أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مؤيد عبد الستار - الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية















المزيد.....

الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم تكن القوى الديمقراطية والتقدمية في العراق تتوقع ان تؤول الامور في العراق الى هذا الدرك من التخلف والفساد ، سواء سياسيا او اجتماعيا او اداريا، فقد دمر النظام البعثي الصدامي البنى التحتية للبلاد بشكل لا مثيل له ، مما تسبب في اشكالات هائلة لايمكن معالجتها بالاساليب التقليدية المعروفة ابدا، ويتوجب على القوى السياسية العراقية التكاتف والتعاون بشكل استثنائي من اجل وضع الحلول العلمية المناسبة لهذه الاشكالات ، التي تبدأ بالمشاكل المعيشية وتنتهي بالمشاكل النفسية للمواطن العراقي ، مرورا بالمشاكل البيئية.
اعتادت القوى السياسية العراقية على التنافس فيما بينهما من اجل الحصول على مكان في السلطة السياسية ، فكانت في العهد الملكي تتقرب الى العائلة الحاكمة او الى الانجليز ، أو تخوض الانتخابات وتحاول الوصول الى البرلمان ( مجلس الامة)... الخ ورغم الشكل الرمزي والساذج لتلك الممارسة الديمقراطية ، الا انها كانت صورة بسيطة ، مفيدة في تشكيل الوعي الديمقراطي السياسي ، في بلد زراعي/ رعوي ، شبه اقطاعي ، مثل العراق.
وحدث بعد ثورة الرابع عشر من تموز1958 ان نهضت قوى جديدة في العراق في محاولة منها لتغيير الواقع المزري للبلد المدقع في فقره ، الغارق حتى اذنيه في وحل الجهل والتخلف والامية والمرض، الا ان رجال الثورة كانوا قد بالغوا باحلامهم التي لم تجد من يدعمها ، بل على العكس تعاونت بعض القوى السياسية العراقية مع القوى الاقليمية والاجنبية لوأدها بسرعة خاطفة ، فذبحت مع قادتها وجماهيرها في 8 شباط 1963 .
ولما استولت سلطة البعث الثانية على السلطة عام 1968 أنعشت بعض الجوانب الاستهلاكية في البلاد ، وشيدت بعض المشاريع الاستعراضية ، الا انها جعلت من الامر غطاء للقمع الوحشي الذي مارسته باوسع شكل ، حتى اكتوى بنارها القريب والبعيد، واشاعت الخراب في العراق حتى اصبح الغراب ينعب فوق كل بيت وحارة .
وقبل ان تُسـلم سلطة البعث روحها الى بارئها ، سلمت العراق بارضه اليباب وشعبه المنهك الى امريكا على طبق من ذهب، وبعد معركة وهمية لم يقاوم فيها اسود البعث الاشاوس ساعة واحدة ، تركوا فيها اولاد الملحة بملابسهم الخاكي تحت رحمة الطائرات الامريكية من اخر طراز ، و صواريخ كروز وغيرها من اسلحة فتاكة، استعرضت فيها امريكا عضلاتها امام دول العالم الثالث لتريها مدى قوتها وامكاناتها ، وترهبها كي لاتفكر يوما في التمرد أو يخطر ببالها أن تخرج من الفلك الامريكي وتجلس في أحضان اخرى فرنسية او روسية او صينية !!!!!
لقد انشغلت قوى المعارضة العراقية خلال حكم صدام الدموي بمعالجة المواقف الصعبة التي تحيط بها ، وكانت القوى المعارضة للنظام الصدامي متنوعة بحيث كانت حين تلتقي في مقهى او ناد ، لاتستطيع التفاهم فيما بينها، فكل واحد يصرخ في واد ، وكل يحاول جر النار الى قرصه ، وتنوعت قوى المعارضة بحيث انطبق عليها المثل القائل : من كل قدر كباية. ولم تكتف بالتنوع ، بل زادت الطين بلة ، بتناحرها ، واختلافها على الصغيرة والكبيرة،دون نظر في العواقب، وساهمت بعض الدول الاقليمية في زيادة سعير نار الاختلاف بالقاء المزيد من الحطب عليها، فوصل الامر حد الاقتتال فيما بينها ، قتال علني احيانا ، وسري أو خفي أحيانا اخرى.
