور ، نجم الدين الخريط] . اللجنة المالية للحزب مشكّلة من : [الدكتور معتصم البالي (رئيساً) ، فرج الموصلي (عضواً دائماً)، زياد الياسمين (عضواً دائماً) ، عادل داوود (عضواً غير دائم) ، علي إبراهيم (عضواً غير دائم)] .جريدته الرسمية هي : (النور) الأسبوعية التي تعد ابرز الصحف التي اصدرتها الاحزاب وهي الوحيدة المقروءة إلى حد ما من بينها. يطالب هذا الجناح بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
8- الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي.
وهو حزب منشق عن حزب : (حركة الاشتراكيين العرب) انشق مبكرا في عام 1974، لكنه لم ينضم إلى الجبهة إلا في نهاية كانون الأول 1988. وكان يقوده أمينه العام أحمد الأسعد منذ تأسيسه حتى وفاته في 9 آذار 2001. من أعضاء الحزب البارزين : (فضل الله ناصر الدين ، وعبد المجيد المنجد ، ومحمد العبود ، وهاني هيكل ، ووليد الشعيـبي ، ومنير العلي ، وفراس الأسعد "نجل أحمد الأسعد") . وقد اندلع الصراع على أشده بين فراس الأسعد نجل زعيم الحزب الراحل أحمد الأسعد وبين العديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، مثل هاني هيكل وفضل الله وغيرهما. وقد انتخب فراس أمينا عاما للحزب، إلا أن الفصيل المناوئ لم يعترفوا بهذا وشكلوا قيادة مؤقتة وتم تبادل اتهامات مدوية بين الفريقين ويبدو في النهاية ان السلطة التي ترجح الاعتراف " الشرعي" في مثل هذه الحالات اعترفت بأمانة فضل الله ناصر الدين ويتمثل الاعتراف بوراثة تمثيل الجبهة ولم يعترف بشرعية فصيل فراس الأسعد رغم انتخابه! 9- حزب الاتحاد العربي الديمقراطي. وهو حزب (ناصري)، انشق عن الحزب الوحدوي الاشتراكي برئاسة يوسف جعيداني وأسمى جناحه " الحزب العربي الديمقراطي الناصري" وقد جاء إلى قيادة الحزب المحامي غسان أحمد عثمان فأسقط من تسمية الحزب صفة "الناصري" وأصبح اسم الحزب " حزب الإتحاد العربي الديمقراطي"! وكان ذلك شرطاً لدخول الجبهة. من أعضاء مكتبه السياسي : (أحمد ديواني) . عقد مؤتمره الخامس في (دمشق) بتاريخ 10/8/2002م تحت شعار : (لنعمّق التزامنا الحزبي فكراً وممارسةً في مسيرة التطوير والتحديث ، التي يقودها الرئيس بشار الأسد) .
10- الحزب القومي السوري الاجتماعي. تأسس باسم حزب الشعب السوري عام 1932، وفي عام 1941 أصبح اسمه(الحزب السوري القومي الاجتماعي )، وهو حزب قومي يتملّق النظام ، سبق له في الخمسينات أن اصطدم دموياً مع حزب البعث وحلفائه حين اغتال (عريف علوي) من أعضاء الحزب القومي السوري (ضابط سنيا) من أعضاء حزب البعث (عدنان المالكي)، مما استتبع عمليات استئصال وتصفية للحزب السوري القومي الاجتماعي في حينه، وبعد رحلة من الإبعاد ابتدأت بإعدام مؤسسه في ليلة غير مقمرة بتاريخ 1949، وعبر عقود من الزمن بعد ذلك ارتبط اسم الحزب بالشوفينية والفاشية ومعاداة القومية العربية، والارتباط بقوى أجنبية حتى في مناهج التعليم السورية الحالية! وكان يعني كل ذلك، وضع الحزب في مربع التخوين والتهوين... وظل هذا الحزب كامناً تحت الأرض ، ولأمر ما منذ عهد الرئيس حافظ الأسد، بدأ الحزب يستعيد بعض اعتباره، باحتلاله مواقع متضمنة في بنية النظام السوري، لم تحظ بمثلها أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، التي كانت جزءاً من الديكور في صالون السياسة السورية، حيث حظي (شوقي خير الله) أحد رجالات الحزب البارزين بمنبر دائم في جريدة الثورة السورية..!! وبدأ يتحرك في أيام حافظ أسد ، لا سيما أيامه الأخيرة ، حيث استقبل عبد الحليم خدام أولاً ، والرئيس بشار ثانياً مندوبي هذا الحزب ، وظهرت تصريحات متبادلة بين الطرفين تفيد بأن هناك انسجاماً بينهما ، وأن هناك احتمالاً قريباً بانضمام هذا الحزب إلى الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة، ومنذ أواخر العام 2001 بدأ الحزب يحضر اجتماعات الجبهة بصفة مراقب. وهناك من يشير إلى تسويغ هذا التقارب بدور آل مخلوف (أخوال الرئيس) المحسوبين على الحزب القومي السوري الاجتماعي . ويزاود هذا الحزب على الإخوان المسلمين وعلى الأحزاب الأخرى للدخول في الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة .. له جناحان ، أحدهما الجناح الذي اعترفت به الجبهة، و يرأس مكتبه السياسي (عصام المحايري)، والآخر التيار الديمقراطي، رئيس مكتبه السياسي الطبيب باصيل دحدوح - والذي كان يرأس المجموعة البرلمانية للصداقة السورية-. خاض الحزب انتخابات مجلس الشعب عام 2003 لأول مرة في قوائم الجبهة (جناح عصام محايري)، بينما خاض ممثل الجناح الآخر (باصيل دحدوح) الانتخابات مستقلا وتمكن من النجاح للمرة الرابعة، كما تمكن أمين سر المكتب السياسي لجناح محايري المحامي جوزيف سويد من النجاح بصفة مستقل ضمن قائمة (العلم والعمل) في دائرة دمشق، وفشل الكاتب نذير العظمة من الجناح ذاته من تحقيق النجاح بالرغم من تحالفه مع أربعة شخصيات يمثلون قائمة (دمشق الفيحاء). ثقل الحزب ومركزه الاساسي في لبنان، والأمين العام للحزب في لبنان هو: (جبران عريجي) لم يكن الحزب معارضاً للسلطة يوما، لكنه لم يكن مسموح له بالنشاط العلني المباشر في سوريا في الوقت الذي تتحالف معه السلطة في لبنان! جاء الحزب الى الجبهة بأحد اجنحته القائمة قبل انضمامه اليها« جناح الانتفاضة: جورج عبد المسيح»«جناح التيار الديمقراطي : باصيل دحدوح » وقد صدر بيان عن «الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة الدكتور أنطوان أبي حيدر» و "مفوضية الشام المركزية" ومفوضها الدكتور علي حيدر ينفي أي علاقة له بقرار الانضمام! كما عارضه كثير من أعضاء وكتاب الحزب وتشكلت على إثر هذا « الحركة السورية القومية الاجتماعية » التي لا توافق على هذا الانضمام وياتي هذا ليكشف ما يعاني منه الحزب من خلافات داخلية تعصف به.
يتبع.....(أحزاب حديثة تنتظر دورها في دخول الجبهة)
#إسماعيل_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخارطة السياسية السورية3
-
الخارطة السياسية السورية(2)
-
(1)الخارطة السياسية السورية
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|