سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 17:48
المحور:
سيرة ذاتية
اكتب هذه المقاله فى الوقت الذى يتوجهون فيه لدفن ابو عمر ديراوى.و لذا فانى احاول من خلال المقاله ان اهزم المسافه و اشارك فى الدفن عبر الكتابه. و كان ابو عمر من الرجال الذين يقدرون الكتابه و العلم . لن اتسابق مع محبى ابو عمر لاحمل التابوت , و لن اتسابق مع احد لاقول البقيه بحياتكم لابناؤه, و هم جميعا اصدقاء اعزاء .كل هذا الكلام يمكن ان يقوله اى احد و اى شخص.لكن اتيحت لى الفرصه ان اعرف ابو عمر عن كثب.و ان اتحاور معه فى العديد من المرات حول فلسطين و تجربته و حياته و كفاحه الطويل.
و لذا فان كتابتى عنه ليس فقط بسبب المحبه له و الشعور بالحزن لفقدانه, بل لان ابو عمر يملك رمزيه خاصه فى هذه المرحله التى نعيش فيها.فقد قضى ابو عمر جل حياته خادما للمسجد.كان شخص يتفق الصغير و الكبير على صدقيته و امانته ووطنيته و ايمانه العميق و اخلاصه و تفانيه.و من المحزن القول ان هذه الصفات لم يعد من السهل توفرها فى شخص واحد كما فى حاله ابو عمر.
ابو عمر ديراوى كان يملك ذلك الايمان الاسلامى القريب من نقاؤه بالصوفيه.و حسب اعتقاده على المسلم ان يلتزم بتعاليم الدين من صلاه و من عمل للخير و المعروف.
و لذا لم يكن سعيدا ابدا بكل التغيرات الاخيره التى طرات على المنطقه , و التى ادت الى تسييس هائل للدين الاسلامى.و كان لسان ابو عمر ان على رجال السياسه ترك الدين و شانه ,كما على رجال الدين التفرغ لتعليم الفضائل و ليس لادخال الدين فى عالم السياسه.
كان ابو عمر خلال اكثر من خمسين عاما يوقظ الناس كل فجر للصلاه عبر ميكريفون الجامع . و كان يعلن عن وفاة الاشخاص .كما كان يعلن عن حملات التبرع بالدم ان احتاج احد.كما كان يعلن عن اعمال خيريه و سواها من الامور التى تفيد الناس.و ذات يوم غضب بعض الاصوليون عن اعلان وفاة سيده مسيحيه عبر ميكريفون الجامع . قال لهم ابو عمر ان الشعب الفلسطينى بمسلميه و مسيحييه كان دوما يدا واحده فى السراء و الضراء و ذكرهم بقيم الاسلام التى لا تتعارض مع قيم الاخوه الانسانيه.
كان ابو عمر من اخر جيل فلسطين ممن جاوؤا الى لبنان.كان من تلك الجذور الصلبه التى ما انحت يوما لصعوبات.كافح طوال حياته لاجل عائلته .و عندما احتاجه الوطن لبى النداء .كما ان حلمه بالعوده الى قريته الجليليه المشرفه على بحيره طبريه لم يمت يوما .كان رجلا فاضلا بكل المقايسس.من المحزن انه لن يسمع بعد الان صوته و هو يوقظ الناس لصلاه الفجر!
الوداع يا ابا عمر !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