لقد باغت المعارضة شخص ليس من أهلها ، وانما من اهل المال والتجارة والمصارف، باغت المعارضة بالدخول من الشباك الامريكي ، فاستحصل مالا و قرارا امريكيا بانشاء المؤتمر الوطني العراقي الذي جمع حوله العديد من رموز المعارضة، واصدر صحيفة اسبوعية واسعة الانتشار – المؤتمر – فشكل جهة تفاوض قوية مع قوى المعارضة وكاد ان يأخذ المبادرة منهم لولا قوة الاحزاب الكردية ، التي لم تسمح له باللعب في كردستان كيفما يشاء ، ففشل في التسلق على اكتافها وحول بوصلته ليتحالف مع القوى الاسلامية الشيعية رغم علمانيته الامريكية ، وربطات العنق الملونة الانيقة التي يشمئز منها رجال الدين الافاضل ، لانها تذكرهم بالشيطان الاكبر ، والغرب الفاسق وووو....
ظلت المعارضة اليسارية تعاني من تبعثر قواها الواهنة اصلا ، فكثرت بين صفوفها الانشقاقات ، والتشكيلات التي اخذت طابع المنافسة الدونكيشوتية، فاصبح كل من قرأ مذكرات جيفارا ينادي بتشكيل فرقة انصار على غرار فرقة كاسترو التي حررت كوبا، وكل من قرأ المقتل لابي مخنف ينادي بحملة على غرار حملة الحسين عليه السلام ، وكل من قرأ مذكرات هوشي منه ينادي بحرب الانصار ... حتى ضاع الجمخون والبداوي- مثل جصاني-.
لم يكن تغيير نظام صدام مفاجئا ، فقد عزم الامريكان على ذلك منذ نهاية حرب الخليج الاولى – الحرب العراقية الايرانية- ، الا انهم – الامريكان- كانوا بحاجة لصدام لينجز لهم اخر مشروع عسكري ، وهو غزو الكويت ، الذي لم يخفي النظام دور السفيرة الامريكية غلاسبي في التشجيع عليه.ولم يكن المنفذ ، صدام ، بالعميل الذي يستطيع تنفيذ الامر دون اخطاء ، ودون خسائر ، فضرب الكويت الصغيرة بهراوته الغليظة حتى تطاير شرر ضربته على الجيران الذين هبوا من نومهم على زعيق الديناصور الكاسر ، فهالهم حجم الدمار الذي خلفه ، فثاروا على حليفهم العم سام وصديقهم ابو ناجي ، وهددوا بالويل والثبور وقطع النفط ، ان لم ينقذوهم من هذا الوحش الكاسر باسرع وقت. وكان ما كان ، اذ تسارعت خطى التغيير حتى استغرب صدام نفسه من معاملته وكأنه عدو لدود ، وكان يتصور الامر مجرد مناورة على غرار الكويت ، الا ان الاصدقاء غدروا به ، ونقلوه من حفرته التي اختبأ فيها الى قاعة المطار ليقضي ايامه الاخيرة يتسامر مع بضعة اولاد امريكان ، وحفنة محامين اولاد حلال ، يمسحون عن وجهه وحشة الخيانة العظمى، وهو الذي لم يخنهم ، مع الاعتذار للراحل عبد الحليم حافظ في اغنيته تخونوه وعمرو ماخانكم ....ليه تخونوه....
اثبت التدخل الامريكي تحت غطاء تحرير العراق ، عدم صدقهم ، اذ سرعان ما تحول قانون تحرير العراق الى احتلال العراق، فانكشف الوجه الحقيقي للراسمالية ، التي يقامر البعض بالاعتماد عليها للتغيير من اجل وطن حر وشعب سعيد.
وبينما تتحالف مختلف القوى السياسية في العراق الجديد من اجل الفوز بمقعد في البرلمان ، لم يجد اليسار العراقي والقوى الديمقراطية من يتحالف معها، ولم تستطع هي نفسها التحالف فيما بينها ، بسبب حزازات الماضي ، والتاريخ المثقل بالانقسامات والاتهامات والتشرذم.
لذلك لم يحصل الحزب الشيوعي العريق ، على اكثر من اربعة مقاعد ، توزعت بين العرب والكرد، بينما حصلت قوى دينية مذهبية على حصة الاسد في البرلمان، وهذا ما جعل الجميع يعيد النظر في حساباته ، كي لا تكون الخسارة امض مما سبق، وارى ان الطريق امام القوى الديمقراطية واليسار العراقي شاقة في الوصول الى الاهداف التي استطاعوا الوصول اليها في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، اي في العهد القاسمي والعهد العارفي ، وفي عهد الجبهة الوطنية المشؤومة التي قصمت ظهر اليسار العراقي بالوانه وتجلياته ، حتى احترق الاخضر واليابس .
ان من اولى مستلزمات الكفاح في الوقت الحاضر ، الاعتماد على سياسة النفس الطويل ، اي عدم اللهاث وراء المكاسب الانية السريعة ، مثل المناصب الحكومية، والمنافع الشخصية ، والمكاسب المادية، والانتصارات الوهمية.
على القوى السياسية اليسارية والتقدمية التلاحم وشد ازرها من اجل حشد اكبر عدد من القوى السياسية الديمقراطية تحت راية جبهة وطنية تقدمية، ويعني ذلك فيما يعنى عدم الركون الى اي منظمة او حزب او كتلة دينية أو مذهبية ، من اي لون كانت ، وعدم الاشتراك مع اي حزب قومي او طائفي مهما كانت المبررات ، وانما على القوى اليسارية الديمقراطية الالتفاف حول بعضها البعض ، والسير بخطوات حثيثة نحو الهدف ، وبثبات حتى وان كان بطيئا. ومن اولى الاولويات رفع شعارات وطنية تقدمية دون اية مساومة عليها مع اية قوة سياسية ، والابتعاد عن التراضي والاتفاقات النفعية ، وزرع الثقة بين اوساط الجماهير العراقية ، والتثقيف في سياسة وطنية تتبنى وحدة البلاد ونظام ديمقراطي فيدرالي ، والعمل مع جميع القوى المحبة للديمقراطية في العراق والعالم العربي والاسلامي والعالم ، والخروج من قوقعة عراقي فقط، فالعالم يتسع ويصغر في ان واحد ، لذلك يتوجب على القوى الوطنية العراقية الاستفادة والعمل مع جميع القوى الديمقراطية في العالم ، سواء في روسيا او فيتنام او امريكا او جنوب افريقيا ، بكلمة موجزة التفاعل مع قوى السلام والديمقراطية في العالم من اجل تحقيق شعار من اجل وطن ديمقراطي يعيش فيه الانسان موفور الكرامة دون خوف .




#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
- من اغتال رفيق الحريري
- الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن ...
- أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية
- النخبُ الاول من أجل الانتخابات
- تضامن الكورد في الانتخابات دليل على وعيهم السياسي لتحقيق أما ...
- لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها
- لماذا لاتنتخب بعض المحافظات العراقية
- تطوير ثقافة الاكراد الفيلية مساهمة في تطوير الثقافة العراقية
- لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان
- آفاق استخدام اللغة الانجليزية في كردستان


المزيد.....




- أكادير: احتجاجات وإضراب عام للعاملات العمال الزراعيين باشتوك ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مؤيد عبد الستار - الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية